المجموع : 7
ورب مر الهجر حلو العتاب
ورب مر الهجر حلو العتاب / معتدل يثنيه سكر الشباب
عاطيته صهباء ممزوجة / بدمعة الصب ودمع السحاب
فانتقبت وجنته حمرة / يا حسنها من وردة في نقاب
وسمته في سكره قولة / ودونها في الصحو شيب الغراب
فما الذي أعتب من هاجر / أدّبته معتمدا فاستراب
إن أعرض اليوم فكم دعوة / أجابها في عرضه المستجاب
حيث مغاني اللهو مأهولة / منه وأغصان التصابي رطاب
فما الأقاحي خضل نبته / أغب في حاشيتيه الرباتِ
ينساب في أثنائه جدول / منفتل مثل انسياب الحباب
مفضض طوراً وطورا يرى / مذهب المتن ببرق الذهاب
يحيا بأحلى منه لما بدا / يبسم عن تلك الثنايا العذاب
تلك لتقبيل فمي صورت / وكف يحي للندى والضراب
المانح المانع عن جاره / والماجد الثبت اللبيب اللباب
أغر مصقول حواشي الندى / وأرى زناد المجد رحب الجناب
لدن إذا هز لمسترفد / صعب على الحساد سهل الحجاب
أشم سامي تلعات العلى / موطا العز فسيح القباب
ذو عزة قعساء عادية / وغرة لائحةٍ كالشهاب
إن صال أبصرت غمود الظبي / عداه أو قال سمعت الصواب
محارب تغنيه أراؤه / عن المواضي والفنا والحراب
إذا سما طالب شأو شأى / وإن رمى مفصل غاو أصاب
سماحة في طرفيها حجى / ورحمة في طرفيها عقاب
إن سئل المعروف أسنى وإن / جاد على العافي ابتداء أطاب
يا راكبا في كل ملومة / جرد المذاكي وظهور العصاب
وطود حلم لي من كفه / بحر سفيه الموج طامي العباب
وواهب الأبكار مثل الدمى / والهجمة الرتع مثل الهضاب
عندك للأعداء يا حتفهم / عقبان فوقها أسد غاب
وليس يحلو غمرات الردى / غير عراب في متون العِراب
في كل يوم للغدا منهم / وقعة ذي قار ويوم الكلاب
عتادهم في الروع مسرودة / زغف وجرد عمل كالذئاب
وكل رجاف الأعالي حكى / لون سليمي ووام الرباب
فداء عون الدين من عرضه / عند التسامي عرضة للنباب
تخوضه العين ولكنها / تخوض منه معمعان السراب
رفقا بما توليه رفقا فقد / سارت بشعري ونداك الركاب
فاجتل من لفظي مشمولة / ترقص بالألباب رقص الحبابِ
حرمتها عمداً على باخل / بمهرها وهي حلال الشراب
واستقبل السعد فقد أقبلت / أنجمه تطلع من كل باك
قل لسديد الدين يا ماجدا
قل لسديد الدين يا ماجدا / ليس له في جوده من ضريب
ظلك ضافٍ والندى منك لي / صاف ومرعاك مريع خصيب
يا مطلق العاني ويا موئل ال / جاني ويا كنز المقل الغريب
عودك يا مبيض وجه الندى / للوفد مخضرّ الحواشي رطيب
يا من له رأي به يُهتدى / في كل خطب ورواء عجيب
يا بحر جود ما له ساحل / لكل عاف في لهاه نصيب
ورسمان لي لا بد لي منهما / عليك لا زلت لداع مجيب
أحداهما مالك وهو المنى / وآخر جاهك عند الربيب
فانعم فلا زلت أخا نعمة / ترفل في برد الثناء القشيب
قل لبهاء الدين خدنِ العلى
قل لبهاء الدين خدنِ العلى / وقاتل المحلِ ومحيي الأدب
يا أحفظَ الناس لعهد ومن / أضيع ما في راحتيه الذهبُ
يا من له بشر بشير لمن / يؤم مغناه بنجح الطَلَب
ما صفر عند امرىء معسر / يطمع في جدواك إلا رجب
ما نظرت عيني ولا شاهدت / في الخلق يا أزكى البرايا نسب
أحسن من وجهك راض ولا / آمن من عفوك عند الغضب
يا من نرجيه لدفع الأذى / عنا وندعوه لكشف الكُرَب
تأخير إنعامك لا فاتني / في ليلة الميلاد عني عجب
لأنني من يعتيريه إذا / أبصر أطباقك مثل الطرب
هذا ولا حاطِب ليل أنا / في العشر حتى لا يجىء الحطب
فدم على مر الليالي فقد / قضيت من حق الندى ما وجب
واسعد بمليت من نعمة / وأبعث بسعد عاجلا عن كثب
وإن تأخرت لعذر فقد / أعرب عن شكري مجدُ العرب
غادرني صبّا حليف الوصب
غادرني صبّا حليف الوصب / نصيبي الهمّ وطول النصب
غض الصبا معتدل قده / كالحصن هزته صبا فاضطرب
كأنما في فيه غب الكرى / خمر لها در الثنايا حبب
لم أنسه إذ زارني سالبا / لبي وعقد الأفق لم يستلب
والليل لم يطو بنود الدجى / والفجر ما لشر بيض العذب
بدر إذا قابلني سافرا / حسبته بالجلنار انتقب
يمزج لي بالصفو من ريقه / عذبا وبابن المزن بنت العنب
في روضة راض ثراها الحيا / فأضحك الزهر بها وانتحب
سلت على الفضة من مائها / أنامل البرق ظبي من ذهب
كأنما جدولها أرقم / أذعر في رملته فانسرب
فناظر النرجس ساه إلى / ثغر أقاح راق منه الشنب
والمورق المخضر قد هزه / إذ غنت الورق عليه طر ب
والورد يحكي نشره ضائعا / نشر أبي الفضل المضاع النشب
الصاحب الساحب ذيل العلى / والواهب الخرق الكريم الحسب
فارس بيض الهند مذروبة / والخيل قبّا والقنا واليلب
اعلب مشحوذ غرارا النهى / والعزم ما غالب الا غلب
رواؤه يكسف شمس الضحى / ورأيه يكشف داجي الكرب
طامي بحار الجود هامي الندى / عالي منار المجد زاكي الحسب
مبيض وجه الرفد يوم الرضا / محمر متن السيف يوم الغضب
قد فاز من سالمه بالمنى / وباء من حاربه بالحر ب
تلقاه قيس الرأي إما عرا / خطب وقص القول إما خطب
إن فضل الأجواد طرا فلا / مرية إن يفضل نبع غرب
محتقب للشكر لا للهمى / والشكر من أنفس ما يحتقب
مؤيد الإسلام يا منعما / سمت معالي مجده والرتب
يا من نرى أخلاقه حلوة / كأنها مخلوقة من ضرب
لله بشراك قبل الندى / يبشر الوفد بنجح الطلب
وعزمة كالنار وقادة / لو رمي الماء بها لالتهب
أصبحت كالليث حمى غيله / بأسا وكالغيث همى وانسكب
ما بعد الرزق على مقتر / ناداك إلا ودنا واقترب
يا راكبا شبت غداة السرى / برحله ذعلبة كالشّبب
يحاول الري لدى معشر / ورد الندى بينهم قد نضب
خذ جانبا عنهم ومل بالمنى / إلى جناب قط لم يجتنب
جناب مجد الدين خدن العلى / وقاتل المحل ومحبي الأدب
فما السحاب الجون مس الثرى / هيد به معتنقا وانسحبِ
فبرقه مبتسم ضاحك / ورعده وتجز في صخبِ
يوما بأندى منك للمجتدي / صوب بنان سيله في صبب
فلا نبا حد لرأي ترى / ولا تمشت في حماك النوب
بشرك عن نيل المنى معرب
بشرك عن نيل المنى معرب / وأنت في بذل الندى مغربُ
يا قمرا راحته مزنة / وخلقه حمى معشبُ
أنت الحيي الأريحي الذي / بحر يديه العدّ لا ينضبُ
أنت المطاع الماجد المجتبي / أنت الشجاع البطل المحربُ
أنت الهمام اليقظ المجتدي / والمستماح الحوّل القلّب
أنت الذي أفعاله أنجم / في أفق العلياء ما تغربُ
أنت ربيع ربعه دائما / للوفد مجاج الثرى مخصبُ
أنت الذي يحلو لسؤاله / سماح كنيه ويستعذبُ
أنت الذي يسهل منك الذي / قد كان من غيرك يستصعبُ
أنت الذي ترغب في حمدنا / أضعاف ما في جوده نرغبُ
أنت إذا اسود الدجى راهب / وأنت ما أبيض الضحى مرهبُ
أنت شهاب ثاقب نوره / في ظلمة الخطب فمن مصعبُ
ما أنت بالجهم المحيّا ولا / غيم جهام برقة خلبُ
يا مزنة الجود الذيب سيفه / على العدا صاعقة تلهبُ
كم أسد أرداه في مأزق / بطعنة من رمحك الثعلبُ
هذا وكم من مقنب رعته / بحملة فانهزم المقنبُ
يا خير من تجري به في الوغى / جرد كسيدان الغنا شربُ
يا من يناديه يشام الندى / ويا من الخائف والمذنبُ
بضائع الشعر وإجلابه / يوما إلى غيرك لا تجلبُ
فيا أبا الفضل البعيد المدى / أنت لطلاب الندى مطلبُ
تاهت بك الدولة يا شمسها / فدمت ما لاح دجى كوكبُ
كم أسلفتني منة منة / عذراء بكرا يدك الثيّبُ
كأنما عصرك من حسنه / لا ذهبت أيامه مذهبُ
عشت الذي عاش شعيب فمن / رام مدى أحرزته أشعبُ
ودمت في عزوفي منعةٍ / ما تطلع الشمس وما تغربُ
له يد يابسة في الندى
له يد يابسة في الندى / ومقلة لا نظرت رطبَه
لا يأكل اللقمة مع عرسه / في الدار حتى تدخل القبّه
يقول إني هاشميّ وهل / يصدق من ليست له نسبَه
وما له إن رمت تعريفه / أب ولا أم سوى الرحبَه
علمت في هجوي له أنه / إلى النبي المصطفى قربَه
ما لفتى الصاحب لا الصاحب
ما لفتى الصاحب لا الصاحب / يشقصه وتظهر العجائبُ
بلحيةٍ يضرط منها الشارب / ونكهةِ بنتنِها يعاقِبُ