المجموع : 12
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ
هَلْ آيَةٌ في السِّلْمِ وَالْحَرْبِ / تُعْدِلُ نَشْرَ الْعِلْمِ في الشَّعْبِ
فَإِنَّ مِنْ مُعْجِزِهِ كُلَّ مَا / نُكْبِرُهُ في الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
يَا نُصَرَاءَ الْعِلْمِ شُكْرُ النُّهَى / لَكُمْ كَشُكْرِ الرَّوْضِ لِلسُّحُبِ
مِصْرُ تُحَيِّيكُمْ وَتُثْنِي عَلَى / كُلِّ جَوَادٍ مَاجِدٍ نَدْبِ
تُثْنِي وَتَرْعَى بِعُيُونِ الرِّضَا / جُهْدَ الرِّجَالِ الصُّبُرِ الْغُلْبِ
مِصْرُ الَّتِي فِيهَا الْهُدَى وَالنَّدَى / يَسْتَبِقَانِ المَجْدَ مِنْ قُرْبِ
تُعْطِي النُّهَى بِالْعَذْبِ مِنْ نِيلِهَا / حَظَّ الثَّرَى مِنْ نِيلِهَا الْعَذْبِ
وتَحْفَظُ الْحُسْنَى لأَرْبَابِهَا / في حَاضِرِ الْوَقْتِ وَفِي الْعَقْبِ
تَكَامَلِي يَا دَارَ عِلْمٍ غَدَتْ / لِكُلِّ فَضْلٍ مَرْكَزَ الْقُطْبِ
كُلِّيَّةٌ في كُلِّ جُزْءٍ بِهَا / كَنْزٌ مِنَ العِرْفَانِ لِلُّبِّ
تُعِدُّ فِتْيَانَاً يُبَاهَى بِهِمْ / في الحَقِّ وَالآدَابِ وَالطِّبِّ
مَدْرَسَةٌ يُدْرِكُ طُلاَّبُهَا / غَايَةَ مَا رَامُوا مِنَ الطِّلْبِ
مَن أَمرُهُ عُسْرُ وَمَنْ أَمْرُهُ / يُسْرٌ نَزِيلاَهَا عَلَى الرُّحْبِ
تَخْدُمُ كُلاًّ مِنهُمَا خَدْمَةً / رَاضِيَةً لِلْعَبْدِ وَالرَّبِّ
تَبُثُّ في العَقلِ نَشَاطَ المُنَى / وَتَبْعَثُ النَّجْدَةَ فِي القَلْبِ
لِلشَّعْبِ نَفعٌ جِدُّ نَفْعٍ بِهَا / كَفَاؤُهُ لَيسَ مِنَ اللِّعْبِ
وَالشَّعْبُ مَا زَالَ بَنُوهُ لَنَا / طَلِعَةً في المَطْلِعِ الصَّعْبِ
أَتْعَبَ قُوَّامٍ بِمَجدِ الحِمَى / في سَعَةِ العَيْشِ وَفِي الكَرْبِ
مَهْمَا يُعِنْهُمْ مُوسِرُو قَوْمِهِمْ / فَالفَضْلُ في جَانِبِهِمْ مُرْبِي
لَكِنَّنَا في زَمَنِ حَائِرٍ / أُخْطِيءَ فيهِ مَوْضِعُ العُجْبِ
فَأَوْجَبَ الشُّكْرَ لأَدْنَى النَّدَى / مَا جَعَلَ الفَقْرَ مِنَ الذَّنْبِ
أَوْلَى تَلاَقِي كُلِّ صَدْعٍ بَدَا / مِنْ جَانِبِ الْجُمْهُورِ بِالرَّأْبِ
فَإِنَّ مَنْ صَانَ أَسَاساً وَهَي / صَانَ حِمىً مِنْ سَييِّءِ الغِبِّ
وَالشَّعبُ إِنْ طَالَ مَدَى جَهْلِهِ / بَدَتْ عَلَيْهِ نُقْطَةُ الشَّغْبِ
أَبْهَجْ بِهَا لَيْلَةَ أُنْسٍ زَهَتْ / مُضَاءَةً بِالسَّادَةِ الشُّهْبِ
بُورِكَ فِي دَاعٍ إِلَيْهَا وَفِي / سَاعٍ إلى الإِحْسَانِ عَنْ حُبِّ
جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً
جُزِيتَ عَنَّا الْخَيْرَ يَا مَجْمَعاً / رِجَالُهُ عليَةُ أَهْلِ الأَدَبْ
رَئِيسُهُ مَنْ هُوَ فَاذْكُرْ لُهُ / مَا شِئْتَهُ مِنَ نَسَبٍ أَوْ حَسَبْ
وَصَحْبُهُ فِي نُخَبِ الشْرَقِ مِنْ / أَهْلِ الحِجِى وَالْعِلْمِ أَصْفَى النُّخَبْ
قَدْ هَلَّ مِنْ عَزْمِكَ مَا يَرْتَجَى / وَلاَحَ مِنْ فَضْلِكَ مَا يُرْتَقَبْ
حَدِّدْ لَكَ الخَيْرَ وَلاَ تَتَّئِدْ / فَإِنَّمَا تَبْعَثُ مَجْدَ العَرَبْ
حَاضِرَةُ الإِسْلاَمِ فِي حُقْبَةٍ / تَجْدُرَ أَنْ تُدْعَى بِكُبْرَى الْحُقُبْ
وَالَتْ عَلَى الدُّنْيَا الفُتُوحُ الَّتِي / تَعَاقَبَتْ وَاتَّصَلَتْ كَالسَّبَبْ
فِي كُلِّ مَعْنىً مِنْ مَعَانِي الْعُلَى / مَشَى بِهَا اليُمْنُ وَلاَءَ الحَرَبْ
أَنْ تَسْتعِيدَ مِنْ عِزِّهَا مَا مَضى / وَهْيَ لَهُ أَهْلٌ فَهَلْ مِنْ عَجَبْ
صَحِبْتُ مِنْ مِصْرَ أَخِي حَافِظاً / وَحَافِظُ أَنْبِلُ مَنْ يُصْطَحَبْ
حَتَّى حَجَجْنَاهَا فَيَا لُطْفُ مَا / فِيَها لَقَيْنَا مِنْ جَزَاءِ الْنُّصَبْ
جَنَّةُ عَدْنٍ طَالَعَتْنَا بِمَا / سُرَّ وَسَرَّى وَشَفَى مَنْ وَصَبْ
فالطَائِرُ الْغِرِّيدُ فِي رَوْضِهَا / أَسْكَتهُ حَيْنَا تَنَاهِي الطَّرَبْ
إِنْ تَسْتَزِيدُوهُ فَفِي قَابِلٍ / يَسْمَعُ مِنْهُ كُلُّكُمْ مَا أَحَبْ
يَا سَادَةٌ صَعَّدَ بِي فَضْلُهُمْ / إِلى ذُرَاهُمْ وَمَكَانِي صَبَبْ
شَرَّفْتُمُونِي بِانْتِسَابِي إلى / مَجْمَعِكُمْ يَا حَبَّذَا المُنْتَسَبْ
وَفَّقَنِي اللهُ إلى خِدْمَةٍ / أَقْضِي بِهَا مِنْ حَقَّهِ مَا وَجَبْ
قَلَّدْتُمُونِي بَيْنَكُمْ رُتْبُةً / في نَظَرِي تَسْمُو جَمِيعَ الرُّتَبْ
هَذَا أَدِيبُ العَرَبْ
هَذَا أَدِيبُ العَرَبْ / لَهُ البَيَانُ العُجُبْ
عُنْ قَدْرِهِ المُعْتَلِي / تُقْصُرُ أَسْنَى الرُّتَبْ
َأعْزِزْ بِمَوْمُوقَةِ / جَاءَتْ ومنها الطَّلَبْ
خَاطِبَةً فَضْلَهُ / والفضْلُ مَا يُخْتَطَبْ
زَهَتْ بِهِ زَهْوَ مَنْ / سَعَى فَنَالَ الأَرَبْ
وَلَمْ يَكُنْ سَعْيُهَا / لُوْ أَنَّهُ ذُو الشُّطَبْ
وَلاَ الكِسَاءُ الَّذِي / يَحْلَى بِوَشْيِ الذَّهَبْ
ولاَ النِّدَاءُ الَّذِي / يَدْعُونَهُ بِاللَّقَبْ
زَائِدَهُ طَائِلاً / مِنْ حَسَبٍ أَوْ نَسَبْ
إِنْ تَمَّ مَجْدٌ فَمَنْ / أَعْطَى مَزِيداً سَلَبْ
إِلاَّ الْمُلُوكَ وَمَا / جَادُوا بِهِ مَنْ رَغَبْ
كُلُّ سِمَاتِ الرِّضَى / مِنْ عِنْدِهِمْ تُسْتَحَبْ
مَنْ كَأَمِينٍ فَتَىً / يَسْبي النُّهَى إِنْ خَطَبْ
سَامِعُ آيَاتِهِ / يَأْخُذُ مِنْهُ الطَّرَبْ
وَمَنْ تُنِيرُ الدُّجَى / آرَاؤُهُ إِنْ كَتَبْ
نَظْماً وَنَثْراً إِذَا / بَاعَدَ لاَ يَقْتَرِبْ
يَرَاعَةٌ حُرَّةٌ / لَمْ تَدْنُ مِنْهَا الرِّيَبْ
تَطْعُنُ لَكِنَّهَا / تَشْفِي وَتَنْفِي الكُرَبْ
وَمَنْ لَهُ خَاطِرٌ / إِنْ يَبْتَعِثْهُ الْتَهَبْ
وَجَادَ جُودَ الحَيَا / بِاللُّؤْلُؤِ المُنْتَخَبْ
نَدْبٌ إِذَا مَا دَعَا / دَاعِي الْحُقُوقِ انْتَدَبْ
مُبْتَذِلاً مَا غَلاَ / مِنْ هِمَّةٍ أَو نَشَبْ
يَا مَنْ حَفَلْنَا لَهُ / نَقْضِيهِ حَقّاً وَجَبْ
إِهْنَأْ بِمَا نِلْتَهُ / مِنْ نِعْمَةٍ تُرْتَقَبْ
وَازْدَدْ فَخَاراً بِهَا / يَزْدَدْ فَخَارُ الأَدَبْ
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي
حُورِيَّةٌ لاَحَتْ لَنَا تَنْثَنِي / كَالغُصْنِ حَيَّاهُ الصِّبَا حِينَ هَبْ
مَرَّتْ فَمَا فِي الْحَيِّ إِلاَّ فَتَىً / فُؤَادُهُ فِيإِثْرِهَا قَدْ ذَهَبْ
شُعَاعُ عَيْنَيْهَا إِذَا مَا رَنَتْ / يُوقِعُ فِي الأًنْفُسِ مِنْهَا الرَّهَبْ
وَالْوجْهُ كَالْجَنَّةِ حُسْناً فَإِنْ / ظَنَنْتَ عَدْناً قَدْ تَرَاءَتْ فَهَبْ
وَالشَّعْرُ مَنْضُودٌ عَلَى رَأْسِهَا / كَالْعَسْجَدِ الْحُرِّ زَهَا وَالتَهَبْ
يُشْبِهُ فَوَّارَةَ نُورٍ لَهَا / أَشِعَّةٌ مَوَّاجَةٌ بِالصَّهَبْ
وَرُبَّ رَاءٍ فَيْضُهُ / فَأَكْبَرَ الْوَاهِبَ فِيما وَهَبْ
وَصَاحَ مَذْهُولاً أَلاَ فَانْظُرُوا / فِي هَذِهِ الأَزْمَةِ هَذَا الذَّهَبْ
اعْجَبْ بِهِ كَنْزاً عَلَى ذُرْوَةٍ / إِذَا سَمَا الْطَّرْفُ إِلَيْهِ انْتَهَبْ
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ
بُورِكْتَ يَا فَارُوقُ مِنْ فَاتِحٍ / وَأَيُّ فَتْحٍ مِثْلُ كَسْبِ الْقُلُوبْ
جَدُّكَ بِالرَّأْيِ غَزَا أَمَّةً / قَدْ عَجَزَتْ عَنْهَا سُيوفُ الْحُرُوبْ
شَهِدْتَ مِنْ تَارِيخِهِ قِصَّةً / رَوَائِعُ التَّمْثِيلِ فِيهَا ضُرُوبْ
وَأَنْتَ مَرْجُوٌ لِيَوْمٍ بِهِ / يَسْمُو بِهِ شَعْبُكَ أَرْقَى الشُّعُوبْ
لِيُوَلِّكَ الْرَّحْمَنُ مِنْ عِزَّةٍ / فِي المُلْكِ مَالاَ تَعْتَريهِ الخُطُوبْ
يَا عَلَمَ الشَّرْقِ الرَّفِيعِ الذُّرَى
يَا عَلَمَ الشَّرْقِ الرَّفِيعِ الذُّرَى / وَعَضَدَ السُّلْطَانِ فِي الْمَغرِبِ
أَمْنَ الْمُحِبِّينَ وَخَوْفَ العِدَى / وَزِينَةَ السُّدَّةِ وَالْمَنْصِبِ
وَمُزْنَةَ البِرِّ وسْمُهَا / فِي تَلَعاتِ الْبَلَدِ الْمُجْذَبِ
لَقَدْ رَأَيْنَا بِكَ فِي عَسْرِنَا / مَا كَانَتِ السَّادَاتُ فِي يَعْرُبِ
حَقُّ التُّهَامِي الجَلاَوِي أَنْ / يَجْمَعَ كُلَّ الْفَخْرِ وَالنَّسَبِ
حَجَجْتَ بَيْتَ اللهِ حَجًّا لَهُ / مَا بَعْدَهُ مِنْ أَثَرٍ طَيِّبِ
فَأَخْصَبْ الْواَدِي وَدَرَّ الْصَفَا / وَرَضِيَ اللهُ وَسُرُّ النَّبِي
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ
النَّجْمُ فِي عَلْيَائِهِ خَافِقٌ / وَالنَّوْطُ في صَدْرِكَ لاَ يَضْطَرِبْ
قُرَّ وَقَدْ طَالَتْ عَلَيْهِ النَّوَى / كَمَا يُلاَقِي أَهْلَهُ الْمُغْتَرِبْ
لَوْ أُعْطِيَ الْمَرءُ عَلَى قَدْرِهِ / لَكَانَ مَا تُوْهَبُ مِمَّا تَهِبْ
فَهِمْتَ مَعْنَى الْعُمْرِ فَهْمَ الأَرِيبْ
فَهِمْتَ مَعْنَى الْعُمْرِ فَهْمَ الأَرِيبْ / وَعِشْتَ فِي دُنْيَاكَ عَيْشَ اللَّبِيبْ
جُبِلْتَ مِنْهَا ثُمَّ أَنْكَرْتَهَا / وَكُنْتَ فِيهَا آهِلاً كَالغَرِيبْ
وَكُنْتَ فِيهَا سَاعِياً كَالذِي / يَجُوزُ وَعْراً لِلِقَاءِ الحَبِيبْ
فَاعْتَضْتَ مِنْ وَفْرٍ بِفَقْرٍ وَمِنْ / وَادٍ خَصِيبٍ بِعَرَاءٍ جَدِيبْ
واعْتَضْتَ بِالمِسْحِ وَأطْمَارِهِ / مِنْ كُلِّ ثَوْبٍ ذِي بَهَاءٍ قَشيبْ
وَاعْتَضْتَ مِنْ مَلْهىً وَمِنْ لَذَّتٍ / بِمَعْبَدِ اللهِ وَمَنْفَى الْقُلُوبْ
فِي الدَّيْرِ تُلْفَى عَاكِفاً ضارِعاً / مُهَجِّداً أَلِفَ الضَّنَى وَالشُّحُوبْ
وَقَدْ تُرَى بَيْنَ الْوَرَى مِثْلَمَا / يُسْعِفُ غَرْقَى البَحْرِ حُرُّ مُجِيبْ
تَمُدُّ أَسْبَابَ الْهُدَى نَحْوَهُمْ / مَدَّ مَنَارٍ نُورَهُ لِلرَّقِيبْ
لَوْ رَابَهُمْ زَهْرُ الدَّيَاجِي فَمَا / فِي نُورِ ذَاكَ الْغَوْثِ مِنْ مُسْتَرِيبْ
فَيَا صَفِيَّ اللهِ يَهْنِيكَ أَنْ / قَدْ فُزْتَ مِنْهُ بِاللِّقَاءِ القَرِيْبْ
وَسِرْتَ لَمْ تُخْلِفْ أَسىً مُظْلِماً / كَمَا يُرَى لَيْلُ القُنُوطِ العَصِيبْ
بَلْ شَفَقاً لألاؤُه نَاصِعٌ / يُرَى خِلاَلَ الدَّمْعِ شِبْهَ المَشُوبْ
أَبَيْتَ نَوْحَ اليَأْسِ يَا شَادِياً / عَلَّمَ شَدْوَ الأَمَلِ العَنْدَلِيبْ
وَأَنْتَ يَا حَادِيَ رَكْبِ الرَّدَى / بِنَغَمِ البِشْرِ أَبَيْتَ النَّحِيبْ
فَلاَ مُنَادَاةٌ وَلاَ صَيْحَةٌ / وَلاَ بُكَاءٌ هَهُنَا أَوْ وَجِيبْ
هَذَا قَرَارٌ لِلْبِلَى صَامِتٌ / صُمٌّ بِهِ السَّمْعُ وَعْنَ الخَطيبْ
حَفِيرَةٌ فِي الأَرْضِ لَكِنَّهَا / بَابٌ إِلَى الجَنًَّةِ عَالٍ رَحِيبْ
مَبِيتُ خُلْدٍ لِفَتىً صَالِحٍ / سَمْحٍ نَقِيِّ النَّفْسِ حُرٍّ أَدِيبْ
عَاجلَهُ البَيْنُ فَوَلّى وَلَمْ / يَزِنْهُ مِنْ بَعْدِ الشَّبَابِ المَشِيبْ
عَاشَ نَهَاراً لَمْ يَكَدْ يَنْقَضِي / صَبَاحُهُ حَتَّى تَلاهُ الغُيُوبْ
صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ مِنْ عُمْرِهِ / ثُمَّ عَلَى الإِثْرِ صَلاَةَ الغُرُوبْ
بني أخي هيا بنا نلعب
بني أخي هيا بنا نلعب / نركض في الروض ولا نتعب
فقد كان من قبل عهد جميل / كعهدكم والآن شمس أصيل
يا حبذا ذكرى الصبا والغرور / ذاك هو العيش وذاك السرور
سرنا كجيش غانم ظافر / أولنا في المجد كالآخر
جيش من الأحرار يأتي النظام / حسب العلى منه بلوغ المرام
أرقعة والبأس غير العدد / قد حملوا مختلفات العدد
أمينة تحضن بالساعد / رسم عروس غضة ناهد
تحنو عليها تارةً بافترار / وتارةً ترفعها بافتخار
وقد تناجيها بأسرارها / جدا وقد تصغي لأخبارها
وقد تربيها بزجر عنيف / وتتبعه الزجر بعفو لطيف
وربما ألقت عليها اللثام / بعد العناء الجم كيما تنام
ثم على وهو طفل وقور / ساج فإن ساءت حال يثور
ملبسه لا عيب فيه نظيف / وسيره سير أميرٍ شريف
طالب علم قبل سبع السنين / كيف يجاري الصبية الهاذرين
وعله جائب ما أبصرا / في صور من أمهات القرى
وبعهده الثرثارة الفيلسوف / حسين القاضي السفيه العسوف
في قبع مدت إلى كتفه / وجبةً قدت إلى نصفه
يحب أفراخ حمام له / ولا يني مفقتداً عجله
وشاته يعجبه وثبها / وغالباً يحلو له ضربها
وقرده يضحكه كاشراً / لكنه يغضبه ساخرا
ورأيه الثابت أن الحمام / والبهم خير من خيار الأنام
وأن بابا رجل يعبد / إلا إذا فاتته منه يد
وأن عباساً أميرٌ جليل / ذو موكبٍ فخم وزي جميل
وأن مولى الكل عبد الحميد / لركبه الرائع في كل عيد
كان إلى جنبي حسين يسير / بهمة القرم العنيد المغير
كل خطاه عثراتٍ تقال / وعزمه لا شيء فيه يقال
وتضتضي الخدمة أن أغدوا / جواده حيناً وأن أعدوا
فيا له من بطل في الطراد / ويا لكتفي تحته من جواد
كذاك سرنا يوم تلك الغزاة / إلى الرياض النضر منذ الغداة
حتى إذا صرنا إلى المقصد / بعد مسير منصب مجهد
ذقنا قليلاً من نعيم الثواء / ثم نهضنا كخفاف الظباء
هب على راكباً مهره / ومر خطفاً حانياً ظهره
وأطلقت وفرتها في الهواء / أمينة تنهب عرض الخلاء
وراح في موضعه كابياً / حسين من تقصيره باكيا
وبث فيهم كعجوز العرب / تصيح في الشجعان بين اللجب
فأوجفوا ما أوجفوا سارحين / ثم انثنوا من خوضهم مارحين
وحق للغازين بعد الظفر / أن يتهادوا طيبات السير
جلست فيما بينهم للكلام / وجلسوا حولي جلوس الكرام
أمينة كالملك الطاهر / مفترة عن لؤلؤ فاخر
ترنو بنجلاوين شبه الأصيل / تلطفت أنواره في المسيل
لها حلىً أبهجها في النظر / خفرها قبل أوان الخفر
أما على فهو زين الصغار / وعنده بعض دهاء الكبار
مكم الخلق سوى رقيق / ذو شعر جثل وعود رقيق
وعن حسين المفتدى لا تسل / من لك بالعطر ومن بالعسل
قطعة حلوى أبدعت في مثال / بض خبيث اللحظ حلو الدلال
مستكبر في الجهنل مستعظم / ثوى وأصغى فعل من يفهم
بين أخي ما شأننا والسيرُ / هل لكم في سلوة تبتكرُ
نعم نعم نحن إذان مدرسه / وهذه لعبتنا المؤنسه
نعم نعم أنا هنا في امتحان / جزاء من يفلح فيه حصان
لا لا فما تبغينه من خطر / أبغي كتاباً حافلاً بالصور
وإنني أوثر لو في يدي / قاض من المصنوع في المولد
أمنيتي باخرةً في ارتجاج / مثل التي في السوق خلف الزجاج
لأيكم أحسن في رده / جائزة تأتي على ورده
من الذي أوجد هذا الوجود / ومن له دون سواه السجود
اللَه قد أحسنتما ثم من / أرفع ذي منزلةٍ في الوطن
سلطاننا ثم من القيم / من بعده عباس أحسنتم
ومن أجل الناس في عصره / بالمعجب المطرب من شعره
نجهله يا لطيف ما تجهلون / لعارف كيف يربي البنون
من الذي تحيون في ظله / وتغنمون السعد في فضله
بابا نعم وهو الرحيم الجواد / وهو الذي يهدي الهدايا الجياد
أخفى عليكم دعة فخره / ولم يشأ أن تعلموا قدره
لكن من تدعون بابا الصغير / ليس سوى أحمد شوقي الكبير
لي سقف حلق كسماء الشتا
لي سقف حلق كسماء الشتا / خلو لدى الأبصار من كوكب
لكنه إن غيبت زهره / سينجلي عن عجب أعجب
يوسف يا سبط الندى والعلى
يوسف يا سبط الندى والعلى / يا أمل البيت الخصيب الرحاب
يا فرع أصلين قد استكملا / من مجد ميراث ومجد اكتساب
يا نجل حر صادقٍ لم يزل / أصفى الصفيين وأوفى الصحاب
إلى أبيك الوجه في قومه / أهديت بالتكريم هذا الكتاب
وهو كتاب ليس لي إنما / وجدته كنزاً ثميناً يصاب
سيف به في خير واعظ / قوم ساق العرض يوم الحساب
نقلته عن أصله جاهداً / في جعله كالأصل من غير عاب
فجاء وفقاً لمرامي وما / لي فيه فضل غير كشف النقاب
لم تمضي عجمته معربا / لما به من سانحات عراب
غر معان لم ندع بعدها / في الفن من معنى لشيء عجاب
علجها الدهر لا فنائها / فثبتت شهباً ومر السحاب
وسوف تلغي آخر الدهر في / آخر بادٍ مؤذن بالغياب
كالشمس يبقى رسمها بعدها / حيناً وقد بانت وراء الحجاب
يا أيها الطفل الذي طالما / فرحنا في جيئة أو ذهاب
وطالما حير البابنا / ببدرات الذهن وقت الأعاب
عش ما يشاء اللَه في غبطةٍ / وفي صفاء ورده مستطاب
وليجيء اليوم المروم الذي / تدرك فيه سر هذا الخطاب
وتبصر النور الخفي الذي / مزق عند الغيم ذاك العقاب
وتقرأ الآيات من نظمه / عبراً فتستكشف منها اللباب
فتعرف الفضل الذي بثه / أبوك في أمته عن صواب
يومئذ والكون ملك لكم / ثم وقد أصلحه الانقلاب
وجيلنا الدائل أفضى إلى / مستقبل أرضاً وثاوي تراب
تصبح يا قرة عين المنى / نابغة العصر وزين الشباب
النجم في عليائه خافقٌ
النجم في عليائه خافقٌ / والنوط في صدرك لا يضطرب
قر وقد طالت عليه النوى / كما يلاقي أهله المغترب
لو أعطى المرء على قدره / لكان ما يوهب مما تهب