المجموع : 4
تَفديكُمُ نَفْسٌ بِكُمْ صَبّه
تَفديكُمُ نَفْسٌ بِكُمْ صَبّه / ليس لها في غيرِكُمْ رَغْبَه
يا سادةً درَّبّني عِشْقُهُمْ / ولم يَكُنْ بالِعشْقِ لي دربَه
بأيِّ شيءٍ أتَلا فاكُمُ / إلى الرِّضى منْ هذهِ الغَضْبَه
حاشاكُمُ أنْ تَنْقُضوا مَوْثقي / وبيتنا مِن زَمَن صًحْبَه
كُلُّ حسابٍ كانَ في خاطِري / وهَجْركُمْ ما كانَ في الحَسْبَه
باللهِ زوروني وَلَو في الكرى / وَفَرِّجوا عنيَ ذي الكُريَه
أو فَعِدوني مَوْعِداً باللقا / بِلَفْظَةٍ لو أَنّها كِذْبَه
وَجَرِّبوني وافرضوا أَنَّني / يا سادَتي في يَدِكِمْ خَضْبَه
أَنتُمْ نَسيمُ الأنس إن تُمسكوا / عَنّي زَماناً فَلَكُمْ هَبّه
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا / وَروحُه للزُّهدِ قَد ثابا
قلتُ عنِ التّوبة قالوا نعم / فازدَدْتُ مِنْ ذلكَ إعجابا
من شَيخُه قال الذي قد كسي / بالزفرِ الماشِيِّ ألقابا
تقليةٌ قالوا نَعم ذاكَ هُوْ / قلتُ الذي ما زالَ حلاَّبا
قالوا أَجَل قلت أَما كانَ قد / أَقسَمَ لا داسَ لهُ بابا
لأنّه دلّس في / عَلَيْه تَدليساً وما حابى
ذات زئيرُ شَعرِ / تَخالُهُ في اللّمسِ سِنجابا
تَوَدُّ لو باتَ على / من حُبِّها ضَرَّابا
عاصفاً زعزَعاً / يقلَعُ أوتاداً وأطناباً
تَرقصُ مثلَ الدُّب إن عاينت / في مَجْلسِ دَبّابا
سائبةُ تَرى دائماً / كُلَّ فيه مُنسابا
قالَتْ وَقدْ غازلَها هي هَهِيْ / بَقى أو نَغْلُقُ البابا
والعهدُ يا عَينيَّ قد غَمّني / صَفْعُكَ للشّيخ وما تابا
مُشْتَغِلاً عَنْكَ بِبُهتانه / يَرمُقُ سجّاداً وَمحِرابا
نَسِيت إذْ صَفَى لكَ الشيخُ بال / مزرةِ حمصيصاً وطبطابا
وإذ جنى منْ كَرْمةٍ فوقه / عندَكَ للخمرة أعنابا
تخونُكَ البركةُ تلكَ التي / سَقاكَ منها أمسِ أكوابا
ودَلقةٌ رَهنٌ على غَلبهِ / وَلَمْ يزلْ بالنّردِ غَلاّبا
قال لهَا كُفِّي كفى ما جَرى / فلا تَظني الشّيخَ نَصّابا
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه / مرَّتْ لنا في خَطْبَه
مَنْ وَلَدِ بينَ الخصى / وبينَ فَخْذَي زَوقهِ نسِبَه
تَصيحُ رِدْفاهُ وَرا / لاوُو وَرا أنَّ لَمنْ هَسْبَه
قَضيبُ بانٍ لَم يَزَلْ عِطفه / يُميلهُ لِلْمجتني هَبّه
لهُ لِسانٌ إنْ تُثَقِّلْ لَهُ / كَفّتَهُ طارَ على حَبّه
صَحِبتُهُ في مَعْشَرٍ سادَةٍ / أُلي عَفافٍ صالحي الصُّحْبه
من كلِّ من جَعسُ فراً عندهُ / يعدِلُ لوزِينجَةٍ رَطبَه
إذا رأى صِهريجَ تجدْ / فيشَتتَهُ تسكُبُ كالقِرْبَه
مُهَدَّبٌ إنْ قبلي يَقلْ / منْ أدبٍ يا سيّدي حُجبَه
لمّا رأوا وَجدي بهِ زائداً / وَفَيْشَتَي في خَطّهِ صَعْبَه
قالوا ألا دونَكُمُ / كبيرةً ناعمةً صُلبَه
وَجَرِّباً حِنّا على / واحسبْ أنّها خَضْبَه
حتى إذا صِرنا إلى مَنْزلٍ / مُصوَّقِ الحيطانِ والقبّه
وَهوَ على أربعٍ / منْ خَنثٍ يَرْقصُ كالدبّة
ولم يزلْ يَرفَعُها كُلّما / جَرَرْتُ حتّى تمّتِ
وَرِفقتي إذْ عايَنتْ / لي وَثبَةَ على الكلبه
ثمَّ أنثنى بعدِ عِناقي وَقَد / صَيّرَهُ أضمَرَ مِن قَسبْه
يقولُ لي يا باخَوي اكوبا / زاراوكي قلتُ خُذِ الجبّة
فَقالَ منمْ غَيظٍ هلويابسي / لا وانكا كرَّبِسي قَهْبَه
قلتُ إذا لا يَنقفلْ ينفَتحْ / ولا تكأكأ أكسر الضّبَه
وقُمْتُ أعدو مُستجيراً بمن / منزلُهُ للمُجتَدي كعبَه
خَيالُنا هذا لأهلِ الرُّتَبْ
خَيالُنا هذا لأهلِ الرُّتَبْ / والفَضْلُ والبذلُ لأهلِ الأدبْ
حوى فُنونَ الجدِّ والهزلِ في / أَحسنِ سمط وأتى بالعَجَبْ
فانظُره يا مَنْ فَهمه ثاقِبٌ / ففيه للِعرفانِ أَدنى سَبَبْ
إذ قامَ فيهِ ناطِقٌ واحدٌ / عنْ كلِّ شَخصٍ ناظرٍ واحتَجَبْ
تَرْجَمْتُه طيفَ الخيالِ الذي / حكى هِلالاً طالعاً بالحدَبْ
مذاهبُ الفضلِ بهِ حُجّةُ / فَنَطَقوهُ سادتي بالذَّهَبْ