السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ
السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ / فاستقبلِ الأيام شاكي السلاحْ
واغتنمِ العمرَ وساعاتِه / فانها تمر مرَّ الرياح
حسبُك فيما قد بقي عِبرةٌ / لا يَرُح اليومُ اذا الأمسُ راح
آهٍ على الفُرصةِ ضيعتَها / والآن إذ تطلُبها لا تُتاح
بالعزم نِلْ يا شرق ما لم يُنَلْ / فالغرب قد طار بِهذا الجَناح
لا تك مهما اسطعت رِخو الجماح / واستنزلِ الدهرَّ على الإقتراح
يكفيك ما كابدتَ من ذِلّة / الملكُ قد فُرِّق والعرش طاح
هلاّ إلى مَكْرُمةٍ خُطوةٌ / يا شرق يا ذا الخُطُوات الفِساح
يا أمةً أعمالُها طفرةٌ / بُشراك قد انتجت قبل اللِّقاح
سائمةُ الحيِّ اطمأنتْ به / مرعىً خصيبٌ ونميرٌ قراح!
أْلجِد ما تُضمر من طيّةٍ / وكل ما نُعلن عنه مزاح
نُحْتُ وغنَّيتُ ولا مِيزةٌ / قَبْلِيَ كم غنّى هزارٌ وناح
لا غرو أنْ سال قصيدي دماً / فانَّ قلبيْ مثخنٌ بالجِراح
يا ظلمةً قد طبقّتْ موطني / دومي : فشعبي لا يُريد الصّباح
الشؤم قد أوهم أوطاننا / أن ليس يُجدي المرء إلا النِّياح
ما لبلادي فظّةٌ روحُها / بعيدة عن هزةِ الارتياح
من لي بشعبٍ واثقٍ آمنٍ / غُدُوُّهُ لغايةٍ والرَّواح
قد فَوَّضَ الأمرَ لشُبانِهِ / فكُلِّلتْ أعماله بالنجاح
تَوَّجَهُ الوعيُ بألطافه / بِشراً كما تُوِّجَ زهرُ البِطاح