القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَبان اللاحِقِي الكل
المجموع : 3
لَمّا رَأَيتُ البَزَّ وَالشارَه
لَمّا رَأَيتُ البَزَّ وَالشارَه / وَالفَرشَ قَد ضاقَت بِهِ الحارَه
وَاللَوزَ وَالسُكَّرَ يُرمى بِهِ / مِن فَوقِ ذي الدارِ وَذي الدارَه
وَأَحضَروا المُلهَينِ لَم يَترُكوا / طَبلاً وَلا صاحِبَ زَمّارَه
قُلتُ لِماذا قيلَ أُعجوبَةٌ / مُحَمَّدٌ زُوِّجَ عَمّارَه
لا عَمَّرَ اللَهُ بِها بَيتَهُ / وَلا رَأَتهُ مُدرِكاً ثارَه
ماذا رَأَت فيهِ وَماذا رَجَت / وَهيَ مِنَ النِسوانِ مُختارَه
أَسوَدُ كَالسَفّودِ يُنسى لَدى / التَنّورِ بَل مِحراكُ قَيّارَه
يُجري عَلى أَولادِهِ خَمسَةً / أَرغِفَةً كَالريشِ طَيّارَه
وَأَهلُهُ في الأَرضِ مِن خَوفِهِ / إِن أَفرَطوا في الأَكلِ سَيّارَه
وَيحَكِ فِرّي وَاِعصِبي ذاكَ بي / فَهذِهِ أُختُكِ فَرّارَه
إِذا غَفا بِاللَيلِ فَاِستَيقِظي / ثُمَّ اِظفري إِنَّكِ ظَفّارَه
فَصَعَّدَت نائِلَةً سُلَّماً / تَخافُ أَن تَصعَدَهُ الفارَه
سُرورُ غَرَّتها فَلا أَفلَحَت / فَإِنَّها اللَخناءُ غَرّارَه
لَو نِلتَ ما أُبعِدتَ مِن ريقِها / إِنَّ لَها نَفثَة سَحّارَه
نفّر نومي الخبر الساري
نفّر نومي الخبر الساري / إذ صرخ النعىّ بسوّار
هدّ له ركنى وآض الحشا / كأنما سعّر بالنار
يا عين فابكيه ولا تقصري / فليس هذا حين إقصار
وحقّ للباكي عليه البكا / ما طرفت عين بأشفار
ومادعت ورقاء رأد الضحى / في أيكة حفّت بأشجار
وما جرت أدم الفيافى وما / لاح سراب المزنة الجاري
كأننا يوم فقدناه لم / نمس بأسماع وأبصار
إمام عدل قائل فاضل / يجلو دجى الشك بأنوار
كانت وجوه الحق قد أسفرت / فأظلمت من بعد إسفار
وآذن الشرّ بإقباله / وآذن الخير بإدبار
وعاث أهل البغى لما رأي / أهل النهى قلة أنصار
ومرّ دهر كان محلوليا / وعاد ممزوجا بأمرار
وكان سوّار إلى مدّة / تجري الى الحق بمقدار
لما تقضت وأتى يومه / عدا عليه الباسل الضاري
دهر على أمثاله طالما / أنحى بأنياب وأظفار
اذا انتحى جبار ملك أتى / من دون حجاب وأستار
يا بعد سوّار وإن لم يكن / أصبح منا نازح الدار
وكيف لا يبعد من فوقه / صفائح الترب وأحجار
في حفرة حل بها وحده / موحشة ضيقة الغار
مكن فيها بيته حافر / بمنسف طورا ومحفار
قد ودّع الدنيا وسكانها / واعتاض أجوار [ا] بأجوار
لا يسمعون الصوت إما دعوا / ولا يهشّون لزوّار
تسفى الرياح الترب من فوقهم / نسجا بإقبال وإدبار
وإن يكن مات فلمّا يمت / طيب ثنا منه وأخبار
وسنن الدين التى سنّها / خلّف منها خير آثار
لا يبرح السالك منهاجها / منها بخير ما سرى الساري
كم مسلم أنقذ من عصبة / تسجد للصلبان كفّار
يدعى إلى الكفر فإن عافه / دان بإكراه وإجبار
وحاصن تفتن عن دينها / تبكى بعين دمعها جاري
قد طال في أيديهم أسرها / وكان يفديها بقنطار
وخائف أمّن من بعد ما / ضاقت به آفاق أقطار
كم حق أبرار وما يرتجى / خلّص من أظفار جبار
وظالم نكب عن قصده / رد بإقماء وإصغار
ليس بخلاف لو أي وأى / وليس فى العهد بختّار
ولم يكن نزرا بكيّا ولا / كان إذا قال بمهذار
والجود مطبوع عليه فما / يمسك مالا خوف إقتار
سيّان فى الحق اذا ماعرا / حالاه فى عسر وايسار
من لليتامى كان يعتادهم / منه بإكرام وإيثار
والغارم المحتاج والمبتلى / والضيف والمسكين والجار
كان لهم حصنا حصينا إذا / سماؤهم ضنّت بإمطار
كم قد شرى لله من مرة / نفسا رعاه الله من شاري
على سبيل الحق لا بدعة / يزرى على محدثها الزاري
فمرة منها وتلك التي / طارت لآفلق وأمصار
فى مشرب المصر وقد كاده / قوم بإفساد وأضرار
ليصلح الماء على أهله / من شرب نهر لا كأنهار
لما رأى الوفد وأدناهم / أكبر ذاكم أى أكبار
وقام بالحقّ الذي قد رأى / مقام جهر غير إسرار
فى موطن ترجف منه الحشا / مخافة من سوء جبار
ومرة أخرى وتلك التى / خاطر فيها أي اخطار
فى ساكن البحرين إذ طولبوا / بدمن منها وأوبار
فسار حتي حلّ فى دارهم / أبناء حرب غير أغمار
فاستنقذ الله به سبيهم / بحكم وال غير خوّار
وفى الذي أنفذ من حكمه / إذ وضح الحق لمختار
على إمام سوطه سيفه / ليس إذا همّ بنظّار
فلم يجد في الله من دونه / بل أحكم الحكم بإمرار
كم من بريد لأبى مسلم / جاء على الطّىّ بطومار
فى سبب لو تمّ أفضى الى / داهية دهياء مذكار
فرده عزم امرىء حازم / صلب القوى ليس بحوّار
ناه عن المنكر يبغى به الله / وبالمعروف أمّار
وفى ولاة الخرج إذ عاندوا / أعذر منهم أىّ إعذار
فأبدل الله به منهم / أخيار عمال بأشرار
كان المرجّى لعدوّ إذا / أبرّ والمدرك بالثار
انى وإن أكثرت فى ذكره / يقلّ عما فيه إكبارى
فقولنا إذ نزلت هذه / بحسن تسليم وإقرار
إنا الى الله وإنا له / ربّ الأنام الخالق الباري
ورحمة الله ورضوانه / على ابن عبد الله سوّار
يا حبّذا فسا ويا طيبها
يا حبّذا فسا ويا طيبها / سرّتها العليا وأقطارها
إذا البلاد اغبرّ آفاقها / وجال بالحاصب إعصارها
ويبس العود وجفّ الثرى / وقيل هذا العام إقفارها
زادت على ذاك ندى تربه / وأشرقت للعن أنوارها
والقيظ إن صرت الى قيظها / إذا كسا الأوراق اشجارها
اذا سرى الماء الى عوده / واطّردت تستنّ أنهارها
وأخرجت زينتها أرضها / وثمّ في البهجة إنضارها
رأيت عيشا لا ترى مثله / ما طرفت في العين أشفارها
ذلك للدّنيا وأبنائها / منزلة يسعد عمّارها
ما اشتهت الأنفس أو لذّ / ت الأعين أو نالته افكارها
صرديّنة حرية أيّما / شاء فقد وافق مختارها
إن هبت الريح مساء بها / لم يجد القرّ بها جارها
أو ركدت في القيظ لم يؤذه / من لثق العكة إقرارها «3»
فالحرّ والقرّ وفصلاهما / يلذّه الثاوى وسفّارها
والليل إن أظلم ليل بها / وصبحها إن آن إسفارها
معتدل سوّي تقديره / اذ غيره خولف أقدارها
نسيمه أطيب من مسكة / أزكى بها المجمر عطّارها
لا الموطن الثاوي بها يبتغى / دارا ولا يستاق زوّارها
فيها ملاهي كلها معجب / يشغل فيها الطرف نظارها
منها رهان الخيل ان أرسلت / في حلبة يشهر مضمارها
فلو تراها حين تجرى معا / كأن لمع البرق إحضارها
رأيت مالم تر شبها له / مذشقّ للأعين إبصارها
وطرّد الصيد فما إن تنى / ظباؤها عقرى وأعيارها
والعود والصنج بها معمل / والطبل إن شئت ومزمارها
والحسن قد فاز بتفصيله / نساؤها العون وأبكارها
ناعمة الأحشاء ممكورة / كان لين الزّفّ ابشارها
ولو ترى والي أحكامها / لقلت بالبصرة سوّارها
حلما وعلما عاريا جهله / وسيرة جانبها عارها
يهون فى الحق عليه إذا / عاندت الأشراف أصغارها
سيّان فى الحق إذا ما بدا / ساكنها الأدنى وخيارها
وحبذا الحبشان من أهلها / يمنها الغرّ وأمضارها
تحسن فى العشرة أخلاقها / وفى النّدى تعظم أخطارها
فى الحق لو قدم تفصيلها / ان فصلت للناس أمصارها
وخصلة خصت بها أنه / خير بنى الكفار كفارها
أوفاهم في عهده ذمة / إن ضيّع الذمة غدّارها
لو قيل ..... / جهدا كنت أختارها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025