القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 12
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ / تُعْدِلُ نَشْرَ الْعِلْمِ في الشَّعْبِ
فَإِنَّ مِنْ مُعْجِزِهِ كُلَّ مَا / نُكْبِرُهُ في الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
يَا نُصَرَاءَ الْعِلْمِ شُكْرُ النُّهَى / لَكُمْ كَشُكْرِ الرَّوْضِ لِلسُّحُبِ
مِصْرُ تُحَيِّيكُمْ وَتُثْنِي عَلَى / كُلِّ جَوَادٍ مَاجِدٍ نَدْبِ
تُثْنِي وَتَرْعَى بِعُيُونِ الرِّضَا / جُهْدَ الرِّجَالِ الصُّبُرِ الْغُلْبِ
مِصْرُ الَّتِي فِيهَا الْهُدَى وَالنَّدَى / يَسْتَبِقَانِ المَجْدَ مِنْ قُرْبِ
تُعْطِي النُّهَى بِالْعَذْبِ مِنْ نِيلِهَا / حَظَّ الثَّرَى مِنْ نِيلِهَا الْعَذْبِ
وتَحْفَظُ الْحُسْنَى لأَرْبَابِهَا / في حَاضِرِ الْوَقْتِ وَفِي الْعَقْبِ
تَكَامَلِي يَا دَارَ عِلْمٍ غَدَتْ / لِكُلِّ فَضْلٍ مَرْكَزَ الْقُطْبِ
كُلِّيَّةٌ في كُلِّ جُزْءٍ بِهَا / كَنْزٌ مِنَ العِرْفَانِ لِلُّبِّ
تُعِدُّ فِتْيَانَاً يُبَاهَى بِهِمْ / في الحَقِّ وَالآدَابِ وَالطِّبِّ
مَدْرَسَةٌ يُدْرِكُ طُلاَّبُهَا / غَايَةَ مَا رَامُوا مِنَ الطِّلْبِ
مَن أَمرُهُ عُسْرُ وَمَنْ أَمْرُهُ / يُسْرٌ نَزِيلاَهَا عَلَى الرُّحْبِ
تَخْدُمُ كُلاًّ مِنهُمَا خَدْمَةً / رَاضِيَةً لِلْعَبْدِ وَالرَّبِّ
تَبُثُّ في العَقلِ نَشَاطَ المُنَى / وَتَبْعَثُ النَّجْدَةَ فِي القَلْبِ
لِلشَّعْبِ نَفعٌ جِدُّ نَفْعٍ بِهَا / كَفَاؤُهُ لَيسَ مِنَ اللِّعْبِ
وَالشَّعْبُ مَا زَالَ بَنُوهُ لَنَا / طَلِعَةً في المَطْلِعِ الصَّعْبِ
أَتْعَبَ قُوَّامٍ بِمَجدِ الحِمَى / في سَعَةِ العَيْشِ وَفِي الكَرْبِ
مَهْمَا يُعِنْهُمْ مُوسِرُو قَوْمِهِمْ / فَالفَضْلُ في جَانِبِهِمْ مُرْبِي
لَكِنَّنَا في زَمَنِ حَائِرٍ / أُخْطِيءَ فيهِ مَوْضِعُ العُجْبِ
فَأَوْجَبَ الشُّكْرَ لأَدْنَى النَّدَى / مَا جَعَلَ الفَقْرَ مِنَ الذَّنْبِ
أَوْلَى تَلاَقِي كُلِّ صَدْعٍ بَدَا / مِنْ جَانِبِ الْجُمْهُورِ بِالرَّأْبِ
فَإِنَّ مَنْ صَانَ أَسَاساً وَهَي / صَانَ حِمىً مِنْ سَييِّءِ الغِبِّ
وَالشَّعبُ إِنْ طَالَ مَدَى جَهْلِهِ / بَدَتْ عَلَيْهِ نُقْطَةُ الشَّغْبِ
أَبْهَجْ بِهَا لَيْلَةَ أُنْسٍ زَهَتْ / مُضَاءَةً بِالسَّادَةِ الشُّهْبِ
بُورِكَ فِي دَاعٍ إِلَيْهَا وَفِي / سَاعٍ إلى الإِحْسَانِ عَنْ حُبِّ
جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً
جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً / رِجَالُهُ عليَةُ أَهْلِ الأَدَبْ
رَئِيسُهُ مَنْ هُوَ فَاذْكُرْ لُهُ / مَا شِئْتَهُ مِنَ نَسَبٍ أَوْ حَسَبْ
وَصَحْبُهُ فِي نُخَبِ الشْرَقِ مِنْ / أَهْلِ الحِجِى وَالْعِلْمِ أَصْفَى النُّخَبْ
قَدْ هَلَّ مِنْ عَزْمِكَ مَا يَرْتَجَى / وَلاَحَ مِنْ فَضْلِكَ مَا يُرْتَقَبْ
حَدِّدْ لَكَ الخَيْرَ وَلاَ تَتَّئِدْ / فَإِنَّمَا تَبْعَثُ مَجْدَ العَرَبْ
حَاضِرَةُ الإِسْلاَمِ فِي حُقْبَةٍ / تَجْدُرَ أَنْ تُدْعَى بِكُبْرَى الْحُقُبْ
وَالَتْ عَلَى الدُّنْيَا الفُتُوحُ الَّتِي / تَعَاقَبَتْ وَاتَّصَلَتْ كَالسَّبَبْ
فِي كُلِّ مَعْنىً مِنْ مَعَانِي الْعُلَى / مَشَى بِهَا اليُمْنُ وَلاَءَ الحَرَبْ
أَنْ تَسْتعِيدَ مِنْ عِزِّهَا مَا مَضى / وَهْيَ لَهُ أَهْلٌ فَهَلْ مِنْ عَجَبْ
صَحِبْتُ مِنْ مِصْرَ أَخِي حَافِظاً / وَحَافِظُ أَنْبِلُ مَنْ يُصْطَحَبْ
حَتَّى حَجَجْنَاهَا فَيَا لُطْفُ مَا / فِيَها لَقَيْنَا مِنْ جَزَاءِ الْنُّصَبْ
جَنَّةُ عَدْنٍ طَالَعَتْنَا بِمَا / سُرَّ وَسَرَّى وَشَفَى مَنْ وَصَبْ
فالطَائِرُ الْغِرِّيدُ فِي رَوْضِهَا / أَسْكَتهُ حَيْنَا تَنَاهِي الطَّرَبْ
إِنْ تَسْتَزِيدُوهُ فَفِي قَابِلٍ / يَسْمَعُ مِنْهُ كُلُّكُمْ مَا أَحَبْ
يَا سَادَةٌ صَعَّدَ بِي فَضْلُهُمْ / إِلى ذُرَاهُمْ وَمَكَانِي صَبَبْ
شَرَّفْتُمُونِي بِانْتِسَابِي إلى / مَجْمَعِكُمْ يَا حَبَّذَا المُنْتَسَبْ
وَفَّقَنِي اللهُ إلى خِدْمَةٍ / أَقْضِي بِهَا مِنْ حَقَّهِ مَا وَجَبْ
قَلَّدْتُمُونِي بَيْنَكُمْ رُتْبُةً / في نَظَرِي تَسْمُو جَمِيعَ الرُّتَبْ
هَذَا أَدِيبُ العَرَبْ
هَذَا أَدِيبُ العَرَبْ / لَهُ البَيَانُ العُجُبْ
عُنْ قَدْرِهِ المُعْتَلِي / تُقْصُرُ أَسْنَى الرُّتَبْ
َأعْزِزْ بِمَوْمُوقَةِ / جَاءَتْ ومنها الطَّلَبْ
خَاطِبَةً فَضْلَهُ / والفضْلُ مَا يُخْتَطَبْ
زَهَتْ بِهِ زَهْوَ مَنْ / سَعَى فَنَالَ الأَرَبْ
وَلَمْ يَكُنْ سَعْيُهَا / لُوْ أَنَّهُ ذُو الشُّطَبْ
وَلاَ الكِسَاءُ الَّذِي / يَحْلَى بِوَشْيِ الذَّهَبْ
ولاَ النِّدَاءُ الَّذِي / يَدْعُونَهُ بِاللَّقَبْ
زَائِدَهُ طَائِلاً / مِنْ حَسَبٍ أَوْ نَسَبْ
إِنْ تَمَّ مَجْدٌ فَمَنْ / أَعْطَى مَزِيداً سَلَبْ
إِلاَّ الْمُلُوكَ وَمَا / جَادُوا بِهِ مَنْ رَغَبْ
كُلُّ سِمَاتِ الرِّضَى / مِنْ عِنْدِهِمْ تُسْتَحَبْ
مَنْ كَأَمِينٍ فَتَىً / يَسْبي النُّهَى إِنْ خَطَبْ
سَامِعُ آيَاتِهِ / يَأْخُذُ مِنْهُ الطَّرَبْ
وَمَنْ تُنِيرُ الدُّجَى / آرَاؤُهُ إِنْ كَتَبْ
نَظْماً وَنَثْراً إِذَا / بَاعَدَ لاَ يَقْتَرِبْ
يَرَاعَةٌ حُرَّةٌ / لَمْ تَدْنُ مِنْهَا الرِّيَبْ
تَطْعُنُ لَكِنَّهَا / تَشْفِي وَتَنْفِي الكُرَبْ
وَمَنْ لَهُ خَاطِرٌ / إِنْ يَبْتَعِثْهُ الْتَهَبْ
وَجَادَ جُودَ الحَيَا / بِاللُّؤْلُؤِ المُنْتَخَبْ
نَدْبٌ إِذَا مَا دَعَا / دَاعِي الْحُقُوقِ انْتَدَبْ
مُبْتَذِلاً مَا غَلاَ / مِنْ هِمَّةٍ أَو نَشَبْ
يَا مَنْ حَفَلْنَا لَهُ / نَقْضِيهِ حَقّاً وَجَبْ
إِهْنَأْ بِمَا نِلْتَهُ / مِنْ نِعْمَةٍ تُرْتَقَبْ
وَازْدَدْ فَخَاراً بِهَا / يَزْدَدْ فَخَارُ الأَدَبْ
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي / كَالغُصْنِ حَيَّاهُ الصِّبَا حِينَ هَبْ
مَرَّتْ فَمَا فِي الْحَيِّ إِلاَّ فَتَىً / فُؤَادُهُ فِيإِثْرِهَا قَدْ ذَهَبْ
شُعَاعُ عَيْنَيْهَا إِذَا مَا رَنَتْ / يُوقِعُ فِي الأًنْفُسِ مِنْهَا الرَّهَبْ
وَالْوجْهُ كَالْجَنَّةِ حُسْناً فَإِنْ / ظَنَنْتَ عَدْناً قَدْ تَرَاءَتْ فَهَبْ
وَالشَّعْرُ مَنْضُودٌ عَلَى رَأْسِهَا / كَالْعَسْجَدِ الْحُرِّ زَهَا وَالتَهَبْ
يُشْبِهُ فَوَّارَةَ نُورٍ لَهَا / أَشِعَّةٌ مَوَّاجَةٌ بِالصَّهَبْ
وَرُبَّ رَاءٍ فَيْضُهُ / فَأَكْبَرَ الْوَاهِبَ فِيما وَهَبْ
وَصَاحَ مَذْهُولاً أَلاَ فَانْظُرُوا / فِي هَذِهِ الأَزْمَةِ هَذَا الذَّهَبْ
اعْجَبْ بِهِ كَنْزاً عَلَى ذُرْوَةٍ / إِذَا سَمَا الْطَّرْفُ إِلَيْهِ انْتَهَبْ
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ / وَأَيُّ فَتْحٍ مِثْلُ كَسْبِ الْقُلُوبْ
جَدُّكَ بِالرَّأْيِ غَزَا أَمَّةً / قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا سُيوفُ الْحُرُوبْ
شَهِدْتَ مِنْ تَارِيخِهِ قِصَّةً / رَوَائِعُ التَّمْثِيلِ فِيهَا ضُرُوبْ
وَأَنْتَ مَرْجُوٌ لِيَوْمٍ بِهِ / يَسْمُو بِهِ شَعْبُكَ أَرْقَى الشُّعُوبْ
لِيُوَلِّكَ الْرَّحْمَنُ مِنْ عِزَّةٍ / فِي المُلْكِ مَالاَ تَعْتَريهِ الخُطُوبْ
يَا عَلَمَ الشَّرْقِ الرَّفِيعِ الذُّرَى
يَا عَلَمَ الشَّرْقِ الرَّفِيعِ الذُّرَى / وَعَضَدَ السُّلْطَانِ فِي الْمَغرِبِ
أَمْنَ الْمُحِبِّينَ وَخَوْفَ العِدَى / وَزِينَةَ السُّدَّةِ وَالْمَنْصِبِ
وَمُزْنَةَ البِرِّ وسْمُهَا / فِي تَلَعاتِ الْبَلَدِ الْمُجْذَبِ
لَقَدْ رَأَيْنَا بِكَ فِي عَسْرِنَا / مَا كَانَتِ السَّادَاتُ فِي يَعْرُبِ
حَقُّ التُّهَامِي الجَلاَوِي أَنْ / يَجْمَعَ كُلَّ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ
حَجَجْتَ بَيْتَ اللهِ حَجًّا لَهُ / مَا بَعْدَهُ مِنْ أَثَرٍ طَيِّبِ
فَأَخْصَبْ الْواَدِي وَدَرَّ الْصَفَا / وَرَضِيَ اللهُ وَسُرُّ النَّبِي
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ / وَالنَّوْطُ في صَدْرِكَ لاَ يَضْطَرِبْ
قُرَّ وَقَدْ طَالَتْ عَلَيْهِ النَّوَى / كَمَا يُلاَقِي أَهْلَهُ الْمُغْتَرِبْ
لَوْ أُعْطِيَ الْمَرءُ عَلَى قَدْرِهِ / لَكَانَ مَا تُوْهَبُ مِمَّا تَهِبْ
فَهِمْتَ مَعْنَى الْعُمْرِ فَهْمَ الأَرِيبْ
فَهِمْتَ مَعْنَى الْعُمْرِ فَهْمَ الأَرِيبْ / وَعِشْتَ فِي دُنْيَاكَ عَيْشَ اللَّبِيبْ
جُبِلْتَ مِنْهَا ثُمَّ أَنْكَرْتَهَا / وَكُنْتَ فِيهَا آهِلاً كَالغَرِيبْ
وَكُنْتَ فِيهَا سَاعِياً كَالذِي / يَجُوزُ وَعْراً لِلِقَاءِ الحَبِيبْ
فَاعْتَضْتَ مِنْ وَفْرٍ بِفَقْرٍ وَمِنْ / وَادٍ خَصِيبٍ بِعَرَاءٍ جَدِيبْ
واعْتَضْتَ بِالمِسْحِ وَأطْمَارِهِ / مِنْ كُلِّ ثَوْبٍ ذِي بَهَاءٍ قَشيبْ
وَاعْتَضْتَ مِنْ مَلْهىً وَمِنْ لَذَّتٍ / بِمَعْبَدِ اللهِ وَمَنْفَى الْقُلُوبْ
فِي الدَّيْرِ تُلْفَى عَاكِفاً ضارِعاً / مُهَجِّداً أَلِفَ الضَّنَى وَالشُّحُوبْ
وَقَدْ تُرَى بَيْنَ الْوَرَى مِثْلَمَا / يُسْعِفُ غَرْقَى البَحْرِ حُرُّ مُجِيبْ
تَمُدُّ أَسْبَابَ الْهُدَى نَحْوَهُمْ / مَدَّ مَنَارٍ نُورَهُ لِلرَّقِيبْ
لَوْ رَابَهُمْ زَهْرُ الدَّيَاجِي فَمَا / فِي نُورِ ذَاكَ الْغَوْثِ مِنْ مُسْتَرِيبْ
فَيَا صَفِيَّ اللهِ يَهْنِيكَ أَنْ / قَدْ فُزْتَ مِنْهُ بِاللِّقَاءِ القَرِيْبْ
وَسِرْتَ لَمْ تُخْلِفْ أَسىً مُظْلِماً / كَمَا يُرَى لَيْلُ القُنُوطِ العَصِيبْ
بَلْ شَفَقاً لألاؤُه نَاصِعٌ / يُرَى خِلاَلَ الدَّمْعِ شِبْهَ المَشُوبْ
أَبَيْتَ نَوْحَ اليَأْسِ يَا شَادِياً / عَلَّمَ شَدْوَ الأَمَلِ العَنْدَلِيبْ
وَأَنْتَ يَا حَادِيَ رَكْبِ الرَّدَى / بِنَغَمِ البِشْرِ أَبَيْتَ النَّحِيبْ
فَلاَ مُنَادَاةٌ وَلاَ صَيْحَةٌ / وَلاَ بُكَاءٌ هَهُنَا أَوْ وَجِيبْ
هَذَا قَرَارٌ لِلْبِلَى صَامِتٌ / صُمٌّ بِهِ السَّمْعُ وَعْنَ الخَطيبْ
حَفِيرَةٌ فِي الأَرْضِ لَكِنَّهَا / بَابٌ إِلَى الجَنًَّةِ عَالٍ رَحِيبْ
مَبِيتُ خُلْدٍ لِفَتىً صَالِحٍ / سَمْحٍ نَقِيِّ النَّفْسِ حُرٍّ أَدِيبْ
عَاجلَهُ البَيْنُ فَوَلّى وَلَمْ / يَزِنْهُ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ المَشِيبْ
عَاشَ نَهَاراً لَمْ يَكَدْ يَنْقَضِي / صَبَاحُهُ حَتَّى تَلاهُ الغُيُوبْ
صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ مِنْ عُمْرِهِ / ثُمَّ عَلَى الإِثْرِ صَلاَةَ الغُرُوبْ
بني أخي هيا بنا نلعب
بني أخي هيا بنا نلعب / نركض في الروض ولا نتعب
فقد كان من قبل عهد جميل / كعهدكم والآن شمس أصيل
يا حبذا ذكرى الصبا والغرور / ذاك هو العيش وذاك السرور
سرنا كجيش غانم ظافر / أولنا في المجد كالآخر
جيش من الأحرار يأتي النظام / حسب العلى منه بلوغ المرام
أرقعة والبأس غير العدد / قد حملوا مختلفات العدد
أمينة تحضن بالساعد / رسم عروس غضة ناهد
تحنو عليها تارةً بافترار / وتارةً ترفعها بافتخار
وقد تناجيها بأسرارها / جدا وقد تصغي لأخبارها
وقد تربيها بزجر عنيف / وتتبعه الزجر بعفو لطيف
وربما ألقت عليها اللثام / بعد العناء الجم كيما تنام
ثم على وهو طفل وقور / ساج فإن ساءت حال يثور
ملبسه لا عيب فيه نظيف / وسيره سير أميرٍ شريف
طالب علم قبل سبع السنين / كيف يجاري الصبية الهاذرين
وعله جائب ما أبصرا / في صور من أمهات القرى
وبعهده الثرثارة الفيلسوف / حسين القاضي السفيه العسوف
في قبع مدت إلى كتفه / وجبةً قدت إلى نصفه
يحب أفراخ حمام له / ولا يني مفقتداً عجله
وشاته يعجبه وثبها / وغالباً يحلو له ضربها
وقرده يضحكه كاشراً / لكنه يغضبه ساخرا
ورأيه الثابت أن الحمام / والبهم خير من خيار الأنام
وأن بابا رجل يعبد / إلا إذا فاتته منه يد
وأن عباساً أميرٌ جليل / ذو موكبٍ فخم وزي جميل
وأن مولى الكل عبد الحميد / لركبه الرائع في كل عيد
كان إلى جنبي حسين يسير / بهمة القرم العنيد المغير
كل خطاه عثراتٍ تقال / وعزمه لا شيء فيه يقال
وتضتضي الخدمة أن أغدوا / جواده حيناً وأن أعدوا
فيا له من بطل في الطراد / ويا لكتفي تحته من جواد
كذاك سرنا يوم تلك الغزاة / إلى الرياض النضر منذ الغداة
حتى إذا صرنا إلى المقصد / بعد مسير منصب مجهد
ذقنا قليلاً من نعيم الثواء / ثم نهضنا كخفاف الظباء
هب على راكباً مهره / ومر خطفاً حانياً ظهره
وأطلقت وفرتها في الهواء / أمينة تنهب عرض الخلاء
وراح في موضعه كابياً / حسين من تقصيره باكيا
وبث فيهم كعجوز العرب / تصيح في الشجعان بين اللجب
فأوجفوا ما أوجفوا سارحين / ثم انثنوا من خوضهم مارحين
وحق للغازين بعد الظفر / أن يتهادوا طيبات السير
جلست فيما بينهم للكلام / وجلسوا حولي جلوس الكرام
أمينة كالملك الطاهر / مفترة عن لؤلؤ فاخر
ترنو بنجلاوين شبه الأصيل / تلطفت أنواره في المسيل
لها حلىً أبهجها في النظر / خفرها قبل أوان الخفر
أما على فهو زين الصغار / وعنده بعض دهاء الكبار
مكم الخلق سوى رقيق / ذو شعر جثل وعود رقيق
وعن حسين المفتدى لا تسل / من لك بالعطر ومن بالعسل
قطعة حلوى أبدعت في مثال / بض خبيث اللحظ حلو الدلال
مستكبر في الجهنل مستعظم / ثوى وأصغى فعل من يفهم
بين أخي ما شأننا والسيرُ / هل لكم في سلوة تبتكرُ
نعم نعم نحن إذان مدرسه / وهذه لعبتنا المؤنسه
نعم نعم أنا هنا في امتحان / جزاء من يفلح فيه حصان
لا لا فما تبغينه من خطر / أبغي كتاباً حافلاً بالصور
وإنني أوثر لو في يدي / قاض من المصنوع في المولد
أمنيتي باخرةً في ارتجاج / مثل التي في السوق خلف الزجاج
لأيكم أحسن في رده / جائزة تأتي على ورده
من الذي أوجد هذا الوجود / ومن له دون سواه السجود
اللَه قد أحسنتما ثم من / أرفع ذي منزلةٍ في الوطن
سلطاننا ثم من القيم / من بعده عباس أحسنتم
ومن أجل الناس في عصره / بالمعجب المطرب من شعره
نجهله يا لطيف ما تجهلون / لعارف كيف يربي البنون
من الذي تحيون في ظله / وتغنمون السعد في فضله
بابا نعم وهو الرحيم الجواد / وهو الذي يهدي الهدايا الجياد
أخفى عليكم دعة فخره / ولم يشأ أن تعلموا قدره
لكن من تدعون بابا الصغير / ليس سوى أحمد شوقي الكبير
لي سقف حلق كسماء الشتا
لي سقف حلق كسماء الشتا / خلو لدى الأبصار من كوكب
لكنه إن غيبت زهره / سينجلي عن عجب أعجب
يوسف يا سبط الندى والعلى
يوسف يا سبط الندى والعلى / يا أمل البيت الخصيب الرحاب
يا فرع أصلين قد استكملا / من مجد ميراث ومجد اكتساب
يا نجل حر صادقٍ لم يزل / أصفى الصفيين وأوفى الصحاب
إلى أبيك الوجه في قومه / أهديت بالتكريم هذا الكتاب
وهو كتاب ليس لي إنما / وجدته كنزاً ثميناً يصاب
سيف به في خير واعظ / قوم ساق العرض يوم الحساب
نقلته عن أصله جاهداً / في جعله كالأصل من غير عاب
فجاء وفقاً لمرامي وما / لي فيه فضل غير كشف النقاب
لم تمضي عجمته معربا / لما به من سانحات عراب
غر معان لم ندع بعدها / في الفن من معنى لشيء عجاب
علجها الدهر لا فنائها / فثبتت شهباً ومر السحاب
وسوف تلغي آخر الدهر في / آخر بادٍ مؤذن بالغياب
كالشمس يبقى رسمها بعدها / حيناً وقد بانت وراء الحجاب
يا أيها الطفل الذي طالما / فرحنا في جيئة أو ذهاب
وطالما حير البابنا / ببدرات الذهن وقت الأعاب
عش ما يشاء اللَه في غبطةٍ / وفي صفاء ورده مستطاب
وليجيء اليوم المروم الذي / تدرك فيه سر هذا الخطاب
وتبصر النور الخفي الذي / مزق عند الغيم ذاك العقاب
وتقرأ الآيات من نظمه / عبراً فتستكشف منها اللباب
فتعرف الفضل الذي بثه / أبوك في أمته عن صواب
يومئذ والكون ملك لكم / ثم وقد أصلحه الانقلاب
وجيلنا الدائل أفضى إلى / مستقبل أرضاً وثاوي تراب
تصبح يا قرة عين المنى / نابغة العصر وزين الشباب
النجم في عليائه خافقٌ
النجم في عليائه خافقٌ / والنوط في صدرك لا يضطرب
قر وقد طالت عليه النوى / كما يلاقي أهله المغترب
لو أعطى المرء على قدره / لكان ما يوهب مما تهب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025