المجموع : 3
ما الكل إلا رجل واحدٌ
ما الكل إلا رجل واحدٌ / ففز بهذا الرجل الواحدِ
وما عداه فهي أفكاره / ترددت في قلبه الواجد
فتارة منها له مظهر / فيها من المولود والوالد
وتارة يفقد منها له / مظهره المفقود بالفاقد
وكل ذا دل على حيرة / من طارف الأمر ومن تالد
والعجز عن خلاقه حطه / فيما ترى من أمرك الشاهد
اجتمعوا يا إخوتي واحشدوا
اجتمعوا يا إخوتي واحشدوا / فإن لي مسألةً تُجهدُ
كنت أنا واليوم من مدة / لست أنا ذاك الذي أعهد
ذاك مضى عني وهذا أتى / وفيهما إني أنا المفرد
وتارة حيث التجلي اقتضى / أذم هذاك وذا أحمد
أنا الذي أعهد وهم وقد / زال وجاء الحق لا يجحد
أم ذاك مشهود الذي جاءني / فإنه كيف يشا يشهد
أم تلك أيدي الكائنات التي / من فوقها لله طالت يد
أم سيئات النفس قد بدلت / لي حسنات واهتدى المفسد
أم أسلم الشيطان إرث الذي / عن النبي المصطفى يستند
حقيقة حققها ناطق / مجازها قد صار لا يقصد
أم هو ذاك الغيب من أصله / شهادة جاءت له ترشد
والعلم قسمان فمستحضر / ذكر ومحفوظ له يمدد
والكل من حفظ قديم إلى / ذكر هو المحدث لا ينفد
وجود حق بشؤون له / مفروضه أبيض أو أسود
وكلها فانية عنده / وهي به لا معه توجد
خلوا معاني الذوق لي أو دعوا / دعواكمُ العلم ولا تعتدوا
وحققوا أنفسكم وأدركوا / بالكشف ما جاء به المرشد
وميزوا ما قاله عارف / من الذي يذكره الملحد
وكحل في أعين خلقة / ليس كعين كحلها الإثمد
وليس من يملك شيئاً به / كمستعير للسوى يردد
وجود كوني من تجلي الجوادْ
وجود كوني من تجلي الجوادْ / هذا عطاء ماله من نفادْ
يا عدماً أحرفه خطها / كاتبه النور بنور المدادْ
أنت شؤن الحق لا يلتبس / عليك معبود هنا بالعباد
وبينه فرق وبين الورى / وبالغنى والفقر فالفرق باد
واجمع فشيء واحد ما به / تعدد في نظر الإقتصاد
واكتب به بالأبيض المجتلي / والناس دعهم يكتبون بالسواد
واشهد بما تعرف فيما ترى / شهادة الحق بغير استناد
وأيقظ الخاطر من غفلة / وامسح من الأغيار كحل الرقاد
من لي بمن يبدو بأسمائه / فيفعل الغي بها والرشاد
والكل مفعول له مطلق / عن قيد حرف جامع للتضاد
صاد جميعي بظهوراته / لصدغه والعين دال وصاد
يحكم ما شاء بنا دائماً / لا جور منه كيفما قد أراد
وعشقه صيرنا كالهبا / وزادنا فرط البكا والسهاد
بالله يا سائق ركباننا / قل لسليمى طال هذا البعاد
إني على العهد مقيم لها / وإنني عنها كصوب العهاد
يا طالما نلت بها خلوة / وفزت منها بلذيذ المراد
كانت تناجيني على ذلتي / وعزها باللطف والإتحاد
واليوم لما ذبت في حبها / والروح والجسم مضى والفؤاد
وصار كلي مقتضى كلها / وقوبل العالي لها بالوهاد
واختطفت ذات بذات لها / وزال ذاك الكد والإجتهاد
وانطفت النار بنور اللقا / وللهوى لم يبق غير الرماد
غابت فلم أدر لها من نبا / وأدرك الزرع وصار الحصاد
كأنني في كونها لم أكن / وهي التي كانت بحكم انفراد
وإن هذا في الهوى قولها / على لساني لمرادي أفاد
لا أنني قلت فحمدي لها / منها عليها زاد والشكر زاد
وهي التي تعرفني مثل ما / كنت قديماً شرراً في زناد
واقتدحتني بإراداتها / فلحت مثل البرق شيأً يراد
وعدت لا برقاً ولا بارقاً / والشمس عنها الغيم في الأفق حاد
فتارة عني بما قد مضى / تترجم الأحوال بالإفتقاد
وتارة تترك لا تعتني / حسب الذي منها يكون المراد
وهكذا الكل لها راجع / والكون كون والبلاد البلاد
لا تحسب التحقيق غير الذي / أنت له تدرك يا ذا العناد
لكنك المحكوم منها بها / عليك بالجهل وبالإنتقاد
وهي علىما هي في حضرة / يصدر عنها ذو ضلال وهاد
بمقتضى أسمائها للذي / شاءت من الإبهام في الإعتقاد