القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 3
البرق في كانونه قد نفخ
البرق في كانونه قد نفخ / والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ / كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ
هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه / كأنما قد نصبوا منه فخ
قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى / قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ
والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه / خميرة من فوقه قد لطخ
لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها / حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ
وامتلأ الوادي بإمدادهِ / كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ
وجاءَنا النوءُ بإرعابه / لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ
بحرٌ من القدرةِ لكنه / من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ
وسحبهُ تفتح أبوابها / والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ
وبانَ في الطودِ وعرنينه / بما كساه شممٌ أو طبخ
وكلنا منتثرٌ لحمهُ / وهو على كانونه قد طبخ
دامت ليالي الثلج لا أصبحت / ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ
وحكمت فيه أيادِي الحيا / ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ
ومكنت فيه مدى برقه / حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ
هل مطر يغسل في الأرضِ من / بياضه أسود هذا الوسخ
وهل أرى ريحاً وقد زعزعت / في الطرقِ منه كلّ طود رسخ
وهل فتىً يشكى إليه الذي / تمَّ له أدراج تتلى وبخ
بلى جمالُ الدينِ أنعم به / مولىً كريماً ونسيباً وأخ
لو قابلت سنوننا شمسه / أو نوءها أبصرته قد نسخ
جاء جواب منه كم حافظٍ / له وكم ربّ بديعٍ نسخ
فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى / مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ / جسمي به من قبل شهري انسلخ
ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا / تساكت الناسُ لديه صمخ
قامت به شعرةُ أجسامنا / بزرقةٍ فالويل منها خوخ
كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً / قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ
كم يبصق الثلج على لحيةٍ / وكم يقول الرعد في الوجه إخّ
كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا / منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ
كم بشر بالثلج لما غدا / كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ
كم اثر نيران إذا ما رعى / بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ
وحاولَ البربخ في الماءِ أن / يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ
لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا / كرَّر في أيَّامهِ قول بخ
كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم / مداد جنح بضياه انْتسخ
صكَّت به الأجرام من فوقنا / ودار بالآفاقِ منَّا فلخ
وجاز في آذاننا واغلاً / كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ
ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ / وخوفه من كبدِي قد رسخ
فعوّذوني دونه بالرّقى / أو بخِّروني بالحصى والكلخ
متى أرى من مطرٍ رحمةً / تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ
متى أرى جيب الغوادِي انْفرى / وروع أفراخي لديهِ انْفرخ
اللائذين اليومَ من حاتمٍ / كأنه شعوآءُ فيها فنخ
تكوَّموا في البيتِ من خوفه / فالبيت أو ناظمهُ كومُ فخ
عادوا بنعمى أحمدٍ فاقْتضوا / منها لدفعِ الثلج عادات رخّ
ذو القلمِ الرَّاقي حياً أو علاً / فيا له غصناً دَنا أو شمخ
وأنفق الخاءآتِ لكنه / لعبدهِ من وفرِها ما رضخ
فحيث من مصر ينخى الذي / عارض من شرقيها ثوب نخ
من أينَ للقومِ الأولى قوَّضوا / كذهنكَ المقتدح الممترخ
هذا وفي الأقوامِ ذُو قوَّةٍ / وإنَّما الشيخ عديّ شيخ
سألته عن قومِه فانْثنى
سألته عن قومِه فانْثنى / يعجب من إفراطِ دمعي السخي
وأبصرَ المسكَ وبدرَ الدُّجى / فقالَ ذا خالِي وهذا أخي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025