المجموع : 9
مَوْلاَيَ يَا خَيْرَ مُلُوكِ الْوَرَى
مَوْلاَيَ يَا خَيْرَ مُلُوكِ الْوَرَى / وَنُخْبَةَ النَّصْرِ وَأَرْبَابِهِ
قُمْتَ بِأَمْرِ أَنْتَ أَهْلٌ لَهُ / فَلْتَأَتِ هَذَا الأمْرَ مِنْ بَابهِ
لاَ تُدْنِ مِنْ بَابِكَ شَخْصاً يَرَى / بأَنَّهُ فِي النَّاسِ أَوْلَى بِهِ
وَعِنْدَهُ مَالٌ وَمِنْ خَلْفِهِ / أيْدٍ تَعَلَّقْنَ بِأَهْدَابِهِ
لاَ سِيَّمَا مَنْ دَخَلتْ أُذْنُهُ / وَانْتَفَخَتْ مِنْ تَحْتِ أَثْوَابِهِ
وَخَافَ مِنْهُ الْمُلْكُ فِيمَا مَضَى / وَكَانْ يَنْويِ قَطْعَ أَسْبَابِهِ
قَدْ أَفْسدتُ أَقْوَالَ كُهَانِهِ / فِكَرتَهُ اليوم محسبهِ
يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ مِنْ وَجْههِ / بَيْنَ مَوَالِيهِ وَأَحْزَابِهِ
عَرُوسَ مُلْكٍ طَالَمَا أُعْمِلَتْ / فِي عَقْدِهِ أَرْجُلُ خُطَّابِهِ
فَهَمُّهُ اْستِبْدَالُ قُوَّادِهِ / وَفِكْرُهُ اسْتِنْخَابُ كُتَّابِهِ
إِنْ نَامَ كَانَتْ حُلْمَ أَفْكَارِهِ / أَوْ قَامَ كَانَتْ نُصْبَ مِحْرَابِهِ
يَنْقُدُكَ الْغِيبَةَ مَهْمَا خَلا / مَا بَيْنَ أَهْلِيهِ وَأَصْحَابِهِ
وَيَجْذُبُ الْجُنْدَ إِلَى نَفْسِهِ / بِخَادِعِ الْقَوْلِ وَخَلاَّبِهِ
كَانَ بِهِ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَازِماً / وَالْوَفْدُ يَبْغِي إِذْنَ حُجَّابِهِ
وَالآنَ قَدْ هَابَكَ فَاحْذَرْ فَمَا / يَبْدَأ فَتْكاً غَيْرُ هَيَّابِهِ
وَقَاطِعُ الدَّوْلَةِ مُسْتَقْبِلٌ / فَلْتَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّ أَوْصَابِهِ
وَاللهُ يَكْفِيكَ شُرُورَ الْعِدَى / لا يَسْتَعِينُ الْعبْدُ إلاَّ بِهِ
وَالْمُلْكُ لَمْ يُقْصَرْ عَلَى أًمَّةٍ / وَإِنَّمَا الْمُلْكُ لِغُلاَّبِهِ
هَذَا ابْنُ هُودٍ بَعْدَ إِرْثِ الْعُلَى / فَازَ بَنُو نَصْر بِأَسْلاَبِهِ
لاَ يَسْتَلِذُّ الْعَيْشَ لَيْثُ الشَّرَى / حَتَّى يَذْودَ الأسْدَ عَنْ غابِهِ
وَإِنْ أَضَعْتَ الْحَزْمَ لَمْ تَنْفَلِتْ / مِنْ ظُفُر الْحَيْنِ وَمِنْ نَابِهِ
لاَ تَتَّهِمْنِي إِنَّنِي مُمْتَلٍ / مِنْ حِكَمِ الْمُلْكِ وَآدَابِهِ
وَعَقْلَكَ الْمَوْهُوبَ حَكِّمْهُ فِي / الأَحْوَالِ وَاشْكُرْ فَضْلَ وَهَّابِهِ
وَكُلُّ مَنْ أَدْلَلْتَهُ قَبْلَهَا / عَلِّمْهُ بِالْمُلْكِ وَأَلْقَابِهِ
لَمْ يُرَ مَلْكٌ فِي زَمَانٍ خَلاَ / قَامَ لَهُ رَسْمٌ بِأَتْرَابِهِ
مَنْ قُلْتَ يَا عَمِّ لَهُ مَرَّةً / ثِقْ بِتَعَاطِيهِ وَإِعْجَابِهِ
أَوْ سَيِّدي دَامَ يَرَى سَيِّدِي / حَقّاً لَهُ قُمْتَ بِإيجَابِهِ
وَابْسُطْ عَلَى الْخَلَقِ مِنَ الْعَدْلِ مَا / يَسْتَتِرُ الْخَلْقُ بِجِلْبَابِهِ
وَأَحْكِمِ السِّلْمَ لَهُمْ عَاقِداً / عُقْدَةَ غِرٍّ ظَاهِرٍ نَابِهِ
وَمَهِّدِ السُّلْطَانَ فِعْلَ امْرِىءٍ / يُخَلِّفُ الْمُلْكَ لأَعْقَابِهِ
وَبَعْدَ فَرْضِ الْحَجِّ لاَبُدَّ لِي / مِنْ دَارِ مَوْلاَيَ وَمِنْ بَابِهِ
يَا نَفْسُ لاَ تُصْغِي إِلى سَلْوَةٍ
يَا نَفْسُ لاَ تُصْغِي إِلى سَلْوَةٍ / كَم أَخْلَفَ الْمَوْعِدَ عُرْقُوبُ
رَأَيْتَ يَا قَلْبِيَ وَصَّاكَ إِبْ / رَاهِيمُ بِالْحُزْنِ وَيَعْقُوبُ
كُلَّ أَذىً فَاجْعَلْهُ مَا شِئْتَهُ
كُلَّ أَذىً فَاجْعَلْهُ مَا شِئْتَهُ / يَقْطَعُهُ الْمَوْتُ فَأَهْونْ بِهِ
فَلْيَحْذَرِ الْمَرْءُ دَوَامَ الأَذَى / وَأَصْلُهُ الْغَفْلَةُ عَنْ رَبِّهِ
يَا وَالِيَ الْعُمْرِ وَأَلْقَابُهُ
يَا وَالِيَ الْعُمْرِ وَأَلْقَابُهُ / لَهَا إِلَى التَّضْييعِ فَرْطُ انْتِسَابْ
لاَ تَأمَنِ الدَّهْرَ وَعُدْوَانَهُ / عَلَيْكَ فَالدَّهْرُ سَرِيعُ الْحِسَابْ
وَاللهِ مَا الْبَغْلَةُ عِنْدِي إِذَا
وَاللهِ مَا الْبَغْلَةُ عِنْدِي إِذَا / حَقَّقْتَ أَمْرِي غَيْرَ مَقْلُوبِهَا
كِلْتَاهُمَا يَأْتِي عَلَيْهِ الْمَدَى / وَإِنَّمَا النَّفْسُ بِمَطْلُوبِهَا
مَنْ كَانَ فِي الْحُكْمِ لَهُ نَائِبُ
مَنْ كَانَ فِي الْحُكْمِ لَهُ نَائِبُ / فَقَدْ أَصَابَتْ مَالَهُ نَائِبَهْ
وَلَّى يَداً خَائِنَةً أَمْرَهُ / فَأَصْبَحَتْ صَفْقَتُهُ خَائِبَهْ
مَنْ لِي بِهِ أًسْمَرَ حُلْوِ اللَّمَا
مَنْ لِي بِهِ أًسْمَرَ حُلْوِ اللَّمَا / أَهْيَفَ مَاضِي الْهَجْرِ مَرْهُوبِهِ
كَالنَّحْلِ فِي رِقَّةِ خَصْرٍ وَفِي / لَسْعٍ مَتَى شَاءَ وَمَقْلُوبِهِ
تَخَالُ عند الْمَزْجِ إِبْرِيقَنَا
تَخَالُ عند الْمَزْجِ إِبْرِيقَنَا / وَكَأَسَنَا مِنْ فَمِهِ تَقْرُبُ
عَيْناً مِنْ الْمَاءِ وَمِنْ دُونِهِ / غَزَالَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ تَشْرَبُ
غِبْتَ فَلاَ عَيْنٌ وَلاَ مَخْبَرٌ
غِبْتَ فَلاَ عَيْنٌ وَلاَ مَخْبَرٌ / وَلاَ انْتِظَارٌ مِنْكَ مَرْقُوبُ
يَا يُوسُفٌ أَنْتَ لَنَا يوسُفٌ / وَكُلُّنَا فِي الْحُزْنِ يَعْقُوبُ