المجموع : 15
مسلسل الدمع أسير الفؤاد
مسلسل الدمع أسير الفؤاد / يهيم بالتذكار في ألف واد
مجتهد الأوقات في حبكم / وهو مع الواشي بكم في جهاد
ما عقد الليل لأجفانه / هدباً ولا حل عقودَ الوداد
يا عاذلي فات حديث الأسى / فما حديث العذل بالمستفاد
دع أدمعي بالجود فياضةً / فالسابقُ السابقُ منها الجواد
ربّ ليالٍ لو بلغت المنى / فديتها من ناظري بالسواد
مضت بلذاتيَ واستخلفت / ليالياً ألبسها كالحداد
إن يغدُ رأسي أشهباً بعد ما / باد الصبى فالعذر كالصبح باد
مات الصبى واحترقت مهجتي / ففوق رأسي قد نثرت الرماد
مقسم الأحشاءِ ين الأسى / كأنعم الأفضل بين العباد
الملك العابد نام الورى / بعدله وهو كثير السهاد
ذو الجود في عسر ويسر ومن / مثل ذوي التجريب في كل ناد
والهيبة العظمى التي أصلحت / بذكرها السائر أهل الفساد
من اتقى الله اتقت بأسه / كواسر الأفق وغلبُ الوهاد
بينَ كتاب ومصلى إذا / أمسى سواه بين كأسٍ وشاد
قد ساد من قبل الصبى سابقاً / قولهم السؤدد قبل السواد
وحاز بيت المال من إرثه / فشدّ مبناه وأوفى وزاد
أحسن به بيتاً نظيم العلى / بلا زحافٍ في الثنا أو سناد
بين ملوك خلصت بيضهم / دين الهدى من أهل دين العناد
وانشروا الآمال بعد البلى / ونفقوا الأشعار بعد الكساد
يا ملكاً أصبح في الدين والد / نيا سعيدَ الجد والاجتهاد
عش كسليمان على ملكه / تعرض هذي الصافنات الجياد
لحظك في الفتكِ هو البَادي
لحظك في الفتكِ هو البَادي / يا فتنة الحاضر والبادي
فلا تلمْ لحظاً جرحنا بهِ / خدّك يا جارح أكباد
يا من لهُ لامٌ على وجنةٍ / زادت عليها غلَّة الصَّادي
سرقتَ من عيني كحل الورى / ونمتَ عن دمعِي وتسهادِي
إنْ تسخنُ الأدمعُ عيني فقدْ / طالَ لِذاكَ الحرِّ تردادِي
حمام دمعي في الهوى نافقٌ / بكوكبٍ للخدِّ وقَّاد
وعاذلي الواعظ في صبوتي / كأنَّما يأتي بميعاد
فدأبهُ العذلُ ودأبي البكى / مسلسلاً يروى بإسناد
يرومُ للصب هدًى وهو في / وادٍ وقلب الصبّ في واد
أهلاً بسفَّاحِ دموعي ولا / أهلاً من العاذلِ بالهادي
وحبَّذا حيث زمان الصبى / لهوي بذاكَ الشادنِ الشادي
أجني على خدَّيهِ أو أجني / ورداً على أهيفٍ ميَّاد
وردِي لثمُ الخدِّ لا كأسه / فلستُ للكأسِ بورَّاد
يا لكَ من وصلٍ قصير المدى / أبكِي عليهِ طولَ آمادِي
إن لم أكنْ قد شبتُ من بعده / في عامِ عشرينَ ففي الحادي
يا زمن اللهو وعصرَ الصبى / سقاكَ صوب الرَّائح الغادي
كما ابتدى صوب عليٍّ على / وفدِ الرَّجا والفضل للبادي
علاء دين الله غيث الندى / غوث المنادِي قمر البادي
ذو الفضل من ذات ومن نسبة / والمجد لا يحصى بتعداد
والقول من مسند سحبانهِ / والفعل من مسند حمَّاد
والبيت مرفوعٌ لفارقهِ / ما بين أنجابٍ وأنجاد
رماح أيديهم وأقلامها / أعماد ملكٍ أيّ أعماد
أما ترى يمنى عليٍّ بما / خطَّته رجوى كلّ مرتاد
ذات يراعٍ في الجدا والعدا / داعٍ لتجنيس العلى عاد
فرعٌ نحيفٌ وهو وافي الحيا / لكلِّ وافي القصد وفَّاد
لمشرقٍ من مغربٍ ظلّه / دعْ غايتي مصرٍ وبغداد
سطوره طوراً ربى زاهراً / وتارةً أغيال آساد
ولفظهُ التبرِيّ أو جودهُ / جلته أسماعي وأجيادِي
كم سافرت في الجودِ أمواله / يحدو بها من مدحهِ حاد
فالغيث من غيظٍ بها عابسٌ / والبحر في خبطٍ وازْدِباد
كم فضَّلت آلاؤهُ فاضلاً / واسْتعبدت ألفَ ابن عبَّاد
كم حفظت من فقهِ آرائهِ / بحوث إكمالٍ وإرشاد
كم أحسنت أزهار آدابهِ / لمدحهِ الزَّاهر إمدادِي
وربَّما أدبني معرضاً / فكان تثقيفاً لمناد
أعرض عنِّي مرةً مرةً / فاعْترضت أنكال أنكادِي
وبانَ لي هوني على سادتي / حتَّى على أهلِي وأولادِي
ورفقة أحزانِي بينهم / إخماِد ذهني أيّ إخماد
كنتُ أباً جيّد كتابهم / فصرتُ في قسم أبي جاد
وخفَّ ذهني فكلامي على الأ / قلامِ ميتٌ فوقَ أعواد
حتَّى إذا عادَ إليَّ الرِّضى / عادَ بحمدِ الله سجادي
وعدت في نظم إلى سبّقٍ / يعرفها النظَّام من غاد
وزاد تأميرِي فما أرتضي / أبا فراس بعضَ أجنادِي
وأصبح الشامت بي حاسداً / في حالِ إصْدارِي وإيرادِي
بالرُّوح أفدِي سيِّداً خائفاً / عليَّ في قربي وإبعادي
كثرَ أعدائي بإعراضهِ / وفي الرِّضا كثرَ حسَّادي
وليهنه العيد على أنَّ في / لقياهُ أعياداً لأعيادِي
نداه في الخلقِ ومدحي له / غذاء أرواحٍ وأجساد
قدمت كالسيف إلى غمدهِ
قدمت كالسيف إلى غمدهِ / واليمنُ موقوف على حدِّه
قد أثرت فيك ليالي السرى / ما أثر السيف بإفرنده
وعدت مشكور الثنا والسنا / كذاك عودُ البدرِ في سعده
لله ما أسعدها طلعةً / يجيبها الوابل من مهده
نعم وما أيمنها عزمة / سلَّمها الرَّأي إلى رشده
عزم فتى صورة إخلاصه / في البرِّ قد أفضت إلى حمده
ما ضرَّ ركباً كانَ بدراً له / أن لا يراعي النجم في قصده
كأنَّني أبصرُ بين الفلا / حماهُ يستدعي إلى رفده
مخيماً تنثر ألطافهُ / نثرَ سقيطِ الوبلِ من عقده
يستمسك العافي بأطنابه / فليسَ يحتاجُ إلى وُده
وماجدٌ حثَّ ركاب السرى / حثّ الرجا الساري إلى قصده
أهلة تحمل بدر العلى / لله ما تحملُ من مجده
هوادِج تحملُها من سرى / فواقع الآل على مدّه
حتَّى قضيت النسك من بعدِ ما / قضيت نسك الجود في وفده
يرنو إليك الحجر المجتلى / يا أيُّها العين بمسوده
أعظمْ به من حجرٍ للهدى / كأنَّه خالٌ على خده
هذا وفي جلق وجد عشت / طوارق الحزن إلى وُقده
هانَ حماها منذ فارقته / ما أهون الغاب بلا أسده
ومزَّق الروض بها كلّ ما / حاكت خيوط الودق من برده
شرقاً إلى مرتحل أقسمت / لا تبسم الأزهار من بعده
حتَّى إذا عادَ إلى صرحِها / قامَ له الغصنُ على قدّه
وأقبلت تلثم آثارَه / تلكَ الشفاه الحمر عن ورده
أبلج ما ردَّ إليها الحيا / إلاَّ بشمِّ الآس في رده
ليثٌ وغيثٌ في سطاً أو لهاً / فاحْذَره يا طالب واستجده
يروقُ مثل السيف في صفحه / وربَّما راعكَ في حده
فالأمن كلّ الأمن في لينه / والخوف كل الخوف في شده
مهابة الزهد وعزّ التقى / قد كفيا الواحد في جنده
تغفيه في الليلِ سهام الدجى / وأنصل الأدمعِ عن حشده
لا يطمع الطالبُ في شأوِهِ / وإنَّما يطمعُ في رفده
رفد أرادَ الغيثُ تشبيهه / فعُد ذاك الفعل من برده
يعطي ويملينا معاني الثنا / فالمدح والإرفاد من عنده
حقًّا لقد أنجبتمو يا بني / شيبانَ في المجدِ وفي وُلده
منسبٌ غرٌّ لها رونقٌ / أبصرت عقد الدُّر في نضده
أواخر نمّ بها أولٌ / ومجمع لم يغن عنْ فرده
كما تلى التنزيل مستقبل المح / راب والإتمام في حمده
سجاهُ حبّ العفوِ حتَّى لقد / كادَ الفتى يذنب عن عمده
ومرَّ في المجدِ إلى غايةٍ / ما حظّ حاكيها سوى كدّه
ذو قلم يجني الغنى والقنا / من سمِّه الجاري ومن شهده
يقدحُ في أفقِ العلى زنده / وليسَ من يقدح في زنده
يا سيِّداً إن أشكُ دهراً له / كأنَّما أشكو أذى عبده
ماذا جنى بعدكَ من صرفهِ / لنازح أوحشَ من فقده
حتَّى إذا هبَّ نسيمُ اللقا / قام الرَّجا يستنّ من لحده
أهلاً بفيَّاضِ الندى لم يقلْ / مادحه أحسن من ضده
ألهى قريضي عن غزالِ النقا / تغزُّلاً فيهِ وعن هنده
فلم أصفْ من طاحَ من أجلها / وأجله قلبيَ في وجده
أغيد ذو ردف وخصر فكم / في غورهِ أصبو وفي نجده
يجرحُ أجفاني وأرنو لهُ / كأنَّني أقتصُّ من خده
يا ليته بالجفا لي موعداً / لأنَّه يكذِبُ في وعده
وغادة مذ عقدت صدغها / ما خرجَ العاشقُ عن عقده
كأنَّا إذا خضبت غيَّبت / في دمعِي الكفّ إلى زنده
دعْ ذا وعدْ للقولِ في معشرٍ / غرٍّ وفي غيرهم عده
لولا بنو العطَّارِ لم يتنشق / عرف ندى يربو على نده
لا توحش العلياء من نسلهم / ولا ترى الشنعاء من فقده
يكاد سفرٌ ضمَّ أخبارهم / من طربٍ يخرجُ من جلده
جميعنا في عشقك البادي
جميعنا في عشقك البادي / سواءً العاكفُ والبادِي
يا قمراً قد سام عشَّاقه / خسفاً بهجرانٍ وإبعاد
أضلَّنا الحبُّ ولكن لنا / نعم الإمامُ الرَّاشد الهادِي
بهاء دين الله نجل الأولى / سموا بأنصارٍ وأنجاد
ذو العلم ألقوه إلى نجلِهم / لا نجلَ صبَّاغٍ وحدَّاد
في الدِّين والدُّنيا لنا برّه / من قبلِ إنشاءٍ وإنشاد
أنجدنا جوداً فأمداحنا / ما بين إتِّهامٍ وإنجاد
أهَّلتني للعتب حتى لقد
أهَّلتني للعتب حتى لقد / لذّ لسمعي وهو صعبٌ شديد
ورحت لو زادت دموعي عسى / عتابك الحلو لسمعي يزيد
هذا ولو قطعتني لذّ لي / وسرَّني أني ببدرٍ شهيد
شكراً لمولانا الذي قال في
شكراً لمولانا الذي قال في / ثنائه الواصف قولاً سديد
أقسم أنَّ الوقتَ وقتٌ صفا / وإنَّ هذا النشوَ نشوٌ سعيد
أفديه أعمى مغمداً لحظه
أفديه أعمى مغمداً لحظه / ليرتعي في خده الوردي
تمكنت عيناي من وجهه / فقلت هذي جنة الخلد
شكت وقد سارقتها قبلةً
شكت وقد سارقتها قبلةً / يا بردها في كبدي الواقده
وقال قوم رشفة أغضبت / فقلت هذي غضبةٌ بارِده
لله تصنيفٌ له رونقٌ
لله تصنيفٌ له رونقٌ / كرونق الحبات في عقدها
كادت تصانيف الورى عنده / تموت للهيبةِ في جلدها
ما ضرَّ إحسانك يا سيدي
ما ضرَّ إحسانك يا سيدي / لو حاد في أمري عن الاقتصاد
يا عين آمالي إذا استجمعت / إني إلى مورد لقياك صاد
وشاهد أعجبني حسنه
وشاهد أعجبني حسنه / وكنت في آخرَ كالواحد
فحارَ في هذا وذا خاطري / وقلت بالغائب والشاهد
كم قلت باللثم وبرد اللمى
كم قلت باللثم وبرد اللمى / إيه برغم العاذل الحاسد
رَوّ صدي قلبي ودَع عذّلي / في الحب تغتاظ على البارد
جنيت بالتقبيل من خدّه
جنيت بالتقبيل من خدّه / ورداً وعاتبت على الصد
فافترّ من عجب وقال انظروا / لعاشقٍ يجني ويستعدي
أهيف ذو خصر وردف فكم
أهيف ذو خصر وردف فكم / في غوره أصبوا وفي نجده
يا ليته لي بالجفا موعدا / فإنه يكذب في وعده
قاضي القضاة المرتجى دمت ذا
قاضي القضاة المرتجى دمت ذا / نعماه للصادر والواردِ
بعض الورى يطلبني شاهداً / مع أنه ذو ورع زائد
فاعجب له من ورعِ ناسكٍ / من مثلي بالشاهد
أهلاً بها بيضاء عاطرةٌ إذا / وصلت ينم بها شذاها والشذى
سحارة الجفن الكحيل إذا رنت / عقدت لسان معوذٍ إن عوذا
تلك التي حكمت سهام لحاظها / حكماً تأمله الجمال فنفذا
تجري الدماء وسيفها في جفنه / نظراً وليس السحر إلاَّ هكذا
آهاً لرشقِ سهامها في هدبها / والسهمُ أبعدُ ما يكون معذذا
ولحاجبينِ إذا تعرّض ناظر / متأملٌ قالت لقوسيها خُذا
ولذلك الخدّ الخليليّ اللظى / لو ينتحي الصنم الأصمّ لجذّذا
قالت إذا غمضت جفونك فارتقب / طيفي فقلت لها نعمْ لكنْ إذا
وسمعت عن سيفٍ ورمحٍ قبلها / حتى انثنت ورنت فقلت هما اللذا
عشقي كمدح جمال دين الله لا / ينفكّ مشتغل الضمير بذا وذا
المرتقي درجات مجدٍ جلّ أن / يجذو سواه وجلّ عن أن يحتذى
مترفع الأوصاف عن مدح الورى / فكأنما قول المديح له بذا
جزل الندى والبأس لو لمس الصفا / لجرى ولو لمس الحديد لفلذَّا
عرف الحيا كفيه لما أخجلا / بالبرق وجنته وقال هما اللذا
عالٍ على شرف النجوم كأنما / قدَمُ الثريا في القياس له حذا
وجد الأنام على قريحته هدًى / فرأوا ليوسفَ نار موسى تحتذى
كم مقترٍ عانٍ يلذّذ أمره / وافى إلى أبوابه فتلذذا
ومعاودٍ منه اقتباس فوائد / لو شامها الأعشى الكبير تتلمذا
يمم حماه تجد سحاباً مشبماً / يهنى الندى وتلطفاً متبغذذا
وأناملاً خلقت لضمّ يراعةٍ / تجري ببسط الرزق أو كف الأذى
وفضائلاً فخرت على كأس الطلا / في الذوق فهي خليقة أن تنبذا
كم من معاني مشرق في لفظه / راحت فلا كدر يشين ولا قذى
كالنجم في صافي الغدير تظنه / أدنى منالاً وهو أبعد مأخذا
يا آل حماد الكرام بذكركم / نعش الزمان كأن ذكركمو غذا
أما الزمان بكم فأصبح إذ رجا / نطقاً وأما بالأنامِ فقد هذا
خلّفتمُ للمكرمات ممدّحاً / أعدى على رتب الزمان وانفذا
لله أنت لقد أجرت حشايَ من / همٍّ تحكمَ أمرُه واستحوذا
جانٍ عليَّ إذا اجْتهدت كواقع / في الفخِّ زاد عناه حين تجبَّذا
حتَّى لجأت إلى جنابك شاكياً / فأجرتَ من ألقى الرَّجا وتعوذا
كرماً كما نبع الزلال ومرحباً / وهدًى كما لمع الصباح فحبذا
الغيث أنتَ وأنتَ أكرم ديمةً / والسهم أنت وأنت أسرع منفذا