المجموع : 6
الكسب منه ما أنا كاسبٌ
الكسب منه ما أنا كاسبٌ / فرهن نفسي ما الذي أوجبه
ما أعجب الأمر الذي قلته / على صحيح العلم ما أعجبه
وقد يقول الحقُّ من عنده / من أقدر الخلقِ ومن أكسبه
إلا أنا فالفعل مني به / فلا تقل في العبد ما أكذبه
يصدق في الفعل إذا قال لي / برهاننا الكاتب ما أكتبه
أحبُّ إذا أحببتَ من يدري ما
أحبُّ إذا أحببتَ من يدري ما / جئت به من شرَفِ الحب
ولا تضيع حقه إنه / في غاية البعد مع القربِ
واحن عليه كالضلوعِ التي / قد انحنت خوفاً على القلبِ
عاصمته من كلِّ سوءٍ كما / قد عصم الساعدُ بالقلب
قد كنت عبداً والهوى حاكمي
قد كنت عبداً والهوى حاكمي / فاليومَ أولى أن أسمى به
لأنني عبدٌ لربٍّ يرى / وما له في الخلق من مشبه
أصبحت منه فلكاً حاوياً / يدورُ بالحكمِ على قطبه
لأنه قال لنا مخبراً / بأنه في العبد في قلبه
فمن يردْ يشهدْ خلاقه / شهوده المربوب من ربه
فليقلب العين الذي قد بدا / فإنه المشهود في قلبه
سبحانه عزَّ وعزتْ به / أنفسنا والكلُّ منه به
هو الذي يعبد في عرشه / كمثلِ ما يعبد في تربه
أشهدنا من ذاتِنا ذاته
أشهدنا من ذاتِنا ذاته / وذاك في موقفنا الأنبهْ
لو أنه يدركه خلقه / لكان مخلوقاً وأعزِز به
مذهبنا مذهب أمٍّ لنا / مذهبُ ابنِ العم اذهب به
سبحان من صار لنا مطلباً
سبحان من صار لنا مطلباً / أطلبه شرَّق أم غرَّبا
فباطني صيَّره مشرقا / وظاهري صيره مغربا
وقال لي الكل أنا فاطلبوا / على الذي صيَّره مطلبا
فاهتم قلبي للذي قال لي / فأنشأ الحقُّ لنا مركبا
ركبتُ فيه هربا أبتغي / نجاتَنا فلم أجد مَهربا
أطلبه بالكشفِ من ذاتنا / وذاتنا أطلبها مُطِنبا
فكشفنا قوَّض بنيانه / والفكر في أنفسنا طنبا
أخبرني أحمد عن كشفه / في أول الحالِ زمانَ الصبى
بأنه أبصرَ في نومه / أملاك عيسى مثل رجل الدبى
يومَ خروجي طالباً مكةَ / ويثربا ومسجدا في قبا
قالوا نزلنا رسلا حفظا / ختم النبي المصطفى المجتبى
محمد فليقصد واقصده / فسيفُه في صدقه ما نبا
وسهمه فيما رمى نافذ / وطرفه في شأوهِ ما كبا
قد عرضَ الحقّ عليه الذي / في ملكه ولايةً فأبى
إلا خمول الذكر حتى يرى / كأنه المختار في المجتبى
ونحن أنصار له إن بدا / يحاربُ الأقرب فالأقربا
كذلك الريح له سخرت / ريح جنوبٍ بعد ريحِ الصَّبا
وراثة علوية نالها / من أحمد خير الورى منصبا
وهذه البشرى أتانا بها / مجربٌ في الصدقِ لن يكذبا
ليس لعينِ الحقِّ في خلقه
ليس لعينِ الحقِّ في خلقه / إذا بدا بي مثلٌ يُضربُ
فإن بالغير يكون الذي / يضربه الأقرب فالأقربُ
والغير ما ثم فلا تضربن / فإنه الضاربُ والمضرب
وقد أتى عنه الذي قاله ال / أمثال لله فلا تضربوا
فإنه يعلم والخلق لا / تعلم ما ثم وذا أعجب
لو أنه يدركه خلقُه / لم يك بالربِّ الذي يطلب
إذا علمتم أنه هكذا / فقصِّروا في ذاك أو طِّنبوا
ما عندنا منه سوى ذاتنا / وذاتنا تكفي فلا ترغبوا
عنها وجولوا في ميادينها / فإنها الميدانُ والملعب
مأدبةُ الحقِّ لنا كوننا / فكوننا المأكلُ والمشرب
كما هو الطالبُ والمطلّبُ / كذا هو الذاهب والمذهب