المجموع : 4
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً / فلا تُجمِّشْها بتفَّاحَهْ
لكن بِدَسْتَنْبُويَةٍ ضخمةٍ / لقلبها في غمزها راحَهْ
فإنها تُذعن في لحظةٍ / مهتزّةً للنيك مرتاحَهْ
ولن يفكَّ القفْل عن كُعْثُبٍ / كرؤية الحسناء مفتاحَهْ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ / مُسْتَقْبٍلٌ آمِنَهُ المنْحُ
خِرْقٌ إذا استَنْجَدْتَ معروفه / جاءك نصرُ الله والفتحُ
شاركَ فيه الحُسْنُ إحْسَانَهُ / وزال عنه القُبْحُ والقَبْحُ
شُؤبُوبُ غيثٍ مُصْعِقٍ مُغْدِقٍ / تهتانُهُ الوابِلُ لا الرَشْحُ
أُلهُوبُ نارٍ فاستِنرْ واسْتَتِرْ / منه فقد أنذرك اللَّفْحُ
في بَذْلِه وشْكٌ وفي بطشه / بُطءٌ ولكنْ أمْرُهُ لَمْحُ
ليس تَأَنِّيهِ وَنَى فَتْرَةٍ / كلا ولا جِرْيَتُهُ جَمْحُ
الخيرُ في مَرْضاتِهِ كُلُّهُ / وإنَّمَا سَخْطَتُهُ بَرْحُ
كالسَّيف ذو لين لمن مسَّه / صَفْحاً وفي شفرته الذبْحُ
فإنْ قَدَحْتَ النارَ من فِكْرِهِ / في ليلِ خَطْبٍ أثْقَبَ القَدْحُ
أصبح مِنْ حِلْم ومِنْ عِزَّة / لم يَخْلُ من هَيْبَتِهِ كَشْحُ
كالطَّوْدِ لا يَنْطِحُ لكنه / يُوهِي رُؤوساً شَأنُها النطحُ
مَنْ ذَاكَ ذَاكَ الوائلي الذي / للشِّعْر في أوصافه سَبْحُ
تَبْجَحُ عدنانُ بأيامه / طُرّاً وما مِنْ شأنِهِ البجْحُ
ممن إذا قَرَّظَهُ مادحٌ / ساعدَه الإجْمالُ والشَّرْحُ
مرهوبُ شَيْبَانَ ومأمُولُها / والجبل الشَّامِخُ والسَّفْحُ
ذو الجود والبأسِ الذي باسمِهِ / جاد الْحَيَا وانْتشر السَّرْحُ
ذو الرفْق واليُمْنِ الذي باسمه / فُلَّ الشَّبَا وانْدَمَلَ القَرْحُ
مَنْ مَزْحُهُ جِدٌّ بِمعرُوفِهِ / يَفْدِيهِ قوْمٌ جِدُّهُمْ مَزْحٌ
كم عائلٍ ليست له ضيْعَةٌ / ولا بِهِ سعْيٌ ولا كدحُ
أضحى أبو الصّقر له ضَيْعةً / عُمْرَانُها التَّقْرِيظُ والمدحُ
لولا نداه هلكتْ أُمَّةٌ / لكنْ لها مِنْ رُوحِهِ نَفحُ
يُعْطِي ويُنْمِي الله أموالَهُ / والبحْرُ لا يُنْضِبْهُ النَّزْحُ
لا برحَتْ آلاؤُهُ في الورى / مَزْرُوعَةً ما زُرعَ القمحُ
أصبح سَمْحاً باللُّهَا في العُلاَ / فالشِّعْرُ فيه مِثْلُهُ سَمْحُ
لَه نَثا ينْشُر أرْواحَهُ / مَدْحٌ له في مَالِهِ مَتْحُ
كالمسْكِ مَجَّ الوردُ من مائِهِ / فيه وأذكاهُ به الجَدْعُ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ / مِنْ نَافح بالخيْر مَنفُوحِ
واشربْ على النرجِسِ مقْدُوحَةً / في الكأْس لم تُطْبَخْ بمَقْدُوحِ
كأَنَّها بالمسكِ مَجْدُوحَةٌ / بلْ هِيَ مِسْكٌ غيرُ مَجْدُوحِ
بَيْنَ نَدَامَى كلُّهُم جَامحٌ / ليس عن الغَيِّ بمَكَبُوحِ
زِقَاقُهُمْ في الدار مَبْطُوحَةٌ / وعُودُهُمْ ليس بِمَبْطُوح
أجْوَفُ مِرْنَانٌ ومَمْلُوءَةٌ / أعْذَبَ مَكْرُوعٍ ومَنْشُوحِ
مِنْ بين مَذْبُوحٍ لِنَاجُودِهِمْ / وبيْنَ حَيٍّ غيْرِ مَذْبُوحِ
يا حبَّذا النرجِسُ ريْحَانةً / لأنْفِ مَغْبُوقٍ ومَصْبُوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ / رُكِّبَ من رَوْحٍ ومن رُوحِ
أبْدى وُجُوهاً غيْرَ مَقْبُوحَةٍ / في زَمَن ليْسَ بمقبوحِ
يا حُسنَهُ في العيْنِ يا حسنه / مِنْ لامحٍ للشَّرْبِ ملموحِ
كأنَّما الطَّلُّ على نَوْرِهِ / ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطروحِ
لو شاهَدَ الورْدُ أحَايِينَهُ / لم تَرَ ورْداً غيْرَ مَسْفُوحِ
أما تَرَى الحُمْرَةَ في وجهِهِ / تَنْطِقُ عنْ خَجْلَةِ مَفْضُوحِ
مِيلا عن الورْدِ إلى سَيِّدٍ / من سادة الرّيْحانِ ممدوحِ
كأنما تُنْشَرُ أيَّامُهُ / من بيْن مَطْلُولٍ وَمَنْضُوحِ
ما ينْشُرُ المُدَّاح عنْ قاسِم / من مُجْمَلٍ فيه ومَشْرُوحِ
وَاهاً لأنْفَاسٍ له في الدُّجَى / وعنْدَ مَمْشَى النُّورِ في اللُوحِ
قَاسِمُ يا قَاسِمَ أمْوالِهِ / لا زِلْتَ بَحْراً غير مَنْزوحِ
أنت الذي لَمْ يَلْقَهُ نَاظِرٌ / إلّا بِقُدُّوسٍ وسُبُّوحِ
ولا تَعَدَّاهُ وأسْبَابَهُ / بالميْلِ إلّا كلُّ مَتْرُوحِ
ولا رأيْنَا المدْحَ في غيرِه / إلا سَوَاماً غَيْرَ مَسْرُوحِ
ولاَ انْثَنَى مُبْضِعُ تَمْجِيدِهِ / إلا بِرِبْح منه مَرْبُوحِ
طُوفَانُ نُوحٍ دُونَ هذا النَّدَى / فابْقَى بقاء المصْطَفَى نُوحِ
مُحَمَّلاً في دَعَةٍ حَامِلاً / ثِقْلَ المَعَالِي غيْرَ مَفْدُوحِ
لا يَعْدَمِ النَّاسُ جَدَا مَانحٍ / لِلْعُرْفِ واسْتِبْشَارَ مَمْنُوحِ
تَجْرَحُ في مالِك لِلمُجْتَدِي / من دُونِ عِرْضٍ غَيْرِ مَجْرُوحِ
يَا آلَ وَهْبٍ باتَ أعْداؤكم / من بين مذبوحٍ ومَشْبُوحِ
ولا خلا ضدٌّ لكم ناطِحٌ / من ناطح يُودَى بِمَنْطُوحِ
ولا خَلا حَظٌّ لكم مُنْفِسٌ / منْ كَاشحٍ في ثوب مَكْشُوحِ
وماتَ حُسَّادُكمُ حسْرَةً / من بين مَسْيُوفٍ ومَرْمُوحِ
أصْبَحَت الدنيا بِكُمْ هَشَّةً / مُرْتَاحَةً فَيَّاحَةَ السُّوحِ
مَأْوىً لجارٍ غيرِ مُسْتَهْلَكٍ / مَثْوَىً لِضَيْفٍ غيرِ مَنْبُوحِ
لِيَلْجَأ الناسُ إلى ظلِّكم / أدَّى نصيحٌ حقَّ منصوحِ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ / والهمُّ عن قلبي تَقَضَّى ورَاحْ
وباتَ يسقي الخمرَ في رَوْضَةٍ / زَيَّنَهَا الورْدُ وزهْرُ الأَقاحْ
ولم يُشَفِّف لي كؤوسَ الطِّلا / فقلت يا رُوحِي وزَيْنَ المِلاحْ
إن كنتُ قدْ عرْبدْتُ في سَكْرَتِي / فَمَا عَلَى السَّكْرانِ أصْلاً جُنَاحْ
أو كنتُ قدْ أخطأتُ في لفظةٍ / فأنت يا مَوْلايَ رَبُّ السَّمَاحْ
فبالَّذِي ولَّاكَ في مُهْجَتِي / لا تسقني الكاساتِ إلا طِفَاحْ
ودَاوِ بالوصْل عليلَ الهوَى / فَطَالَمَا أثْخَنَتْ قلبي جِرَاحْ
فالحمدُ لله الذي قدْ صَفَا / مُقَامُنَا من غير واشٍ ولاحْ
فافترَّ عن ثغره باسماً / فبان لي الدرُّ بفيهِ ولاحْ