المجموع : 9
الخَمرُ تُفّاحٌ جَرى ذائِباً
الخَمرُ تُفّاحٌ جَرى ذائِباً / كَذالِكَ التُفّاحُ خَمرٌ جَمَد
فَاشرَب عَلى جامِدِ ذا ذَوبَ ذا / وَلا تَدَع لَذَّةَ يَومٍ لِغَد
رُدّا عَلَيَّ الكَأسَ إِنَّكُما
رُدّا عَلَيَّ الكَأسَ إِنَّكُما / لا تَدرِيانِ الكَأسَ ما تُجدي
خَوَّفتُماني اللَهَ رَبَّكُما / وَكَخيفَتيهِ رَجائُهُ عِندي
لا تَعذُلا في الراحِ إِنَّكُما / في غَفلَةٍ عَن كُنهِ ما تُسدي
لَو نِلتُما ما نِلتُ ما مُزِجَت / إِلّا بِدَمعِكُما مِنَ الوَجدِ
هاتا بِمِثلِ الراحِ مَعرِفَةً / بِلَطافَةِ التَأليفِ وَالوُدِّ
ما مِثلُ نُعماها إِذا اشتَمَلَت / إِلّا اشتِمالُ فَمٍ عَلى خَدِّ
إِن كُنتُما لا تَشرَبانِ مَعي / خَوفَ العِقابِ شَرِبتُها وَحدي
وَعاشِقَينِ التَفَّ خَدّاهُما
وَعاشِقَينِ التَفَّ خَدّاهُما / عِندَ التِثامِ الحَجَرِ الأَسوَدِ
فَاشتَفِيا مِن غَيرِ أَن يَأثَما / كَأَنَّما كانا عَلى مَوعِدِ
لَولا دِفاعُ الناسِ إِيّاهُما / لَما استَفاقا آخَرَ المُسنَدِ
ظِلنا كِلانا ساتِرٌ وَجهَهُ / مِمّا يَلي جانِبَهُ بِاليَدِ
نَفعَلُ في المَسجِدِ ما لَم يَكُن / يَفعَلُهُ الأَبرارُ في المَسجِدِ
وَفاتِنِ الأَلحاظِ وَالخَدِّ
وَفاتِنِ الأَلحاظِ وَالخَدِّ / مُعتَدِلِ القامَةِ وَالقَدِّ
قالَ وَعَيني مِنهُ في خَدِّهِ / راتِعَةٌ في جَنَّةِ الخُلدِ
طَرفُكَ زانٍ قُلتُ دَمعي إِذَن / يَجلِدُهُ أَكثَرَ مِن حَدِّ
فَاحمَرَّ حَتّى كِدتُ أَن لا أَرى / وَجنَتَهُ مِن كَثرَةِ الوَردِ
يا فَرحَةً جاءَت مَعَ العيدِ
يا فَرحَةً جاءَت مَعَ العيدِ / وَفى الَّذي أَهوى بِمَوعودِ
جاءَ مِنَ الأَعيُنِ مُستَخفِياً / مِن بَعدِ إِخلافٍ وَتَنكيدِ
حَتّى إِذا الراحُ جَرَت بَينَنا / أَمِنتُ مِن خُلفٍ وَتَرديدِ
ظَلَّ وَلِيُّ العَهدِ في خُطبَةٍ / وَظِلتُ بَينَ الراحِ وَالعودِ
صارَ مُصَلّانا أَباريقَنا / وَنَحرُنا بِنتَ العَناقيدِ
لِلناسِ عيدٌ عَمَّهُم واحِدٌ / وَصارَ لي عيدانِ في عيدِ
وَنَرجِسٍ قَد حُفَّ بِالوَردِ
وَنَرجِسٍ قَد حُفَّ بِالوَردِ / في خَدِّ مَن قَد لَجَّ في البُعدِ
راوَدتُهُ عَن نَفسِهِ خالِياً / فَقالَ يَلقانِيَ بِالرَدِّ
أَما تَراني قَد بَدَت لِحيَتي / كُفَّ وَخُذ في طَلَبِ المُردِ
فَقُلتُ هَذا نَرجِسٌ طالِعٌ / وَرَّدَ في العارِضِ وَالخَدِّ
فَلَيسَ حِبّي صاحِ إِلّا الَّذي / قَد جاوَزَ الخَمسينَ في العَدِّ
أَسأَلُهُ كَم لَكَ مِن نُسوَةٍ / وَكَم صَبِيٍّ لَكَ في المَهدِ
فَذاكَ مِن شَأني وَمِن لَذَّتي / حَتّى أُوارى في ثَرى لَحدي
قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى
قولا لِهارونَ إِمامِ الهُدى / عِندَ احتِفالِ المَجلِسِ الحاشِدِ
نَصيحَةُ الفَضلِ وَإِشفاقُهُ / أَخلى لَهُ وَجهَكَ مِن حاسِدِ
بِصادِقِ الطاعَةِ دَيّانِها / وَواحِدِ الغائِبِ وَالشاهِدِ
أَنتَ عَلى ما بِكَ مِن قُدرَةٍ / فَلَستَ مِثلَ الفَضلِ بِالواجِدِ
أَوجَدَهُ اللَهُ فَما مِثلُهُ / لِطالِبٍ ذاكَ وَلا ناشِدِ
وَلَيسَ اللَهِ بِمُستَنكِرٍ / أَن يَجمَعَ العالَمَ في واحِدِ
لي صاحِبٌ أَثقَلُ مِن أُحدِ
لي صاحِبٌ أَثقَلُ مِن أُحدِ / قَرينُهُ ما عاشَ في جَهدِ
عَلامَةُ البُغضِ عَلى وَجهِهِ / بَيِّنَةٌ مُذ حَلَّ في المَهدِ
لَو دَخَلَ النارَ طَفى حَرَّها / فَماتَ مَن فيها مِنَ البَردِ
جاءت إلى المنزلِ أمّ الفتى
جاءت إلى المنزلِ أمّ الفتى / زنبور بالليلِ لميعادِها
تطلبُ ما قد كنتُ عوّدتُها / وكفّها في كفِّ قوادِها
فقلتُ هاكِ الأير فاستدخلي / فأدخلت لاميَ في صادِها
تمسحُ أيري بعد ما نكتُها / كأنّه أصغر أولادِها