المجموع : 9
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ / ظالمةٌ مظلومةُ الخَدِّ
كالقمر الطالع لكنّها / في حسنها كالرَّشأ الفَرْد
في ليلها البدرُ وفي دِعْصها / غصنٌ به رُمَّانَتا نهد
تَبْسم عن بَرْق وعن لؤلؤ / مُنَظَّم أحلى من الشَّهد
بتنا معاً تحت ظلال الدّجى / من مَفْرَش الوَرْد على مهد
أَجْنِي ثمارَ الخمر من مَضْحك / شفاهُه من ورق الوردِ
كأنّني ليثُ وغىً خادِرٌ / مَعْ شادن أحورَ في بُرْد
تُكتُمني ما عندها من جوىً / منّي كما أكتمُ ما عندي
تُخْفِي وتُبدي بيّ وجداً كما / أُخفِي من الحبّ وما أُبدي
أَصُدّ عنها ظالماً كلَّما / زادتْ من الوصل على الصَّدّ
لا نِدَّ في الحسن لها مثل ما / أّنّيّ في الحبِّ بلا نِدّ
لا زالت الجيزة معمورة / بكل مخطوف الحشا نهد
إني ألذُّ العيشُ فيها بما / أولى عزيز الدين من رِفد
المجد بسّامٌ إلى ماجدٍ / أروعَ بسّامٍ إلى المجد
كأنما راحتُه مُزْنَة / تبْدا بلا بَرْق ولا رعد
كأنّما في الحزم آراؤه / مشتقّة من قُضُب الهند
المُلكْ ذو عِقْد ولكنَّه / في عصره واسطةُ العِقْد
ما السيف أمضى منه في عزمه / في غِمده إذ سُلَّ من غِمد
يا أيها البدر الذي جَدّه / محمدٌ أُكْرِمَ من جَدّ
قصّرتُ في مدحك لكنّني / أُواصِل المدح كما أُبدِي
فإن تُسامِحْني فيا نعمة / يَقْصُر عن حمدي لها جَهْدي
ومجلسٍ قد حاز من حسنه
ومجلسٍ قد حاز من حسنه / مثلَ الذي جاز من المجد
يضحك للتُّفَّاح نارَنْجُه / ويَغْمز النَّرْجِسُ للورد
وأُلبِس الأُتْرجّ ما بينها / صفرةَ من عُذِّب بالصّدّ
وانتصب الليمون من حوله / مثل انتصاب النَّهد للنَّهد
قابَلَه وجهُ إمام الهدى / فلاح فيه قمر السَّعْد
واندفعتْ عِيدانُه وسطَه / بكلّ ممتدٍّ ومُشْتَدّ
يُتْبعها الزّمرُ حنِيناً كما / ناح القَمَارِيّ على الرَّنّد
إذا اعتلى العنبر غَنَّتْ له / رائحة الكافور والنَّدّ
لا زالت الأيام معمورة / منك أبا المنصور بالرّشد
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا / فمزّق الليل وأبدى السعودْ
كأنّه في نوره لابسٌ / نورَ الثنايا واحمرارَ الخدود
سار لك التّوفيق والسّعدُ
سار لك التّوفيق والسّعدُ / وحفّك الإقبالُ والمجدُ
بِنْتَ مَبينَ الصبحِ في نُوره / فالأُفقُ من بعدك مُسْوَدّ
كأنّني بعدَك مستأسِرٌ / ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدُ
بُعْدُك موت صَبِرٌ طعمُه / وقربُك الماذِيّ والشهد
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ / تُذْكي ومَن مَلْثَمُه باردُ
لَمَّا تشكِّيتُ إليه الهوى / والشوقُ نامٍ والجوى زائد
أرسل في تُفَّاحةٍ خَدّه / إليّ كَيْلاَ يفطن الحاسِدُ
فلونُه في لونها ظاهِرٌ / ورِيقُه في طعمها جامِدُ
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى / ريحَ حبيب لي أطال الصدودْ
كأنما قبَّلتُ من نَشْره / بيضَ الثنايا واحمرارَ الخدودْ
ما أجودَ النِسْرِينَ لكنَّه / ذكَّرني منتزِحا لا يجودْ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ / في حسنه للدّرّ أو للبَرَدْ
ولم يَصُغْه الله إلا لكَيْ / يقدحَ في الأكباد نارَ الكَمَدْ
وابِأبِي من لان مَسّاً ومَن / لو عقدوه لانثنى وانعقدْ
يسمح بالوعد ولكنّه / لا يَصْدُق الوعد إذا ما وعدْ
هذا ولا يُحْقِدُني فعله / وأحمقُ العُشاق مَنْ قد حَقَد
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي / واطْرَبْ ودَعْ من لام أو فنَّدا
واغْتَنِم اللَّذاتِ مستمِتعاً / ولاتَبِعْ يومك ترجوا غدا
في مجلس أسِّس بُنْيانُه / بالطائر السعْد ورَغْم العِدَا
كأنّه من حُسْنه لم يَزْل / يستخدِمُ التوفيقَ والأسعُدا
شُدّ بناه وعلا سَمْكُهُ / فطاول الجوزاءَ والفَرْقَدا
فلو بدا كِسْرَى له لم يكن / متَّخِذاً إيوانَه مَقعَدا
وكم قصورٍ شُيِّدت قبله / لكنه أحسنُ ما شُيِّدا
وكيف لا يُشْرِق حُسْناً وقد / شيَّده رأيُ إمام الهدى
الملبِسي النُّعْمَى التي صَيَّرتْ / أدانيَ اللُحْمة لي حُسَّدا
أُثني عليه شاكراً بالذي / أولَى من الفضل وما جَدّدا
يا ربِّ صَيِّرني له واقياً / من كلّ ما يَكرههُ أو رَدَى
وصلِّ يا ربّ عليه كما / قام من الأمر بما قُلِّدا
مالي أرى الماء علا وارتقَى
مالي أرى الماء علا وارتقَى / كأنّ فيه حَبَب البَرْدِ
وزاحم المعشوق في قدّه / تزاحم الأْعظُم للجلد
تراه ماء النيل وافتْ به / سَبْع وعشر كُمَّل العدّ
أم نثر المعشوق من دمعه / خوفاً من الهجران والصدّ