المجموع : 10
أَسْمَعْتِنَا مَا شَاقَ أَلْبَابَنَا
أَسْمَعْتِنَا مَا شَاقَ أَلْبَابَنَا / وَعَلَّمَ الأَحْيَاءَ مَعْنَى الوُجُودْ
يَا طَائِراً أَفْلَتَ مِنْ جَنَّةٍ / فَأَسْمَعَ الفَانِينَ شَدْوَ الخُلُودِ
عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى
عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى / مَا كَانَ أَحْرَاهُ بِانْ يُسْعَدَا
سَيِّدَةٌ مِنْ عُنْصُرٍ نَابِهٍ / كَانَ أَبُوها فِي الْحِمَى سَيِّدَا
عَقِيلَةٌ أَنْزَلَهَا عَقْلُهَا / مِنَ الْغَوَانِي مَنْزِلاً مُفْرَدَا
أُمٌّ أَقَرَّ اللهُ عَيْنَ الْعُلَى / بِفَرْقَدٍ مِنْهَا تَلا فَرْقدَا
فَصَوَّرَتْ فِي ابْنَتِهَا نَفْسَهَا / وَفِي ابْنِهَا مَنْجَبَةُ الاصْيَدَا
زَعِيمَة قَدْ أَحْدَثَتْ نَهْضَةً / مَطْلَبُهَا سَامٍ بَعِيدُ الْمَدَى
تَجِدُّ ذَوْداً عَنْ حُقُوقٍ عَفَتْ / فِي غَفْلَةِ الدَّهْرِ وَضَاعَت سُدَى
كَانَتْ نِسَاءُ الشَّرْقِ مِنْ قَبْلِهَا / فِي حَيْرَةٍ لاَ تَجِدُ الْمُرْشِدَا
مَظْلُومَةُ لَيْسَ لَهَا مُنْصِفٌ / مَنْجُودَةٌ أَخْطَاتِ الْمُنْجِدَا
فَنَبَّهَتْ فِيهَا الضَّمِيرَ الَّذي / يَخْدُرُ فِي الحُرِّ إِذَا اسْتُعْبِدَا
وَأَذْكَرَتْهَا أَنَّ مِنْ شَأْنِهَا / أَنْ تُصْلِح الْعَيْشَ الذي أُفسِدَا
وَأَنَّهَا أَنْ أَكْمَلَتْ بَعْلَهَا / رَدَّتْ إِلَى أُمِتهَا السُّؤْدَدَا
وَأَنهَا أَنْ أَحْكَمَتْ وُلْدَهَا / تُصْبِحُ أُمَّ الْوَطَنِ الْمُفْتَدَى
مَرَامُ خَيْرٍ لَمْ يتَحْ لِلأُلى / أَرَاسَ رَامِيَهُمْ فَمَا سَدْدَّا
لِمِصْرَ مَا حَوَّلَ مِنْ حَالَةٍ / لِمِصْرَ مَا أَبْلَى وَمَا جَددَا
بُورِكَ فِي ذَاتِ الْكَمَالِ التي / تُهَيِّيءُ الْمُسْتَقْبَلَ الأمْجَدَا
أَبْدَعُ مضا فِي نَفْسِهَا مِنْ حِلىً / لَهُ شُعَاعٌ فِي الْمُحَيّا بَدَا
إِنْ كَتَبْتْ أَوْ خَطَبَتْ نَافَسَتْ / أَقْوَالُهَا اللُّؤلُؤَ وَالْعَسْجَدا
فِي كُلِّ مَا تَسْتَنُّ مِنْ وَاجَبٍ / تَحْسَبُهُ وَاجِبَهَا الاوْحَدَا
لاَ يَبْعُدُ الْقُطْبُ عَلَى عَزْمِهَا / إِذَا توَخَّتْ عِنْدَه مَقْصِدَا
فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ يذَاعُ اسْمُهَا / مقْتَرِناً بِالشُّكْرِ مَا رَدَّدَا
وَصَوْتُهَا المَسْموعُ فِي مِصْرَ قَدْ / دَوَّى لَه فِي كُلِّ مِصْرٍ صَدَى
يُنْبوعُ إِحْسَانٍ وَبِرٍّ جَرَى / أَصْفَى وَأَنْقَى مِنْ قِطَارِ النَّدَى
تَرْعَى الايَامَى وَالْيَتَامَى إِذَا / عَزَّهُمُ الْعَوْنُ وَعَزَّ النَّدَى
فِي كُلِّ مَا يَرْقَى بِه قَوْمُهَا / تَبْذُلُ مَجْهوداً وَتُسْدي يَدَا
لِطَالِبَاتِ الرِّزْقِ مِنْ صَنْعَةٍ / وَطَالِبَاتِ الْعِلْمِ مَدَّتْ يَدَا
فَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَصْنَعاً / وَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَعْهَدَا
وَنَوَّعَتْ فِي الصُّحفِ أَضْوَاءَهَا / فَهْيَ مَنَارٌ رُفِعَتْ لِلهدَى
إِحْسَانُهَا فِي الْعَصْرِ لَنْ يُمْتَرَى / وَفَضْلُهَا فِي مِصْرَ لَنْ يُجْحَدَا
تَعْفُو الْفُتُوحَاتُ وَأَرْبَابُهَا / وَذِكْرُهَا فِي النَّاسِ قَدْ خُلِّدَا
أي الْمَسَاعِي فِي سَبِيلِ الْحِمَى / وَأَهْلهِ أَولَى بِأّنْ يُحَمدَا
إِلى الأدِيبِ العَبْقَرِي الَّذي
إِلى الأدِيبِ العَبْقَرِي الَّذي / آيَاتهُ مَالِئَة الوَادِي
إِلى الفَصيحِ الألْمَعِي الَّذي / كَلاَمُهُ يُشْجِي كَإِنْشَاد
أُهْدي تَحِيَّاتِ أَخٍ آسِفٍ / عَدَاهُ دُوْنَ الْمُلْتَقَى عَادي
لَيْسَ حَديثاً مُفْتَرى إِنْ أَقُلْ / أَوْلادَ سَركيسَ كَأولادي
هَلْ عَجَبٌ فِي عِيد تنصِيرِهمْ / عِنْدي لَهُ أَبْهَجُ أَعْيَادِي
سَرْكِيسُ قَلْبِي بَيْنَكُمْ حَاضِرٌ / وَالْجِّسْمُ فِي قَيْد النَّوَى بَادي
إِنِّي عَلَى عَهْدي وَمَا كُنْتُ فِي / مُهِمَّةٍ مُخْلَفَ مِيعَادي
عَدَا عَلَيَّ الدَّهْرُ فِي أَحْسَنِ السَّا / عاتِ سَاءَ الدَّهْرُ مِنْ عَادي
أَبْعَدَنِي الْيَّومَ فَهَلاَّ أَقْتَضِي / فِي غَيْرِ هَذَا اليَوْمِ أَبْعَادي
لَكِنَنِي غَادٍ عَلى حَيّكُمْ / كُلٌ عَلَى أَحْبابِهِ غَادِي
يَا ابْنيْ عَلَّ اللهُ موليكُمَا / مَا جَلَّ منْ سَعْدٍ وَإِسْعاد
فَيَغْتَدي أَنْوَرُ في عَصْره / مزْدَهراً كالكوْكب الهَادي
وَبفريدٍ يَزْدَهي جِيْلُهُ / إِذَا ازْدَهَى جيلٌ بأَفْرَاد
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ
طُلْ أَيُّهَا الصَّرْحُ الرَّفِيعُ الْعِمَادِ / وَابْلُغْ إِلى السَّبْعِ الطِّبَاقِ الشِّدَادْ
فِي وَجْهِكَ الْبَاسِمِ عَنْ زخْرُفٍ / بًشْرَى بِآمَالٍ كِبَارٍ تُشادْ
أَشِعَّةُ الشَّمْسِ عَلَيْهِ جَرَتْ / وَأَثْبَتَتْهَا فِيهِ بِيض الأَيَادْ
فَلَيْسَ فِي مَوْقِعِ لَحْظٍ بِهِ / إِلاَّ حَيَاةٌ فُجِّرَتْ مِنْ جَمَادْ
بَنَاكَ في مِصْرَ لإِسْعَادِهَا / أَحْصَفُ مَنْ أَدْرَكَ مَعْنَى الْجِهَادْ
مسْتَوْثِقٌ مِنْ نَفْسِهِ طَامِحٌ / إِلى مُرَادٍ هوَ أَسْمَى مرَاد
مطَّرِدُ السَّعْيِ وَهَلْ مِنْ مَدىً / يَجوزُهُ السَّاعِي بِغَيْرِ اطِّرَادْ
شِيمَتُه السّلْمُ وَلَكِنَّهُ / حَرْبٌ عَلَى كُلِّ مسِيءٍ وَعَادْ
جَرَى فَمَا قَصَّرَ عَنْ غَايَةٍ / وَدونَ مَا يَرْجوه خَرْطُ الْقَتادْ
بِالعِلْمِ وَالخِبْرَةِ ضم الْقُوَى / فِي الْقطْرِ فَانْضَمَّتْ وَكَانَتْ بَدَادْ
مَا بَنْك مِصْرٍ غَيْر مسْتَقْبَلٍ / يُعَدُّ أَوْ مَاضٍ مَجِيدٍ يعَادْ
لَه زُهَى الشمْسِ وَمِنْ حَوْلِهِ / نِظَامُ تِلْكَ الشَّرِكَاتِ الْعِدَادْ
يَصْدونَ عَنْهُ وَيتَابِعْنَهُ / فِي سَيْرِهِ وَالْخَيْرُ مَا زِدْنَ زَادْ
ثَغْرُ السُّوَيْس الْيَوْمَ يَفْتَرُّ عَنْ / حَظٍّ عَدَتْهُ أَمْسِ عَنْهُ عَوَادْ
عِصَابَةُ الخَيْرِ أَجَدَّتْ بِهِ / مَوْرِدَ كَسْبٍ مَا لَه مِنْ نَفَادْ
فَالبَحْرُ بِالارْزَاقِ عَالِي الرُّبَى / وَالبُرُّ بِالأَوْسَاقِ جَارِي المِهَادْ
وَالفُلْكُ فِي شَتَّى مَجَالاَتِهَا / رَوَائِحٌ تُلْقِي شِبَاكاً عوَادْ
تُطْعِمُ أَشْهَى الصَّيْدِ مبَاعَه / وَتُطْعِمُ البَائِعَ أَزْكى الشِّهَادْ
وَتُلْقِمُ المَصْنَعَ فِي قُرْبِهَا / نُفَايَةَ الطَّيِّبِ مِمَّا يُصَادْ
فَيَمْنَحُ الأصْدَافَ مِنْ قِيمَةٍ / مَا لِيْسَ لِلدُّرِّ الْكِبَارِ الْجِيَادْ
تَفْدِي صُرُوحُ المَالِ صَرْحاً زَهَتْ / فِي جِيدِهِ المزْدَانِ تِلْكَ القِلاَدْ
أُمْنِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ حُققتْ / أَحْوَجُ مَا كَانَتْ إِلَيْهَا الْبِلاَدْ
سَدَّ بِهَا خَلَّةَ أَوْطَانِهِ / أَرْوَعُ ذُو رَأْيٍ حَلِيفِ السَّدَادْ
ذُو هِمَّةٍ تُنْدِي صِلاَدَ الصَّفَا / وَخَاطِرٍ يَقْدَحُ قَدْحَ الزِّنَادْ
وَفِطْنَةٍ سَاهِرَةٍ لِلْعُلَى / عَلَّمَتِ الشُّهْبَ جَمِيلَ السُّهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيْقَاظِهِ / وَيَغْنَمُ الأحَلاَمَ أَهْلُ الرقَادْ
طَلْعَتُ لَمْ يَحْمِ الْحِمَى آخِذٌ / مِثْلَكَ بِالنَّفْعِ وَلِمْ يَفْدِ فَادْ
أَرَيْتَنَا كَيْفَ تُنَالُ العلَى / وَدونَهنَّ الْعَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً / وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
فَلَمْ يُضِعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ / وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنا / وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لا تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً / إِنْ هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي / يقَرِّبُ المبْتَغَيَاتِ البِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي / ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تسَاوَى الْعِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دونَ إِدْرَاكِهِ / أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوَادْ
قَدْ تُصْلَحُ الدنْيَا بِإِعْدَادِهِ / لَهَا وَإِلاَّ اقْتَصَّ مِنْهَا الفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدنْيَا مَعَاشاً فهَلْ / يَصْدُقُ أَخْذاً بأُمورِ المَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا / إِلى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ المَجْدِ مُغْنٍ إِذَا / ظَلَّ عَلَى الزَّهْوِ بِهِ الاِعْتِمَادْ
أَلْبُؤْسُّ للاْعْنَاقِ غُلٌّ فَإِن / لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قوَّةٌ / وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْعَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعٌ وَلاَ / مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يجَادْ
وَلاَ رِجَالٌ يُنْقِذُونَ الْحِمَى / بِحُسْنِ رَأْيٍ أَوْ بِفَضْلِ اجْتِهَادْ
لَوْلاَ الأُولى نَشَّأْتَهُمْ مِنهُمُ / لِمِصْرَ ظَلَّتْ نُجْعَةً تُسْتَرَادْ
أَمَّا وَقَدْ نَبَّهْتَ نُوَّامَهَا / لِلْغُنْمِ يُجْنَى أَوْ لِغُرْمٍ يُذَادْ
وَقَامَ مِنْ أَحْرَارِهَا فِتْيَةٌ / أَلْقَوْا إِلى قَائِدِهِمْ بِالْقِيَادْ
فَانْظُرْ إِلى الْجَاهِ الَّذِي أَحْرَزَتْ / بِهِمْ وَمَنْ سَوَّدَهُ الْجَاهُ سَادْ
أَلَمْ تَجِدْ فِي الشَّامِ مَا أَحْدَثَتْ / آثَارُ ذَاكَ المَثَلِ المُسْتَفَادْ
فِي الْقُدْسِ فِي لُبْنَانَ فِي جُلَّقٍ / قَوْمٌ يُكِنُّونَ لِمِصْرَ الْوِدَادْ
تَنَافَسُوا حَوْلَكَ فِي بَثِّهِ / بِكُلِّ مَا يُحْسِنُ قَارٍ وَبَادْ
فَلاَ مَلِيكٌ نَالَ مِنْهُ الَّذِي / نِلْتَ وَلاَ غَازٍ كَمَا عُدْتَ عَادْ
ذَلِكَ فَوْزٌ بَاهِرٌ لاَ يَفِي / بِحَقِّهِ تَسْطِيرُهُ بِالمِدَادْ
إِذَا ذَكَرْنَاهُ أَشَدْنَا بِمَا / كَان لِحِلْفَيْكَ بِهِ مِنْ أَيَادْ
مِدْحَتُ نَاهِيكَ بِهِ مِنْ فَتى / يُذْكَرُ بِالمِدْحَةِ فِي كُلِّ نَادْ
قَيْلٌ مِنَ الأَقْيَالِ لَكِنَّهُ / مُنْفَرِدٌ فِي المَجْدِ أَيُّ انْفِرَادْ
أَمَّا ابْنُ سُلْطَانَ فَحَسْبُ العُلَى / مِنْهُ طَرِيفٌ زَادَ جَاهَ التِّلاَدْ
فَخْرُ شَبَابِ القُطْرِ إِنْ فَاخَرُوا / بِنَابِهٍ مِنْهُمْ سَرِيٍّ جَوَادْ
ثَلاَثَةٌ فِي نَسَقٍ قَلَّمَا / بِمِثْلِهِ دَهْرٌ عَلَى مِصْرَ جَادْ
كَأَنْجُمِ المِيزَانِ فِي رَمْزِهَا / إِلى تَلاَقٍ فِي العُلَى وَاتِّحَادْ
أَزْمَعْت إِهْدَاءً أُوَفي بِهِ
أَزْمَعْت إِهْدَاءً أُوَفي بِهِ / مَا يَقْتَضِي الوَاجِبُ مِنْ حَمْدِ
لِغَادَةٍ حَلَّتْ مَحَلاًّ سَمَا / مِنْ صِدْقِ إِعْجَابِي وَمِنْ وُدِّي
فَحَارَ فِكْرِي فِي اخْتِيَارِي لَهَا / أَلْطَفَ مَا يفْصِحُ عَنْ قَصْدِي
إِنْ صُفِّيَ النَّد أَيُهْدَى إِلى / شَمَائِلَ أَذْكَى مِنَ النَّدِّ
مَا الطِّيبُ إِلاَّ نَفْحَةٌ تَنْقَضِي / وَطِيبُهَا بَاقٍ عَلَى العَهْدِ
أَوْ آتَتِ الرَّوْضَ بَوَاكِيرُهَا / أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ
وَالزَّنْبَقُ الغَضُّ إِلى زَنْبَقٍ / يَنْفِسُهُ بِاللَّونِ وَالقَدِّ
وَالنَّرْجِسُ النَّضْرُ إِلى نَرْجِسٍ / يُظْلَمُ إِنْ قِيسَ إِلى نِدِّ
دَعْ زَهَراً يَذْوِي وَيَفْنَى فَمَا / مَكَانُهُ مِنْ زَهَرِ الخُلْدِ
وَعُدْ إِلى فنِّكَ فَانْظِمْ لَهَا / أَنْفَسَ مَا يَمْلِكُهُ المهْدِي
يَا ذَاتَ حُسْنٍ أَكْمَلَتْ حُسْنَهَا / بِالأَدَبِ الوَافِرِ وَالرُّشْدِ
تَقَبَّلِي شُكْرِي وَإِنْ لَمْ يُثِبْ / فَإِنَّهُ أَفْخَرُ مَا عِنْدِي
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى
يَا فِطْنَة سَاهِرَةً لِلْعُلَى / عَلَّمَتِ الشُّهُبَ جَمِيلَ السهَادْ
مَغَانِمُ الْعَيْشِ لاِيقَاظِهِ / وَيَغْنَمُ الأَحْلاَمَ أَهْلُ الرُّقَادْ
أَرَيْتِنَا كَيْفَ تُنَالُ المُنَى / وَدُنَهُنَّ العَقَبَاتُ الشِّدَادْ
نُرِيدُ مِصْراً حُرَّةً فَخْمَةً / وَالشَّعْبُ إِنْ يَعْزِمْ يَكُنْ مَا أَرَادْ
مَا لَمْ يُضعْ فِي بَاطِلٍ حَقَّهُ / وَتَقْتُلِ الشَّهْوَةُ فِيهِ الرَّشَادْ
فَهَلْ جَدَدْنَا فِي أَمَانِيِّنَا / وَنَحْنُ مِنْ أَسْوَاقِنَا فِي كَسَادْ
لاَ تَتَأَتَّى ثَرْوَةٌ طَفْرَةً / إِن هِيَ إِلاَّ حِكْمَةٌ وَاقْتِصَادْ
وَالمَالُ مَا زَالَ الْوَسِيطَ الَّذِي / يُقَرِّبُ الْمُبْتَغِيَاتِ الْبِعَادْ
يَعْبُدُهُ النَّاسُ قَدِيماً وَفِي / ذَاكَ مِنَ الدِّينِ تَسَاوَى العِبَادْ
أَزْرَاهُ عَجْزاً دُوْنَ إِدْرَاكِهِ / أَشْبَاهُ زُهَّادٍ أَضَلُّوا السَّوادْ
قَدْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا بِإِعْدَادِهِ / لَهَا وَإِلاَّ وَالى مِنْهَا الْفَسَادْ
مَنْ لَمْ يَرَ الدُّنْيَا مَعَاشاً فَهَلْ / يَصْدُقُ أَخْذاً بِأُمُورِ الْمَعَادْ
بُكَاؤُنَا الفَائِتُ مِنْ عِزِّنَا / إِلَى انْتِزَافِ الدَّمْعِ مَاذَا أَفَادْ
وَهَلْ تُرَاثُ الْمَجْدِ مُغْنٍ إِذَا / ظَلَّ عَلَى الْفَخْرِ بِهِ الاعْتِمَادْ
الْبُؤْسُ لِلأَعْنَاقِ غَلٌّ فَإِنْ / لَمْ يُلْتَمَسْ مِنْهُ فَكَاكٌ أَبَادْ
وَحَيْثُ لاَ مَالَ فَلاَ قُوَّةٌ / وَلاَ سِلاَحٌ مَانِعٌ أَوْ عَتَادْ
وَلاَ اخْتِرَاعٌ مُسْتَطَاعُ وَلاَ / مَعْرِفَةٌ تُجْدِي وَفَنٌّ يُجَادْ
وَلاَ رِجَالُ يَنْقُذونَ الحِمَى / بِحُسْنِ رَأْيٍ أَو بِفَضْلِ اجْتِهَادْ
انْفَرَطَ العِقْدُ وَيَا حُسْنَهُ
انْفَرَطَ العِقْدُ وَيَا حُسْنَهُ / حَبَّاتُهُ تَجْرِي كَقِطْرِ النَّدَى
لاَ انْفَرَطَ العِقْدُ الَّذِي ضَمَّكُمْ / وَلَيْكُ ذَاكَ العِقْدُ نِعْمَ الفِدَى
أَمَّا الَّتِي قَلَّدَهُ جِيدُهَا / وَحَبَّذَا الجِّيدُ وَمَا قُلِّدَا
لَوِ أَنَّ شَيْئاً زَائِلاً حُسْنُهُ / خُلِّدَ كَانَ العِقْدُ قَدْ خُلِدَا
يَا زَائِرَ الْحَسْنَاءِ فِي عِيدِهَا
يَا زَائِرَ الْحَسْنَاءِ فِي عِيدِهَا / إِنْ تُهْدِ فَانْظُرْ مَا الَّذِي تُهَدِي
أَخْطَأَكَ الْحَزْمُ وَأَخْطَأْتَهُ / أَيُحْمَلُ الوَرْدُ إِلى الوَرْدِ
إلى الأديب العبقري الذي
إلى الأديب العبقري الذي / آياته مالئة الوادي
إلى الفصيح الألمعي الذي / كلامه يشدى كانشاد
إلى الفتى الحر الجريء الذي / إذا انتدى قدم في النادي
أهدى تحيات أخ أسف / عداة دون الملتقى عادي
ليس حديثاً مفترى إن أقل / أولاد سركيس كأولادي
هل عجب في عيد تنصيرهم / عدى له أبهج أعيادي
سركيس قلبي بينكم حاضر / والجسم في قيد النوى بادي
إلى على عهدي وما كنت في / مهمة مخلف ميعادي
عدي على الدهر في أحسن السا / عات ساء الدهر من عادي
أبعدني اليوم فهلا اقتضى / في غير هذا اليو أبعادي
لكنني غادٍ على حبكم / كل على أحبابه غادي
يا ابني على اللَه موليكما / ما جل من سعدٍ وإسعاد
فيغتدي أنور في عصره / مزدهراً كالوكوب الهادي
وبفريد يزدهي جيله / إذا ازدهى جيلٌ بإفراد
قصر عن أدنى علاك الحسد
قصر عن أدنى علاك الحسد / أنت بناء وبنوك العمد
بيت كما شاء الندى شاده / وعاهد العمران فيه الأبد
حبيب عزاً وافتخاراً بما / رزقت مما لم ينله أحد
جاه تولى الحمد إحصاءه / فضاق عنه في الحساب العدد
محصول جدٍّ مخصبٍ مثمرٍ / وافقه سعدٌ وواتاه جد
وفتيةٌ ملء عيون المنى / صيد مساميح أباة الفند
ثلاثةٌ إن ضمهم قصرهم / ففضلهم بأهل رحب البلد
بروا فكنت الوالد المفتدى / ثم له السعد ببر الولد
قد أكبر الشاه مروءاتكم / وحسن مسعاكم لدفع الشدد
فجادكم أوسمةً لم تكن / إلا نجوماً جعلت ملك يد
جاءت رموزاً للذي نيكم / من رفعة الشمس وبأس الأسد