القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 15
مسلسل الدمع أسير الفؤاد
مسلسل الدمع أسير الفؤاد / يهيم بالتذكار في ألف واد
مجتهد الأوقات في حبكم / وهو مع الواشي بكم في جهاد
ما عقد الليل لأجفانه / هدباً ولا حل عقودَ الوداد
يا عاذلي فات حديث الأسى / فما حديث العذل بالمستفاد
دع أدمعي بالجود فياضةً / فالسابقُ السابقُ منها الجواد
ربّ ليالٍ لو بلغت المنى / فديتها من ناظري بالسواد
مضت بلذاتيَ واستخلفت / ليالياً ألبسها كالحداد
إن يغدُ رأسي أشهباً بعد ما / باد الصبى فالعذر كالصبح باد
مات الصبى واحترقت مهجتي / ففوق رأسي قد نثرت الرماد
مقسم الأحشاءِ ين الأسى / كأنعم الأفضل بين العباد
الملك العابد نام الورى / بعدله وهو كثير السهاد
ذو الجود في عسر ويسر ومن / مثل ذوي التجريب في كل ناد
والهيبة العظمى التي أصلحت / بذكرها السائر أهل الفساد
من اتقى الله اتقت بأسه / كواسر الأفق وغلبُ الوهاد
بينَ كتاب ومصلى إذا / أمسى سواه بين كأسٍ وشاد
قد ساد من قبل الصبى سابقاً / قولهم السؤدد قبل السواد
وحاز بيت المال من إرثه / فشدّ مبناه وأوفى وزاد
أحسن به بيتاً نظيم العلى / بلا زحافٍ في الثنا أو سناد
بين ملوك خلصت بيضهم / دين الهدى من أهل دين العناد
وانشروا الآمال بعد البلى / ونفقوا الأشعار بعد الكساد
يا ملكاً أصبح في الدين والد / نيا سعيدَ الجد والاجتهاد
عش كسليمان على ملكه / تعرض هذي الصافنات الجياد
لحظك في الفتكِ هو البَادي
لحظك في الفتكِ هو البَادي / يا فتنة الحاضر والبادي
فلا تلمْ لحظاً جرحنا بهِ / خدّك يا جارح أكباد
يا من لهُ لامٌ على وجنةٍ / زادت عليها غلَّة الصَّادي
سرقتَ من عيني كحل الورى / ونمتَ عن دمعِي وتسهادِي
إنْ تسخنُ الأدمعُ عيني فقدْ / طالَ لِذاكَ الحرِّ تردادِي
حمام دمعي في الهوى نافقٌ / بكوكبٍ للخدِّ وقَّاد
وعاذلي الواعظ في صبوتي / كأنَّما يأتي بميعاد
فدأبهُ العذلُ ودأبي البكى / مسلسلاً يروى بإسناد
يرومُ للصب هدًى وهو في / وادٍ وقلب الصبّ في واد
أهلاً بسفَّاحِ دموعي ولا / أهلاً من العاذلِ بالهادي
وحبَّذا حيث زمان الصبى / لهوي بذاكَ الشادنِ الشادي
أجني على خدَّيهِ أو أجني / ورداً على أهيفٍ ميَّاد
وردِي لثمُ الخدِّ لا كأسه / فلستُ للكأسِ بورَّاد
يا لكَ من وصلٍ قصير المدى / أبكِي عليهِ طولَ آمادِي
إن لم أكنْ قد شبتُ من بعده / في عامِ عشرينَ ففي الحادي
يا زمن اللهو وعصرَ الصبى / سقاكَ صوب الرَّائح الغادي
كما ابتدى صوب عليٍّ على / وفدِ الرَّجا والفضل للبادي
علاء دين الله غيث الندى / غوث المنادِي قمر البادي
ذو الفضل من ذات ومن نسبة / والمجد لا يحصى بتعداد
والقول من مسند سحبانهِ / والفعل من مسند حمَّاد
والبيت مرفوعٌ لفارقهِ / ما بين أنجابٍ وأنجاد
رماح أيديهم وأقلامها / أعماد ملكٍ أيّ أعماد
أما ترى يمنى عليٍّ بما / خطَّته رجوى كلّ مرتاد
ذات يراعٍ في الجدا والعدا / داعٍ لتجنيس العلى عاد
فرعٌ نحيفٌ وهو وافي الحيا / لكلِّ وافي القصد وفَّاد
لمشرقٍ من مغربٍ ظلّه / دعْ غايتي مصرٍ وبغداد
سطوره طوراً ربى زاهراً / وتارةً أغيال آساد
ولفظهُ التبرِيّ أو جودهُ / جلته أسماعي وأجيادِي
كم سافرت في الجودِ أمواله / يحدو بها من مدحهِ حاد
فالغيث من غيظٍ بها عابسٌ / والبحر في خبطٍ وازْدِباد
كم فضَّلت آلاؤهُ فاضلاً / واسْتعبدت ألفَ ابن عبَّاد
كم حفظت من فقهِ آرائهِ / بحوث إكمالٍ وإرشاد
كم أحسنت أزهار آدابهِ / لمدحهِ الزَّاهر إمدادِي
وربَّما أدبني معرضاً / فكان تثقيفاً لمناد
أعرض عنِّي مرةً مرةً / فاعْترضت أنكال أنكادِي
وبانَ لي هوني على سادتي / حتَّى على أهلِي وأولادِي
ورفقة أحزانِي بينهم / إخماِد ذهني أيّ إخماد
كنتُ أباً جيّد كتابهم / فصرتُ في قسم أبي جاد
وخفَّ ذهني فكلامي على الأ / قلامِ ميتٌ فوقَ أعواد
حتَّى إذا عادَ إليَّ الرِّضى / عادَ بحمدِ الله سجادي
وعدت في نظم إلى سبّقٍ / يعرفها النظَّام من غاد
وزاد تأميرِي فما أرتضي / أبا فراس بعضَ أجنادِي
وأصبح الشامت بي حاسداً / في حالِ إصْدارِي وإيرادِي
بالرُّوح أفدِي سيِّداً خائفاً / عليَّ في قربي وإبعادي
كثرَ أعدائي بإعراضهِ / وفي الرِّضا كثرَ حسَّادي
وليهنه العيد على أنَّ في / لقياهُ أعياداً لأعيادِي
نداه في الخلقِ ومدحي له / غذاء أرواحٍ وأجساد
قدمت كالسيف إلى غمدهِ
قدمت كالسيف إلى غمدهِ / واليمنُ موقوف على حدِّه
قد أثرت فيك ليالي السرى / ما أثر السيف بإفرنده
وعدت مشكور الثنا والسنا / كذاك عودُ البدرِ في سعده
لله ما أسعدها طلعةً / يجيبها الوابل من مهده
نعم وما أيمنها عزمة / سلَّمها الرَّأي إلى رشده
عزم فتى صورة إخلاصه / في البرِّ قد أفضت إلى حمده
ما ضرَّ ركباً كانَ بدراً له / أن لا يراعي النجم في قصده
كأنَّني أبصرُ بين الفلا / حماهُ يستدعي إلى رفده
مخيماً تنثر ألطافهُ / نثرَ سقيطِ الوبلِ من عقده
يستمسك العافي بأطنابه / فليسَ يحتاجُ إلى وُده
وماجدٌ حثَّ ركاب السرى / حثّ الرجا الساري إلى قصده
أهلة تحمل بدر العلى / لله ما تحملُ من مجده
هوادِج تحملُها من سرى / فواقع الآل على مدّه
حتَّى قضيت النسك من بعدِ ما / قضيت نسك الجود في وفده
يرنو إليك الحجر المجتلى / يا أيُّها العين بمسوده
أعظمْ به من حجرٍ للهدى / كأنَّه خالٌ على خده
هذا وفي جلق وجد عشت / طوارق الحزن إلى وُقده
هانَ حماها منذ فارقته / ما أهون الغاب بلا أسده
ومزَّق الروض بها كلّ ما / حاكت خيوط الودق من برده
شرقاً إلى مرتحل أقسمت / لا تبسم الأزهار من بعده
حتَّى إذا عادَ إلى صرحِها / قامَ له الغصنُ على قدّه
وأقبلت تلثم آثارَه / تلكَ الشفاه الحمر عن ورده
أبلج ما ردَّ إليها الحيا / إلاَّ بشمِّ الآس في رده
ليثٌ وغيثٌ في سطاً أو لهاً / فاحْذَره يا طالب واستجده
يروقُ مثل السيف في صفحه / وربَّما راعكَ في حده
فالأمن كلّ الأمن في لينه / والخوف كل الخوف في شده
مهابة الزهد وعزّ التقى / قد كفيا الواحد في جنده
تغفيه في الليلِ سهام الدجى / وأنصل الأدمعِ عن حشده
لا يطمع الطالبُ في شأوِهِ / وإنَّما يطمعُ في رفده
رفد أرادَ الغيثُ تشبيهه / فعُد ذاك الفعل من برده
يعطي ويملينا معاني الثنا / فالمدح والإرفاد من عنده
حقًّا لقد أنجبتمو يا بني / شيبانَ في المجدِ وفي وُلده
منسبٌ غرٌّ لها رونقٌ / أبصرت عقد الدُّر في نضده
أواخر نمّ بها أولٌ / ومجمع لم يغن عنْ فرده
كما تلى التنزيل مستقبل المح / راب والإتمام في حمده
سجاهُ حبّ العفوِ حتَّى لقد / كادَ الفتى يذنب عن عمده
ومرَّ في المجدِ إلى غايةٍ / ما حظّ حاكيها سوى كدّه
ذو قلم يجني الغنى والقنا / من سمِّه الجاري ومن شهده
يقدحُ في أفقِ العلى زنده / وليسَ من يقدح في زنده
يا سيِّداً إن أشكُ دهراً له / كأنَّما أشكو أذى عبده
ماذا جنى بعدكَ من صرفهِ / لنازح أوحشَ من فقده
حتَّى إذا هبَّ نسيمُ اللقا / قام الرَّجا يستنّ من لحده
أهلاً بفيَّاضِ الندى لم يقلْ / مادحه أحسن من ضده
ألهى قريضي عن غزالِ النقا / تغزُّلاً فيهِ وعن هنده
فلم أصفْ من طاحَ من أجلها / وأجله قلبيَ في وجده
أغيد ذو ردف وخصر فكم / في غورهِ أصبو وفي نجده
يجرحُ أجفاني وأرنو لهُ / كأنَّني أقتصُّ من خده
يا ليته بالجفا لي موعداً / لأنَّه يكذِبُ في وعده
وغادة مذ عقدت صدغها / ما خرجَ العاشقُ عن عقده
كأنَّا إذا خضبت غيَّبت / في دمعِي الكفّ إلى زنده
دعْ ذا وعدْ للقولِ في معشرٍ / غرٍّ وفي غيرهم عده
لولا بنو العطَّارِ لم يتنشق / عرف ندى يربو على نده
لا توحش العلياء من نسلهم / ولا ترى الشنعاء من فقده
يكاد سفرٌ ضمَّ أخبارهم / من طربٍ يخرجُ من جلده
جميعنا في عشقك البادي
جميعنا في عشقك البادي / سواءً العاكفُ والبادِي
يا قمراً قد سام عشَّاقه / خسفاً بهجرانٍ وإبعاد
أضلَّنا الحبُّ ولكن لنا / نعم الإمامُ الرَّاشد الهادِي
بهاء دين الله نجل الأولى / سموا بأنصارٍ وأنجاد
ذو العلم ألقوه إلى نجلِهم / لا نجلَ صبَّاغٍ وحدَّاد
في الدِّين والدُّنيا لنا برّه / من قبلِ إنشاءٍ وإنشاد
أنجدنا جوداً فأمداحنا / ما بين إتِّهامٍ وإنجاد
أهَّلتني للعتب حتى لقد
أهَّلتني للعتب حتى لقد / لذّ لسمعي وهو صعبٌ شديد
ورحت لو زادت دموعي عسى / عتابك الحلو لسمعي يزيد
هذا ولو قطعتني لذّ لي / وسرَّني أني ببدرٍ شهيد
شكراً لمولانا الذي قال في
شكراً لمولانا الذي قال في / ثنائه الواصف قولاً سديد
أقسم أنَّ الوقتَ وقتٌ صفا / وإنَّ هذا النشوَ نشوٌ سعيد
أفديه أعمى مغمداً لحظه
أفديه أعمى مغمداً لحظه / ليرتعي في خده الوردي
تمكنت عيناي من وجهه / فقلت هذي جنة الخلد
شكت وقد سارقتها قبلةً
شكت وقد سارقتها قبلةً / يا بردها في كبدي الواقده
وقال قوم رشفة أغضبت / فقلت هذي غضبةٌ بارِده
لله تصنيفٌ له رونقٌ
لله تصنيفٌ له رونقٌ / كرونق الحبات في عقدها
كادت تصانيف الورى عنده / تموت للهيبةِ في جلدها
ما ضرَّ إحسانك يا سيدي
ما ضرَّ إحسانك يا سيدي / لو حاد في أمري عن الاقتصاد
يا عين آمالي إذا استجمعت / إني إلى مورد لقياك صاد
وشاهد أعجبني حسنه
وشاهد أعجبني حسنه / وكنت في آخرَ كالواحد
فحارَ في هذا وذا خاطري / وقلت بالغائب والشاهد
كم قلت باللثم وبرد اللمى
كم قلت باللثم وبرد اللمى / إيه برغم العاذل الحاسد
رَوّ صدي قلبي ودَع عذّلي / في الحب تغتاظ على البارد
جنيت بالتقبيل من خدّه
جنيت بالتقبيل من خدّه / ورداً وعاتبت على الصد
فافترّ من عجب وقال انظروا / لعاشقٍ يجني ويستعدي
أهيف ذو خصر وردف فكم
أهيف ذو خصر وردف فكم / في غوره أصبوا وفي نجده
يا ليته لي بالجفا موعدا / فإنه يكذب في وعده
قاضي القضاة المرتجى دمت ذا
قاضي القضاة المرتجى دمت ذا / نعماه للصادر والواردِ
بعض الورى يطلبني شاهداً / مع أنه ذو ورع زائد
فاعجب له من ورعِ ناسكٍ / من مثلي بالشاهد
أهلاً بها بيضاء عاطرةٌ إذا / وصلت ينم بها شذاها والشذى
سحارة الجفن الكحيل إذا رنت / عقدت لسان معوذٍ إن عوذا
تلك التي حكمت سهام لحاظها / حكماً تأمله الجمال فنفذا
تجري الدماء وسيفها في جفنه / نظراً وليس السحر إلاَّ هكذا
آهاً لرشقِ سهامها في هدبها / والسهمُ أبعدُ ما يكون معذذا
ولحاجبينِ إذا تعرّض ناظر / متأملٌ قالت لقوسيها خُذا
ولذلك الخدّ الخليليّ اللظى / لو ينتحي الصنم الأصمّ لجذّذا
قالت إذا غمضت جفونك فارتقب / طيفي فقلت لها نعمْ لكنْ إذا
وسمعت عن سيفٍ ورمحٍ قبلها / حتى انثنت ورنت فقلت هما اللذا
عشقي كمدح جمال دين الله لا / ينفكّ مشتغل الضمير بذا وذا
المرتقي درجات مجدٍ جلّ أن / يجذو سواه وجلّ عن أن يحتذى
مترفع الأوصاف عن مدح الورى / فكأنما قول المديح له بذا
جزل الندى والبأس لو لمس الصفا / لجرى ولو لمس الحديد لفلذَّا
عرف الحيا كفيه لما أخجلا / بالبرق وجنته وقال هما اللذا
عالٍ على شرف النجوم كأنما / قدَمُ الثريا في القياس له حذا
وجد الأنام على قريحته هدًى / فرأوا ليوسفَ نار موسى تحتذى
كم مقترٍ عانٍ يلذّذ أمره / وافى إلى أبوابه فتلذذا
ومعاودٍ منه اقتباس فوائد / لو شامها الأعشى الكبير تتلمذا
يمم حماه تجد سحاباً مشبماً / يهنى الندى وتلطفاً متبغذذا
وأناملاً خلقت لضمّ يراعةٍ / تجري ببسط الرزق أو كف الأذى
وفضائلاً فخرت على كأس الطلا / في الذوق فهي خليقة أن تنبذا
كم من معاني مشرق في لفظه / راحت فلا كدر يشين ولا قذى
كالنجم في صافي الغدير تظنه / أدنى منالاً وهو أبعد مأخذا
يا آل حماد الكرام بذكركم / نعش الزمان كأن ذكركمو غذا
أما الزمان بكم فأصبح إذ رجا / نطقاً وأما بالأنامِ فقد هذا
خلّفتمُ للمكرمات ممدّحاً / أعدى على رتب الزمان وانفذا
لله أنت لقد أجرت حشايَ من / همٍّ تحكمَ أمرُه واستحوذا
جانٍ عليَّ إذا اجْتهدت كواقع / في الفخِّ زاد عناه حين تجبَّذا
حتَّى لجأت إلى جنابك شاكياً / فأجرتَ من ألقى الرَّجا وتعوذا
كرماً كما نبع الزلال ومرحباً / وهدًى كما لمع الصباح فحبذا
الغيث أنتَ وأنتَ أكرم ديمةً / والسهم أنت وأنت أسرع منفذا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025