القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 6
بِنتُ عَنِ الدُنيا وَلا بِنتَ لي
بِنتُ عَنِ الدُنيا وَلا بِنتَ لي / فيها وَلا عِرسٌ وَلا أُختُ
وَقَد تَحَمَّلتُ مِنَ الوِزرِ ما / تَعجِزُ أَن تَحمِلَهُ البُختُ
إِن مَدَحوني ساءَني مَدحُهُم / وَخِلتُ أَني في الثَرى سُختُ
جِسمِيَ أَنجاسٌ فَما سَرَّني / أَنّي بِمِسكِ القَولِ ضُمِّختُ
مِن وَسَخٍ صاغَ الفَتى رَبُّهُ / فَلا يَقولَنَّ تَوَسَّختُ
وَالبَختُ في الأولى أَنالَ العُلى / وَلَيسَ في آخِرَةٍ بَختُ
كَذاكَ قالوا وَأَحاديثُهُم / يَبينُ فيها الجَزلُ وَالشَختُ
لَو جاءَ مِن أَهلِ البِلى مُخبِرٌ / سَأَلتُ عَن قَومٍ وَأَرَّختُ
هَل فازَ بِالجَنَّةِ عُمّالُها / وَهَل ثَوى في النارِ نوبَختُ
وَالظُلمُ أَن تَلزَمَ ما قَد جَنى / عَلَيكَ بَهرامُ وَبَيدَختُ
وَبَعضُ ذا العالَمِ مِن بَعضِهِ / لَولا إِياةٌ لَم يَكُن فَختُ
لا أَخطُبُ الدُنيا إِلى مالِكِ الدُن
لا أَخطُبُ الدُنيا إِلى مالِكِ الدُن / يا وَلَكِن خُطبَتي أُختَها
النَفسُ فيها وَهيَ مَحسودَةٌ / ذاتُ شَقاءٍ عَدِمَت بَختَها
وَهيَ تُقَفِّي بِالرَدى دَرَّها / كَما تَقَفَّت بِالرَدى بُختَها
ما أُمُّ دَفرٍ أُمُّ طيبٍ وَلَو / أَنَّكَ بِالعَنبَرِ ضَمَّختَها
أَيُّ صَفاةٍ لا يُرى دَهرَها
أَيُّ صَفاةٍ لا يُرى دَهرَها / يُجيدُ في مُدَّتِهِ نَحتَها
كانوا زَماناً فَوقَ غَبرائِهِم / ثُمَّ اِستَحالوا فَغَدَوا تَحتَها
أَودَعَهُم رَبُّهُم سِرَّها / مِن بَعدِ ما أَطعَمَهُم سُحَتها
دُنياكَ مَوموقَةٌ
دُنياكَ مَوموقَةٌ / أَكثَرُ مِن أُختِها
لَم تُبقِ مِن جَزلِها / شَيئاً وَلا شَختِها
أَتى عَلى ذَرِّها الآ / تي عَلى بُختِها
فَاِنظُر إِلى صُنعِها / وَاِنظُر إِلى بُختِها
مِن صِفَةِ الدُنيا الَّتي أَجمَعَ النا
مِن صِفَةِ الدُنيا الَّتي أَجمَعَ النا / سُ عَلَيها أَنَّها ما صَفَت
كَم عَفَّةٍ ما عَفَّ عَنها الرَدى / وَكَم دِيارٍ لِأُناسٍ عَفَت
إِلتَفَّت الآمالُ مِنّا بِها / وَقَد مَضى آمَلُها ما اِلتَفَت
يا شَفَّةً هَمَّت بِرَشفٍ لَها / فَاِنتَزَعَت أَكؤُسَها ما شَفَت
خَفَّت لَها نَفسُ الفَتى جاهِداً / وَبَينَما يَدأَبُ فيها خَفَت
لَو أَنَّها تَسكُنُ في مِثلِها / لَكُلِّفَت فَوقَ الَّذي كَلَّفَت
وَالأَرضُ غَذَّتنا بِأَلطافِها / ثُمَّ تَغَذَّتنا فَهَل أَنصَفَت
تَأكُلُ مِن دُبٍّ عَلى ظَهرَها / وَهِيَ عَلى رُغبَتِها ما اكتَفَت
أَتَنتَفي مِنّا لِآثامِنا / وَخِلتُها لَو نَطَقَت لَاِنتَفَت
ذَلّتْ لِما تَصْنَعُ أيّامُنا
ذَلّتْ لِما تَصْنَعُ أيّامُنا / نُفُوسُنا تلكَ الأِبّياتُ
تَجْني خُمورُ الهَمّ ما لم تكُنْ / تَجْني الخُمورُ العِنَبِيّاتُ
أمِنْتِ يا نفْسُ صُرُوفَ الرّدى / كأنّها عَنْكِ غَبِيّاتُ
رُبّ رِماحٍ طَعَنَتْ في العِدى / وهْيَ الرّمَاحُ القَصَبِيّاتُ
سَرَتْ لها تَرْمَحُ أفلاءها / في الجَوّ بُلْقٌ عَرَبِيّات
أو نِسْوةُ الزّنْجِ بِأَيْمانِها / للرّقْصِ قُضْبٌ ذَهَبِيّات
إنْ فَسَدَتْ من زَمَني نِيّة / أو ظَهَرَتْ منه خَبِيّات
فالأعْوَجِيّاتُ لَنا عُدّةٌ / تَقْدَُمُهُنّ الأرْحَبِيّات

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025