قُمْ وَانْثُرِ الزهْرَ عَلَى لَحْدِهِ
قُمْ وَانْثُرِ الزهْرَ عَلَى لَحْدِهِ / وَابْكِ مَضَاءَ الْعَزْمِ مِنْ بَعْدِهِ
هذا نَجيِبٌ قَدْ ثَوَى مُفْرَداً / كَأنَّهُ الصمْصَامُ في غِمْده
مَقْصَدُهُ ضاق بِهِ جِسْمُهُ / وَنفْسُهُ أَكْبَرُ مِنْ قَصْدِهِ
كانَ عِصَامِياً بَعِيدَ الْمَدَى / لا يَبْلُغُ الطرْفُ مَدَى حَدِّهِ
يعْمَلُ كالنحْلةِ لا يَنْثَني / وَكَمْ جَنَيْنَا الْحُلْوَ مِنْ شَهْدِهِ
ملَّ نَهَارُ الْقَيْظِ مِنْ كَدِّهِ / وَضَجَّ نَجْمُ الصبْحِ مِنْ سُهْدِهِ
رَأَيٌ يُريكَ اللَّيْلَ شمْس الضحى / وَهِمَّةٌ كَالنجْم في بُعْدِهِ
وَطُهْرُ نَفْسٍ إِنْ تُرِدْ وَصْفَهُ / فَانْظُرْ إلى الطلِّ عَلَى وَرْدِهِ
كانَ أَباً بَرّاً يَعافُ الكرَى / لَوْ مَرَّتِ الريحُ عَلَى وُلْدِهِ
عَلّمَهُمْ كَيْفَ يُحِبُّونَهُ / وَكَيْفَ يَبْكُونَ عَلَى فَقْدِهِ
لا بَرحَتْ ذِكْرَاهُ مِلْءَ النهَى / ولا خَلاَ مَغْنَاهُ مِنْ مَجْدِه