المجموع : 3
لَمّا رَأَيتُ البَزَّ وَالشارَه
لَمّا رَأَيتُ البَزَّ وَالشارَه / وَالفَرشَ قَد ضاقَت بِهِ الحارَه
وَاللَوزَ وَالسُكَّرَ يُرمى بِهِ / مِن فَوقِ ذي الدارِ وَذي الدارَه
وَأَحضَروا المُلهَينِ لَم يَترُكوا / طَبلاً وَلا صاحِبَ زَمّارَه
قُلتُ لِماذا قيلَ أُعجوبَةٌ / مُحَمَّدٌ زُوِّجَ عَمّارَه
لا عَمَّرَ اللَهُ بِها بَيتَهُ / وَلا رَأَتهُ مُدرِكاً ثارَه
ماذا رَأَت فيهِ وَماذا رَجَت / وَهيَ مِنَ النِسوانِ مُختارَه
أَسوَدُ كَالسَفّودِ يُنسى لَدى / التَنّورِ بَل مِحراكُ قَيّارَه
يُجري عَلى أَولادِهِ خَمسَةً / أَرغِفَةً كَالريشِ طَيّارَه
وَأَهلُهُ في الأَرضِ مِن خَوفِهِ / إِن أَفرَطوا في الأَكلِ سَيّارَه
وَيحَكِ فِرّي وَاِعصِبي ذاكَ بي / فَهذِهِ أُختُكِ فَرّارَه
إِذا غَفا بِاللَيلِ فَاِستَيقِظي / ثُمَّ اِظفري إِنَّكِ ظَفّارَه
فَصَعَّدَت نائِلَةً سُلَّماً / تَخافُ أَن تَصعَدَهُ الفارَه
سُرورُ غَرَّتها فَلا أَفلَحَت / فَإِنَّها اللَخناءُ غَرّارَه
لَو نِلتَ ما أُبعِدتَ مِن ريقِها / إِنَّ لَها نَفثَة سَحّارَه
نفّر نومي الخبر الساري
نفّر نومي الخبر الساري / إذ صرخ النعىّ بسوّار
هدّ له ركنى وآض الحشا / كأنما سعّر بالنار
يا عين فابكيه ولا تقصري / فليس هذا حين إقصار
وحقّ للباكي عليه البكا / ما طرفت عين بأشفار
ومادعت ورقاء رأد الضحى / في أيكة حفّت بأشجار
وما جرت أدم الفيافى وما / لاح سراب المزنة الجاري
كأننا يوم فقدناه لم / نمس بأسماع وأبصار
إمام عدل قائل فاضل / يجلو دجى الشك بأنوار
كانت وجوه الحق قد أسفرت / فأظلمت من بعد إسفار
وآذن الشرّ بإقباله / وآذن الخير بإدبار
وعاث أهل البغى لما رأي / أهل النهى قلة أنصار
ومرّ دهر كان محلوليا / وعاد ممزوجا بأمرار
وكان سوّار إلى مدّة / تجري الى الحق بمقدار
لما تقضت وأتى يومه / عدا عليه الباسل الضاري
دهر على أمثاله طالما / أنحى بأنياب وأظفار
اذا انتحى جبار ملك أتى / من دون حجاب وأستار
يا بعد سوّار وإن لم يكن / أصبح منا نازح الدار
وكيف لا يبعد من فوقه / صفائح الترب وأحجار
في حفرة حل بها وحده / موحشة ضيقة الغار
مكن فيها بيته حافر / بمنسف طورا ومحفار
قد ودّع الدنيا وسكانها / واعتاض أجوار [ا] بأجوار
لا يسمعون الصوت إما دعوا / ولا يهشّون لزوّار
تسفى الرياح الترب من فوقهم / نسجا بإقبال وإدبار
وإن يكن مات فلمّا يمت / طيب ثنا منه وأخبار
وسنن الدين التى سنّها / خلّف منها خير آثار
لا يبرح السالك منهاجها / منها بخير ما سرى الساري
كم مسلم أنقذ من عصبة / تسجد للصلبان كفّار
يدعى إلى الكفر فإن عافه / دان بإكراه وإجبار
وحاصن تفتن عن دينها / تبكى بعين دمعها جاري
قد طال في أيديهم أسرها / وكان يفديها بقنطار
وخائف أمّن من بعد ما / ضاقت به آفاق أقطار
كم حق أبرار وما يرتجى / خلّص من أظفار جبار
وظالم نكب عن قصده / رد بإقماء وإصغار
ليس بخلاف لو أي وأى / وليس فى العهد بختّار
ولم يكن نزرا بكيّا ولا / كان إذا قال بمهذار
والجود مطبوع عليه فما / يمسك مالا خوف إقتار
سيّان فى الحق اذا ماعرا / حالاه فى عسر وايسار
من لليتامى كان يعتادهم / منه بإكرام وإيثار
والغارم المحتاج والمبتلى / والضيف والمسكين والجار
كان لهم حصنا حصينا إذا / سماؤهم ضنّت بإمطار
كم قد شرى لله من مرة / نفسا رعاه الله من شاري
على سبيل الحق لا بدعة / يزرى على محدثها الزاري
فمرة منها وتلك التي / طارت لآفلق وأمصار
فى مشرب المصر وقد كاده / قوم بإفساد وأضرار
ليصلح الماء على أهله / من شرب نهر لا كأنهار
لما رأى الوفد وأدناهم / أكبر ذاكم أى أكبار
وقام بالحقّ الذي قد رأى / مقام جهر غير إسرار
فى موطن ترجف منه الحشا / مخافة من سوء جبار
ومرة أخرى وتلك التى / خاطر فيها أي اخطار
فى ساكن البحرين إذ طولبوا / بدمن منها وأوبار
فسار حتي حلّ فى دارهم / أبناء حرب غير أغمار
فاستنقذ الله به سبيهم / بحكم وال غير خوّار
وفى الذي أنفذ من حكمه / إذ وضح الحق لمختار
على إمام سوطه سيفه / ليس إذا همّ بنظّار
فلم يجد في الله من دونه / بل أحكم الحكم بإمرار
كم من بريد لأبى مسلم / جاء على الطّىّ بطومار
فى سبب لو تمّ أفضى الى / داهية دهياء مذكار
فرده عزم امرىء حازم / صلب القوى ليس بحوّار
ناه عن المنكر يبغى به الله / وبالمعروف أمّار
وفى ولاة الخرج إذ عاندوا / أعذر منهم أىّ إعذار
فأبدل الله به منهم / أخيار عمال بأشرار
كان المرجّى لعدوّ إذا / أبرّ والمدرك بالثار
انى وإن أكثرت فى ذكره / يقلّ عما فيه إكبارى
فقولنا إذ نزلت هذه / بحسن تسليم وإقرار
إنا الى الله وإنا له / ربّ الأنام الخالق الباري
ورحمة الله ورضوانه / على ابن عبد الله سوّار
يا حبّذا فسا ويا طيبها
يا حبّذا فسا ويا طيبها / سرّتها العليا وأقطارها
إذا البلاد اغبرّ آفاقها / وجال بالحاصب إعصارها
ويبس العود وجفّ الثرى / وقيل هذا العام إقفارها
زادت على ذاك ندى تربه / وأشرقت للعن أنوارها
والقيظ إن صرت الى قيظها / إذا كسا الأوراق اشجارها
اذا سرى الماء الى عوده / واطّردت تستنّ أنهارها
وأخرجت زينتها أرضها / وثمّ في البهجة إنضارها
رأيت عيشا لا ترى مثله / ما طرفت في العين أشفارها
ذلك للدّنيا وأبنائها / منزلة يسعد عمّارها
ما اشتهت الأنفس أو لذّ / ت الأعين أو نالته افكارها
صرديّنة حرية أيّما / شاء فقد وافق مختارها
إن هبت الريح مساء بها / لم يجد القرّ بها جارها
أو ركدت في القيظ لم يؤذه / من لثق العكة إقرارها «3»
فالحرّ والقرّ وفصلاهما / يلذّه الثاوى وسفّارها
والليل إن أظلم ليل بها / وصبحها إن آن إسفارها
معتدل سوّي تقديره / اذ غيره خولف أقدارها
نسيمه أطيب من مسكة / أزكى بها المجمر عطّارها
لا الموطن الثاوي بها يبتغى / دارا ولا يستاق زوّارها
فيها ملاهي كلها معجب / يشغل فيها الطرف نظارها
منها رهان الخيل ان أرسلت / في حلبة يشهر مضمارها
فلو تراها حين تجرى معا / كأن لمع البرق إحضارها
رأيت مالم تر شبها له / مذشقّ للأعين إبصارها
وطرّد الصيد فما إن تنى / ظباؤها عقرى وأعيارها
والعود والصنج بها معمل / والطبل إن شئت ومزمارها
والحسن قد فاز بتفصيله / نساؤها العون وأبكارها
ناعمة الأحشاء ممكورة / كان لين الزّفّ ابشارها
ولو ترى والي أحكامها / لقلت بالبصرة سوّارها
حلما وعلما عاريا جهله / وسيرة جانبها عارها
يهون فى الحق عليه إذا / عاندت الأشراف أصغارها
سيّان فى الحق إذا ما بدا / ساكنها الأدنى وخيارها
وحبذا الحبشان من أهلها / يمنها الغرّ وأمضارها
تحسن فى العشرة أخلاقها / وفى النّدى تعظم أخطارها
فى الحق لو قدم تفصيلها / ان فصلت للناس أمصارها
وخصلة خصت بها أنه / خير بنى الكفار كفارها
أوفاهم في عهده ذمة / إن ضيّع الذمة غدّارها
لو قيل ..... / جهدا كنت أختارها