القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 4
يا طولَ هَذا اللَيلِ لَم أَرقُدِ
يا طولَ هَذا اللَيلِ لَم أَرقُدِ / إِلّا رُقادَ الوَصِبِ الأَرمَدِ
مِثلَ اِكتِحالِ العَينِ نَومي بِهِ / بَل دونَ كُحلِ العَينِ بِالمِروَدِ
أُراقِبُ الصُبحَ كَأَنّي اِمرُؤٌ / مِن راحَةٍ فيهِ عَلى مَوعِدِ
بِتُّ إِلى أَن راعَني ضَوؤُهُ / وَخَلفَ سِنّي إِصبَعي مِن يَدي
تَعَجُّباً مِمّا دَهاني بِهِ / أَقرَبُ جيراني لِذي الأَبعَدِ
رَقّى إِلَيها كَذِباً لَم يَكُن / مِنّي عَلى مَمشىً وَلا مَقعَدِ
حَتّى أَدَلَّت بَل ثَنى لُبَّها / عَنّي مَقالُ الكاشِحِ المُفسِدِ
في الصَدرِ مِمّا بُلِّغَت حِبَّتي / مِثلُ شِهابِ القابِسِ الموقِدِ
إِن بَرَدَت عَن كَبِدي لَوعَةٌ / طالَت عَلى القَلبِ فَلَم تَبرُدِ
بَل أَيُّها الواشي بِها عِندَنا / لا زِلتَ لا تُعجِبُني فَاِزدَدِ
أَنتَ لَعَمرُ اللَهِ أَوجَدتَها / عَلَيَّ حَتّى كَدَّرَت مَورِدي
وَكُنتُ أَسباني بِها صاحِباً / يَعتَلُّ في الأَمرِ وَلَم يوجَدِ
لَم تَرَ مِثلي مُغرَماً بِالهَوى / وَمِثلَ عَبّادَةَ لَم تَقصِدِ
تَبرو لَدى هَجري وَأَدوى بِهِ / فَلَستُ بِالحَيِّ وَلا بِالرَدي
لَكِنَّني مِثلُ سَبيلِهِما / مِثلُ سَليمِ الحَيَّةِ الأَسوَدِ
شَتّانَ ذا مِنها وَإِرسالَها / أَدالِجٌ أَنتَ وَلَم تَعهَدِ
غَداةَ زُمَّت إِبلي غُدوَةً / وَالقَومُ مِن باكٍ وَمِن مُسعِدِ
فَقُلتُ إِن آبوا فَأَنتِ الهَوى / وَإِن أَرُح مِنكِ فَلا تَبعُدِ
يا عَبدَ لا تَنسَي فَلَم أَنسَهُ / مَمشايَ بَينَ المَسجِدِ المُبتَدي
يَومَ عُبَيدُ اللَهَ كَالمُعتَدي / عَلَيَّ في حُبِّكِ أَو مُعتَدي
يَقولُ إِذ أَبصَرَني مُقبِلاً / في القَومِ مُعتَمّاً وَلَم أَرتَدِ
لِفارِغٍ مِمّا بِهِ شِغلُهُ / لَم يَشجَ بِالحُبِّ وَلَم يَشهَدِ
لَمّا رَآهُ شَهِدَت عَينُهُ / مُشَوَّهَ اللَبسَةِ في المَشهَدِ
هَذي الَّتي دَلَّهَهُ حُبُّها / وَكانَ حيناً مِن حَصى المَسجِدِ
فَقُلتُ يا صاحِ بِها حَيِّني / كِلني لِما بي لَستُ بِالمُرشَدِ
كُنتُ كَما قُلتَ مِنَ اَبنائِهِ / وَفِتنَتي عَبدَةُ بِالمَرصَدِ
بَينا كَذا إِذ بَرَقَت بَرقَةً / بَينَ رِداءِ الخَزِّ وَالمِجسَدِ
بَيضاءُ حُسناً أُشرِبَت صُفرَةً / تَهتَزُّ في غُصنِ الصِبى الأَغيَدِ
تَحسُدُها الجاراتُ مِن حُسنِها / وَمِثلُ عَبّادَةَ فَليُحسَدِ
يَحسُدنَ مِنها قَصَباً مالِئاً / لِلقُلبِ وَالخَلخالِ وَالمِعضَدِ
وَالدُرُّ وَالياقوتُ يَحسُدنَها / مُناطَةً في الأَوضَحِ الأَجيَدِ
وَمَضحَكاً مِنها كَما أَومَضَت / صَيفِيَّةُ المُزنِ وَلَم تُرعِدِ
وَأَنَّها حَوراءُ مَكحولَةٌ / غانِيَةٌ تَغنى عَنِ الإِثمِدِ
يَحسُدنَها ذاكَ إِلى صورَةٍ / قامَت بِها عِندي وَلَم تَقعُدِ
لا عَيبَ فيها غَيرَ تَأخيرِها / كُلَّ صَباحٍ وَعدَنا في غَدِ
راحَت رَواحاً بَينَ كُنّادِ
راحَت رَواحاً بَينَ كُنّادِ / وَأَخلَفَت ظَنّي وَميعادي
وَبِتُّ مُشتاقاً إِلى وَجهِها / أَلقى عَلَيهِ غُلَّةَ الصادي
فَقُلتُ لِلنَفسِ قِفي إِنَّها / شيمَةُ ما في الوَعدِ ميعادِ
ما كُلُّ برقٍ مُرشِدٌ ماؤُهُ / وَلا صَديقٌ كُلُّ مُعتادِ
كَم دونَها مِن مَنهَلٍ آجِنٍ / وَمِن ذُرى طَودٍ وَأَعقادِ
وَمِن سَخاوِيٍّ بِها مُشرِفٍ / لِلعَينِ مِن مَثنى وَأَفرادِ
فَعَزِّ نَفساً قَلبُها شاخِصٌ / بِفَقدِ مَن لَيسَ بِمِفقادِ
وَصاحِبٍ يُعطي وَيُبدي العُلى / رَكّابُ أَهوالٍ وَأَعوادِ
صَحِبتُهُ في المُلكِ أَو عودِهِ / فَزادَ في عِدَّةِ حُسّادي
يا طالِبَ الحاجاتِ لا تَعصِني / وَاِسمَع فَإِنّي ناصِحٌ هادِ
دَع عَنكَ حَمّاداً وَخُلقانَهُ / لا خَيرَ في خُلقانِ حَمّادِ
المُؤثِرُ الرَأسَ عَلى رَبِّهِ / وَالجاعِلُ الخِنزيرَ في الزادِ
طَرّادُ وِلدانٍ إِذا ما غَدا / ما كُلُّ لوطِيٍّ بِطَرّادِ
بَرِئتُ مِن هَذا وَمِن دينِهِ / يُصبِحُ لِلخِشفِ بِمِرصادِ
بِئسَ الشَوانِيُّ لَهُ مَنصِبٌ / في آلِ نِهيا غَيرُ مُرتادِ
لا يَشرَبُ الخَمرَ وَلَكِنَّهُ / يَأكُلُها أَكلَ اِمرِئٍ عادِ
سُمّيتَ عَبدَ الرَأسِ مِن حُبِّهِ / قَد عَلِمَ الحاضِرُ وَالبادي
سَمّاكَ حَمّاداً أَبٌ كاذِبٌ / ما أَنتَ لِلَّهِ بِحَمّادِ
أَبَعدَ خَمسينَ تَكَمَّلتَها / تَبكي عَلى اِستٍ المُسمِرِ العادي
عَرَّدتَ عَن قَرمِ بَني هاشِمٍ / وَالمَوتُ يَحدوكَ بِهِ الحادي
لَولا تَنَحّيكَ وَفى نَذرَهُ / فيكَ فَأَصبَحتَ مَعَ الزادِ
ما أَنتَ بِالزاني وَلَكِنَّما / وَرِثتَ عَن حَشٍّ وَوَلّادِ
لَو كُنتَ مِمَّن يَتَّقي سَوأَةً / أَعوَلتَ مِن سُخطي وَإِبعادي
تَخدُمُ أَقواماً وَخَلَّيتَني / وَقَد تَراني حَيَّةَ الوادي
أَشبَهَكِ المِسكُ وَأَشبَهتِهِ
أَشبَهَكِ المِسكُ وَأَشبَهتِهِ / قائِمَةً في لَونِهِ قاعِدَه
لا شَكَّ إِذ لَونُكُما واحِدٌ / أَنَّكُما مِن طينَةٍ واحِدَه
تَبرَأُ بِالهَجرِ وَأَدوى بِهِ
تَبرَأُ بِالهَجرِ وَأَدوى بِهِ / فَلَستُ بِالحَيِّ وَلا بِالرَدي
أَقولُ وَقَد راحَ الأَوانِسُ حُيَّضاً / بِنَفسي غَزالاً لا يَحيضُ وَلا يَلِد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025