القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خالِد الكاتِب الكل
المجموع : 68
جفنٌ قريح وفتىً ناحلُ
جفنٌ قريح وفتىً ناحلُ / أرَّقَ عينيهِ هوىً قاتِلُ
عالجَ من وجدٍ بهِ عِشرةً / يَيبسُ منها غصنُهُ الذابلُ
فبعضُهُ يبكي على بعضهِ / وفيه منه شغلٌ شاغلُ
يا مدنفَ الأجفانِ صِل مُدنفاً / ضلَّ له المُسعد والعاذلُ
أدنفَ كلُّ الحسنِ في الكلِّ
أدنفَ كلُّ الحسنِ في الكلِّ / مَن لا يَرى مَن عِزُّهُ ذُلِّي
ليهنه أنَّ قَتيلاً لهُ / إن كانَ من قبلي ففي حِلِّ
مشرِقُ حُسنٍ ما لهَ مغربٌ / في غصُنٍ ريّانَ مخضَلِّ
دَلَّ على شَمسِ الضُّحى نُورُهُ / ودلَّتِ الشمسُ على الظِّلِّ
يَعرِفُ طولَ اللَّيلِ من لم يَنَم
يَعرِفُ طولَ اللَّيلِ من لم يَنَم / من يُنفِدُ الدَّمعَ ويبكي بدَم
لم يبقَ في ثوبيهِ إلا هوىً / في بدنٍ بالٍ طويلِ السَّقم
لهُ حبيبٌ رامَ إنصافَهُ / فلم يَدَعهُ الكِبرُ حتَّى ظلَم
وكانَ يُخفي ما بهِ جاهداً / فأظهرت عبرتهُ ما كَتَم
إذا برَاني السَّقَمُ الدائمُ
إذا برَاني السَّقَمُ الدائمُ / سَهرتُ يا مَن طرفُهُ نائِمُ
لا أرقَت عينَاكَ يا ظالِمي / وليسَ يَدري أنَّهُ ظالمُ
أما وَطرفٍ هدَّني سقمُهُ / وما حَواهُ البَدنُ الناعِمُ
ما فَقدَ القلبُ غليلَ الهَوى / ولا انتَهى عن لومهِ لائِمُ
مَن ناصِري من غَنج ظالِم
مَن ناصِري من غَنج ظالِم / يَجورُ أحياناً على الحاكمِ
أحورَ كالبَدرِ إذا ما بَدا / يهتزُّ مِثلَ الغُصُنِ النَّاعمِ
يا قاسمَ السِّحرِ بأجفانهِ / ويلي من المقسومِ والقاسمِ
يا فِتنةً أبدعَها رَبُّها / دِيناً ودُنياً لِبني آدَمِ
بينَ حشاهُ لهبٌ مضرمُ
بينَ حشاهُ لهبٌ مضرمُ / فدمعه يظهرُ ما يكتمُ
متيمٌ ذو سقمٍ قلبُهُ / للشوقِ والأحزانِ مستسلمُ
بكى فلم تبقَ له عبرةٌ / وليسَ بعد الدمعِ إلا الدمُ
تمكنت من قلبهِ لحظةٌ / أسرَع فيها القدرُ المُبهَمُ
الحبُ يُبلي من يكن يكتُمه
الحبُ يُبلي من يكن يكتُمه / ما بثهُ في دنفٍ يسقمُه
أمأت طرفاً فاتراً لم يَزَل / يقصدُ من أبصرَهُ أسهمُه
ما ذهب القلبُ ولا صبرُهُ / إلا من الوَجدِ بِمن يكلمُه
يزدادُ تِيهاً كلَّما زادَهُ / ذُلاً ولا يدعوهُ من يرحمُه
مُقلتُهُ في حَرجٍ من دمي
مُقلتُهُ في حَرجٍ من دمي / تعمدت قتلَ فتىً مُسلمِ
لا نالَها المكروهُ من مُقلةٍ / مَريضةٍ داميةِ الأسهمِ
بأبي مُقيما بلذيذِ الكَرى / فداكَ من أسهرتَهُ فأنعمِ
وأثبني لحظُكَ من مُقلةٍ / كأنها بالأمسِ لم تأثمِ
ظَفَرتَ بالقلبِ فكُن راحِما
ظَفَرتَ بالقلبِ فكُن راحِما / أما تَراهُ دَنِفاً هائِما
وكُن له من وَجدهِ ناصراً / لا زلتَ مِما نابَهُ سالِما
يا غُصُناً يشرقُ نورٌ به / يهتَز قي قامتهِ ناعِما
كَم لَيلةٍ أسهَرنيها الهَوى / قد يَنتَهي عَن سَهري نائِما
لا تعذلاني إن بَكيت البَدن
لا تعذلاني إن بَكيت البَدن / إن أنتما لم تَعذراني فَمن
وأندبا كيفَ براهُ الهوى / وأينَ مما تظهرانِ بَطن
كلي عليلٌ مذ رنا لحظةً / أسبابُها موصولةٌ بالفِتَن
من طرفِ من صيرهُ حسنهُ / يحارُ منهُ كل شيءٍ حسَن
الطرفُ يَبكي رَحمةً للبدَن
الطرفُ يَبكي رَحمةً للبدَن / والقلبُ مما بهما ذو شَجن
بعضٌ دَهى بَعضاً فكلّ جنى / فذا وهذاك وَذا مُرتَهن
يا مَن هُو الحُسن ومن طَرفه / اللحظُ فلا يقسمُ إلا الفتن
زدني هَوى وازداد به جفوةً / إذ كان ما تأتي إليه حسَن
ضَحِكتَ سُروراً وأبلَيتني
ضَحِكتَ سُروراً وأبلَيتني / ونمتَ عن سَقمي وأضنَيتَني
لا سَهرت عينُكَ بل لا بكَت / ولا رَمتها أسهُمُ الأعينِ
يا حسنَ الوجهِ أنا المُبتلى / وأنتَ بالجفوةِ أبليتني
حَسيبُكَ اللَه فلو كنتَ لي / تزور والحبَّ لأحييتني
يا واكفَ الدمعِ من الحُزنِ
يا واكفَ الدمعِ من الحُزنِ / ونائيَ الجفنِ عن الجفنِ
فطأ علَى القلبِ لأنَّ الهوى / أخرجهُ من موضع الأمنِ
فَفارَق الحيَّ على ضنهِ / به فِراقَ الخِدنِ للخِدنِ
ماذا جَنى لحظي على واحِدي / بلحظةٍ من واحدِ الحُسنِ
إلى مَتى قلبيَ لا يسكنُ
إلى مَتى قلبيَ لا يسكنُ / قد أخذَت أسرارُهُ تُعلَنُ
أذابَهُ الوجدُ بِمَن طَرفُهُ / بِكلِّ ما أبصرَ مُستمكِنُ
من شهدَت صورتُهُ أنهُ / من كل حسنٍ حَسَنٍ أحسنُ
لا تنسبِ الحسنَ إِلى غيرِه / فعندَهُ الغايةُ والمَعدِنُ
جُرتَ على قلبي مع الحُزنِ
جُرتَ على قلبي مع الحُزنِ / يا مُنتَهى الغايةِ في الحُسنِ
لم يكفِهِ أنَّكَ أخرجتَهُ / من موضعِ الراحةِ والأمنِ
فَصارَ رَهناً في يديَّ الهوى / يا قربَهُ من غلقِ الرهنِ
يا طولَ سَلوايَ إلى غافلٍ / عن كلِّ ما أسلُو وما أعنِي
يا نائمَ الطرفِ هناكَ الكَرى
يا نائمَ الطرفِ هناكَ الكَرى / لم يَرثِ لي طرفُكَ ممَّا يَرى
لم تدرِ عَيني ما جَنى لحظُها / حتى جَرى مِن دَمعها ما جَرى
ما ضَرَّ من أنحلني هَجرُهُ / لو رَدَّ مني وصلُهُ يا تُرَى
من كلِّ من أبصَرني خاضِعاً / تاهَ لإجلالِ له وامتَرى
أعديتني طرفاً من الأهوى
أعديتني طرفاً من الأهوى / وكنتُ في أمنٍ من العَدوى
ولم أزل فيما مَضى آمناً / من ذلَّةِ الأسقامِ والبلوى
حتَّى حنى طَرفي على مُهجَتي / فأظهرَ الغيرةَ والسلوَى
فقال لي مالِك رقي أفِق / فلستُ ممَّن يَقبلُ الدَّعوَى
كيفَ يُهنَّى العيش من إلفُهُ
كيفَ يُهنَّى العيش من إلفُهُ / باعدَهُ وهو مشوقٌ إليهِ
وصِرتُ لا أملأُ عَينيَ من / هُ حذراً من عينِ غيرِي عليهِ
وا بِأبي من كلّ طرفٍ غَضي / ضٍ أخذَ الفَترةَ من مُقلتيهِ
وكلُّ من أبصرَهُ عالمٌ / بأنَّهُ رهن معي في يديهِ
يا تاركَ الجِسمِ بلا قلبِ
يا تاركَ الجِسمِ بلا قلبِ / إن كنتُ أهواكَ فَما ذنبي
يا مُفرداً بالحسنِ أفردتَني / منكَ بطولِ الشوقِ والحبِّ
إن تكُ عَيني أبصرَت فتنةً / فهَل على قلبي من عَتبِ
حَسيبُك اللَهُ لما بي كما / إنّكَ في فِعلِكَ بي حسبي
كُنَّا جَميعاً فَتفرَّقنا
كُنَّا جَميعاً فَتفرَّقنا / يا بينُ لم أوحشتَنا مِنَّا
ما كانَ ضر الدَّهرُ لو سَرَّنا / بِغَفلةٍ من صَرفهِ عَنَّا
آذاكَ من كُثرٍ بنا قلةٌ / ومِن سُرورٍ دائمٍ حُزنا
فردَّنا اللَه إلى غايةٍ / كنا بها حينَ تواصَلنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025