المجموع : 7
عادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا
عادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا / فراحَ في صَبْوَتِهِ واغْتَدَى
وفائِض العَبْرَةِ ذي حَنَّة / يَسْرِي ولا يقدِرُ أَن يَبْعُدا
قُلِّدَ كالعِقْدِ بأَولادِهِ / فَقَلَّدَ الدَّوْحَ بما قُلِّدا
وراح يستَرْفِدُ من غَيْرِهِ / وإِنَّما اسْتُرْفِدَ كي يَرْفُدا
تنبعِثُ الأَمواهُ منه إِلى / خَوَرْنِقٍ أَبيضَ قد جُعِّدا
كأَنما الموجُ على متنِهِ / صرحُ سليمانَ الذي مرَّدا
ومجلسٍ شَقَّ تفارِيجَهُ / نَهْرٌ كما شَقَّ الطَّروبُ الرِّدا
يلعب كالأَيْمِ فإِن درَّجَتْ / منه الصَّبا أَبْصرْتَهُ مِبْرَدَا
تنحَدِرُ الكاساتُ في مَتْنِهِ / فتَذْكُرُ العيُّوقَ والفَرْقَدا
كَلَّل شَطَّيْهِ أُولُو هِمَّةٍ / مدَّتْ لهم في الطَّيِّباتِ المَدَى
قد جَعَلُوا اللَّهْوَ مطاياهُم / وقد كَبَتْ عنهُمْ صُروفُ الرَّدَى
ونافخٍ في صُورِ ناياتِهِ / يُحْيِي المَسَرَّاتِ كما عوَّدا
تلا المزاميرَ بمِزْمارِهِ / لَحْنًا فَخَرَّيْنَا له سُجَّدا
وروْضِ يُسْتانٍ بجنَّاتِهِ / تَعْبَقُ في راحَةِ قَطْرِ النَّدى
ذابَ له الغَيْمُ لُجَيْناً وقَدْ / جَمَّدَ في أَغصانِهِ عَسْجَدا
تَضْحَكُ في أَحشائِهِ لُجَّةٌ / أَرَقُّ من دمْعةِ مَنْ أُكْمِدا
فِسْقيَّةٌ يرشُقُ حافاتِها / بأَسهُمٍ ليستْ تُبيدُ العِدا
هذِي هِيَ الجَنَّةُ قد عُجِّلَتْ / لو كانَ فيها أَحدٌ خُلِّدا
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ
عَرَّسَ بالتوفيقِ والسَّعْدِ / أَبو الوفاءِ بْنُ أَبي سَعْدِ
بَدْرٌ حوى شَمْسًا تُجَلِّي الدُّجَى / ما لم يكُنْ من فاحم جعْدِ
كريمَةُ المَنْصِبِ قد حازَها / مِثالُها في رُتَبِ المَجْدِ
أَلْبَسَهُ حَمْدِي ومن ذا الذي / أَلْبَسَهُ مفتخراً حَمْدي
ولم أَزَلْ أَنْظِمُ في وَصْفِهِ / فرائدَ الأَمداحِ كالعِقْدِ
من آلِ موسى عبدوا ربَّهُمْ / ووَحَّدُوهُ غايَةَ الجُهْدِ
ليس من العُبَّاد للعِجْلِ في / ما قد مَضَى من لا ولا البُدِّ
ولا الذين اتَّخذوا نارَهُمْ / ربًّا كما يُحْكَى عن الهِنْدِ
لكنهم أَهلُ كتابٍ قَضَى / بالفَصْلِ بين الحُرِّ والعَبْدِ
جاءَتْهُمُ التوراةُ وهي التي / كانَتْ إِلى سُبْلِ الهُدَى تَهْدي
ونُزِّلَ المَنُّ عليهم مع السَّ / لْوَى كما اختاروا من القصدِ
يا من حوى فضلاً ونبلاً ومَنْ / إِليه فيما قُلْتُهُ قصدي
اِهْنَأْ بعُرْسٍ قد غدا يُوْمُهُ / عيداً لأَهلِ الغَوْرِ والنَّجْدِ
أَقبَلَ والإِقبالُ قد حاطهُ / حِياطَةَ الخَلْخَالِ بالزَّنْدِ
وعندك الحَلْواءُ معقودَةً / أَحْكَمها الصّانِعُ في العِقْدِ
أَحْلى من الأَمْنِ ولكنَّها / أَفْوَحُ في الطِّيبِ منَ النَّدِّ
فجُدْ على الشاعِرِ منها فما / يُعِيدُه عنكَ وما يُبْدِي
وعَجَّلِ الجائزةَ الآنَ لي / فإِنَّني أَصْبحْتُ في جَهْدِ
لا زِلْتَ في عِزٍّ وفي نِعْمةٍ / ما غَرَّدَ الطيرُ على الرَّنْدِ
قلتُ لمن يسألُ عن أحمدٍ
قلتُ لمن يسألُ عن أحمدٍ / ما أحمدٌ عندي بمحمودِ
نزْرٌ فلو ماتَ لما كان في / جُثّتِه ما يأكُلُ الدّودُ
وساقِطُ الهِمّةِ لو أنّهُ / يُصلَبُ ما قام له عُودُ
ويعشقُ السّؤدُدَ لكنّه / يعجَزُ دالاً فهو السّودُ
أصبحْتُ عبداً في يدَيْ مالكٍ
أصبحْتُ عبداً في يدَيْ مالكٍ / أجْوَرُ ما كان على العبْدِ
عندي له ما لم يكُنْ عندَه / وعنده ما لم يكُنْ عندي
عابَ عَذولي جُدَريّاً بدا / منتظماً منه على الخدِّ
فقلتُ ما أحسنَ قطْرَ النّدى / منتثراً في ورقِ الورْدِ
تعوّد الطردَ بها والطِرادْ
تعوّد الطردَ بها والطِرادْ / أيُّ جوادٍ فوق متنِ الجوادْ
وكفّ بالنجدةِ أعطافَه / وإنما النجدةُ حيثُ النِجادْ
إن لم يشِبْ فَوْداهُ من هولِها / فدونَها ما شابَ منهُ الفؤادْ
لله ما أسْرى أحاديثَه / بين حِدالٍ سنّهُ أو جِلادْ
إما معان مُروَياتُ الحَيا / أو عزَماتٌ مُورَياتُ الزِنادْ
قد سمعَ الليلُ بأخبارِه / مشروحةً من لهَواتِ الوهادْ
حيثُ امتطى النكْباءَ ذيّالةً / واحتقَبَ الغيمُ عليها مزادْ
والجوّ في مأتمِ إصباحِه / قد لبسَ الليلَ عليه حِدادْ
هذا هو المجدُ ومن ذا الذي / سادَ وقد لازم طيَّ الوِسادْ
بالله يا شوكَ السِبال احتجِبْ / عن ناظرٍ مُعرىً بشوكِ القتادْ
لا رأيَ في الغيّ له بعدَما / شادَ معاليْهِ بأيدي الرّشادْ
ما أبعدَ النُقصانَ من حامدٍ / لأحمدَ الكافلِ بالازديادْ
أيُّ فَخارٍ قد عَلا متنَهُ / فجاوزَ النجمُ عليه وكادْ
نادِ بأعلى الصوتِ إن زُرْتَه / بك المعالي عسرَتْ كلَّ نادْ
في طيّ يُمناهُ مَرادُ الغِنى / فاستَهْدِ من ذاك المَرادِ المُرادْ
متّقدٌ منتَقِدٌ يا له / من انتقاد كامنٍ في اتّقادْ
لا يرسلُ الأسنادَ إلا إذا / كان له بالهاشميّ استِنادْ
روايةٌ مطّرّدٌ متنُها / في صحةِ الإتقانِ أيَّ اطّرادْ
وإنما فُتياهُ فهيَ التي / تحكُمُ منا عُقَدَ الاعتقادْ
يرقِمُ من راحتِه أرقَمٌ / يمجّ في الطُرْسِ لُعابَ المِدادْ
مسفِّعُ الأقلامِ فيما حبَتْ / ظبى السُيوفِ المُرهَفاتِ الحِدادْ
يتّبِعُ السلطانُ أغراضَهُ / فردّهُ الحاكمُ فيما أرادْ
فلو حَواهُ زمنٌ أولٌ / مع أنّه الأولُ في الاعتمادْ
لكان للنُعمانِ مُستَشْفِعاً / بذكرِه فيما حباهُ زيادْ
هذا لسان الطُرسِ مسترسِلٌ / يخبِرُنا عمّا أحنّ الفؤادْ
ألبسَهُ الأسعدُ ألفاظَهُ / فانصرفَ الحبُّ له عن سُعادْ
وانظُرْ الى سحبانَ في وائلٍ / منه وقسٍّ خاطباً في إيادْ
فصاحةٌ كادت لإفراطها / تهزُّ بالنشوةِ عِطفَ الجَمادْ
ذا خبرٌ شاعَ وقد عايَنوا / إذ حضروا ما زادَ عنه وزادْ
ما قدّم الأصحابَ إلا اسمَهُ / ومعشراً ذكرُهُمُ لا يُعادْ
تقرّبوا من ملِكٍ رُوحُه / من روحِه دانيةٌ في البِعادْ
وقائلٌ ما لكَ لم ينتظِمْ / في سِلْكِ مَنْ مرّ كريماً وعادْ
قلت له عُذريَ أني امرؤ / له على حكمِ الزّمانِ انقِيادْ
وقولُ رعبٍ لا ترُمْ إننا / نخفى إذا ما أضمرتْكَ البِلادْ
خُذها فقد جاءَتْكَ من خاطرٍ / يهيمُ من حُبِّك في كلّ وادْ
من بحرِ تحريرٍ سَجا فاغْتَدى / بحرانُ تحريرٍ لديهِ ثَمادْ
وأمردٍ يعقِدُ زنارَهُ
وأمردٍ يعقِدُ زنارَهُ / قُسِّم فيه أمرد أم رَدى
يكشف لي عن متنِ فضيّةٍ / ما خلتُها لابسةً عسجدا
أدت يدي الريقَ لبابِ / وعاودتْ يبغي الهدى
فقال لي أنظر لحالاتها / قد حنّكتْني قبلَ أن أشهدا
عني فلم يبقَ امرؤٌ حاضرٌ
عني فلم يبقَ امرؤٌ حاضرٌ / إلا اشتهى لو سَرِبَ المَرْقَدا
لا طرباً منه ولا خِفّةً / لكن لكي يسكرَ أو يرْقُدا