القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 10
أَسْمَعْتِنَا مَا شَاقَ أَلْبَابَنَا
أَسْمَعْتِنَا مَا شَاقَ أَلْبَابَنَا / وَعَلَّمَ الأَحْيَاءَ مَعْنَى الوُجُودْ
يَا طَائِراً أَفْلَتَ مِنْ جَنَّةٍ / فَأَسْمَعَ الفَانِينَ شَدْوَ الخُلُودِ
عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى
عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى / مَا كَانَ أَحْرَاهُ بِانْ يُسْعَدَا
سَيِّدَةٌ مِنْ عُنْصُرٍ نَابِهٍ / كَانَ أَبُوها فِي الْحِمَى سَيِّدَا
عَقِيلَةٌ أَنْزَلَهَا عَقْلُهَا / مِنَ الْغَوَانِي مَنْزِلاً مُفْرَدَا
أُمٌّ أَقَرَّ اللهُ عَيْنَ الْعُلَى / بِفَرْقَدٍ مِنْهَا تَلا فَرْقدَا
فَصَوَّرَتْ فِي ابْنَتِهَا نَفْسَهَا / وَفِي ابْنِهَا مَنْجَبَةُ الاصْيَدَا
زَعِيمَة قَدْ أَحْدَثَتْ نَهْضَةً / مَطْلَبُهَا سَامٍ بَعِيدُ الْمَدَى
تَجِدُّ ذَوْداً عَنْ حُقُوقٍ عَفَتْ / فِي غَفْلَةِ الدَّهْرِ وَضَاعَت سُدَى
كَانَتْ نِسَاءُ الشَّرْقِ مِنْ قَبْلِهَا / فِي حَيْرَةٍ لاَ تَجِدُ الْمُرْشِدَا
مَظْلُومَةُ لَيْسَ لَهَا مُنْصِفٌ / مَنْجُودَةٌ أَخْطَاتِ الْمُنْجِدَا
فَنَبَّهَتْ فِيهَا الضَّمِيرَ الَّذي / يَخْدُرُ فِي الحُرِّ إِذَا اسْتُعْبِدَا
وَأَذْكَرَتْهَا أَنَّ مِنْ شَأْنِهَا / أَنْ تُصْلِح الْعَيْشَ الذي أُفسِدَا
وَأَنَّهَا أَنْ أَكْمَلَتْ بَعْلَهَا / رَدَّتْ إِلَى أُمِتهَا السُّؤْدَدَا
وَأَنهَا أَنْ أَحْكَمَتْ وُلْدَهَا / تُصْبِحُ أُمَّ الْوَطَنِ الْمُفْتَدَى
مَرَامُ خَيْرٍ لَمْ يتَحْ لِلأُلى / أَرَاسَ رَامِيَهُمْ فَمَا سَدْدَّا
لِمِصْرَ مَا حَوَّلَ مِنْ حَالَةٍ / لِمِصْرَ مَا أَبْلَى وَمَا جَددَا
بُورِكَ فِي ذَاتِ الْكَمَالِ التي / تُهَيِّيءُ الْمُسْتَقْبَلَ الأمْجَدَا
أَبْدَعُ مضا فِي نَفْسِهَا مِنْ حِلىً / لَهُ شُعَاعٌ فِي الْمُحَيّا بَدَا
إِنْ كَتَبْتْ أَوْ خَطَبَتْ نَافَسَتْ / أَقْوَالُهَا اللُّؤلُؤَ وَالْعَسْجَدا
فِي كُلِّ مَا تَسْتَنُّ مِنْ وَاجَبٍ / تَحْسَبُهُ وَاجِبَهَا الاوْحَدَا
لاَ يَبْعُدُ الْقُطْبُ عَلَى عَزْمِهَا / إِذَا توَخَّتْ عِنْدَه مَقْصِدَا
فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ يذَاعُ اسْمُهَا / مقْتَرِناً بِالشُّكْرِ مَا رَدَّدَا
وَصَوْتُهَا المَسْموعُ فِي مِصْرَ قَدْ / دَوَّى لَه فِي كُلِّ مِصْرٍ صَدَى
يُنْبوعُ إِحْسَانٍ وَبِرٍّ جَرَى / أَصْفَى وَأَنْقَى مِنْ قِطَارِ النَّدَى
تَرْعَى الايَامَى وَالْيَتَامَى إِذَا / عَزَّهُمُ الْعَوْنُ وَعَزَّ النَّدَى
فِي كُلِّ مَا يَرْقَى بِه قَوْمُهَا / تَبْذُلُ مَجْهوداً وَتُسْدي يَدَا
لِطَالِبَاتِ الرِّزْقِ مِنْ صَنْعَةٍ / وَطَالِبَاتِ الْعِلْمِ مَدَّتْ يَدَا
فَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَصْنَعاً / وَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَعْهَدَا
وَنَوَّعَتْ فِي الصُّحفِ أَضْوَاءَهَا / فَهْيَ مَنَارٌ رُفِعَتْ لِلهدَى
إِحْسَانُهَا فِي الْعَصْرِ لَنْ يُمْتَرَى / وَفَضْلُهَا فِي مِصْرَ لَنْ يُجْحَدَا
تَعْفُو الْفُتُوحَاتُ وَأَرْبَابُهَا / وَذِكْرُهَا فِي النَّاسِ قَدْ خُلِّدَا
أي الْمَسَاعِي فِي سَبِيلِ الْحِمَى / وَأَهْلهِ أَولَى بِأّنْ يُحَمدَا
إِلى الأدِيبِ العَبْقَرِي الَّذي
إِلى الأدِيبِ العَبْقَرِي الَّذي / آيَاتهُ مَالِئَة الوَادِي
إِلى الفَصيحِ الألْمَعِي الَّذي / كَلاَمُهُ يُشْجِي كَإِنْشَاد
أُهْدي تَحِيَّاتِ أَخٍ آسِفٍ / عَدَاهُ دُوْنَ الْمُلْتَقَى عَادي
لَيْسَ حَديثاً مُفْتَرى إِنْ أَقُلْ / أَوْلادَ سَركيسَ كَأولادي
هَلْ عَجَبٌ فِي عِيد تنصِيرِهمْ / عِنْدي لَهُ أَبْهَجُ أَعْيَادِي
سَرْكِيسُ قَلْبِي بَيْنَكُمْ حَاضِرٌ / وَالْجِّسْمُ فِي قَيْد النَّوَى بَادي
إِنِّي عَلَى عَهْدي وَمَا كُنْتُ فِي / مُهِمَّةٍ مُخْلَفَ مِيعَادي
عَدَا عَلَيَّ الدَّهْرُ فِي أَحْسَنِ السَّا / عاتِ سَاءَ الدَّهْرُ مِنْ عَادي
أَبْعَدَنِي الْيَّومَ فَهَلاَّ أَقْتَضِي / فِي غَيْرِ هَذَا اليَوْمِ أَبْعَادي
لَكِنَنِي غَادٍ عَلى حَيّكُمْ / كُلٌ عَلَى أَحْبابِهِ غَادِي
يَا ابْنيْ عَلَّ اللهُ موليكُمَا / مَا جَلَّ منْ سَعْدٍ وَإِسْعاد
فَيَغْتَدي أَنْوَرُ في عَصْره / مزْدَهراً كالكوْكب الهَادي
وَبفريدٍ يَزْدَهي جِيْلُهُ / إِذَا ازْدَهَى جيلٌ بأَفْرَاد
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ / وَابْلُغْ إِلى السَّبْعِ الطِّبَاقِ الشِّدَادْ
فِي وَجْهِكَ الْبَاسِمِ عَنْ زخْرُفٍ / بًشْرَى بِآمَالٍ كِبَارٍ تُشادْ
أَشِعَّةُ الشَّمْسِ عَلَيْهِ جَرَتْ / وَأَثْبَتَتْهَا فِيهِ بِيض الأَيَادْ
فَلَيْسَ فِي مَوْقِعِ لَحْظٍ بِهِ / إِلاَّ حَيَاةٌ فُجِّرَتْ مِنْ جَمَادْ
بَنَاكَ في مِصْرَ لإِسْعَادِهَا / أَحْصَفُ مَنْ أَدْرَكَ مَعْنَى الْجِهَادْ
مسْتَوْثِقٌ مِنْ نَفْسِهِ طَامِحٌ / إِلى مُرَادٍ هوَ أَسْمَى مرَاد
مطَّرِدُ السَّعْيِ وَهَلْ مِنْ مَدىً / يَجوزُهُ السَّاعِي بِغَيْرِ اطِّرَادْ
شِيمَتُه السّلْمُ وَلَكِنَّهُ / حَرْبٌ عَلَى كُلِّ مسِيءٍ وَعَادْ
جَرَى فَمَا قَصَّرَ عَنْ غَايَةٍ / وَدونَ مَا يَرْجوه خَرْطُ الْقَتادْ
بِالعِلْمِ وَالخِبْرَةِ ضم الْقُوَى / فِي الْقطْرِ فَانْضَمَّتْ وَكَانَتْ بَدَادْ
مَا بَنْك مِصْرٍ غَيْر مسْتَقْبَلٍ / يُعَدُّ أَوْ مَاضٍ مَجِيدٍ يعَادْ
لَه زُهَى الشمْسِ وَمِنْ حَوْلِهِ / نِظَامُ تِلْكَ الشَّرِكَاتِ الْعِدَادْ
يَصْدونَ عَنْهُ وَيتَابِعْنَهُ / فِي سَيْرِهِ وَالْخَيْرُ مَا زِدْنَ زَادْ
ثَغْرُ السُّوَيْس الْيَوْمَ يَفْتَرُّ عَنْ / حَظٍّ عَدَتْهُ أَمْسِ عَنْهُ عَوَادْ
عِصَابَةُ الخَيْرِ أَجَدَّتْ بِهِ / مَوْرِدَ كَسْبٍ مَا لَه مِنْ نَفَادْ
فَالبَحْرُ بِالارْزَاقِ عَالِي الرُّبَى / وَالبُرُّ بِالأَوْسَاقِ جَارِي المِهَادْ
وَالفُلْكُ فِي شَتَّى مَجَالاَتِهَا / رَوَائِحٌ تُلْقِي شِبَاكاً عوَادْ
تُطْعِمُ أَشْهَى الصَّيْدِ مبَاعَه / وَتُطْعِمُ البَائِعَ أَزْكى الشِّهَادْ
وَتُلْقِمُ المَصْنَعَ فِي قُرْبِهَا / نُفَايَةَ الطَّيِّبِ مِمَّا يُصَادْ
فَيَمْنَحُ الأصْدَافَ مِنْ قِيمَةٍ / مَا لِيْسَ لِلدُّرِّ الْكِبَارِ الْجِيَادْ
تَفْدِي صُرُوحُ المَالِ صَرْحاً زَهَتْ / فِي جِيدِهِ المزْدَانِ تِلْكَ القِلاَدْ
أُمْنِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ حُققتْ / أَحْوَجُ مَا كَانَتْ إِلَيْهَا الْبِلاَدْ
سَدَّ بِهَا خَلَّةَ أَوْطَانِهِ / أَرْوَعُ ذُو رَأْيٍ حَلِيفِ السَّدَادْ
ذُو هِمَّةٍ تُنْدِي صِلاَدَ الصَّفَا / وَخَاطِرٍ يَقْدَحُ قَدْحَ الزِّنَادْ
وَفِطْنَةٍ سَاهِرَةٍ لِلْعُلَى / عَلَّمَتِ الشُّهْبَ جَمِيلَ السُّهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيْقَاظِهِ / وَيَغْنَمُ الأحَلاَمَ أَهْلُ الرقَادْ
طَلْعَتُ لَمْ يَحْمِ الْحِمَى آخِذٌ / مِثْلَكَ بِالنَّفْعِ وَلِمْ يَفْدِ فَادْ
أَرَيْتَنَا كَيْفَ تُنَالُ العلَى / وَدونَهنَّ الْعَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً / وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
فَلَمْ يُضِعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ / وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنا / وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لا تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً / إِنْ هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي / يقَرِّبُ المبْتَغَيَاتِ البِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي / ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تسَاوَى الْعِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دونَ إِدْرَاكِهِ / أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوَادْ
قَدْ تُصْلَحُ الدنْيَا بِإِعْدَادِهِ / لَهَا وَإِلاَّ اقْتَصَّ مِنْهَا الفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدنْيَا مَعَاشاً فهَلْ / يَصْدُقُ أَخْذاً بأُمورِ المَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا / إِلى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ المَجْدِ مُغْنٍ إِذَا / ظَلَّ عَلَى الزَّهْوِ بِهِ الاِعْتِمَادْ
أَلْبُؤْسُّ للاْعْنَاقِ غُلٌّ فَإِن / لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قوَّةٌ / وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْعَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعٌ وَلاَ / مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يجَادْ
وَلاَ رِجَالٌ يُنْقِذُونَ الْحِمَى / بِحُسْنِ رَأْيٍ أَوْ بِفَضْلِ اجْتِهَادْ
لَوْلاَ الأُولى نَشَّأْتَهُمْ مِنهُمُ / لِمِصْرَ ظَلَّتْ نُجْعَةً تُسْتَرَادْ
أَمَّا وَقَدْ نَبَّهْتَ نُوَّامَهَا / لِلْغُنْمِ يُجْنَى أَوْ لِغُرْمٍ يُذَادْ
وَقَامَ مِنْ أَحْرَارِهَا فِتْيَةٌ / أَلْقَوْا إِلى قَائِدِهِمْ بِالْقِيَادْ
فَانْظُرْ إِلى الْجَاهِ الَّذِي أَحْرَزَتْ / بِهِمْ وَمَنْ سَوَّدَهُ الْجَاهُ سَادْ
أَلَمْ تَجِدْ فِي الشَّامِ مَا أَحْدَثَتْ / آثَارُ ذَاكَ المَثَلِ المُسْتَفَادْ
فِي الْقُدْسِ فِي لُبْنَانَ فِي جُلَّقٍ / قَوْمٌ يُكِنُّونَ لِمِصْرَ الْوِدَادْ
تَنَافَسُوا حَوْلَكَ فِي بَثِّهِ / بِكُلِّ مَا يُحْسِنُ قَارٍ وَبَادْ
فَلاَ مَلِيكٌ نَالَ مِنْهُ الَّذِي / نِلْتَ وَلاَ غَازٍ كَمَا عُدْتَ عَادْ
ذَلِكَ فَوْزٌ بَاهِرٌ لاَ يَفِي / بِحَقِّهِ تَسْطِيرُهُ بِالمِدَادْ
إِذَا ذَكَرْنَاهُ أَشَدْنَا بِمَا / كَان لِحِلْفَيْكَ بِهِ مِنْ أَيَادْ
مِدْحَتُ نَاهِيكَ بِهِ مِنْ فَتى / يُذْكَرُ بِالمِدْحَةِ فِي كُلِّ نَادْ
قَيْلٌ مِنَ الأَقْيَالِ لَكِنَّهُ / مُنْفَرِدٌ فِي المَجْدِ أَيُّ انْفِرَادْ
أَمَّا ابْنُ سُلْطَانَ فَحَسْبُ العُلَى / مِنْهُ طَرِيفٌ زَادَ جَاهَ التِّلاَدْ
فَخْرُ شَبَابِ القُطْرِ إِنْ فَاخَرُوا / بِنَابِهٍ مِنْهُمْ سَرِيٍّ جَوَادْ
ثَلاَثَةٌ فِي نَسَقٍ قَلَّمَا / بِمِثْلِهِ دَهْرٌ عَلَى مِصْرَ جَادْ
كَأَنْجُمِ المِيزَانِ فِي رَمْزِهَا / إِلى تَلاَقٍ فِي العُلَى وَاتِّحَادْ
أَزْمَعْت إِهْدَاءً أُوَفي بِهِ
أَزْمَعْت إِهْدَاءً أُوَفي بِهِ / مَا يَقْتَضِي الوَاجِبُ مِنْ حَمْدِ
لِغَادَةٍ حَلَّتْ مَحَلاًّ سَمَا / مِنْ صِدْقِ إِعْجَابِي وَمِنْ وُدِّي
فَحَارَ فِكْرِي فِي اخْتِيَارِي لَهَا / أَلْطَفَ مَا يفْصِحُ عَنْ قَصْدِي
إِنْ صُفِّيَ النَّد أَيُهْدَى إِلى / شَمَائِلَ أَذْكَى مِنَ النَّدِّ
مَا الطِّيبُ إِلاَّ نَفْحَةٌ تَنْقَضِي / وَطِيبُهَا بَاقٍ عَلَى العَهْدِ
أَوْ آتَتِ الرَّوْضَ بَوَاكِيرُهَا / أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ
وَالزَّنْبَقُ الغَضُّ إِلى زَنْبَقٍ / يَنْفِسُهُ بِاللَّونِ وَالقَدِّ
وَالنَّرْجِسُ النَّضْرُ إِلى نَرْجِسٍ / يُظْلَمُ إِنْ قِيسَ إِلى نِدِّ
دَعْ زَهَراً يَذْوِي وَيَفْنَى فَمَا / مَكَانُهُ مِنْ زَهَرِ الخُلْدِ
وَعُدْ إِلى فنِّكَ فَانْظِمْ لَهَا / أَنْفَسَ مَا يَمْلِكُهُ المهْدِي
يَا ذَاتَ حُسْنٍ أَكْمَلَتْ حُسْنَهَا / بِالأَدَبِ الوَافِرِ وَالرُّشْدِ
تَقَبَّلِي شُكْرِي وَإِنْ لَمْ يُثِبْ / فَإِنَّهُ أَفْخَرُ مَا عِنْدِي
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى / عَلَّمَتِ الشُّهُبَ جَمِيلَ السهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيقَاظِهِ / وَيَغْنَمُ الأَحْلاَمَ أَهْلُ الرُّقَادْ
أَرَيْتِنَا كَيْفَ تُنَالُ المُنَى / وَدُنَهُنَّ العَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً / وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
مَا لَمْ يُضعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ / وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنَا / وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لاَ تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً / إِن هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي / يُقَرِّبُ الْمُبْتَغِيَاتِ الْبِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي / ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تَسَاوَى العِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دُوْنَ إِدْرَاكِهِ / أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوادْ
قَدْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا بِإِعْدَادِهِ / لَهَا وَإِلاَّ وَالى مِنْهَا الْفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا مَعَاشاً فَهَلْ / يَصْدُقُ أَخْذاً بِأُمُورِ الْمَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا / إِلَى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ الْمَجْدِ مُغْنٍ إِذَا / ظَلَّ عَلَى الْفَخْرِ بِهِ الاعْتِمَادْ
الْبُؤْسُ لِلأَعْنَاقِ غَلٌّ فَإِنْ / لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قُوَّةٌ / وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْ عَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعُ وَلاَ / مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يُجَادْ
وَلاَ رِجَالُ يَنْقُذونَ الحِمَى / بِحُسْنِ رَأْيٍ أَو بِفَضْلِ اجْتِهَادْ
انْفَرَطَ العِقْدُ وَيَا حُسْنَهُ
انْفَرَطَ العِقْدُ وَيَا حُسْنَهُ / حَبَّاتُهُ تَجْرِي كَقِطْرِ النَّدَى
لاَ انْفَرَطَ العِقْدُ الَّذِي ضَمَّكُمْ / وَلَيْكُ ذَاكَ العِقْدُ نِعْمَ الفِدَى
أَمَّا الَّتِي قَلَّدَهُ جِيدُهَا / وَحَبَّذَا الجِّيدُ وَمَا قُلِّدَا
لَوِ أَنَّ شَيْئاً زَائِلاً حُسْنُهُ / خُلِّدَ كَانَ العِقْدُ قَدْ خُلِدَا
يَا زَائِرَ الْحَسْنَاءِ فِي عِيدِهَا
يَا زَائِرَ الْحَسْنَاءِ فِي عِيدِهَا / إِنْ تُهْدِ فَانْظُرْ مَا الَّذِي تُهَدِي
أَخْطَأَكَ الْحَزْمُ وَأَخْطَأْتَهُ / أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ
إلى الأديب العبقري الذي
إلى الأديب العبقري الذي / آياته مالئة الوادي
إلى الفصيح الألمعي الذي / كلامه يشدى كانشاد
إلى الفتى الحر الجريء الذي / إذا انتدى قدم في النادي
أهدى تحيات أخ أسف / عداة دون الملتقى عادي
ليس حديثاً مفترى إن أقل / أولاد سركيس كأولادي
هل عجب في عيد تنصيرهم / عدى له أبهج أعيادي
سركيس قلبي بينكم حاضر / والجسم في قيد النوى بادي
إلى على عهدي وما كنت في / مهمة مخلف ميعادي
عدي على الدهر في أحسن السا / عات ساء الدهر من عادي
أبعدني اليوم فهلا اقتضى / في غير هذا اليو أبعادي
لكنني غادٍ على حبكم / كل على أحبابه غادي
يا ابني على اللَه موليكما / ما جل من سعدٍ وإسعاد
فيغتدي أنور في عصره / مزدهراً كالوكوب الهادي
وبفريد يزدهي جيله / إذا ازدهى جيلٌ بإفراد
قصر عن أدنى علاك الحسد
قصر عن أدنى علاك الحسد / أنت بناء وبنوك العمد
بيت كما شاء الندى شاده / وعاهد العمران فيه الأبد
حبيب عزاً وافتخاراً بما / رزقت مما لم ينله أحد
جاه تولى الحمد إحصاءه / فضاق عنه في الحساب العدد
محصول جدٍّ مخصبٍ مثمرٍ / وافقه سعدٌ وواتاه جد
وفتيةٌ ملء عيون المنى / صيد مساميح أباة الفند
ثلاثةٌ إن ضمهم قصرهم / ففضلهم بأهل رحب البلد
بروا فكنت الوالد المفتدى / ثم له السعد ببر الولد
قد أكبر الشاه مروءاتكم / وحسن مسعاكم لدفع الشدد
فجادكم أوسمةً لم تكن / إلا نجوماً جعلت ملك يد
جاءت رموزاً للذي نيكم / من رفعة الشمس وبأس الأسد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025