كَما بَدا البشر لَنا عادا
كَما بَدا البشر لَنا عادا / وَاِلتأم الجرحانِ أَو كادا
صَحيفة الأَهرام نثّت لَنا / ما هزّ أَغواراً وأنجادا
نثّت عَلى الناس حَديث المنى / وأَرجعت للناسِ ما بادا
آب لَنا صدر العلا سالِما / وَساعد الأَوطان قَد آدا
أَنبأنا الخَميس أنّ الهَنا / قَد ضرب الخَميس ميعادا
قَد نَسي السبت وَأَهواله / من ورد الخَميس أَورادا
أَليلة الجمعة تلك الَّتي / أَنم فيها البشر ميلادا
أَم لَيلةُ القدرِ الّتي اِستقبلت / للحقِّ أذكاراً وأورادا
يا لَيلة الجمعة كوني كَما / كانَت لَنا أختك إمدادا
كوني لمصر قبسا لامِعاً / وَكَوكباً للشرق وَقّادا
كوني لمصر مثلاً صالِحا / يرشدها للخير إرشادا
وَفتّحي الأَبواب رغم الألى / قَد أَحكموا الأَبواب إيصادا
حيّ أساة أَدرَكوا آسيا / وَحيّ زوّارا وَعوّادا
وَحيّ من واصل تسآله / وحيّ قصّاداً وَوفّادا
يا أَسى الجرح طَبيب العلا / بذّك إسعافاً وَإِيجادا
إِنَّ الَّذي عالجَ أَحبابه / غير الَّذي عالج أَضدادا
هذا أَبو الشعب فَضنّوا به / إن كنتم بالنَفس أَجوادا
أَنّى اِلتفتَّ اليوم في بشره / أَلفيت روّاداً وَورّادا
قَد تَرَكوا الراحة من أَجله / وأَجهَدوا الأنفس إجهادا
لَو اِستَطاعوا جَعَلوا نهجه / أَفئدة منهم وَأَكبادا
واِحتملت صدورهم ركبه / سَواعِداً طالَت وَأَعضادا
كَم صفّد الأَقوام إِحسانه / وفكّ أَصفاداً فأصفادا
زغلول من وطّدَ ركنَ العلا / ومن بَنى المجدَ ومن شادا
لَو مادَتِ الدنيا وأَطوادها / في عاصفاتِ الدهرِ ما مادا
يَسود زغلول وَلَولا النهى / زغلول في الأَقوام ما سادا
وَمن حمى أَوطانه واِحتَمى / بِها وَمن ذبّ ومن ذادا
خصّك يا مصر وَعمّ الهَنا / مَكّة وَالقدس وَبَغدادا
كأنّ سعداً مقبل بَينَها / يَستَقبل الأَقوام قصّادا
من ذا رمى الأشوس في أمة / عزت جَماعات وَأَفرادا
من ذا رَمى الأمة في فارِس / تملك الفرسان واِقتادا
لا تطلبوا الرحمة من خائِن / تعمّد القسوة واِعتادا
قَد رامَت الأَوطان إصلاحها / وَرامَ للأوطان إِفسادا
لَو علم الخائِن من ذا الَّذي / كادَ له بالأمس ما كادا
وَلَو دَرى كَيفَ مَصير الهَوى / ما كانَ للأهواء منقادا
يا رجل الشرق وَيا نطفه / وَيا مجيب الغرب إن نادى
يا حَبّذا أَنتَ لَنا قائداً / يَسوقنا للمجد أَجنادا
وَالقائِد المنصور في يَومه / أَسراه كانوا أَمس قوّادا
أَنتَ الَّذي جدّد مجد الألى / قَد عبروا عاداً وَشدّادا
وَأَدرك الأمّة إحسانه / وَجاد بالبشر كَما جادا
وَمن يَكُن بالفضل ذا خبرة / كانَ شَكوراً لك حمّادا
لست الَّذي قَد وَجَدوا ندّه / إن وَجَدوا للبدر أَندادا
يَسود زَغلول وَلَولا النهى / زَغلول في الأَقوام ما سادا
لِيَغتَبِط سعد بأوطانه / وَليغمر الأَوطان إسعادا
وَلتحي مصر بالمَليك الَّذي / في ملك مصر في العلا زادا
وَليحي زَغلول وَأَنصاره / ومن وقى زَغلول أَو فادى
وَليحي من عزّ بآماله / وَشاد أَولاداً وأحفادا