المجموع : 46
ببابكِ العالي ذووا حاجةٍ
ببابكِ العالي ذووا حاجةٍ / لولا التقى قلتُ ادخلوا سجدا
فأْذُنْ لعل القومَ مثلَ الذي / قادتهُ تلكَ النارُ نحو الهدى
محمدٌ ما لكَ من خاذلِ
محمدٌ ما لكَ من خاذلِ / فالحقُ منصورٌ على الباطلِ
والناسُ إما غفلوا مرّةً / عنكَ فما ربّكَ بالغافلِ
العدلُ والعقلُ أليفا هوىً / وليسَ كلّ لناسِ بالعاقلِ
والسيفُ إن يصدأ بكفِّ الذي / يحملهُ فالأمرُ للصاقلِ
فرحمةُ اللهِ بهذا الورى / منزلةٌ في قولهِ الفاصلِ
والحقُّ إن لانَ ولكنهُ / يودي بذاكَ الباطلِ الباسلِ
كالموجِ مهما همَّ في وثبهِ / تراهُ ينحلُّ على الساحلِ
دارتْ عليها للهوى راحةٌ
دارتْ عليها للهوى راحةٌ / فبتُّ أسقاها وأسقيهِ
من مهجةٍ تنسابُ من مهجةٍ / آخذها فيَّ إلى فيهِ
والقلبُ من ذلّي ومن دلّهِ / كقومِ اسرائيلَ في التيهِ
يا طولَ سقم القلبِ إما غدا / يمرضهُ من كانَ يشفيهِ
لو تنصفون لقلتُ آه / ماتَ العليلُ فما دواهُ
ماكادَ يطوي جانبيهِ / على الأسى حتى طواهُ
ورأى الهوى ناراً فلم / يخفِ الهوى حتى كواهُ
شيءٌ يسمى بالغرا / مِ وليسَ يدري الناسُ ماهو
بينَ السعادةِ والشقا / ءِ فكلما عرفوا تاهوا
يا مقلتيَّ إذا بقي / في الجفنِ دمعٌ فاسكباهُ
وإذا احتمى بكما الكرى / بعدَ التفرقِ فاطرُداهُ
أخذَ الحبيبُ عليَّ عهداً / أنَّ أعذبَ في هواهُ
ومن العجائبِ أنني / راضٍ وأسألهُ رضاهُ
ألحاظهُ كالنحلِ تحمي / ما أجنَّتهُ الشفاهُ
فإذا رنا لم يبقَ قل / باً سالماً إلا رماهُ
وإذا مشى وقعتْ على / كبدي وأحشائي خطاهُ
يا ربِّ هل ابدعتهُ / إلا ليفتنَ من رآهُ
أطلعتهُ قمراً فكا / نَ سوادَ حظّي من دجاهُ
وخلقتهُ رشأً فكا / نَ مراحَ أضلاعي حماهُ
وبريتهُ غصناً فروّ / ى دمع أجفاني ثراهُ
بعضُ الهوى عذ / بٌ وسائرهُ العذابُ لمن بلاهُ
يا مُدْنيَ الجمرةَ من خدّهِ
يا مُدْنيَ الجمرةَ من خدّهِ / صيّرتَ قلبي بينَ نارينِ
فما عجيبٌ إن همتْ أدمعي / تجري بها عينايَ نهرينِ
يدمدم الحب على قلبه
يدمدم الحب على قلبه / كأنه في نفسه ينهدم
برجفة حاملها لم يزل / ممزقاً في القلب لا يلتئم
زلازل البركان لما دعت / أن سئمت بركانها المحتدم
أجابها اللَه الطفي وارجفي / من شفتي محبوبة تبتسم
كتابها قد جاءني حاملا
كتابها قد جاءني حاملا / لقلبي الخفاق قلبا خفق
والتمعت فيه نجوم المنى / في أسطر مثل سواد الغسق
وأعرف القبلة في موضع / يلوح لي كالزهر لا كالورق
وكم به سطر إلى آخر / كالصدر للصدر دنا فاغتنق
وكم به معنى أنام الجوى / وكم به معنى أتى بالأرق
سالته كيف رأى وجهها / فقال جل اللَه فيما خلق
قلت وذاك الخد لما استحى / فقال مثل الفجر فيه الشفق
قلت وذاك الثغر ما أمره / فقال لما ذكرتك انطبق
يا ثغرها فيك نسيم الندى / فكيف قلبي في نداك احترق