المجموع : 141
مُحتَمِلاً ثِقْلاً على رأْسه
مُحتَمِلاً ثِقْلاً على رأْسه / تضعُفُ عنه قُوَّةُ الجَلْدِ
بين جِمَالات وأشباهِها / من بَشَرٍ نامُوا عن المجْدِ
أضحى بأَخْزى حالةٍ بينهم / وكلُّهم في عيشةٍ رغْدِ
وكلهم يَصْدِمُه عامداً / أو تائهَ اللُّبِّ بلا عمدِ
والبائسُ المسكِينُ مستسْلِمٌ / أذلُّ للمكروه من عبْدِ
وما اشْتهى ذاك ولكنَّه / فرَّ من اللُّؤْم إلى الجَهْدِ
فَرَّ إلى الحْملِ على ضعفه / من كَلَحات المُكْثِر الوغْدِ
فَعُذْتُ من أمْثال أحْوالِهِ / باللّه والحُرِّ أبي سَعْدِ
السَّبِطِ الكفِّ الذي لم يزل / مُسْتَمْطِرُوهُ في ثَرىً جعْدِ
الصّادِقِ الوعْدِ على أنه / ما زال فعَّالاً بلا وعْدِ
الوارِثِ السُّؤْدَد أسْلافُهُ / ذي المجد من قَبْلٍ ومن بعْدِ
العاسِف المالَ لِسُؤَّاله / والسالك الرأيَ على القصْدِ
الدائم العهْدِ ولكنَّه / يصْعد من عهْد إلى عهْدِ
مستبدِلاً عهْداً بما دُونه / والعزْمُ منْهُ ثابتُ العَقْدِ
المُبْرِقِ البشرَ الملِثِّ الجَدَا / مُجانباً قَعْقَعَةَ الرعْدِ
يستكتم العُرفَ على أنه / يُفشيه في غوْرٍ وفي نجدِ
من أجْحَدِ الناس لنعمى له / تزداد إسْفاراً على الجَحْدِ
واللّه لو أنَّهم خُلِّدوا
واللّه لو أنَّهم خُلِّدوا / حتى يبيد الأبد الآبدُ
وسُخِّرَ البرُّ لهمْ مركَباً / والبحرُ أنَّى قصد القاصِدُ
ودوَّخُوا الجنَّ فدانتْ لهمْ / وأذعن العِفْريتُ والماردُ
وأصبح الدهرُ حفيّاً بهم / كأنه من برِّه والدُ
واستوت الأقدار في خُطَّةٍ / فليس محسودٌ ولا حاسدُ
ولم يكن داءٌ ولا عاهةٌ / فالعيش صافٍ شرْبُهُ بارِدُ
ودامت الدنيا لهم غضّةً / كأنها جارية ناهدُ
ما كُلِّفوا الشكر وقد ضمهم / وخالدُ اللْؤمِ أبٌ واحدُ
معروفة الأُم ولكنها
معروفة الأُم ولكنها / مثلك لم يُعرَف لها والدُ
إلا فِرَاَش غير ما طاهر / ينتابه الصادر والواردُ
ميلادك المدخولُ ميلادها / وهْوَ كما تعلمه فاسدُ
واحدةُ الأم ولكنَّها / مثلك حاشاها أبٌ واحدُ
فارغب عن النوم إلى قهوةٍ
فارغب عن النوم إلى قهوةٍ / تَحْيَى بها السَّرَّاءُ والجودُ
حَسْبُك بالرَّاح صباحاً وإن / قلت رُواقُ الليل ممدودُ
يا عاذلي في شُربها ناصحاً / نُصْحك في جيْبِك مردودُ
لا أشرب الماءَ على وجهه / ما جاد بالصَّهْباء عُنْقُودُ
يا خالد السَّوْءات لا تَهْجُني / فأنت في شِعْرِك مكدودُ
وكل كيدٍ كِدْتَه راجعٌ / عليك والمحدود محدودُ
إذ أنت لا تَنْفَكُّ من قائلٍ / يقول والمحفلُ مشهودُ
لو كنتَ من قَحْطَانَ لمْ تَهْجُهُ / وقَوْمُهُ الفُرْسُ الصَّناديدُ
فكلَّما عارَضْتَني هاجياً / فَهْو لِقولي فيك تأكيدُ
كذاك من حاربني خانه / سلاحُهُ واللّه محمودُ
تلك قرود غير ممسوخةٍ
تلك قرود غير ممسوخةٍ / وأنت قرد من مسوخ اليهودْ
أَفِضْتَ فيْضَ البحر حتى إذا
أَفِضْتَ فيْضَ البحر حتى إذا / بَلَغْتَني أظمأتني وحدي
يا ليت شِعري أتنكَّرتَ لي / فأرْفَعُ الكتْبَ وأستعدي
أم صُنْتني عن سَقْي دَسْتيجَةٍ / أم لم يساعدني بها جَدِّي
أم صنتَ مقدارَك عن أن تُرَى / تُهْدي حقيراً في الذي تُهْدي
إن كان هذا فاحبُني بَدْرَةً / أوْ لا فعجِّل مُحْسناً ردّي
إن لم أكن أهلاً لدستيجةٍ / تَصْغُر عن شكري وعن حمدي
يا حسرتا أصبحتُ من خِسَّتي / يغرقُ في دَسْتِيجَةٍ وُدِّي
خَسَسْتُمُ القِيمَةَ يا سادتي / كأنَّما قَوَّمْتُمُ عبْدي
إن كان قدري هكذا عندكُمْ / فليس قَدْري هكذا عندي
يُذْكي على رُغفانه عيْنَه
يُذْكي على رُغفانه عيْنَه / وعينُه عن عِرْسِهِ راقدَهْ
لا تعذلوه لوْ حمى فَرْجها / لأصبحتْ فقْحتهُ كاسدَهْ
قاتَله الرحمنُ من كاتب / تُخزَنُ فيه الكتبُ الواردَهْ
واجتَثَّهُ الخالق من خلْقِه / فإنه في خلقه زائدَهْ
أعدى دجاجاً عنده بُخْلُهُ / ولُؤْمُ تلك الشِّيمَة الجاحدَهْ
فأصبحَتْ عَشْرُ دجاجاته / تبيضُ فيما بينها واحدَهْ
وصار لا يعلفها ذرّةً / تُعْلَم إلا فضلةَ المائدهْ
بل فضلة المعدة وهي التي / تنثُرها معْدَتُه الفاسدهْ
يا عشْرَ أسَتاه لها بيضَةٌ / هُنِّئتِ عدْوى الشْيمة الماجدَهْ
لا تخْلُ عن أمثاله حُفْرةٌ / ولا تَقُمْ عن مثله والدهْ
أنّى تزوّجتَ على صَلْعةٍ
أنّى تزوّجتَ على صَلْعةٍ / كأنها سِنْدانُ حدادِ
لا تعْذِلوه ليس عن رأيه / تزوَّج المشقوقة الصَّادِ
أمر أبي حفْصٍ إلى خالد / يا لك من قرْدٍ وقَرَّادِ
إن أبا حفْصٍ سيستعدي
إن أبا حفْصٍ سيستعدي / على القوافي حين لا مُعْدِي
يا لك من أصلَعٍ ذي هامة / قد قَرَّعَتْها خِلَعُ القفْدِ
زوَّجَهُ الدهرُ على سِنِّه / زمرُدةً صادقة الوعدِ
فأخلف الله عليهِ بها / قرناً مكان الشَّعَرِ الجعْد
شيخٌ لنا من آل مسعودِ
شيخٌ لنا من آل مسعودِ / من أحذق الأمة بالعُودِ
تستأنس الطير إلى قَوسْه / كأنه محرابُ داوودِ
وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ
وحيَّةٍ في رأسها دُرَّةٌ / تسبح في بحرٍ قصير المدَى
إن بَعُدت كان العمى حاضراً / وإن دنت بان طريق الهدى
هذا مقامٌ يا بني وائل
هذا مقامٌ يا بني وائل / من مستجيرٍ بكُمُ عائذِ
أنشب فيه الدهرُ أظفاره / وعضَّه بالناب والناجذِ
فأنصفوا منه أخا حرمةٍ / لاذ بكم منه مع اللائذِ
فما أرى الدهر على حكمه / يخرج من حكمكُمُ النافذِ
ما أوجَبَ العفوَ على سيدٍ
ما أوجَبَ العفوَ على سيدٍ / ما لامرئٍ منه سواه مَلاذْ
وأوجب الشكرَ على مُنقَذٍ / من سطوة لم يك منها معاذْ
إن الصناديد بني مَخْلد / لهم بإحياء النفوس التذاذْ
فارجع إليهم واتخذ منهمُ / رِدْءاً ففيهم للأريب اتّخاذْ
واسألهمُ تمطرك أيديهُمُ / عُرْفاً خلالَ الوبل منه رذاذْ
لا تنتبذْ عنهم فما عنهمُ / لطالبِ الحظِّ الجزيل انتباذْ
واقصد أبا عيسى فثمّ الندى / والحلم والعلم وثم النفاذ
ألحاظه فَضْل وألفاظه / فصل وإن هُزَّ فسيفٌ هُذاذْ
تكافأتْ في الفضل أحواله / كما استوت في سهم رامٍ قَذاذْ
كم هَنَةٍ لولاه لم تنصرف / إلا وأشلاء أناس جُذاذْ
رأيتُ في المائق ما لا يُرى
رأيتُ في المائق ما لا يُرى / ورأيه في نفسه أَنْفَذُ
إذا تذكرتُ مديحي له / حسبته من كبدي يُفلَذُ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ
يا سيداً لم يلتبس عِرضُهُ / بذمِّ رائيهِ ولا خابرِهْ
ظاهرُهُ أحسنُ من غيبه / وغيبُه أحسن من ظاهرِهْ
ومن إذا الرأي خبا نُورُهُ / فإنما يقدحُ من خاطرِهْ
فلا ترى أثقبَ من ذهنهِ / فيه ولا أيمَنَ من طائرِهْ
أوَّلُ ما أسأل من حاجةٍ / أن تقرأ الشعر إلى آخرِهْ
قراءةً تصدرُ عن نيةٍ / تُفهم قلب المرء عن ناظرِهْ
ثم كفاني بالذي تَرْتَئي / في جَيّد الشعر وفي شاعرِهْ
وما أرَى التقصير يُخشَى على / فعلك بل يُخشى على شاكرِهْ
وفي ابن عمار عُزيريةٌ
وفي ابن عمار عُزيريةٌ / يخاصم الله بها في القدرْ
لِمْ كان ما كان ولمْ لَمْ يكن / ما لم يكن فهو وكيل البشرْ
لا بل فتى خاصم في نفسه / لِم لَم يفز قِدْماً وفاز البقرْ
وكل من كان له ناظر / صافٍ فلا بدّ له من نظرْ
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ / يا سادةً تُعلَى مآخيرُها
أضحى المخانيث ينيكونكم / وناكَةُ الناس مذاكيرها
مالي أرى ناكتكم غلمةً / كالحور صانتْها مقاصيرها
مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ / دلالُها بادٍ وتفتيرها
فقال شيخ منهمُ عاقلٌ / فكِّرْ فهادِي النفس تفكيرُها
هل وَضَع الفيشةَ تأنيثُها / أو رفع الأحراحَ تذكيرها
قد ذُكِّرتْ هذي وقد أُنِّثتْ / هاتيك والتظفير تظفيرها
أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ / في الأرض فالتدبير تدبيرها
فاغضبْ على الأشياء أو خلِّها / بحيث أجرتْها مقاديرها
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ / يا لك من قَدر ومن قَدْرِ
خليفةُ الله على خَلْقه / وبنتُ عالي الشأن والأمرِ
يا درة البحر بشرى إنما / أُخرجْتِ من بحر إلى بحر
لا زلتِ تأوين إلى ظله / ما آوتِ الدنيا إلى الدهر
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ / ومِسْك دارِينكُمُ الأذفرُ
ومَندل الهند الذي يُرتَضَى / يُقسَم في الناس ولا نُذكرُ
يا مانعينا من هداياكُمُ / ثناؤنا من عطركم أعطر
ثناؤنا يبقى ويطوي الفلا / طيّاً فلا يُثنَى ولا يُقصر
وعطركمْ تَدرُس آثارهُ / ويسأم السيرَ ولا يفخر
أقسمت بالكأس إذا أعملت / واصطخب المزمار والمِزْهر
لو جاءنا العود وأتباعه / وخيرُهن العنبر الأخضر
لقد غدا يُثنى به شعرُنا / أضعاف ما يثنى به المجمر
أو جاءنا المسك جَزينا به / ما يصبح المسك به يُهجَر
أو أصبح المنشور من شكرنا / كأنه من ريحه يُنشر
ولو أتى الكافورُ قلنا يد / بيضاء كالكافور لا تُكفَر
أو جاءنا من عندكم مَركبٌ / أحمر كالشعلة أو أشقر
نِسْبته يُنسَبها داهِرٌ / ولونه يُنحَله قيصر
يُعزَى إلى السند ويعتدُّهُ / في الروم لون ناصع أحمر
مُصَرصِر لكنه صيِّتٌ / عقارب الدار له تُذعَر
فيه على الأعداء مستنجَدٌ / في ظلمة الليل ومستنصر
ما صرّ إلا ولنا نطقُهُ / بالشكر أو يحسر أو نحسر
لا نَخلُ من جملة ألطافكم / لا يخلُ من شكركُم مَحضر
إنا إذا تاجَرَنا صاحبٌ / أضحى وما ذُمّ له مَتْجرُ
ما خلت من يُهدي لنا فانياً / نجزيه عنه باقياً يخسر
الحمد لله الذي لم تزل / أنوارهُ ساطعةً تَزهر
حَظي مما عندكم تافهٌ / وحظكُم من وُدِّيَ الأوفر
وليس بي قدر هداياكُمُ / بل بيَ أني صاحب يُحقر
رأيتني إذ خنتُمُ حصّتي / وموضعي من رأيكم أغبر
وفعلكم عنوان آرائكم / وقد يُبين المخبرَ المنظر
خذها وإن جدتَ بإسعافنا / فلا تقل إني لا أشكر
وإن أبى الله ومقدارُهُ / فلا تقل إني لا أعذر
مهما يقدَّر منك في أمرنا / فالعذر من تلقائنا يُقدَر
ولو أردنا اللوم أعجزْتَنا / وهل يُنال القمر الأزهر
ليس سماء الله منحطة / وإن تدانت حين تستمطر
يا من إذا حلّاه إخوانهُ / حُلِيَّ مدْحٍ حسنهُ يبهر
فإنما من عندهم نظمهُ / ومن لدنه الدُرُّ والجوهر
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد / يحولُّ أو يثولُّ من صَفْرَهْ
لو صاح في الليل به صائحٌ / لكانت الأرض له طفرَهْ
يرحمه الرحمن من جبنه / فيُطعم الله به نصرَهْ
من أقدم الناس ولكنما / إقدامه تضييعه حِذرَهْ