المجموع : 141
أبو عليِّ ابنُ أبي قرَّهْ
أبو عليِّ ابنُ أبي قرَّهْ / أبو عييّ ابنُ أبي عُرَّهْ
نُبِّئت عن شيخته أنها / تفعل ما لاتفعل الحرّهْ
تلك التي صادفها بعلها / عذراءَ لا شك من السُّرَّهْ
شيخ له في حرِها ضرّةٌ / ومالها في أيره ضرَّهْ
لم يشهد الفتحَ ولا سيَّلتْ / طعنتُهُ من دمها قطرهْ
طهَّرني الله كتطهيره / ليلة زُفّت من دم العُذرهْ
ذاك دم لم يره ربهُ / أثّر في ثوب أبي قرّهْ
وابنهما النَّغل يرى أنه / في الظَّرف والعلم فتى البصرهْ
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ
إني سألتُ ابن أبي طاهرٍ / لِمْ تنبح البدرَ إذا ما بَهَرْ
فقال لي أحسدُهُ حُسنَهُ / وأنه عالٍ يفوق البشر
قلتُ فإن الشمسَ قد أُوتيتْ / هذا وما تنبح غيرَ القمر
فقال يُعشي بصري ضوؤها / وليس ضوءُ البدر يُعشي البصر
ليس على الضارِط تعييرُ
ليس على الضارِط تعييرُ / ولا على الضاحِكِ تغييرُ
كِلاهُما أجراهُ مِقدارهُ / كرهاً وهل تُعصَى المقادير
كم ضرطةٍ تتبعُها ضحكةٌ / وما على الثِّنْتين تنكير
كلاهما إن قيستا فلتةٌ / حانتْ وللَّهِ تدابير
إن أنتَ صادفت أخا لحيةٍ
إن أنتَ صادفت أخا لحيةٍ / قد جلّلتْ من كِبَرٍ صدرَهْ
فاقبض بيُسراك على أصلها / وضع على حلقومه الشَّفرَه
فإن خشيت اللّه في قتله / وخفت منه سطوة مرَّه
فثِب إلى عُثنونه ناتفاً / فأْتِ عليه شعرة شعرَه
قل للإمام المهتدي كاسمه
قل للإمام المهتدي كاسمه / وللشبيه السر بالجهر
أنصفت بعض الناس من بعضهم / فأنصف الناسَ من الدهر
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ
ألا اسلمي يا دارُ من دارِ / تهيج أطرابي وأذكاري
وقد أُراها فأقول اسلمي / لجمع آرابي وأوطاري
حيَّتك عنا شمْأَلٌ سهْوةٌ / تسري إذا ما عرَّس الساري
تنسمتْ تسحب أذيالها / خلال جنات وأنهار
كأنما نُشْرةُ أنفاسها / تصدر عن حانوت عطار
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ
قد طلع البدر مع الزُّهرهْ / في دولة مونقةِ الزّهرهْ
فأمست الدنيا لها بهجةٌ / وأصبح الملك له نضرهْ
وأضحت الحرة مقرونةً / بالحر في دولته الحرهْ
أعني أبا النجم فتى أحمدٍ / إمام أهل البدو والحضرهْ
سيدة زُفت إلى سيدٍ / بدلنا اليسرَ من العسرهْ
ألِّف بالتوفيق شملاهما / في نعمةٍ تمت وفي حبرهْ
فأسندتْ ظهراً إلى شاهقٍ / وضم كفيه على دُرَّهْ
لا أعقبا من فرحةٍ تَرْحة / كلّا ولا من حَبرة عبرهْ
ولا أرانا اللَّه يوميهما / لكن أرانا منهما الكثرهْ
عمَّره اللَّه وأبقى لهُ / رُكنيه من عز ومن قدرهْ
وسَرَّ مولانا بمولاتهِ / وزاد حسادهما حسره
لحيته في وجهه بظرُ
لحيته في وجهه بظرُ / وأنفه في وجهه قبرُ
وعقدُهُ الدهرَ فيا ويلهُ / أوجهُهُ المقبوح والدهر
يا نغلَ ماهانَ ألا نُهيةً / تنهاك أن يأكلك الببر
مارستَ قِرناً باسلاً لو غدا / قِرناً له الصبر بكى الصّبر
يا أيها الجائر في سيرِهِ
يا أيها الجائر في سيرِهِ / قصْداً فقصدُ السير من خيرِهِ
لعمرُ من عَرّض لي عِرْضهُ / ما زَجر الميمونُ من طيرِهِ
بنتُك يا خالد فيما يُرى / هي ابنة الشوكي لا غيرِهِ
فإن يكن بينكما شركة / فإنها لا شك من أيرِهِ
أقول إذ قابلني وجهُهُ
أقول إذ قابلني وجهُهُ / لا سُقي الغيثُ صدى غدْرِ
فما أُراها أوسقت رِحْمَها / أوشاجه وهْي على طُهرِ
وجهك يا جعفر في قبحه / أولى من العورة بالسترِ
كأنما تأوي إليه الدجى / إذا هي انفضّت عن الفجرِ
محلولكٌ أحسب ديباجَه / أسففتَه من حُمَم القِدرِ
كذبتُ بل وجهك في نوره / واقْلِبْ نظيرُ القمر البدرِ
إخال ما أُوتيتَ من حسنه / سألتَه في ليلة القدْرِ
مَفْزَع إبليسَ إليه إذا / رام فتون العاتِق البِكر
كم حُرّةٍ قد رام إصباءَها / فما ارعوتْ منه إلى فكر
لو لم يُغلْغِلهُ إلى قلبها / لرامه من مطلبٍ وعْر
أصبحتَ ملهىً لي ومستهزَأً / ومرتع العارم من شعري
أبشرْ بأجرين تُوفَّاهما / غداً من اللَّه لدى الحشر
أجر على شكرِك ربّ الورى / وأنت معذور على الكفر
لأنه أولاك جلّ اسمه / ما لا يجازَى عنه بالشكر
وشاهَ تصويرَك لم يدّخر / عنك من التشويه من ذُخر
وأجرك الثاني على خُلّة / صاحبُها المحقوق بالأجر
تترك ذا الغفلة عن ربه / وربُّه منه على ذُكْر
يكرر التسبيح من هول ما / عاين من وجهك ذا عذر
فاركبْ سبيل الغي ثم اقترف / ما شئت من إثم ومن وزر
وأْمَنْ عقاب الله لا تخشَهُ / ولا تكن منه على ذعر
فالخزي قد أُسلفتَهُ عاجلاً / فأتِ الذي تهوى من الأمرِ
وفي أبي الفضل على دائه / بلية في مصدر الجَعْر
ليس لها شافٍ لدى هَيْجها / غيرُ دموعِ الكَمر العُجْر
من كل فطحاءَ علتْ مُدمَجاً / يُربي على القبضة والشبرِ
ولو ترى الرِّجس على أربع / أمام فحلٍ مُوثَق الأسر
تخلّلُ الفيشةُ هُلْباً له / قد عمَّ منه شَرَج الدُّبر
تَنوس منه وذَحاتُ استِه / كأنها أفئدة الجُزر
وهْو لما يلتذُّ من نيكه / أنفاسُهُ تَصْعَد في الصدر
أقسمت بالمقسمِ في وحيهِ / وآيِهِ بالشفع والوتر
لأتركن المِسْخ أحدوثةً / سائرة تبقى يد الدهرِ
يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزنا
يا رُبّ شوهاءَ لجوجِ الزنا / تصطاد بالرفق رجالَ الفُجورْ
وكيف يغشاها بنو آدم / والجنُّ من تشويهها في نفورْ
قالت أيادي اللَّه مبسوطةٌ / ولي معاش في زكاة الأيورْ
للَّه جيلٌ كلُّهم صالحٌ / يزدرع البر ولو في الصخورْ
ضمّنت سِكْري وحريقي الألى / هُم للحريق الدهر أو للسكورْ
للكحل والغُمرة في وجهها / والجُلَّجوناتِ شهادات زورْ
أعضاؤها تدعو إلى قطعِها / كأنها مخلوقة من بُظورْ
قُلْ للثوابيِّ إذا جِئْتَهُ
قُلْ للثوابيِّ إذا جِئْتَهُ / يا ثُكلَ أسماعٍ وأبصارِ
إن تستتر مني فقد أكبرت / نفسك منّي أهلَ إكبار
وما يضيرُ العينَ ألا ترى / شبيهَ بُهْلولٍ وعمَّار
يا مُلقي الرُّدن على وجهه / لقد تَخَمَّرْتَ على عار
سترتَ وجهاً حق تشويهُهُ / ألّا يُرَى عادمَ أستار
نمَّتْ وقد غطيته لحيةٌ / كأنها رايةُ بيطار
حَسِبتُها من خُبِث أرواحِها / مخضوبةً بالزفت والقارِ
يالك من وجهٍ ومن لحيةٍ / ما أشبهَ الجارةَ بالجارِ
وجه عليه مسحة لم تزل / تَلْحظها عين بإنكار
يا ليت كفاً سترتْ قبحَهُ / مسمورة فيه بمسمار
أدعو عليها ولها نِعمة / ولست للنعمى بكفار
مخافةً إن فاتنا سترها / أن نتلقى سوء مقدار
نستمتع اللَهَ بإحسانها / فإنها ستر من النار
يا عُوذةَ الدارِ التي أُنعِمتْ / عليه بل يا بومة الدارِ
بل أنت أحسنت بإلقائها / على قَذاةٍ ذات إضرار
ولو تصدَّيتَ وواقفتني / كَحَّلت عينيَّ بُعوَّار
فاذهب إلى الجنة كيلا ترى / أنت وأهلُ الأرض في دار
قولَ امرئٍ لم ير ما جِئتَهُ / ضرّاً ولكن نفعَ ضَرّار
مضرّةَ البقةِ في غابةٍ / نالت أذى من أسدٍ ضاري
أستغفر اللَّه ولستَ الذي / يضرُّ إلا ضُرَّ هرّار
تغرق بالكيزان ناعورةٌ
تغرق بالكيزان ناعورةٌ / حنينُها كالبَرْبط الناعرِ
فتارة تحسبها قينةً / تردد اللحنَ على الزامر
كأنما كيزانُها أنجُمٌ / دائرةٌ في فلك دائر
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ / ما زلتُ أوفيه على بَخسِهِ
ولَّى وما أوليتُهُ سيئاً / أتبعه اللَه قفا أمسِه
بل أحسنَ اللَه مجازاتَه / على الذي استثمر من غَرسه
أخلقت نفسي بمصافاته / فصانني بالصَرم عن نفسه
يا قمر الموكب والمجلسِ
يا قمر الموكب والمجلسِ / أفْطِر على القهوةِ والنرجسِ
أما ترى مونقَ أنوارِه / كأنه الأنوارُ في الحِندس
سَقياً له إن ابتساماته / تحكي ابتساماتِكَ في المجلس
ونشره نشرك لكنّهُ / دونك في الأصل وفي المَغرِس
وحقُّهُ الشرب على وجههِ / مع السماع المعجبِ المنفِس
اشرب عليه إنه مؤنسٌ / وإنه في زمنٍ مؤنس
في زمن الغيث الذي لم يزل / يحكيك في الجود ولم أعكس
واسمع وأسمِعنا بما لم تزل / من شهرنا الظاعن في محبِس
جزاك عنا اللَه من سيد / مثوبةَ المُربح لا الموكِس
فأيُّ أموالكَ لم تعطنا / وأي أنوارِك لم تُقبس
أنتَ الذي قلتُ بآلائه / علماً ولم أظنن ولم أحدِس
زاولتُ تمجيدَك في ساعةٍ / فأيُ معنى فيك لم يهجس
لكنني قصرتُ مستيئساً / من نيل شأوٍ فائتٍ مُؤْيس
شأوَك إن الله أجراكَهُ / ومن يجاودْ ربه يُفْلس
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ / ولاح سعد وخبا نحسُ
وأقبلتْ نفس إلى مُنيةٍ / بِمثلها تغتبط النفسُ
سيدة تُهدَى إلى سيدٍ / لم يُمس في سُؤدده لَبْس
ذلك عرس الدهر من أجله / حَنّ غدٌ والتَفَت الأمس
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ
ما نكهتْ في مجلس شُنطفٌ / إلا خَشينا قتلَها نفسا
مقصوعة الخِلقة دَحداحة / تطرحها القِلّةُ في المَنْسا
نكهتُها تقتلُ جُلاسها / لقرب مَفساها في المحسَى
واسعةُ الثقبين بغَّاءةٌ / قد أقطعت بيعتَها القَسّا
خافت على عذرتها غيلةً / فاتخذت فقحتها ترسا
وإن تشاجتْ سمعت هاتفاً / يهتفُ من خلفٍ بها تعسا
تالله أدرِي عند إبذارها / أأبذرتْ أم أندرت جعسا
أندرْ لها ضِرساً إذا أبذرت / بل لا تدع في فمها ضرسا
أغضبني الشعر فعاقبتُهُ / بوجهها فاعتدَّهُ حبسا
سَهَّل عندي خلتي أنني
سَهَّل عندي خلتي أنني / طال على خسفكمُ مَحْبِسي
فالآن ما اسْتَجشأتُ من مَطْعَمِي / عندي وما استخشنت من مَلبسي
جُزيتُمُ عن طيب ما أغتذي / خيراً وعن نعمة ما أكتسي
أعجِبْ بأن رَوَيتُمُ غُلتي / ومن سوى منهلِكم أحْتسي
كم من أناس أملوا فضلكم / محْرسهم أضيق من محرسي
ومن أيادي فضلكم أنكم / لا تُعْدِموني من به أأْتسي
لا شيء إلا ذَمّكم وحدهُ / أصبح معموراً به مجلسي
قِستُ بما ألقاه من ظلمكم / فقري وما أخطأتُ في مِقْيسي
فكان مسُّ الفقرِ فيما أرى / أليَنَ إرغاماً على مَعْطسي
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ
ماذا يريدُ الناس من خالدٍ / وثقلُ قَرْنيه على رأسِهِ
قد وَلعُوا بالشيخ يؤذونهُ / عجَّله اللَهُ إلى رَمْسِهِ
أليسَ فيهم رجلٌ منصف / فينصف البائس من نفسِهِ
هل نَقموا منه سوى جوده / وطيب نفْس فيه عن عِرسِهِ
للَه ورّاقٌ مررنا به
للَه ورّاقٌ مررنا به / في صَفِّ أصحابِ القراطيسِ
من أصبرِ الناس على صفعه / كأنها وقعةُ فِطِّيسِ