قَلْبِيَ في ذاتِ الاَثيْلاَتِ
قَلْبِيَ في ذاتِ الاَثيْلاَتِ / رَهِيْنُ لَوْعَاتٍ وَرَوْعاتِ
فَوَجِّهَا نَحْوَهُمُ إنَّهُمْ / وإنْ بَغَوْا قِبْلَةُ بُغْياتي
وعَرِّسَا مِنْ عَقَداتِ اللِّوَى / بالهَضَبَاتِ الزَهَرِيَّاتِ
وعَرِّجَا يا فَتَيَيْ عامِرٍ / بالفَتَيَات العِيْسَوِيّاتِ
فإنَّ بِي للرُّوْمِ رُوْمِيّةً / تَكْنِسُ ما بين الكنيساتِ
أَهِيمُ فيها والهوى ضَلَّةٌ / بَيْنَ صَوامِيْعَ وبِيْعاتِ
وفي ظِباء البَدْو مَنْ يَزْدرِي / بالظَّبَيَاتِ الحَضَرِيَّاتِ
أُفْصِحُ وَحْدِي يومَ فِصْحٍ لَهُمْ / بَين الأرَيْطَى والدُّوَيْحاتِ
وقد أَتَوْا منه إلى مَوْعِدٍ / واجتمعوا فيه لِمِيْقاتِ
بِمَوْقِفٍ بين يَدَيْ أُسْقُفٍ / مُمْسِكِ مِصْباحٍ ومِنْساةِ
وكلِّ قَسٍّ مُظْهِرٍ للتُّقَى / بآي إنْصَاتٍ وإخباتِ
وعينُهُ تَسرَحُ في عَيْنِهِمْ / كالذِّئب يَبْغي فَرْسَ نَعْجاتِ
وأيُّ مَرْءٍ سالمٌ مِنْ هَوىً / وقد رأى تلك الظُّبَيَّاتِ
فمن خُدُودٍ قَمَرِيّاتٍ / على قُدُوْدٍ غُصُنِيَّاتِ
وقد تَلَوْا صُحْفَ أناجِيلِهِمْ / بحُسْن ألحانٍ وأصواتِ
يَزِيْدُ في نَفْرِ يعافيرهمْ / عنِّي وفي ضَغْط صبَاباتي
والشمسُ شمسُ الحُسْن من بينهمْ / تحت غَماماتِ اللِّثاماتِ
وناظري مُخْتَلِسٌ لَمْحَها / ولَمْحُها يُضْرِمُ لَوْعاتي
وفي الحَشَا نارٌ نُوَيْريَّةٌ / عُلَّقْتُها منذ سُنَيَّاتِ
لا تنطفي وقتاً وكم رُمْتُها / بل تلتظي في كلِّ أوقاتي
فَحَيِّ عنِّي رَشَأَ المُنْحَنَى / وإنْ أَبَى رَجْعَ تحيَّاتي