طال انتظاري ومضى موعدي
طال انتظاري ومضى موعدي / وأنتِ مثلي ترقبينَ المساءْ
كم لكِ عندي في الهوى من يدِ / يا زَهرَاتي أنتِ رمزُ الوفاءْ
يا زهراتي ويكِ لا تسأمي / لا يَرُعكِ الزّمنُ الدائرُ
لا تُطرِقي وابتهجي وابسِمي / عمّا قليل يُقبِلُ الزائرُ
عما قليلٍ سوف تلقينه / أجمل ما تصبو إليه العيونْ
يَطرُقُ بابي مُعلناً إنهُ / كلُّ اصطبار في هواه يهونْ
أقول هل أبطأ في خطوهِ / أم هل ترى أخطأ ميعادَهُ
أم ضلّلته وهو في لهوهِ / أرجاءُ حيٍّ قبلُ ما ارتادَهُ
تعلّلي مثلي وقولي لعلْ / أم أنتِ لا تدرينَ سِرَّ الغرام
ما أنتِ إلَّا بسماتُ الأملْ / إن خيَّم الصمتُ وساد الظلام
كم أخواتٍ لكِ شاطرنني / فجرَ لقاءٍ رائعِ المطلعِ
وكم مساءٍ فيه سامرْنني / وبتن فيهِ ساهراتٍ معي
يا حسنها فيهنّ من زهرةٍ / ظنَّت جفوني بالكرى مثقلاتْ
مسَّتْ جبيني وهي في حيرةٍ / كأنما توقظني من سُباتْ
ساهرةً تخفقُ أوراقُها / على فمي آناً وآنا يدي
كأنَّ أشواقيَ أشواقُها / أو أنها صاحبةُ الموعدِ
خلا بنا يا زهَراتي المكانْ / وزايلَ الشرفةَ ضوءُ القمرْ
اليلةٌ ما مرَّ أم ليلتانْ / إبقَيْ معي حتى يلوح السَحَرْ
سألتكِ الحبَّ وعهدَ الوفاءْ / يا زهراتي لا تملِّي البقاءْ
ما زال عندي أملٌ في اللقاءْ / وإن مضى اليومُ وحلَّ المساءْ
خلفَ زجاجِ الباب طيفٌ سرى / يدنو إلى بابي من السُّلَّمِ
خفَّ له قلبي وما صوَّرا / غير ذراعيْ شبحٍ مُبهَمِ
أظلُّ أرنو نحوه مُرهِفاً / سمعي وما يكذبني ناظري
يا حسرتا ما لاح حتى اختفى / وزالَ مثل الحُلُمِ العابرِ
وكم خُطىً أحْسَسْتُها في دمي / أقولُ قد جاءَ وهذي خطاه
أُصْغي وأُحْصي دَرَجَ السلّمِ / لكنَّهُ يمضي وينأى صداهْ
يا زهراتي كم حديثٍ لنا / عن موعد في ليلة أو نهارْ
يعجبُ منا كلُّ ما حولنا / أما سئِمنا بعد طولِ انتظارْ
ناشدْتُكِ الحبَّ فإنْ تؤثري / جدّدتِ أسماركِ في مخدعي
فانسَيْ مواعيدَ الهوى واذكري / أيَّ فتىً في الحبِّ لم يُخْدَعِ