القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 7
ورب مر الهجر حلو العتاب
ورب مر الهجر حلو العتاب / معتدل يثنيه سكر الشباب
عاطيته صهباء ممزوجة / بدمعة الصب ودمع السحاب
فانتقبت وجنته حمرة / يا حسنها من وردة في نقاب
وسمته في سكره قولة / ودونها في الصحو شيب الغراب
فما الذي أعتب من هاجر / أدّبته معتمدا فاستراب
إن أعرض اليوم فكم دعوة / أجابها في عرضه المستجاب
حيث مغاني اللهو مأهولة / منه وأغصان التصابي رطاب
فما الأقاحي خضل نبته / أغب في حاشيتيه الرباتِ
ينساب في أثنائه جدول / منفتل مثل انسياب الحباب
مفضض طوراً وطورا يرى / مذهب المتن ببرق الذهاب
يحيا بأحلى منه لما بدا / يبسم عن تلك الثنايا العذاب
تلك لتقبيل فمي صورت / وكف يحي للندى والضراب
المانح المانع عن جاره / والماجد الثبت اللبيب اللباب
أغر مصقول حواشي الندى / وأرى زناد المجد رحب الجناب
لدن إذا هز لمسترفد / صعب على الحساد سهل الحجاب
أشم سامي تلعات العلى / موطا العز فسيح القباب
ذو عزة قعساء عادية / وغرة لائحةٍ كالشهاب
إن صال أبصرت غمود الظبي / عداه أو قال سمعت الصواب
محارب تغنيه أراؤه / عن المواضي والفنا والحراب
إذا سما طالب شأو شأى / وإن رمى مفصل غاو أصاب
سماحة في طرفيها حجى / ورحمة في طرفيها عقاب
إن سئل المعروف أسنى وإن / جاد على العافي ابتداء أطاب
يا راكبا في كل ملومة / جرد المذاكي وظهور العصاب
وطود حلم لي من كفه / بحر سفيه الموج طامي العباب
وواهب الأبكار مثل الدمى / والهجمة الرتع مثل الهضاب
عندك للأعداء يا حتفهم / عقبان فوقها أسد غاب
وليس يحلو غمرات الردى / غير عراب في متون العِراب
في كل يوم للغدا منهم / وقعة ذي قار ويوم الكلاب
عتادهم في الروع مسرودة / زغف وجرد عمل كالذئاب
وكل رجاف الأعالي حكى / لون سليمي ووام الرباب
فداء عون الدين من عرضه / عند التسامي عرضة للنباب
تخوضه العين ولكنها / تخوض منه معمعان السراب
رفقا بما توليه رفقا فقد / سارت بشعري ونداك الركاب
فاجتل من لفظي مشمولة / ترقص بالألباب رقص الحبابِ
حرمتها عمداً على باخل / بمهرها وهي حلال الشراب
واستقبل السعد فقد أقبلت / أنجمه تطلع من كل باك
قل لسديد الدين يا ماجدا
قل لسديد الدين يا ماجدا / ليس له في جوده من ضريب
ظلك ضافٍ والندى منك لي / صاف ومرعاك مريع خصيب
يا مطلق العاني ويا موئل ال / جاني ويا كنز المقل الغريب
عودك يا مبيض وجه الندى / للوفد مخضرّ الحواشي رطيب
يا من له رأي به يُهتدى / في كل خطب ورواء عجيب
يا بحر جود ما له ساحل / لكل عاف في لهاه نصيب
ورسمان لي لا بد لي منهما / عليك لا زلت لداع مجيب
أحداهما مالك وهو المنى / وآخر جاهك عند الربيب
فانعم فلا زلت أخا نعمة / ترفل في برد الثناء القشيب
قل لبهاء الدين خدنِ العلى
قل لبهاء الدين خدنِ العلى / وقاتل المحلِ ومحيي الأدب
يا أحفظَ الناس لعهد ومن / أضيع ما في راحتيه الذهبُ
يا من له بشر بشير لمن / يؤم مغناه بنجح الطَلَب
ما صفر عند امرىء معسر / يطمع في جدواك إلا رجب
ما نظرت عيني ولا شاهدت / في الخلق يا أزكى البرايا نسب
أحسن من وجهك راض ولا / آمن من عفوك عند الغضب
يا من نرجيه لدفع الأذى / عنا وندعوه لكشف الكُرَب
تأخير إنعامك لا فاتني / في ليلة الميلاد عني عجب
لأنني من يعتيريه إذا / أبصر أطباقك مثل الطرب
هذا ولا حاطِب ليل أنا / في العشر حتى لا يجىء الحطب
فدم على مر الليالي فقد / قضيت من حق الندى ما وجب
واسعد بمليت من نعمة / وأبعث بسعد عاجلا عن كثب
وإن تأخرت لعذر فقد / أعرب عن شكري مجدُ العرب
غادرني صبّا حليف الوصب
غادرني صبّا حليف الوصب / نصيبي الهمّ وطول النصب
غض الصبا معتدل قده / كالحصن هزته صبا فاضطرب
كأنما في فيه غب الكرى / خمر لها در الثنايا حبب
لم أنسه إذ زارني سالبا / لبي وعقد الأفق لم يستلب
والليل لم يطو بنود الدجى / والفجر ما لشر بيض العذب
بدر إذا قابلني سافرا / حسبته بالجلنار انتقب
يمزج لي بالصفو من ريقه / عذبا وبابن المزن بنت العنب
في روضة راض ثراها الحيا / فأضحك الزهر بها وانتحب
سلت على الفضة من مائها / أنامل البرق ظبي من ذهب
كأنما جدولها أرقم / أذعر في رملته فانسرب
فناظر النرجس ساه إلى / ثغر أقاح راق منه الشنب
والمورق المخضر قد هزه / إذ غنت الورق عليه طر ب
والورد يحكي نشره ضائعا / نشر أبي الفضل المضاع النشب
الصاحب الساحب ذيل العلى / والواهب الخرق الكريم الحسب
فارس بيض الهند مذروبة / والخيل قبّا والقنا واليلب
اعلب مشحوذ غرارا النهى / والعزم ما غالب الا غلب
رواؤه يكسف شمس الضحى / ورأيه يكشف داجي الكرب
طامي بحار الجود هامي الندى / عالي منار المجد زاكي الحسب
مبيض وجه الرفد يوم الرضا / محمر متن السيف يوم الغضب
قد فاز من سالمه بالمنى / وباء من حاربه بالحر ب
تلقاه قيس الرأي إما عرا / خطب وقص القول إما خطب
إن فضل الأجواد طرا فلا / مرية إن يفضل نبع غرب
محتقب للشكر لا للهمى / والشكر من أنفس ما يحتقب
مؤيد الإسلام يا منعما / سمت معالي مجده والرتب
يا من نرى أخلاقه حلوة / كأنها مخلوقة من ضرب
لله بشراك قبل الندى / يبشر الوفد بنجح الطلب
وعزمة كالنار وقادة / لو رمي الماء بها لالتهب
أصبحت كالليث حمى غيله / بأسا وكالغيث همى وانسكب
ما بعد الرزق على مقتر / ناداك إلا ودنا واقترب
يا راكبا شبت غداة السرى / برحله ذعلبة كالشّبب
يحاول الري لدى معشر / ورد الندى بينهم قد نضب
خذ جانبا عنهم ومل بالمنى / إلى جناب قط لم يجتنب
جناب مجد الدين خدن العلى / وقاتل المحل ومحبي الأدب
فما السحاب الجون مس الثرى / هيد به معتنقا وانسحبِ
فبرقه مبتسم ضاحك / ورعده وتجز في صخبِ
يوما بأندى منك للمجتدي / صوب بنان سيله في صبب
فلا نبا حد لرأي ترى / ولا تمشت في حماك النوب
بشرك عن نيل المنى معرب
بشرك عن نيل المنى معرب / وأنت في بذل الندى مغربُ
يا قمرا راحته مزنة / وخلقه حمى معشبُ
أنت الحيي الأريحي الذي / بحر يديه العدّ لا ينضبُ
أنت المطاع الماجد المجتبي / أنت الشجاع البطل المحربُ
أنت الهمام اليقظ المجتدي / والمستماح الحوّل القلّب
أنت الذي أفعاله أنجم / في أفق العلياء ما تغربُ
أنت ربيع ربعه دائما / للوفد مجاج الثرى مخصبُ
أنت الذي يحلو لسؤاله / سماح كنيه ويستعذبُ
أنت الذي يسهل منك الذي / قد كان من غيرك يستصعبُ
أنت الذي ترغب في حمدنا / أضعاف ما في جوده نرغبُ
أنت إذا اسود الدجى راهب / وأنت ما أبيض الضحى مرهبُ
أنت شهاب ثاقب نوره / في ظلمة الخطب فمن مصعبُ
ما أنت بالجهم المحيّا ولا / غيم جهام برقة خلبُ
يا مزنة الجود الذيب سيفه / على العدا صاعقة تلهبُ
كم أسد أرداه في مأزق / بطعنة من رمحك الثعلبُ
هذا وكم من مقنب رعته / بحملة فانهزم المقنبُ
يا خير من تجري به في الوغى / جرد كسيدان الغنا شربُ
يا من يناديه يشام الندى / ويا من الخائف والمذنبُ
بضائع الشعر وإجلابه / يوما إلى غيرك لا تجلبُ
فيا أبا الفضل البعيد المدى / أنت لطلاب الندى مطلبُ
تاهت بك الدولة يا شمسها / فدمت ما لاح دجى كوكبُ
كم أسلفتني منة منة / عذراء بكرا يدك الثيّبُ
كأنما عصرك من حسنه / لا ذهبت أيامه مذهبُ
عشت الذي عاش شعيب فمن / رام مدى أحرزته أشعبُ
ودمت في عزوفي منعةٍ / ما تطلع الشمس وما تغربُ
له يد يابسة في الندى
له يد يابسة في الندى / ومقلة لا نظرت رطبَه
لا يأكل اللقمة مع عرسه / في الدار حتى تدخل القبّه
يقول إني هاشميّ وهل / يصدق من ليست له نسبَه
وما له إن رمت تعريفه / أب ولا أم سوى الرحبَه
علمت في هجوي له أنه / إلى النبي المصطفى قربَه
ما لفتى الصاحب لا الصاحب
ما لفتى الصاحب لا الصاحب / يشقصه وتظهر العجائبُ
بلحيةٍ يضرط منها الشارب / ونكهةِ بنتنِها يعاقِبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025