القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 6
يا سابِحاً يَصهَلُ في غِرَّةٍ
يا سابِحاً يَصهَلُ في غِرَّةٍ / أَينَ وَجيهُ الخَيلِ وَالذائِدُ
آدى لَهُ في الدَهرِ ما يَبتَغي / ثُمَّ أَتاهُ قَدَرٌ آثِدُ
هَل يَأمَنَ الحوتُ مِنَ الشُهُبِ أَن / يَأخُذَهُ في الكِفَّةِ الصائِدُ
أَو حِمَلٌ نُزِّهَ في الجَوِّ أَن / يَغتالَهُ بِالمَديَّةِ الكائِدُ
إِن كانَ لِلمَرّيخِ عَقلٌ فَما / يَستُرُ عَنهُ أَنَّهُ بائِدُ
يوصي الفَتى بِالأَمرِ مِن بَعدِهِ / كَأَنَّهُ مِن بَينِهِ عائِدُ
يَكذِبُني الرائِدُ في زَعمِهِ / وَمُهلَكٌ إِن كَذَبَ الرائِدُ
وَالخَيرُ لا يُكَفَّرُ فَلِيُحسِنِ المُس / لِمُ وَالصابِئُ وَالهائِدُ
فَوائِدُ الأَيّامِ مَحبوبَةٌ / وَفاقِدٌ لَذَّتَها الفائِدُ
فَزَجِّ دُنياكَ فَما يَخلِدُ ال / ناقِصُ في العَيشِ وَلا الزائِدُ
وَإِنَّ مِنهاجَ الرَدى يَستَوي / فيهِ مَسوَدُ القَومِ وَالسائِدُ
وَإِنَّما يَلقى شُجاعُ الوَغى / كَما يُلاقي النافِرُ الحائِدُ
تُقصَفُ بِالقُدرَةِ رَضوى كَما / يُقصَفُ هَذا الغُصنُ المائِدُ
وَلَو دَرى الموؤودُ ما عِندَنا / مِن نَبَإٍ ما عُتِبَ الوائِدُ
قَد شُيِّدَ القَصرُ لِسُكّانِهِ / وَغَيرُ مَن يَسكُنُهُ الشائِدُ
إِن شَرِبوا الراحَ فَما شُربُنا
إِن شَرِبوا الراحَ فَما شُربُنا / في الراحِ إِلّا الأَزرَقُ البارِدُ
لا تَطرُدِ الوَحشَ فَما يَلبَثُ الصارِدِ / مَطرودُ في الدُنيا وَلا الطارِدُ
أُختُ بَني الصَرِدِ في دَهرِها / أَصابَها سَهمُ رَداً صارِدُ
كانَ لَها كَرمانِ هَذا أَبى ال / سَقيا وَهَذا أَبَداً وارِدُ
لا توحِشُ الوَحدَةُ أَصحابَها / إِنَّ سُهَيلاً وَحدَهُ فارِدُ
وَكَم تَرى في الأُفُقُِ مِن كَوكَبٍ / يَعظُمُ أَن يُرمى بِهِ المارِدُ
خَبَّرتَني أَمراً فَقُل راشِداً / مِن أَينَ هَذا الخَبَرُ الشارِدُ
عَلَيكَ بِالصُدقِ فَلا حَظَّ لي / في كَذبٍ يَنظِمُهُ السارِدُ
مَن يُدنِ لِلشّاكَةِ أَثوابَهُ / يُصِبهُ مِنها غُصُنٌ هارِدُ
مولاكَ مَولاكَ الَّذي ما لَهُ
مولاكَ مَولاكَ الَّذي ما لَهُ / نِدٌّ وَخابَ الكافِرُ الجاحِدُ
آمِن بِهِ وَالنَفسُ تُرقى وَإِن / لَم يَبقَ إِلّا نَفَسٌ واحِدُ
تَرجُ بِذاكَ العَفوَ مِنهُ إِذا / أَلحَدَت ثُمَّ اِنصَرَفَ اللاحِدُ
كَأنَّما العالَمُ ضَأنٌ غَدَت
كَأنَّما العالَمُ ضَأنٌ غَدَت / لِلرَعيِ وَالمَوتُ أَبو جَعدَه
فَهادِجٌ حامِلُ عُكّازَةٍ / وَفارِسٌ مُعتَقِلٌ صُعدَه
وَآخَرٌ يُدرِكُ مَن قَبلُهُ / وَيَترُكُ الدُنِّيا لِمَن بَعدَه
عَيشٌ كَما تَعهَدُ لا مُخلِفٌ / وَعيدَهُ بَل مُخلِفٌ وَعدَه
هَل يَأمَنُ البِرجيسُ في عِزِّهِ / مِن قَدَرٍ يُعدِمُهُ سَعدَه
كَأَنَّما النَجمُ لِخَوفِ الرَدى / تَأخُذُهُ مِن فَرَقٍ رِعدَه
كَم لِاِبنٍ في الأَرضِ لَم يُدَكَّر / لُبَناهُ مُذ بانَ وَلا دَعدَه
أُحاذِرُ السَيلَ وَمَن لي بِمُن / جاةٍ إِذا أَسمَعَني رَعدَه
وَالوَقتُ لا يَفتَأُ في مَرِّهِ / مُقَرِّباً مِن أَجَلٍ بُعدَه
فَراقِبِ الخالِقَ بِالغَيبِ في النِ / يامَةِ وَالقِيامَةِ وَالقَعدَه
يَلقاكَ بِالماءِ النُمَيرِ الفَتى
يَلقاكَ بِالماءِ النُمَيرِ الفَتى / وَفي ضَميرِ النَفسِ نارٌ تَقِد
يُعطيكَ لَفظاً لَيِّناً مَسُّهُ / وَمِثلُ حَدِّ السَيفِ ما يَعتَقِد
وَيَمرَحُ الإِنسانُ مِن جَهلِهِ / وَهُوَ أَسيرٌ في رِباطٍ وَقِدّ
كَم حَلَّتِ الأَيّامُ مِن حيلَةٍ / ثُمَّتَ حَلَّت كُلَّ عِقدٍ عُقِد
وَالمرَءُ كَالبائِعُ في سوقِهِ / يَأخُذُ ما يُعطى وَلا يَنتَقِد
حَتّى إِذا اليَومُ اِنقَضى ساءَهُ / ما تَجِدُ النَفسُ وَما يَفتَقِد
لا أَحقِدُ الآنَ عَلى صاحِبٍ / إِن رابَني مَعدِنَ خَيرٍ حَقَد
فَهَذِهِ الدُنِّيا عالى ما تَرى / لَم تَدِ مَقتولاً وَلَم تَستَقِد
أحْسَنُ بالوَاجِدِ مِن وَجْدِهِ
أحْسَنُ بالوَاجِدِ مِن وَجْدِهِ / صَبْرٌ يُعيدُ النّارَ في زَنْدِهِ
ومَنْ أبَى في الرُّزْءِ غَيْرَ الأسَى / كانَ بُكاهُ مُنْتَهَى جُهْدِهِ
فَليَذْرِفِ الجَفْنُ على جَعْفَرٍ / إذ كانَ لم يُفْتَحْ على نِدّهِ
والشيءُ لا يَكْثُرُ مُدّاحُهُ / إلاّ إذا قيسَ إلى ضِدّهِ
لوْلا غَضَا نَجْدٍ وقُلاّمُهُ / لم يُثْنَ بالطّيبِ على رَنْدِهِ
ليسَ الذي يُبْكى على وَصْلِهِ / مثلَ الذي يُبْكى على صَدّهِ
والطّرْفُ يرْتاحُ إلى غُمْضِهِ / وَلَيسَ يَرْتاحُ إلى سُهْدِهِ
كانَ الأسَى فَرْضاً لو أنّ الرّدى / قال لنا افْدوهُ فلم نَفْدِهِ
هل هُوَ إلا طالِعٌ للهُدى / سارَ منَ التُّرْبِ إلى سَعْدِهِ
فباتَ أدْنَى مِنْ يَدٍ بَينَنا / كأنّهُ الكَوْكَبُ في بُعدِهِ
يا دَهْرُ يا مُنجِزَ إيعادِهِ / ومُخْلِفَ المأمولِ من وَعْدِهِ
أيُّ جَديدٍ لكَ لم تُبْلِهِ / وأيُّ أقرانِكَ لم تُرْدِهِ
تَستأسِرُ العِقبانَ في جَوّها / وتُنزِلُ الأعصَمَ من فِنْدِهِ
أرى ذَوي الفَضل وأضدادَهم / يَجمعُهُمْ سَيْلُكَ في مَدّهِ
إنْ لم يكُنْ رُشْدُ الفتى نافِعاً / فغَيّهُ أنفَعُ مِنْ رُشْدِهِ
تَجرِبةُ الدّنيا وأفعالِها / حَثّتْ أخا الزّهْدِ عَلى زُهْدِهِ
والقَلْبُ مِنْ أهوائِهِ عابِدٌ / ما يَعْبُدُ الكافرُ من بُدّهِ
إنّ زَماني برَزياهُ لي / صَيّرَني أمْرَحُ في قِدّهِ
كأنّنا في كَفّهِ مالُهُ / يُنفِقُ ما يَختارُ من نَقْدِهِ
لوْ عَرَفَ الإنْسانُ مقدارَهُ / لم يَفْخَر المولى على عَبْدِهِ
أمْسِ الذي مَرّ على قرْبهِ / يَعجِزُ أهلُ الأرْضِ عن رَدّهِ
أضْحى الذي أُجّلَ في سِنّهِ / مثلَ الذي عُوجِلَ في مَهْدِهِ
ولا يُبالي المَيْتُ في قَبرهِ / بذَمّهِ شُيّعَ أمْ حَمْدِهِ
والواحِدُ المُفرَدُ في حَتْفِهِ / كالحاشِدِ المُكْثِرِ من حَشدِهِ
وحالَةُ الباكي لآبائِه / كحالَةِ الباكي على وُلْدِهِ
ما رغبَةُ الحيّ بأبنائِهِ / عَمّا جنَى الموْتُ على جَدّهِ
ومَجْدُهُ أفعالُهُ لا الذي / من قَبْلِهِ كانَ ولا بَعْدِهِ
لُوْلا سَجاياهُ وَأخْلاقُهُ / لكانَ كالمَعْدومِ في وُجْدِهِ
تَشتاقُ أيّارَ نفوسُ الوَرَى / وإنّما الشّوْقُ إلى وَرْدِهِ
تَدعو بطول العمر أفواهُنا / لمَنْ تَناهى القَلبُ في وُدّهِ
يُسَرّ إن مُد بَقاءٌ لَهُ / وكلُّ ما يَكْرَهُ في مَدّهِ
أفضَلُ ما في النّفسِ يَغتالُها / فنَستَعيذُ اللهَ من جُندِهِ
وآفَةُ العاشِقِ مِنْ طَرْفِهِ / وآفَةُ الصّارِمِ مِنْ حَدّهِ
كم صائنٍ عن قُبْلَةٍ خدَّهُ / سُلّطَتِ الأرْضُ على خَدّهِ
وحامِلٍ ثِقْلَ الثّرَى جِيدُهُ / وكان يَشكو الضَّعفَ من عِقدِهِ
وَرُبّ ظمآنَ إلى مَوْرِدٍ / وَالمَوْتُ لوْ يَعْلَمُ في وِرْدِهِ
ومُرْسِلِ الغارَةِ مَبثوثَةً / مِن أدهَمِ اللّوْنِ ومن وَرْدِهِ
يَخوضُ بحراً نَقْعُهُ ماؤهُ / يَحْمِلُهُ السّابحُ في لِبْدِهِ
أشجَعُ مَنْ قَلّبَ خَطّيّةً / على طَويلِ الباعِ مُمْتَدّهِ
يَرَى وُقوعَ الزُّرْقِ في دِرْعِهِ / مثْلَ وُقوع الزُّرْقِ في جِلْدِهِ
لا يَصِلُ الرُّمْحُ إلى طَرْفِهِ / ولا إلى المُحْكَمِ مِنْ سَرْدِهِ
يُلقى عليهِ الطّعنُ إلقاءكَ ال / حَسْبَ على المُسرعِ في عَقدِهِ
بلَحظَةٍ منهُ فَما دونَها / يَرُدّ غَرْبَ الجيشِ عن قَصْدِهِ
أمْهَلَهُ الدّهْرُ فأوْدَى بهِ / مُبْيَضُّهُ يُحْدَى بمُسْوَدّهِ
فَيا أخا المَفقُودِ في خَمسَةٍ / كالشُّهبِ ما سَلاّك عن فقدِهِ
جاءَكَ هذا الحُزْنُ مُستَجدياً / أجْرَكَ في الصّبرِ فلا تُجْدِهِ
سَلِّمْ إلى اللّهِ فكُلُّ الّذي / ساءَكَ أو سَرّكَ من عندِهِ
لا يَعْدَمُ الأسْمَرُ في غابِهِ / حَتْفاً ولا الأبيضُ في غِمدِهِ
إنّ الذي الوَحْشَةُ في دارِهِ / تُؤنِسُهُ الرّحمَةُ في لَحْدِهِ
لا أُوحشَتْ دارُك من شَمسِها / ولا خلا غابُكَ مِنْ أُسْدِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025