أفرقَ حتى ما به داءُ
أفرقَ حتى ما به داءُ / وأدركَ العذالُ ما شاؤا
وعالجَته من هوىً عزمةٌ / إنَّ العزيماتِ أطباءُ
والأغيدُ الأهيفُ أعضاؤه / في أنفس العشاق أهواءُ
تألفت منه وسقمٌ على / العلَّة أجفانٌ وأحشاءُ
وكادَ أن يقطرَ من بينهم / من وَجنَتيه الخمرُ والماءُ
ولم يبن في وجهه ثغره / إذ كان كل فيه لألاءُ
فطالَ مَهوى القرط في جيدِه / كما تراءَت لكَ أدماءُ
لكنّه صدّ فلم تتفق / في الحسن أفعالٌ وأسماءُ
وليلةٍ بيَّضها أنها / في عين من يرقب سوداءُ
وكل ما لم يرَنا هرَّه / تحسُّسٌ فيها وإصغاءُ
يخبطُ في عَشواءَ من حَولنا / وكم عسى تخبطُ عشواءُ
قلت لنَدماني اسقني واحيها / فما صروفُ الدهرِ أحياءُ
قضَت من الحَسرة في وقت ما / قضى عليها زكريَّاءُ
شيخ العلى أيام أشياخها / والناس إذ ذلك أكفاءُ
فما تَرى والقوم لما مَضوا / ما استخلفوا فيها ولا جاؤا
فالمجدُ والجود له والنُّهى / والفضل والمعروف أبناءُ
وكيف لا يعلو العلى من له / فيها على الأيام بناءُ
وللأيادي من نداهُ يدٌ / عامرةٌ بالجودِ غناءُ
عارفةٌ بالجودِ معروفةٌ / وغارةٌ في العُدم شَعواءُ
وهمَّة لما علت أشرقت / كأنها الزهرة زهراءُ
تستخرجُ الأَضغان ألفاظُه / كأنها فيهنّ حواءُ
وساحةُ العافينَ من داره / ممطورةٌ بالجودِ خضراءُ
إذا الملماتُ تعاوَرنَه / وهنَّ للأفهامِ أعداءُ
كفاهُ بالدّربة من حل ما / أشكل تلويحٌ وإيماءُ
لا شيء في الأمر وفيه إذا / شطّت عراه بكَ أشياءُ