المجموع : 20
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ / فرمتُ مُخَّ الذَّرِّ في عُسْرَتِهْ
أمَّلْتُ منْ رفد سُلَيْمانِكُمْ / ما أمَّلَ المعتزُّ مِنْ نُصْرَتِهْ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ / بذمِّ رائيهِ ولا خابرِهْ
ظاهرُهُ أحسنُ من غيبه / وغيبُه أحسن من ظاهرِهْ
ومن إذا الرأي خبا نُورُهُ / فإنما يقدحُ من خاطرِهْ
فلا ترى أثقبَ من ذهنهِ / فيه ولا أيمَنَ من طائرِهْ
أوَّلُ ما أسأل من حاجةٍ / أن تقرأ الشعر إلى آخرِهْ
قراءةً تصدرُ عن نيةٍ / تُفهم قلب المرء عن ناظرِهْ
ثم كفاني بالذي تَرْتَئي / في جَيّد الشعر وفي شاعرِهْ
وما أرَى التقصير يُخشَى على / فعلك بل يُخشى على شاكرِهْ
وفي ابن عمار عُزيريةٌ
وفي ابن عمار عُزيريةٌ / يخاصم الله بها في القدرْ
لِمْ كان ما كان ولمْ لَمْ يكن / ما لم يكن فهو وكيل البشرْ
لا بل فتى خاصم في نفسه / لِم لَم يفز قِدْماً وفاز البقرْ
وكل من كان له ناظر / صافٍ فلا بدّ له من نظرْ
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ / يا سادةً تُعلَى مآخيرُها
أضحى المخانيث ينيكونكم / وناكَةُ الناس مذاكيرها
مالي أرى ناكتكم غلمةً / كالحور صانتْها مقاصيرها
مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ / دلالُها بادٍ وتفتيرها
فقال شيخ منهمُ عاقلٌ / فكِّرْ فهادِي النفس تفكيرُها
هل وَضَع الفيشةَ تأنيثُها / أو رفع الأحراحَ تذكيرها
قد ذُكِّرتْ هذي وقد أُنِّثتْ / هاتيك والتظفير تظفيرها
أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ / في الأرض فالتدبير تدبيرها
فاغضبْ على الأشياء أو خلِّها / بحيث أجرتْها مقاديرها
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ / يا لك من قَدر ومن قَدْرِ
خليفةُ الله على خَلْقه / وبنتُ عالي الشأن والأمرِ
يا درة البحر بشرى إنما / أُخرجْتِ من بحر إلى بحر
لا زلتِ تأوين إلى ظله / ما آوتِ الدنيا إلى الدهر
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ / ومِسْك دارِينكُمُ الأذفرُ
ومَندل الهند الذي يُرتَضَى / يُقسَم في الناس ولا نُذكرُ
يا مانعينا من هداياكُمُ / ثناؤنا من عطركم أعطر
ثناؤنا يبقى ويطوي الفلا / طيّاً فلا يُثنَى ولا يُقصر
وعطركمْ تَدرُس آثارهُ / ويسأم السيرَ ولا يفخر
أقسمت بالكأس إذا أعملت / واصطخب المزمار والمِزْهر
لو جاءنا العود وأتباعه / وخيرُهن العنبر الأخضر
لقد غدا يُثنى به شعرُنا / أضعاف ما يثنى به المجمر
أو جاءنا المسك جَزينا به / ما يصبح المسك به يُهجَر
أو أصبح المنشور من شكرنا / كأنه من ريحه يُنشر
ولو أتى الكافورُ قلنا يد / بيضاء كالكافور لا تُكفَر
أو جاءنا من عندكم مَركبٌ / أحمر كالشعلة أو أشقر
نِسْبته يُنسَبها داهِرٌ / ولونه يُنحَله قيصر
يُعزَى إلى السند ويعتدُّهُ / في الروم لون ناصع أحمر
مُصَرصِر لكنه صيِّتٌ / عقارب الدار له تُذعَر
فيه على الأعداء مستنجَدٌ / في ظلمة الليل ومستنصر
ما صرّ إلا ولنا نطقُهُ / بالشكر أو يحسر أو نحسر
لا نَخلُ من جملة ألطافكم / لا يخلُ من شكركُم مَحضر
إنا إذا تاجَرَنا صاحبٌ / أضحى وما ذُمّ له مَتْجرُ
ما خلت من يُهدي لنا فانياً / نجزيه عنه باقياً يخسر
الحمد لله الذي لم تزل / أنوارهُ ساطعةً تَزهر
حَظي مما عندكم تافهٌ / وحظكُم من وُدِّيَ الأوفر
وليس بي قدر هداياكُمُ / بل بيَ أني صاحب يُحقر
رأيتني إذ خنتُمُ حصّتي / وموضعي من رأيكم أغبر
وفعلكم عنوان آرائكم / وقد يُبين المخبرَ المنظر
خذها وإن جدتَ بإسعافنا / فلا تقل إني لا أشكر
وإن أبى الله ومقدارُهُ / فلا تقل إني لا أعذر
مهما يقدَّر منك في أمرنا / فالعذر من تلقائنا يُقدَر
ولو أردنا اللوم أعجزْتَنا / وهل يُنال القمر الأزهر
ليس سماء الله منحطة / وإن تدانت حين تستمطر
يا من إذا حلّاه إخوانهُ / حُلِيَّ مدْحٍ حسنهُ يبهر
فإنما من عندهم نظمهُ / ومن لدنه الدُرُّ والجوهر
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد / يحولُّ أو يثولُّ من صَفْرَهْ
لو صاح في الليل به صائحٌ / لكانت الأرض له طفرَهْ
يرحمه الرحمن من جبنه / فيُطعم الله به نصرَهْ
من أقدم الناس ولكنما / إقدامه تضييعه حِذرَهْ
أبو عليِّ ابنُ أبي قرَّهْ
أبو عليِّ ابنُ أبي قرَّهْ / أبو عييّ ابنُ أبي عُرَّهْ
نُبِّئت عن شيخته أنها / تفعل ما لاتفعل الحرّهْ
تلك التي صادفها بعلها / عذراءَ لا شك من السُّرَّهْ
شيخ له في حرِها ضرّةٌ / ومالها في أيره ضرَّهْ
لم يشهد الفتحَ ولا سيَّلتْ / طعنتُهُ من دمها قطرهْ
طهَّرني الله كتطهيره / ليلة زُفّت من دم العُذرهْ
ذاك دم لم يره ربهُ / أثّر في ثوب أبي قرّهْ
وابنهما النَّغل يرى أنه / في الظَّرف والعلم فتى البصرهْ
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ / لِمْ تنبح البدرَ إذا ما بَهَرْ
فقال لي أحسدُهُ حُسنَهُ / وأنه عالٍ يفوق البشر
قلتُ فإن الشمسَ قد أُوتيتْ / هذا وما تنبح غيرَ القمر
فقال يُعشي بصري ضوؤها / وليس ضوءُ البدر يُعشي البصر
ليس على الضارِط تعييرُ
ليس على الضارِط تعييرُ / ولا على الضاحِكِ تغييرُ
كِلاهُما أجراهُ مِقدارهُ / كرهاً وهل تُعصَى المقادير
كم ضرطةٍ تتبعُها ضحكةٌ / وما على الثِّنْتين تنكير
كلاهما إن قيستا فلتةٌ / حانتْ وللَّهِ تدابير
إن أنتَ صادفت أخا لحيةٍ
إن أنتَ صادفت أخا لحيةٍ / قد جلّلتْ من كِبَرٍ صدرَهْ
فاقبض بيُسراك على أصلها / وضع على حلقومه الشَّفرَه
فإن خشيت اللّه في قتله / وخفت منه سطوة مرَّه
فثِب إلى عُثنونه ناتفاً / فأْتِ عليه شعرة شعرَه
قل للإمام المهتدي كاسمه
قل للإمام المهتدي كاسمه / وللشبيه السر بالجهر
أنصفت بعض الناس من بعضهم / فأنصف الناسَ من الدهر
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ / تهيج أطرابي وأذكاري
وقد أُراها فأقول اسلمي / لجمع آرابي وأوطاري
حيَّتك عنا شمْأَلٌ سهْوةٌ / تسري إذا ما عرَّس الساري
تنسمتْ تسحب أذيالها / خلال جنات وأنهار
كأنما نُشْرةُ أنفاسها / تصدر عن حانوت عطار
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ / في دولة مونقةِ الزّهرهْ
فأمست الدنيا لها بهجةٌ / وأصبح الملك له نضرهْ
وأضحت الحرة مقرونةً / بالحر في دولته الحرهْ
أعني أبا النجم فتى أحمدٍ / إمام أهل البدو والحضرهْ
سيدة زُفت إلى سيدٍ / بدلنا اليسرَ من العسرهْ
ألِّف بالتوفيق شملاهما / في نعمةٍ تمت وفي حبرهْ
فأسندتْ ظهراً إلى شاهقٍ / وضم كفيه على دُرَّهْ
لا أعقبا من فرحةٍ تَرْحة / كلّا ولا من حَبرة عبرهْ
ولا أرانا اللَّه يوميهما / لكن أرانا منهما الكثرهْ
عمَّره اللَّه وأبقى لهُ / رُكنيه من عز ومن قدرهْ
وسَرَّ مولانا بمولاتهِ / وزاد حسادهما حسره
لحيته في وجهه بظرُ
لحيته في وجهه بظرُ / وأنفه في وجهه قبرُ
وعقدُهُ الدهرَ فيا ويلهُ / أوجهُهُ المقبوح والدهر
يا نغلَ ماهانَ ألا نُهيةً / تنهاك أن يأكلك الببر
مارستَ قِرناً باسلاً لو غدا / قِرناً له الصبر بكى الصّبر
يا أيها الجائر في سيرِهِ
يا أيها الجائر في سيرِهِ / قصْداً فقصدُ السير من خيرِهِ
لعمرُ من عَرّض لي عِرْضهُ / ما زَجر الميمونُ من طيرِهِ
بنتُك يا خالد فيما يُرى / هي ابنة الشوكي لا غيرِهِ
فإن يكن بينكما شركة / فإنها لا شك من أيرِهِ
أقول إذ قابلني وجهُهُ
أقول إذ قابلني وجهُهُ / لا سُقي الغيثُ صدى غدْرِ
فما أُراها أوسقت رِحْمَها / أوشاجه وهْي على طُهرِ
وجهك يا جعفر في قبحه / أولى من العورة بالسترِ
كأنما تأوي إليه الدجى / إذا هي انفضّت عن الفجرِ
محلولكٌ أحسب ديباجَه / أسففتَه من حُمَم القِدرِ
كذبتُ بل وجهك في نوره / واقْلِبْ نظيرُ القمر البدرِ
إخال ما أُوتيتَ من حسنه / سألتَه في ليلة القدْرِ
مَفْزَع إبليسَ إليه إذا / رام فتون العاتِق البِكر
كم حُرّةٍ قد رام إصباءَها / فما ارعوتْ منه إلى فكر
لو لم يُغلْغِلهُ إلى قلبها / لرامه من مطلبٍ وعْر
أصبحتَ ملهىً لي ومستهزَأً / ومرتع العارم من شعري
أبشرْ بأجرين تُوفَّاهما / غداً من اللَّه لدى الحشر
أجر على شكرِك ربّ الورى / وأنت معذور على الكفر
لأنه أولاك جلّ اسمه / ما لا يجازَى عنه بالشكر
وشاهَ تصويرَك لم يدّخر / عنك من التشويه من ذُخر
وأجرك الثاني على خُلّة / صاحبُها المحقوق بالأجر
تترك ذا الغفلة عن ربه / وربُّه منه على ذُكْر
يكرر التسبيح من هول ما / عاين من وجهك ذا عذر
فاركبْ سبيل الغي ثم اقترف / ما شئت من إثم ومن وزر
وأْمَنْ عقاب الله لا تخشَهُ / ولا تكن منه على ذعر
فالخزي قد أُسلفتَهُ عاجلاً / فأتِ الذي تهوى من الأمرِ
وفي أبي الفضل على دائه / بلية في مصدر الجَعْر
ليس لها شافٍ لدى هَيْجها / غيرُ دموعِ الكَمر العُجْر
من كل فطحاءَ علتْ مُدمَجاً / يُربي على القبضة والشبرِ
ولو ترى الرِّجس على أربع / أمام فحلٍ مُوثَق الأسر
تخلّلُ الفيشةُ هُلْباً له / قد عمَّ منه شَرَج الدُّبر
تَنوس منه وذَحاتُ استِه / كأنها أفئدة الجُزر
وهْو لما يلتذُّ من نيكه / أنفاسُهُ تَصْعَد في الصدر
أقسمت بالمقسمِ في وحيهِ / وآيِهِ بالشفع والوتر
لأتركن المِسْخ أحدوثةً / سائرة تبقى يد الدهرِ
يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزنا
يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزنا / تصطاد بالرفق رجالَ الفُجورْ
وكيف يغشاها بنو آدم / والجنُّ من تشويهها في نفورْ
قالت أيادي اللَّه مبسوطةٌ / ولي معاش في زكاة الأيورْ
للَّه جيلٌ كلُّهم صالحٌ / يزدرع البر ولو في الصخورْ
ضمّنت سِكْري وحريقي الألى / هُم للحريق الدهر أو للسكورْ
للكحل والغُمرة في وجهها / والجُلَّجوناتِ شهادات زورْ
أعضاؤها تدعو إلى قطعِها / كأنها مخلوقة من بُظورْ
قُلْ للثوابيِّ إذا جِئْتَهُ
قُلْ للثوابيِّ إذا جِئْتَهُ / يا ثُكلَ أسماعٍ وأبصارِ
إن تستتر مني فقد أكبرت / نفسك منّي أهلَ إكبار
وما يضيرُ العينَ ألا ترى / شبيهَ بُهْلولٍ وعمَّار
يا مُلقي الرُّدن على وجهه / لقد تَخَمَّرْتَ على عار
سترتَ وجهاً حق تشويهُهُ / ألّا يُرَى عادمَ أستار
نمَّتْ وقد غطيته لحيةٌ / كأنها رايةُ بيطار
حَسِبتُها من خُبِث أرواحِها / مخضوبةً بالزفت والقارِ
يالك من وجهٍ ومن لحيةٍ / ما أشبهَ الجارةَ بالجارِ
وجه عليه مسحة لم تزل / تَلْحظها عين بإنكار
يا ليت كفاً سترتْ قبحَهُ / مسمورة فيه بمسمار
أدعو عليها ولها نِعمة / ولست للنعمى بكفار
مخافةً إن فاتنا سترها / أن نتلقى سوء مقدار
نستمتع اللَهَ بإحسانها / فإنها ستر من النار
يا عُوذةَ الدارِ التي أُنعِمتْ / عليه بل يا بومة الدارِ
بل أنت أحسنت بإلقائها / على قَذاةٍ ذات إضرار
ولو تصدَّيتَ وواقفتني / كَحَّلت عينيَّ بُعوَّار
فاذهب إلى الجنة كيلا ترى / أنت وأهلُ الأرض في دار
قولَ امرئٍ لم ير ما جِئتَهُ / ضرّاً ولكن نفعَ ضَرّار
مضرّةَ البقةِ في غابةٍ / نالت أذى من أسدٍ ضاري
أستغفر اللَّه ولستَ الذي / يضرُّ إلا ضُرَّ هرّار
تغرق بالكيزان ناعورةٌ
تغرق بالكيزان ناعورةٌ / حنينُها كالبَرْبط الناعرِ
فتارة تحسبها قينةً / تردد اللحنَ على الزامر
كأنما كيزانُها أنجُمٌ / دائرةٌ في فلك دائر