القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَمال الدِّين ابنُ النَّبِيه الكل
المجموع : 2
يا نارَ أَشْواقَي لا تَخْمُدي
يا نارَ أَشْواقَي لا تَخْمُدي / لَعَلَّ ضَيْفَ الطَّيْفِ أَنْ يَهْتَدي
حَسِبْتُهُ ماءً فَصادَفْتُهُ / لَمْعَ سَرابٍ لَيْسَ يُرْوي الصدي
تَكَلَّفَتْ عَيْني لَهُ هَجْعَةً / كَنُغْبَةِ الطَّائِرِ فِي المَورِدِ
صُوِّرَ فِي مِرْآتِها صُورَةً / تَجِلُّ عَنْ لَمْسِ فَمٍ أَوْ يَدِ
إِنْ نَعِمَتْ فِي اللَّيْلِ رُوحي بِهِ / فَسَوْفَ يَشْقى جَسَدي فِي غَدِ
الصَّدُّ والهِجْرانُ قَدْ جُمِّعا / بِاللَّهِ قُلْ لِي فَبِمَنْ أَقْتَدِي
أَشْكُو إلَى اللَّهِ مَلُولاً إِذْا / قُلْتُ انْتَهَى فِي هَجْرِهِ يَبْتَدي
الْبّدْرُ فِي مُكْسِرِ شَرْبوشِهِ / حُفَّ بِلَيْلِ الشَّعَرِ الأسْوَدِ
رَيَّانُ فِي قُرطُقِهِ جِدْوَلٌ / لكِنْ لِهُ قَلْبٌ مِنَ الجَلْمَدِ
كَأَنَّما هِمْيَانُهُ بَرْزَخٌ / يَمْنَعُ مَوْجَ الرِّدْفِ أَنْ يَعْتَدي
غَازَلَنا مِنْ نَرْجِسٍ ذَابِلٍ / وَافْتَرَّ عَنْ نَوْرِ أَقاحٍ نَدى
وَقامَ يَلْوي صُدْغَهُ قائِلاً / لا تَغْتَرِرْ بي فَكَذَا مَوْعِدي
فَقُلْتُ يَا لِلّهِ ماتَ الوَفَا / فَقَالَ مُوسى لَمْ يَمُتْ خُذْ يَدي
المَلِكُ الأَشْرَفُ شاهَ ارْمَنٍ / رَبُّ المَعالي والنَّدَى وَالنَّدي
مَلْكٌ لَهُ الفَضْلُ عَلَى آدَمِ / وَالفَضْلُ لا يُكْسَبُ بِالمَوْلِدِ
لَو لَمْ تَرَ الأَمْلاكُ فِي صُلْبِهِ / غُرَّتَهُ الغَرَّاءَ لَمْ تَسْجُدِ
الطَّاعِنُ النَّجْلاءَ مَكْحولَةً / نابَ لَها النَّقْعُ عَنِ الإِثْمِدِ
وَالضَّارِبُ الفَوهاءَ مُفَتَّرَةً / عَنْ صارِمٍ كالمَبْسِمِ الأَدْرَدِ
يَصْدَى إِذْا أَرْواهُ ماءُ الطُّلى / وَأَعْجَبُ الأَشْياءِ رِيُّ الصَّدي
تَقُولُ لِلخُرْصانِ أَسْيافُهُ / بِنا كُفِيْتِ الطَّعْنَ لا تُرْعَدي
نَحْنُ بِسَدِّ الثَّغْرِ أَو فَتْحِهِ / أَدْرَى وَقَدْ قُمْنا بِهِ فَاقْعُدي
سَلْهُ تَجِدْ أَفْتى جميعِ الْوَرى / فَلْيَهْتَدِ السَّائِلُ أَوْ يَجْتَدِ
يُرْزي عَلَى قُبْحِ عُبَوسِ الحَيا / حَياؤُهُ الطَّلْقُ الجَميلُ النَّدِي
يا مَلِكَ الأرضِ وإِنْ كانَ فِي / حُصونِهِ يا مَلِكَ الفَرْقَدِ
مَلأَتَها بِالْخَيْلِ والرَّجْلِ وَالْ / بِيضِ المَواضِي وَالقَنَا الأَمْلَدِ
تَكادُ أَنْ تَزْحَفَ يَوْمَ الْوَغَى / إلَى العِدَى مِنْ أُفْقِها الأَبعَدِ
لَبِسْتَ مِنْها تَاجَ مُلْكٍ عَلى / كِسْرَى أَنُو شِرْوانَ لَمْ يُعْقَدِ
تَأَوَّدَتْ كَالغُصُنِ الأمْلَدِ
تَأَوَّدَتْ كَالغُصُنِ الأمْلَدِ / وَابْتَسَمَتْ عَنْ نَوْرِ ثَغْرٍ نَدِي
وَانْتَقَبَتْ بِالصُّبْحِ لكِنَّها / تَقَنَّعَتْ بِالجِنْدِسِ الأَسْوَدِ
بَيْضاءُ كَحْلاءُ لَها ناظِرٌ / مُنَزَّهٌ عَنْ لَوْثَةِ المِرْوَدِ
مِنْ ثَغْرِها الوَضَّاحِ أَوْ خَدِّها / وَاخَجْلَةَ الجَوْهَرِ وَالعَسْجَدِ
تَرْتَجُّ كَالجَدْوَلِ مِنْ رِقَّةٍ / وَقَلْبُها أَقْسَى مِنَ الجَلْمَدِ
أَصْبَحَ فِيْهَا عاذِليْ عاذِرِيْ / وَمَلَّ مِنْ طُولِ الضَّنَى عُوَّدِي
كَمْ لَيْلَةٍ أَحْيَيْتُهَا كُلَّمَا / قُلْتُ انْتَهَتْ فِي طُولِها تَبْتَدِي
قَالَ دُجاها لَجُفونِي لَقَد / شَغَلْتِ عَنِّي فَرْقَدِي فَارْقُدِي
جارِيَةٌ شَتَّتَ شَمْلِي بِهَا / صَرْفُ الزَّمانِ الجَائِرِ المُعْتَدِي
تَمْلِك رِقَّيْ بِهَواها وَلَوْ / يَشاءُ موسى مَلَكَتْهَا يَدِي
المَلْكُ الأَشْرَفُ شَاهَ ارْمَنٍ / رَبُّ المَعالِي وَالنَّدَى وَالنَّدِي
كَعْبَةُ إِحْسانٍ نَدى كَفِّهِ الْ / بَيْضاءِ مِثْلُ الحَجَرِ الأسْوَدِ
يَزْدَحِمْ النَّاسُ عَلى لَثْمِها / كَالإِبِلِ الهِيْمِ عَلى المَوْرِدِ
بَدَّاهَةٌ بِالجُودِ ما شانَهَا / رَوِيَّةُ التَّقْصِيرِ فِي المَوْعِدِ
الصَّدْرُ يَوْمَ العَدْلِ فِي مَجْلِسٍ / وَالقَلْبُ يَوْمَ القَسْطَلِ الأَرْبَدِ
فَلَيسَ صَدْرُ الدَّسْتِ أَوْلَى بِهِ / مِن ظَهْرِ مَحْبوكِ القَرا أَجْرَدِ
فِي نَغمِ البِيضِ لَهُ شاغِلٌ / عَن نَغَماتِ البِيضِ عَن مَعْبَدِ
لَّما سَقَى السُّمرَ دَماً سَنْبَلَتْ / هاماً بِغَيْرِ السَّيْفِ لَم تُحْصَدِ
بِالرَّأْيِ وَالرَّاياتِ يَغْزُو الْعِدَى / فَهْيَ بِغَيْرِ النَّصْرِ لَمْ تُعْقَدِ
أَنا الَّذِي خَاطِرُهُ جَنَّةٌ / لَكِنَّه نارٌ عَلى المُعْتَدِي
لِيْ ذَهَبُ الشِّعرِ الَّذِي كُلَّما / قُلِّبِ فِي نِيرانِهِمْ يِزْدَدِ
وَلَيْسَ لِيْ فَضْلٌ سِوَى أَنَّنِي / أَنْظِمُ ما موسى بِهِ يَبْتَدِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025