المجموع : 6
بِنتُ عَنِ الدُنيا وَلا بِنتَ لي
بِنتُ عَنِ الدُنيا وَلا بِنتَ لي / فيها وَلا عِرسٌ وَلا أُختُ
وَقَد تَحَمَّلتُ مِنَ الوِزرِ ما / تَعجِزُ أَن تَحمِلَهُ البُختُ
إِن مَدَحوني ساءَني مَدحُهُم / وَخِلتُ أَني في الثَرى سُختُ
جِسمِيَ أَنجاسٌ فَما سَرَّني / أَنّي بِمِسكِ القَولِ ضُمِّختُ
مِن وَسَخٍ صاغَ الفَتى رَبُّهُ / فَلا يَقولَنَّ تَوَسَّختُ
وَالبَختُ في الأولى أَنالَ العُلى / وَلَيسَ في آخِرَةٍ بَختُ
كَذاكَ قالوا وَأَحاديثُهُم / يَبينُ فيها الجَزلُ وَالشَختُ
لَو جاءَ مِن أَهلِ البِلى مُخبِرٌ / سَأَلتُ عَن قَومٍ وَأَرَّختُ
هَل فازَ بِالجَنَّةِ عُمّالُها / وَهَل ثَوى في النارِ نوبَختُ
وَالظُلمُ أَن تَلزَمَ ما قَد جَنى / عَلَيكَ بَهرامُ وَبَيدَختُ
وَبَعضُ ذا العالَمِ مِن بَعضِهِ / لَولا إِياةٌ لَم يَكُن فَختُ
لا أَخطُبُ الدُنيا إِلى مالِكِ الدُن
لا أَخطُبُ الدُنيا إِلى مالِكِ الدُن / يا وَلَكِن خُطبَتي أُختَها
النَفسُ فيها وَهيَ مَحسودَةٌ / ذاتُ شَقاءٍ عَدِمَت بَختَها
وَهيَ تُقَفِّي بِالرَدى دَرَّها / كَما تَقَفَّت بِالرَدى بُختَها
ما أُمُّ دَفرٍ أُمُّ طيبٍ وَلَو / أَنَّكَ بِالعَنبَرِ ضَمَّختَها
أَيُّ صَفاةٍ لا يُرى دَهرَها
أَيُّ صَفاةٍ لا يُرى دَهرَها / يُجيدُ في مُدَّتِهِ نَحتَها
كانوا زَماناً فَوقَ غَبرائِهِم / ثُمَّ اِستَحالوا فَغَدَوا تَحتَها
أَودَعَهُم رَبُّهُم سِرَّها / مِن بَعدِ ما أَطعَمَهُم سُحَتها
دُنياكَ مَوموقَةٌ
دُنياكَ مَوموقَةٌ / أَكثَرُ مِن أُختِها
لَم تُبقِ مِن جَزلِها / شَيئاً وَلا شَختِها
أَتى عَلى ذَرِّها الآ / تي عَلى بُختِها
فَاِنظُر إِلى صُنعِها / وَاِنظُر إِلى بُختِها
مِن صِفَةِ الدُنيا الَّتي أَجمَعَ النا
مِن صِفَةِ الدُنيا الَّتي أَجمَعَ النا / سُ عَلَيها أَنَّها ما صَفَت
كَم عَفَّةٍ ما عَفَّ عَنها الرَدى / وَكَم دِيارٍ لِأُناسٍ عَفَت
إِلتَفَّت الآمالُ مِنّا بِها / وَقَد مَضى آمَلُها ما اِلتَفَت
يا شَفَّةً هَمَّت بِرَشفٍ لَها / فَاِنتَزَعَت أَكؤُسَها ما شَفَت
خَفَّت لَها نَفسُ الفَتى جاهِداً / وَبَينَما يَدأَبُ فيها خَفَت
لَو أَنَّها تَسكُنُ في مِثلِها / لَكُلِّفَت فَوقَ الَّذي كَلَّفَت
وَالأَرضُ غَذَّتنا بِأَلطافِها / ثُمَّ تَغَذَّتنا فَهَل أَنصَفَت
تَأكُلُ مِن دُبٍّ عَلى ظَهرَها / وَهِيَ عَلى رُغبَتِها ما اكتَفَت
أَتَنتَفي مِنّا لِآثامِنا / وَخِلتُها لَو نَطَقَت لَاِنتَفَت
ذَلّتْ لِما تَصْنَعُ أيّامُنا
ذَلّتْ لِما تَصْنَعُ أيّامُنا / نُفُوسُنا تلكَ الأِبّياتُ
تَجْني خُمورُ الهَمّ ما لم تكُنْ / تَجْني الخُمورُ العِنَبِيّاتُ
أمِنْتِ يا نفْسُ صُرُوفَ الرّدى / كأنّها عَنْكِ غَبِيّاتُ
رُبّ رِماحٍ طَعَنَتْ في العِدى / وهْيَ الرّمَاحُ القَصَبِيّاتُ
سَرَتْ لها تَرْمَحُ أفلاءها / في الجَوّ بُلْقٌ عَرَبِيّات
أو نِسْوةُ الزّنْجِ بِأَيْمانِها / للرّقْصِ قُضْبٌ ذَهَبِيّات
إنْ فَسَدَتْ من زَمَني نِيّة / أو ظَهَرَتْ منه خَبِيّات
فالأعْوَجِيّاتُ لَنا عُدّةٌ / تَقْدَُمُهُنّ الأرْحَبِيّات