ألقى الدجى الستر فقم طائفا
ألقى الدجى الستر فقم طائفا / طواف سر في ضمير الدجى
مفتقداً في السير شطر الهدى / من خطتي مصر وشطر الهوى
لا شيء في تعليم قومٍ وفي / تقويمهم أبلغ مما ترى
مدينة أن تمس لم تحتجب / إلا بمقدار أترجو العلى
لو رقدت أوشكت أعداؤها / أن يبصروا أحلامها والرؤى
هذه ملاهيها وزيناتها / يعشى بها ناظرها إن رنا
أنوارها شبه جراح جرت / منها دماء المجد فوق الثرى
وهؤلاء الشيب والمرد من / أسواقها في شرها ملتقى
مواكب إن تمشي رقاصة / فهي جنازات مشت بالنهى
تخللتها من خليعاتها / صواحب شقت جيوب الحيا
تمر ترجيعات إنشادها / في مهجة العفة مر القنا
كادت صروف الجهل تودي بها / لولا أطباء كبارٌ الحجى
لولا أولو علم وفضل نجوا / بها نجاة من ينوب الردى
تجنبوا الخبث وشادوا لهم / مستعصمات في قصى الذرى
أي رائد الظلماء جاوز إلى / تلك المغاني من حصون الهدى
وطالع السهاد فيها لما / يحيى به القوم ويرقى الحمى
وقل لهم فخراً ومجداً لكم / يا خيرة الإبدال بين الملا
مهما تعاونوا فليكن حسبكم / إن المفدى سيد المفتدى
لكنه أقفر في حيكم / بيت لإنسان حكيم مضى
أقفر من ساهره مثلما / يخلو من الضوء منارٌ خبا
قضى حنين وانقضى جهده / في سبيل الخير فيا للأسى
عاش عليماً عاملاً نافعاً / حتى طواه حينه فانطوى
فلينعه الليل بصوت النقى / وليبكه الصبح بدمع الندى