القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 3
ما الكل إلا رجل واحدٌ
ما الكل إلا رجل واحدٌ / ففز بهذا الرجل الواحدِ
وما عداه فهي أفكاره / ترددت في قلبه الواجد
فتارة منها له مظهر / فيها من المولود والوالد
وتارة يفقد منها له / مظهره المفقود بالفاقد
وكل ذا دل على حيرة / من طارف الأمر ومن تالد
والعجز عن خلاقه حطه / فيما ترى من أمرك الشاهد
اجتمعوا يا إخوتي واحشدوا
اجتمعوا يا إخوتي واحشدوا / فإن لي مسألةً تُجهدُ
كنت أنا واليوم من مدة / لست أنا ذاك الذي أعهد
ذاك مضى عني وهذا أتى / وفيهما إني أنا المفرد
وتارة حيث التجلي اقتضى / أذم هذاك وذا أحمد
أنا الذي أعهد وهم وقد / زال وجاء الحق لا يجحد
أم ذاك مشهود الذي جاءني / فإنه كيف يشا يشهد
أم تلك أيدي الكائنات التي / من فوقها لله طالت يد
أم سيئات النفس قد بدلت / لي حسنات واهتدى المفسد
أم أسلم الشيطان إرث الذي / عن النبي المصطفى يستند
حقيقة حققها ناطق / مجازها قد صار لا يقصد
أم هو ذاك الغيب من أصله / شهادة جاءت له ترشد
والعلم قسمان فمستحضر / ذكر ومحفوظ له يمدد
والكل من حفظ قديم إلى / ذكر هو المحدث لا ينفد
وجود حق بشؤون له / مفروضه أبيض أو أسود
وكلها فانية عنده / وهي به لا معه توجد
خلوا معاني الذوق لي أو دعوا / دعواكمُ العلم ولا تعتدوا
وحققوا أنفسكم وأدركوا / بالكشف ما جاء به المرشد
وميزوا ما قاله عارف / من الذي يذكره الملحد
وكحل في أعين خلقة / ليس كعين كحلها الإثمد
وليس من يملك شيئاً به / كمستعير للسوى يردد
وجود كوني من تجلي الجوادْ
وجود كوني من تجلي الجوادْ / هذا عطاء ماله من نفادْ
يا عدماً أحرفه خطها / كاتبه النور بنور المدادْ
أنت شؤن الحق لا يلتبس / عليك معبود هنا بالعباد
وبينه فرق وبين الورى / وبالغنى والفقر فالفرق باد
واجمع فشيء واحد ما به / تعدد في نظر الإقتصاد
واكتب به بالأبيض المجتلي / والناس دعهم يكتبون بالسواد
واشهد بما تعرف فيما ترى / شهادة الحق بغير استناد
وأيقظ الخاطر من غفلة / وامسح من الأغيار كحل الرقاد
من لي بمن يبدو بأسمائه / فيفعل الغي بها والرشاد
والكل مفعول له مطلق / عن قيد حرف جامع للتضاد
صاد جميعي بظهوراته / لصدغه والعين دال وصاد
يحكم ما شاء بنا دائماً / لا جور منه كيفما قد أراد
وعشقه صيرنا كالهبا / وزادنا فرط البكا والسهاد
بالله يا سائق ركباننا / قل لسليمى طال هذا البعاد
إني على العهد مقيم لها / وإنني عنها كصوب العهاد
يا طالما نلت بها خلوة / وفزت منها بلذيذ المراد
كانت تناجيني على ذلتي / وعزها باللطف والإتحاد
واليوم لما ذبت في حبها / والروح والجسم مضى والفؤاد
وصار كلي مقتضى كلها / وقوبل العالي لها بالوهاد
واختطفت ذات بذات لها / وزال ذاك الكد والإجتهاد
وانطفت النار بنور اللقا / وللهوى لم يبق غير الرماد
غابت فلم أدر لها من نبا / وأدرك الزرع وصار الحصاد
كأنني في كونها لم أكن / وهي التي كانت بحكم انفراد
وإن هذا في الهوى قولها / على لساني لمرادي أفاد
لا أنني قلت فحمدي لها / منها عليها زاد والشكر زاد
وهي التي تعرفني مثل ما / كنت قديماً شرراً في زناد
واقتدحتني بإراداتها / فلحت مثل البرق شيأً يراد
وعدت لا برقاً ولا بارقاً / والشمس عنها الغيم في الأفق حاد
فتارة عني بما قد مضى / تترجم الأحوال بالإفتقاد
وتارة تترك لا تعتني / حسب الذي منها يكون المراد
وهكذا الكل لها راجع / والكون كون والبلاد البلاد
لا تحسب التحقيق غير الذي / أنت له تدرك يا ذا العناد
لكنك المحكوم منها بها / عليك بالجهل وبالإنتقاد
وهي علىما هي في حضرة / يصدر عنها ذو ضلال وهاد
بمقتضى أسمائها للذي / شاءت من الإبهام في الإعتقاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025