أُقسمُ بالقَادِرِ في ملكِهِ
أُقسمُ بالقَادِرِ في ملكِهِ / على الأعادي وابنهِ الغالِبِ
لو أَنه أَصبحَ في جَانبٍ / وسائر الأقوامِ في جَانِبِ
أَرعى له عارفةً رَبَّها / كالعِقدِ في سالفةِ الكاعِبِ
ما كنتُ اِلاَّ السيفَ في كفِّهِ / أَدنى الى الضَّربِ من الضَّارِبِ
لا شكرها يَفْنَى ولا ذكرُها / يَذْهَبُ في الدهرِ مع الذَّاهِبِ
أَسرفتَ في الجودِ فأَرغبتني / ولم أكنْ قبلَكَ بالراغِبِ
ويومَ كانَ الموتُ في ناظري / أَدنى الى العينِ من الحَاجِبِ
أَوجرتنى الصَّبرَ وقَربتنى / على رئيرِ الاسدِ الواثِبِ
فللتَ حدَّ السيفِ حتى انثنتْ / قد شَمِتَ المعضَدُ بالقاضبِ
تأوى من الهامِ باجرامها / الى ظِلالِ الاسلِ اللاغِبِ
كل صقيلٍ كشعاعٍ الايا / أو كوميضِ البارقِ الذائِبِ
من آل عباسٍ فتىً جودُه / كالقطرِ يُفنى عددَ الحاسبِ
مخرنطمُ السُّخطِ بطىء الرضا / سالِمْ به دهرَكَ أَهو حَارِبِ
يا أَعدلَ الامةِ في حكمهِ / ومن نَداهُ شرفُ الطَّالِبِ
قدمتَ أَمرَ اللهِ في حَاجَتي / فكنتُ كالردفِ من الراكِبِ
كيفَ يصح العزمُ من تائبٍ / أكذبَ من مَسْلمةَ الكاذِبِ
انَّ قضاء اللهِ في خلقهِ / يُفضى اليه هَرَبُ الهَاربِ
حَلُّ نظامِ الدين في حَلِّهِ / وعقدُهُ في غُلّةِ اللاذِبِ
يحكُم للعبدِ على ربِّهِ / ولا يبالى غَضَبَ الغَاضِبِ
فقل لمن يطمع في نقضهِ / قد كان ذا في الزمن اللاعِبِ
حتى تلافاه امامُ الهدى / بصائبٍ من رأيهِ الثاقِبِ
قَوَّم زَيعَ الناسِ فاستوسقوا / على منارِ اللقِمِ اللاحبِ
لا بالشفاعات ولا بالرقى / يُخدعُ في اللهِ عن الواجِبِ
يَفديكَ بل يَفدى ثَرى دستَهِ / كلُّ مليكٍ حاضرٍ غائِبِ
هِمَّتُه في العيشِ مشغولَةٌ / بزينةِ المَجْلسِ والراتِبِ
ما فيه فَضْلٌ عن أَغارِيدِهِ / وقُطْبَةِ الكأسِ مع القاطِبِ
قد مَصَّرَ الشرق أفاويقه / والغربُ يُمْرَى بيدِ الحالِبِ
متى أَرى خيلكَ مبثوثَةً / تَذعرُ كُدرِيَّ القَطا القَارِبِ
من طُرَّةِ الصينِ الى طَنجةٍ / الى دَرَابَنْدَ الى مَأْربِ
واسمُكَ فيها تتثنى بهِ / عضائدُ المِنبرِ والخَطِبِ
أَدالكُ الرحمنُ من معشرٍ / تضحكُ منهم نسبةُ الناسِبِ
بعُدُهم من سَلفى هاشمٍ / بعدُ الاظلينِ من الغَارِبِ
يا والعاً يدعو قريشاً أَباً / ويثعَلُ الوِرْدَ مع الشَّاربِ
مالكَ من أَحواضِها قَطرَةٌ / غير عبيطِ العَلِقِ الذائِبِ