المجموع : 141
أُهنِّئ الفطر بوجهِ الإمامِ
أُهنِّئ الفطر بوجهِ الإمامِ / أليس قد عاينَ بدرَ الأنامِ
أليس قد شاهَدَ مَن قُرْبُهُ / مِن نِعمِ اللَّهِ العظامِ الجسامِ
أمتعهُ اللَّهُ بأعياده / في غِبطةٍ دائمةٍ ألفَ عامِ
وسره اللَّه بمولاته / وانصرمت أشهرُها عن غلامِ
يا ليت شعري حين فارقتكم
يا ليت شعري حين فارقتكم / هل أخذ البصري في حَطْمي
أم هلْ حماهُ غيبتي سيدٌ / يحْمي إذا ما قلَّ من يَحْمي
قُولا له إن كان لا ينتهي / عن أكل لحمي طالباً عظمي
مائدةُ السيد مشحونةٌ / تُغنيك باللُّحمان عن لحمي
فإن أبيتَ السلم فاعزم بنا / فإن حربي في قفا سِلمي
أضربُ من يضربُني سادراً / وتارةً أرمي الذي يرمي
فلْيخْشَ مني من دنا مُنْصُلي / وليخش مني من نأى سهمي
ولستُ بالظالم إخوانَه / لكنني أمنع من ظُلمي
سيفي لساني والهدى قائدي / والحقُّ محتجٌّ على خَصمي
أعذر من أنذر فليحتنِكْ / غِرٌّ وعزمي بعدها عزمي
فلا يشِم عِرضي على غرَّة / من لا ينافي وشْمُهُ وشمي
وسَوْسِيَ الحلمَ ويا ربَّما / أصبح يحكي كَلْمُهُ كَلمي
قد جعل الله الذي سبَّني / شيخاً يتمياً وأبى يتمي
فامسح بكفِّ الرُّحم يا فوخه / وادعُ بأن يُدركه رُحْمِي
فرُب ذي حَيْنٍ غدا حينُهُ / مستملحاً في جلده رقمي
أشْعرتُه من قَذعي مُرْمضاً / صار به الحائنُ طِلَّسْمِي
أضحى لمن أبصرهُ آيةً / تبصِّرُ الآية أو تُعمي
وناثرٍ أعجبه نثْرُهُ / أذهلهُ عن نثره نَظْمِي
وسار محمولاً على مَنْطِقِي / يجري عليه صاغراً حُكمي
نقيصةٌ في الشعر من ذكره / أقبحُ في شِعْريَ من خرمِ
يا ويحَ حسَّادي ويا ويلهُم / من ذا أراهم قسْمَهُمْ قَسْمي
ثعالبٌ أطمعها حَتْفُها / في قَسْورٍ لَحْظَتُه تُصْمي
أحلف بالله وآلائه / ما فهم الزاري على فهمي
أَعْيُنُ أعدائي على غيبهم / طلائعي تُوحي إلى وهمي
فكيف لا أعرف أضغانهم / مع الأقاويل التي تَنْمِي
فريسةُ الليثِ له وحدَهُ / فلْيَبْأسِ الجاهلُ من غَشْمِي
ورُبَّما كَفْكَفَ من غايتَيْ / بطشِ لساني ويدِي علمي
إنّي بنانِي مَنْ بنى يَذْبُلاً / فليس تسطيعُ يدٌ هَدْمِي
وإنني ما زلتُ مُسْتَحْسِناً / مَغْفِرتي مُسْتقبِحاً نَقْمي
والحزمُ في نَقْمي ولكنني / أُوثرُ إحساني على حزمي
فلْيقُلِ البصْريُّ ما يَشْتهي / سوّغْتُه المعسولَ من طَعمي
سوّغْتُه القولَ ولو أنه / يُعرِّقُ الجبهةَ أو يُدْمي
ولا يَخَلْها جاهلٌ نُهْزَةً / فلا يُمْهِلُ داءه حَسمي
قد يَفْرقُ المجنون من كَيَّتي / ويصعقُ العِفريت من رجمي
ولو نجا أقْسمَ لا يأتلي / أنْ ما رأى أثقبَ من نَجْمي
لولا قضاءُ الله في مَعْشرٍ / ما طمع الطامِعُ في هَضْمي
طُفتُ بأكنافك لا هاجماً / وداءُ عمروٍ أمّنهُ هَجْمي
وليس شأْني الجهلَ لكنني / قد يَقْدَحُ الإحراجُ في حِلْمي
واعلم إذا استخفَفْت بي أنه / قد تَحْقِر الشيءَ وقد ينمي
نحن ميامينُ على أنّنا
نحن ميامينُ على أنّنا / على أعاديكَ مشائيمُ
لمّا دخلنا دخلتْ نِعمةٌ / كان لها حولكَ تَحْويمُ
ولم يُفَخِّمْكَ الذي نِلْتَهُ / بل للعطايا بك تَفخيمُ
قلّ لك المُلْكُ لو أنهُ / مَجْموعةٌ فيه الأقاليمُ
نِعْمَ المفاتيحُ وقد قُدِّرتْ / مِثلَ المفاتيحِ الخواتيمُ
واللَّهُ يُبقيك لنا سالماً / بُرْداكَ تبجيلٌ وتعظيمُ
يا ضدَّ عيسى جاء من لا أبٍ
يا ضدَّ عيسى جاء من لا أبٍ / وجئْتَنا أنت مِنَ العالمِ
ينزلُ فيه كُلُّ ذي غُربةٍ / كأنَّهُ خانُ بني عاصم
يا ابن حُرَيْثٍ هذهِ حِيلةٌ
يا ابن حُرَيْثٍ هذهِ حِيلةٌ / يحتالها بعضُ المجانينِ
إذا رأى الصبيانَ يَرْمونه / دارَاهُمُ بالرِّفْقِ واللِّين
كأَنَّه ليس يُبَاليهمُ / وعنده ما ليس بالدُّون
أُمِّي إذاً أمُّك إن لم تكن / مني على مثلِ الطَّياجين
فلا تخادِعْني فلستَ الذي / يخدعُ إخوانَ الشياطين
رجْرجةٌ من ماءِ لَيْلِ تِشرين
رجْرجةٌ من ماءِ لَيْلِ تِشرين / كروْنَقِ السَّيفِ اليمان المسنون
باتَ على طودٍ نيافِ العرنين / تَنفَحُها الرِّيح برشٍّ مَمْنونِ
في شطرِ كوز صُنْعِ طَبٍّ أُفنون / أخضرَ في خُضْرةِ جِرْو اليقطين
أَلسْتَ يا محرُومَها بمغبون /
أكَّدتِ الحسنَ بإحسانها
أكَّدتِ الحسنَ بإحسانها / في مهنةٍ ما مثلُها مهنَهْ
فليجتهدْ من شاء في عيبها / فما يساوي قوله تِبنَهْ
يا ناقماً سوءَ مُجازاتها / أصبحتَ عندي نائم الفِطنهْ
لو قصدَ العاشقُ في عشقه / قصدَ جزاء ما بكى دِمنهْ
أو كان لا يعشق إلا التي / تهواه ما كان الهوى محنهْ
فبادرِ الغصان تَسْتحيهِ
فبادرِ الغصان تَسْتحيهِ / إنك إن أغفلتَه حانا
تاللَّه أنْسَى ما ذكرتُ الصِّبى
تاللَّه أنْسَى ما ذكرتُ الصِّبى / بل ما ذكرتُ اللَّه لهفانا
يوم التقينا فتجهَّمتني / تجهُّم المديونِ دَيَّانا
وكيف أنسى ذاك مستيقظاً / ولست أنسى ذاك وسنانا
طلعتُ من بُعد فأوهمتني / أنك قد عاينت شيطانا
لاقيتَني ساعة لاقيتني / أثقلَ خلق اللَّه أجفانا
كأنما كنتَ تضمَّنت لي / رد شبابي كالذي كانا
أو طمَّ بحر الصين في طرفةٍ / أو كَسْحَ أَرونْدَ وثهلانا
أو كل ما لم يستطع فعله / عيسى ولا موسى بن عمرانا
يا حَسَنَ الوجه لقد شِنْتَهُ / فاضمم إلى حُسْنِك إحسانا
أنت مَلُول حائلٌ عَهْدُه / تصبغُك الساعات ألوانا
تَصْرمُ ذا الوصل وتُضْحِى إلى / من يجتوي وصلَك ظمآنا
حتى إذا واصلَ صارمْتَه / أو سُمْتَه صدّاً وهجرانا
وتستلينُ الدَّهْر ذا خُشنةٍ / فظّاً وتستخشن من لانا
وتعقِدُ الوعدَ فإنجازُه / خُلفٌ إذا إنجازهُ آنا
حتى إذا أنجزتَهُ مرة / مَنَنْتَهُ سراً وإعلانا
وما أحبُّ الواعدي مُخلفاً / كَلّا ولا الممتنَّ مَنّانا
حذَّرتني الناسَ فقد أصبحتْ / نفسيَ لا تألف إنسانا
أهنتني جداً فأعززتني / رُبَّ امرىءٍ عَزَّ بأن هانا
أصفاكَ شكرَ القلب عن نيةٍ
أصفاكَ شكرَ القلب عن نيةٍ / وبعدَ شكرِ القلب شكر اللسان
ولست أشكوك ولكنما / يشكوك مني موضع الطيلسان
فأنجِز الوعد بثوب له / من الجياد المرتضاة الحسان
وفي القوافي ثمنٌ مربح / فلا تُقصِّر ذَرْعه من ثمان
ولا تكدِّره بتأخيره / حاشاك من مَطل الجواد الجبان
يُكنى أبا حفصٍ له زوجةٌ
يُكنى أبا حفصٍ له زوجةٌ / جارُ استها أيسرُ ما عونه
لا يمنع المسكينَ من نيكها / يا ليتني بعضُ مساكينه
جودٌ دِيانيٌّ له فضلةٌ / يأمن خُسران موازينه
انظرْ إذا شئت إلى قرنه / وانظر إلى قائم سكينه
تجدْهما من جوهر واحدٍ / كجودِهِ المشتق من دينه
وقائل لستَ بذي فهَّةٍ / ولا ضعيفِ الرأي مأفونه
فلِمْ أَذلتَ الشعر في مثله / فقلتُ والعذرُ بتبيينه
قد جُنَّ جُلُّ الناسِ في دهرنا / فعُدَّني بعضَ مجانينه
إن أكُ قد أكسبْتُه سمعةً / وزانه شعري بتزيينه
فطالما ملَّكني رأسه / تسبحُ كفي في ميادينه
شيخ لنا في مستوى رأسِهِ / بستان صدق من بساتينه
إذا البساتين انقضى حمْلُها / أطعمَ في كلِّ أحايينِهِ
فخرا أبا حفص بما نلته / من زين شعري تحاسينه
قد يعظُم الشيء بتعظيمه / وربما هان بتهوينه
أصبح شعري بعد ضنّي به / يَرْفلُ في ألوانِ موضونه
عمن يُصانُ الشعر من بعدما / صار لك اسمٌ في دواوينه
فيشهد اللَّهُ لقد أصبحتْ
فيشهد اللَّهُ لقد أصبحتْ / إلى أيور الخلقِ مسكينَهْ
لأن جرذانَ أبي غانم / في اللوحِ مشكولٌ بتسكينه
أعيا عليها بعدما حاولت / تحريكه بالعطر والزينه
إن كان عنيناً به آفةٌ / فإنها ليست بعنِّينه
بل شهوة الجرذان من سُوسها / مُركَّبٌ ذلك في الطينه
هذا أبو حسانَ سيفُ الردى
هذا أبو حسانَ سيفُ الردى / كَلِّمْه إن كنت من الصادقين
والله لو راجعْته لفظةً / ما رِمْت أو يقطع منك الوتين
أبدَلْتَني بُعداً بقربِ الذي
أبدَلْتَني بُعداً بقربِ الذي / قد كان من حُزنيَ سُلوانا
وكان لي أُنساً لدَى وَحْشتي / وكان لي رَوْحاً وريحانا
يا بدرُ ما أسرعَ ما رابني / في وصلِكَ الدهرُ وما خانا
غِبت فغاب النوم عن ناظري / وسامني طيفُك هِجرانا
كانت بك الدنيا لنا جَنةً / فنغَّصتْ لذّةَ دُنيانا
أضحى أبو الصقر وأفعالُه
أضحى أبو الصقر وأفعالُه / كأنما تنتجُ مِن وجهِهِ
عارضَ بالإحسانِ حُسناً له / لا يبلغ الوصفُ مدَى كُنهِهِ
ليسَ له عيبٌ سِوى أنَّه / لا تقعُ العينُ على شِبْهه
يا وارداً حوضاً سوى حَوْضِهِ / عَدّ عن الغِبِّ إلى رِفْهِه
تلقَ فتىً تَرضى العُلا فِعْله / في عَقْب ما يأتي وفي بَدْهه
تَسْتَضْحِكُ الآمالُ عن بِشْره / وتَذْعَرُ الأحداث عن نَجْهِه
لم تُلْهِهِ عن سُؤددٍ لذةٌ / متى تُغازِلُ غيرَه تُلْهِهِ
يَقْصُرُ ما يُعطيكَ في حُلْمه / عن بعضِ ما يُعطيك في نُبْهِهِ
يَجْبَهُ بالآلاف سُؤَّالَه / يا حبذا ذلكَ من جَبْهِهِ
أكثرُ شكوى ضيفِهِ أَنَّه / يُغَبُّ بالبِرِّ على كُرْهِهِ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ / لا شكَّ في ذلك ولا شُبْهَهْ
يا جاعلَ الليل لها طُرَّةً / وجاعلَ الصُّبح لها جَبْهَهْ
وجاعلَ الدُّر لها مَضْحكاً / وجاعلَ المسكِ لها نكْهَهْ
دعْ حبها يحكُم في مُهْجتي / وأْمُرْهُ بالجَوْر ولا تَنْهَهْ
لو أَنَّ لي أختاً فأنكَحْتُها
لو أَنَّ لي أختاً فأنكَحْتُها / بني قضاة الأرضِ ما تهْتُ
لأنني إن تُهْتُ في جيرتي / بنائِكٍ أخْتيَ سُفِّهْتُ
يا مَنْ تحدَّاني بتقصيره / شُبِّهْتُ في عينيك شُبِّهْتُ
لَهْفي على شُكْرِيك فيما مضَى / طَوْعاً كأني كنتُ أُكْرهتُ
لو كنتُ نُبهتُ لمَا قُلْتُه / لكنني ما كنت نُبِّهتُ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ / أسماؤه الشنعُ معانيهِ
لم يخل من أير ومن عَيْبةٍ / مُذْ شُقَّ فوهُ لمُناغيهِ
فَحَيَّةٌ تدخُل في دُبرهِ / وحيَّةٌ تخرجُ من فيهِ
كذلك الحيّاتُ فيما يُرى / تأتي من الجحرِ وتأتيه
وليس ما يأْتي بهِ مُنْكَراً / ولا يقولُ الإفكَ هاجيه
لنا صديقٌ يدّعي مُنَّةً
لنا صديقٌ يدّعي مُنَّةً / من فضلِ ما أودع فيه المَنِيّ
لا يحقِرُ الفَيْشَاتِ ممن أتتَ / من رجَلٍ ذي كرم أو صَبيّ
مثلَ طريقٍ شُرِعَتْ للورى / يجتازُ ذو الفضلِ بها والدَّنيّ
ما خِلتُ أن اللَّه سبحانه / يجمع ما فيهِ وبُغضَ النَّبيّ
ينتحِلُ الدهرَ فيا ليته / لم يكُ ذا فيهِ وكان الغَبيّ
يا ثلج ماءٍ مالح آسنٍ
يا ثلج ماءٍ مالح آسنٍ / فاض من الحمَّام في الجيَّهْ
فليس بالمشروبِ من خُبْثِهِ / ولا مُعَدٌّ لرصاصِيَّهْ
إذا أجابتْ شنطفٌ طَبْلَها / ناحَ عليه نوحَ مَعْنيَّهْ
من نَغْمةٍ تَضْرط في حلقِها / ونكهةٍ تفسُو كُرُنْبيَّهْ
طيزٌ رحيبٌ وفمٌ مثلُه / مُسْتَرقٌ من وجهِ جَريهْ