المجموع : 8
ما البرق في كانونه قد قدح
ما البرق في كانونه قد قدح / والغيم في كفِّ الثريا قدح
أضوأ من ذهنك ناراً ولا / أرقّ من لفظك كأساً طفح
أورى نداك الذهن زنداً على / أنَّ امرأً في فضله ما قدح
وكأس ألفاظٍ عِذابٍ إذا / مازجها كافور ثلج نضح
وصغت ثلجاً فاكتسى برده / ذكاء ألفاظك حتى نفح
وسبح الناس بدرّيهما / حباً فيا لله من ذي السبح
وصار بالثّلج عذابُ الورى / عذباً وعاه غمه فانشرح
لم أنسه كالشيب لما أضا / في الرأس أو في الجلد لما جرح
قد غسل الليل بصابونه / وفاض في صبغ المسا فانمسح
وخاف أن يغتبق الأفق من / أندائه صدر الدجى فاصطبح
وعاد خيط الليل من لونه / أبيض كالفرق إذا ما وضح
وسيرت منه الجبال التي / رأى بها الساعة طرْفٌ طمح
ما كان ذاك الوجد حوتاً جرى / في فلك الشهب وثوراً نطح
الأمر أدهى والذي غاب من / شكوى الورى أكثر مما سنح
سلّت يد السعد على النحس من / أهل الشقا سكّينها فانذبح
وضاقت الأنفس من فرط ما / يُندف من رأس وقطنٍ قزح
وأبيض ذاك الطرف مما بكى / وأزبد العوَّاء مما نبح
وانقصف الغصن فكم طائر / ناح عليه بعد ما قد صدح
كأنما البحرُ طفا ملحه / فذرّه الأفق على ما جرح
يا مدْملَ الجرح بألفاظه / وناهياً للدّهر عما اجترح
لله ما خائية خلدت / في صفحة الدهر أجلّ الملح
أقسمت لو وازنت الشمس في الم / يزان دينار سناها رجح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح / كلاهما هذا بهذا جريح
هذا دَمُ الراحِ به واقفٌ / وذا دَمُ الأدمعِ فيه يسيح
تغزّلي المنظومُ فيه وفي / سلطاننا الناصر نظم المديح
في دَعةِ الله وفي حفظه / مسراك والعود بعزمٍ نجيح
يا موعداً منه بقرب اللقا / قابلتنا اليومَ بصبحٍ صبيح
لو جازَ أنْ تسلكَ أجفاننا / إذا فرَشنا كلّ جفن قريح
لكنها بالبعدِ معتلةٌ / وأنتَ لا تسلك غيرَ الصحيح
يا من غدت ألفاظه حلوةً
يا من غدت ألفاظه حلوةً / قد أبدعت معنى وإيضاحا
تفتح آمالي فأحسن بها / سكرةً تصحب مفتاحا
بشرنا الفتح بعاداتنا
بشرنا الفتح بعاداتنا / لديكَ وهي المنّ والمنح
فقلت تبتّ يدُ خذلاننا / وجاءَ نصرُ اللهِ والفتح
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي / مخوفةً مسوَدَّةً كالحه
كلاهما في وصفهِ واحدٌ / ما أشبهَ الليلةَ بالبارحه
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى / لكلِّ قلبٍ حدّه الجارح
كلٌّ إلى هذا الثرى صائرٌ / لا صالحٌ يبقى ولا طالح
بشرني الدهر بقصدٍ به
بشرني الدهر بقصدٍ به / بدا على أصحابي النجح
وقال إن تستفتحوا في رجا / خيرٍ فقد جاءَكم الفتح
قم هاتها في الليلِ راحاً كما
قم هاتها في الليلِ راحاً كما / توقدت شعلةُ مصباح
ودافع الهمّ فإني امرؤٌ / أدفع صدرَ الهمِّ بالراح