المجموع : 214
سِتارَةٌ تُرخى عَلى مَجلِسٍ
سِتارَةٌ تُرخى عَلى مَجلِسٍ / تَمَّت بِهِ اللَذَّةُ وَالأُنسُ
تَكونُ لِلشَمسِ حِجاباً وَلِل / غَيثِ وَفيهِ الغَيثُ وَالشَمسُ
تُلبِسُها بَهجَةَ أَنوارِهِ / أَروَعُ ما في فَضلِهِ لَبسُ
المَجدُ جِسمٌ وَهوَ روحٌ لَهُ / وَصورَةٌ وَهوَ لَها نَفسُ
قَرُبتُ بِالبُعدِ مِنَ الناسِ
قَرُبتُ بِالبُعدِ مِنَ الناسِ / وَفُضَّتِ الأَطماعُ بِالياسِ
إِلّا بَقايا مِن جَميعِ الهَوى / تَهفو بِلُبِّ الجَبَلِ الراسي
دَمعي كَجودي عِندَ بَذلِ النَدى / وَحَرُّ بَأسي مِثلُ أَنفاسي
وَجهي رَقيقٌ يَستَشِفُّ الحَيا / مِنهُ وَقَلبي دونَهُ قاسِ
لا حَظَّ في المَجدِ لِمَن لَم يَزَل / في حَيَّزِ الإِبريقِ وَالكاسِ
كُلُّ غُلامِ رامَ خَدعَ العُلى / يَلطُفُ في بِرّي وَإيناسي
مَملوكُكَ اليَومَ أَبو حُبِّهِ
مَملوكُكَ اليَومَ أَبو حُبِّهِ / مُجتَهِدٌ في خِسَّةِ النَفسِ
يُزاحِمُ الجَمالَ في قوتِهِ / وَيَخزِنُ الفَلسَ عَلا الفَلسِ
يَأكُلُ وَالغِلمانَ في يَومِهِ / فَضلَةَ ما قَد كانَ بِالأَمسِ
يَوَدُّ يُمسي عِرضُهُ مُطلَقاً / وَمالُهُ المَوفورُ في حَبسِ
لا يَعرِفُ الحَمّامَ لَكِنَّهُ / في البَيتِ يَحمي الماءَ في الشَمسِ
إِذا رَأى في قَدرِهِ لَحمَةً / تَلا عَليها آيَةَ الكُرسي
وَإِن رَأى في بَيتِهِ فارَةً / بادَرَها بِالسَيفِ وَالتُرسِ
يُجِلَّ أَن تُدرِكَ رُغفانَهُ / حَواسُ مَن يَأتيهِ بِالخَمسِ
بِالسَمعِ وَالأَبصارِ وَالشَمِّ قَد / تُدرَكُ دونَ الذَوقِ وَاللَمسِ
يُقفِلُ عِندَ الأَكلِ أَبوابَهُ / خَوفاً عَلى الزادِ مِنَ الكَبسِ
فَإِن أَتى ضَيفٌ عَلى غِرَّةٍ / قابَلَهُ بِالتَعسِ وَالنُكسِ
يَلقاهُ بِالتَرغيبِ في الاِحتِما / وَبَعدَهُ بِالخُبزِ وَالدُبسِ
فَإِنَّ تَعَدَّ أَكلُهُ لُقمَةً / رَأَيتَ في أَضلاعِهِ رَفسي
فَهَذِهِ الأَوصافُ مَكسوبَةٌ / أَدرَكَها في غُربَتي حِسّي
قَد عَلِمَ السُلطانُ مِن قَبلِها / أَنِّيَ مِن ذَلِكَ بِالعَكسِ
وَلَم أَزَل في رَحبِ أَكنافِهِ / أَقولُ بِاللَذّاتِ وَاللُبسِ
وَإِن تَراءَت في يَدي بَدرَةٌ / أَتلَفتُها في مَجلِسِ الأُنسِ
فَمُذ ثَناني الدَهرُ عَن رَبعِهِ / وَلَم يَكُن ذَلِكَ في حَدسي
وَجُزتُ في المَتجَرِ مَع مَعشَرٍ / هَمُّهُمُ في الضَبطِ وَالبَخسِ
طَوراً عَلى الرومِ أَرى بَينَهُم / وَتارَةً في بَلَدِ الفُرسِ
فَصِرتُ مِن أَبناءِ جِنسٍ لَهُم / وَاِستَرَقَت أَخلاقَهُم نَفسي
أُحِبُّ مِن في نَفسِهِ خِسَّةٌ / وَالجِنسُ مَيّالٌ إِلى الجِنسِ
وَلَم أَكُن مُستَحدِثاً نِعمَةً / أَفضى بِيَ السَعدُ إِلى نَحسِ
لَكِنَّ شَمسَ الدينِ مُذ مَلَّني / صَوَّحَ نَبتي وَذَوى غَرسي
كَذاكَ كُلُّ النَبتِ مِن شَأنِهِ / يُفسِدُهُ البُعدُ عَنِ الشَمسِ
ذو العَقلِ مَن أَصبَحَ ذا خَلوَةٍ
ذو العَقلِ مَن أَصبَحَ ذا خَلوَةٍ / في بَيتِهِ كَالمَيتِ في رَمسِهِ
مُنفَرِداً بِالفِكرِ عَن صَحبِهِ / مُستَوحِشاً بِالإِنسِ مِن أُنسِهِ
أَصبَحَ لا يَألَفُ خِلّا وَلا / يَصحَبُ شَخصاً لَيسَ مِن جِنسِهِ
وَلا يُريدُ اللَيثَ في غابِهِ / مِن مُؤنِسٍ فيهِ سِوى نَفسِهِ
قَد فاضَت الدُنِّيا بِأَدناسِها
قَد فاضَت الدُنِّيا بِأَدناسِها / عَلى بَراياها وَأَجناسِها
وَالشَرُّ في العالَمِ حَتّى الَّتي / مَكسِبُها مِن فَضلِ عِرناسِها
وَكُلُّ حَيٍّ فَوقَها ظالِمٌ / وَما بِها أَظلَمُ مِن ناسِها
اِرتاحَت النَفسُ بِتَطهيرِها
اِرتاحَت النَفسُ بِتَطهيرِها / وَرَبُّها قاضٍ بِتَدنيسِها
إِن كانَتِ الدُنِّيا عَروساً تُرى / فَلِتَنصَرِف عَنكَ بِتَعنيسِها
كَالغولِ غالَتكَ بِتَلوينِها / بَينَ تَقَدّيها وَتَبنيسِها
كَم آنَسَتني بَعدَ إيحاشِها / وَأَوحَشَتني بَعدَ تَأنيسِها
ضَعيفُها مِثلُ فَرا نَيسَبٍ / فَرَّ حِذاراً مِن فَرانيسِها
يَكفيكَ طَعمٌ جِنسُهُ واحِدٌ / أَطعِمَةٌ ضَرَّت بِتَجنيسِها
وَالثَوبُ في أَرضِكَ وَخشِها / يُغنيكَ عَن أَثوابِ تِنَّيسها
كَم مِن عَرى ناسٍ كَسا أَهلُهُ / نِسوَتَهُم بِرسَ عَرانيسِها
بِنتُ نَصارى نَزَلَت مِن ذُرى
بِنتُ نَصارى نَزَلَت مِن ذُرى / عالٍ إِلى قَبرٍ وَناووسِ
في حُلَلٍ غُبرٍ وَكَم أَشبَهَت / ثِيابُها حُلَّةَ طاووسِ
أُفَضِّلُ الوَردَ عَلى النَرجِسِ
أُفَضِّلُ الوَردَ عَلى النَرجِسِ / لا أَجعَلُ الأَنجُمَ كَالأَشمُسِ
لَيسَ الَّذي يَقعُدُ في مَجلِسٍ / مِثلَ الَّذي يَمثُلُ في المَجلِسِ
أَستَشعِرُ اليَأسَ مِنَ الناسِ
أَستَشعِرُ اليَأسَ مِنَ الناسِ / فَالروحُ وَالراحَةُ في اِلياسِ
قَد صارَ لا جَدوى لِآمالِنا / كَأَنَّها وُسواسُ خَنّاسِ
قَد صارَتِ الدُنيا وَأَحرارُها / لِغَيرِ أَحرارٍ وَأَكياسِ
صارَت عَطايا الناسِ مَبذولَةً / لِكُلِّ رِجسٍ وَاِبنِ أَرجاسِ
إِن تَطلُبَ الأُنسَ فَفارِقهُمُ / إِلى كِتابٍ وَإِلى ياسِ
لَو أَنصَفَ الظالِمُ مِن نَفسِهِ
لَو أَنصَفَ الظالِمُ مِن نَفسِهِ / لَأُنصِفَ الظالِمُ في نَفسِهِ
إِن كانَ لا يُرحَمُ في يَومِهِ / لَكانَ لا يَرحَمُ في أَمسِهِ
إِمّا تَرى رَأسِيَ أَزرى بِهِ
إِمّا تَرى رَأسِيَ أَزرى بِهِ / مَأسُ زَمانٍ ذي اِنتِكاسِ مَؤوس
حَتّى حَنى مِنّي قَناةَ المَطا / وَعَمَّمَ الرَأسَ بِلَونِ خَليس
وَأَفرُجُ الأَمرَ إِذا أَحجَمَت / أَقرانُهُ مُعتَصِماً بِالشُؤوس
وَأقطَعُ الهَوجَلَ مُستَأنِساً / بِهَوجَلٍ عَيرانَةٍ عَنتَريس
وَاللَيلُ كَالدَأماءِ مُستَشعِرٌ / مِن دونِهِ لَوناً كَلَونِ السُدوس
وَالدَهرُ لا تَبقى عَلى صَرفِهِ / مُغفِرَةٌ في حالِقٍ مَرمَريس
إِنَّ بَني أَودٍ هُمُ ماهُمُ / لِلحَربِ أَو لِلجَدبِ عامَ الشَموس
يَقونَ في الحَجرَةِ جيرانَهُم / بِالمالِ وَالأَنفُسِ مِن كُلِّ بوس
نَفسي لَهُم عِندَ اِنكِسارِ القَنا / وَقَد تَرَدّى كُلُّ قِرنٍ حَسيس
فَأَهلُ أَن تُفدَوا إِذا هَبوَةٌ / جَرَّت عَلَينا الذَيلَ بِالدَردَبيس
قَد أَحسَنَت أَودٌ وَما نَأنَأَت / مَذحِجُ في ضَربِ الكُلى وَالرُؤوس
إِذ عايَنوا بِالخَبثِ رَجراجَةً / تَمشي اِزدِلافاً كَازدِلافِ العَروس
إِذ جَمَّعَت عَدوانُ فيها عَلى / عِداتِها مِن سائِسٍ أَو مَسوس
في مُضَرَ الحَمراءِ لَم تَتَّرِك / غُدارَةً غَيرَ النِساءِ الجُلوس
قَد غَرَّهُم ذو جَهلِهِم فَاِنثَنوا / عَن رَأيِهِ حينَ اِنثَنوا بِالعُبوس
وَأَجفَلَ القَومُ نَعامِيَّةً / عَنّا وَفِئنا بِالنِهابِ النَفيس
مِن كُلِّ بَيضاءَ كِنانِيَّةٍ / أَو عاتِقٍ بَكرِيَّةٍ غَيطَموس
أَو حُرَّةٍ جَرداءَ مَلبونَةٍ / أَو مُقرَمٍ في إِبلِهِ عَلطَميس
أَو موثَقٍ بِالقِدِّ مُستَسلِمٍ / أَو أَشعَثٍ ذي حاجَةٍ مُستَئيس
يَمشي خِلالَ الإبِلِ مُستَسلِماً / في قِدِّهِ مَشيَ البَعيرِ الرَعيس
كَأَنَّها عَدّاءَةٌ هَيضَلٌ / حَولَ رَئيسٍ عاصِبٍ بِالرَئيس
وَالمَرءُ ما تُصلِح لَهُ لَيلَةٌ / بِالسَعدِ تُفسِدُهُ ليالي النُحوس
وَالخَيرُ لا يَأتي اِبتِغاءٌ بِهِ / وَالشَرُّ لا يُفنيهِ ضَرحُ الشَموس
بِمَهمَهٍ ما لِأَنيسٍ بِهِ / حِسٌّ وَما فيهِ لَهُ مِن رَسيس
لا يُفزِعُ البَهمَةَ سِرحانُها / وَلا رَواياها حِياضُ الأَنيس
مِن دونِها الطَيرُ وَمِن فَوقِها / هَفاهِفُ الريحِ كَجُثِّ القَليس
أَبلِغ بَني أَودٍ فَقَد أَحسَنوا / أَمسِ بِضَربِ الهامِ تَحتَ القُنوس
وَلا أَخو تَيهاءَ ذو أَربَعٍ / مِثلَ الحَصى يَرعى خَليسَ الدَريس
يَغشى الجَلاميدَ بِأَمثالِها / مُرَكَّباتٍ في وَظيفٍ نَهيس
تُغادِرُ الجُبَّةَ مُحمَّرَةً / بِقانِىءٍ مِن دَمِ جَوفٍ جَميس
حَيَّتكَ بِالرامِشن رامِشنَةٌ
حَيَّتكَ بِالرامِشن رامِشنَةٌ / أَحسَنُ مِن رامِشنَةِ الآسِ
جارِيَةٌ لَم يقتَسم بضعُها / وَلَم تَبِت في بَيتِ نَخّاسِ
أَفسَدت إِنساناً عَلى أَهلِهِ / يا مُفسِد الناسِ عَلى الناسِ
أَقولُ لِلدَهرِ وَقَد عَضَّني
أَقولُ لِلدَهرِ وَقَد عَضَّني / فوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ
يا دَهرُ إِن أَبقَيتَ لي مالِكاً / فَاِذهَب بِمَن شِئتَ مِنَ الناسِ
ما الناسُ إِلّا مَالِكٌ وَحدهُ
ما الناسُ إِلّا مَالِكٌ وَحدهُ / غَيرَ خُشاراتٍ وَتَساسِ
جَرَّت لَهُ أَسماءُ حَبلَ الشَموس
جَرَّت لَهُ أَسماءُ حَبلَ الشَموس / وَالوَصلُ وَالهَجرُ نَعيمٌ وَبوس
وَلَم تَجُد بِالرِيِّ رَيّاً وَلَم / تَلمَس فُؤاداً يَتَّمَتهُ لَميس
كَواكِبُ الدُنيا السُعودُ الَّتي / بِدَلِّها دَلَّت عَلَيكَ النُحوس
أَبا عَلِيٍّ أَنتَ وادي النَدى ال / أَحوى وَمَغنى المَكرُماتِ الأَنيس
البَيتُ حَيثُ النَجمُ وَالكَفُّ حَي / ثُ الغَيثُ فى الأَزمَةِ وَالدارُ خيس
يا اِبنَ رَجاءٍ أَفِدَت نِيَّةٌ / رُكوبُها مِنّي خيمٌ وَسوس
فَاِمدُد عِناني بِوَأى ضِلعُهُ / تَثبُتُ وَالعُذرَةُ مِنهُ تَنوس
أُقاتِلُ الهَمَّ بِإيجافِهِ / فَإِنَّ حَربَ الهَمِّ حَربٌ ضَروس
إِذا المَذاكي خَطَبَت نَقعَهُ / فَحَظُّها مِنهُ اللِفاءُ الخَسيس
مُوَضَّحٌ لَيسَ بِذي رُجلَةٍ / أَشأَمَ وَالأَرجُلُ مِنها بَسوس
وَكُلُّ لَونٍ فَليَكُن ما خَلا ال / أَشهَبَ فَالشُهبَةُ لَونٌ لَبيس
وَمُجفَرٌ لَم يُصطَلَم كَشحُهُ / فَالضُمُرُ المُفرِطُ فيها رَسيس
إِن زارَ مَيداناً مَضى سابِقاً / أَو نادِياً قامَ إِلَيهِ الجُلوس
تَرى رَزانَ القَومِ قَد أَسمَحَت / أَعيُنُهُم في حُسنِهِ وَهيَ شوس
كَأَنَّما لاحَ لَهُم بارِقٌ / في المَحلِ أَو زُفَّت إِلَيهِم عَروس
سامٍ إِذا اِستَعرَضتَهُ زانَهُ / أَعلى رَطيبٌ وَقَرارٌ يَبيس
فَإِن خَدا يَرتَجِلُ المَشيَ فَال / مَوكِبُ في إِحسانِهِ وَالخَميس
كَأَنَّما خامَرَهُ أَولَقٌ / أَو غازَلَت هامَتَهُ الخَندَريس
عَوَّذَهُ الحاسِدُ بُخلاً بِهِ / وَرَفرَفَت خَوفاً عَلَيهِ النُفوس
وَمِثلُهُ ذو العُنُقِ السَبطِ قَد / أَمطَيتَهُ وَالكَفَلِ المَرمَريس
غادَرتَهُ وَهوَ عَلى سُؤدَدٍ / وَقفٌ وَفي سُبلِ المَعالي حَبيس
وَحادِثٍ أَخرَقَ داوَيتَهُ / رُداعُهُ ذا هَيئَةٍ دَردَبيس
أَخمَدتَهُ وَالدَهرُ مِن خَطبِهِ / كَأَنَّما أُضرِمَ فيهِ الوَطيس
حَتّى اِنثَنى العُسرُ إِلى يُسرِهِ / وَاِنحَتَّ عَن خَدَّيهِ ذاكَ العُبوس
لا طالِبو جَدواكَ أَكدَوا وَلا / عافيكَ مِنهُم لِلَّيالي فَريس
فَاِشدُد عَلى الحَمدِ يَداً إِنَّهُ / إِذا اِستُحِسَّ العِلقُ عِلقٌ نَفيس
وَاِغدُ عَلى مَوشِيِّهِ إِنَّهُ / بُردٌ لَعَمري تَصطَفيهِ النُفوس
يا شادِناً صيغَ مِنَ الشَمسِ
يا شادِناً صيغَ مِنَ الشَمسِ / تِه بِالمَلاحاتِ عَلى الإِنسِ
في كُلِّ يَومٍ أَنتَ في صورَةٍ / غَيرِ الَتي كُنتَ بِها أَمسِ
تَزدادُ طيباً كُلَّ يَومٍ كَما / يَزدادُ غُصنُ البانِ في الغَرسِ
وَاللَهِ لَولا اللَهُ لا غَيرُهُ / وَخَوفيَ النارَ عَلى نَفسي
صَلَّيتُ خَمساً لَكَ مِن هَيبَةٍ / وَاِزدَدتُ ثِنتَينِ عَلى الخَمسِ
عَبدُكَ يَدعو باسِطاً خَمسَهُ
عَبدُكَ يَدعو باسِطاً خَمسَهُ / مُبتَهِلاً يَدعو فَلا تَنسَهُ
إِن أَنتَ لَم تَبكِ لَهُ رَحمَةً / فَلا تَلُمهُ إِن بَكا نَفسَهُ
كَم حَسرَةٍ لي في الفُؤادِ الَّذي / أَطَلتَ في سِجنِ الهَوى حَبسَهُ
عَبدٌ إِذا أَوحَشتَهُ لَم يَجِد / في الناسِ لَو حَفّوا بِهِ أُنسَهُ
نَكَّستُ رَأسي بَينَ جُلّاسي
نَكَّستُ رَأسي بَينَ جُلّاسي / وَنَحنُ مِن ساقٍ وَمِن حاسي
كِدتُ وَأَخطَأتُ بِذِكراكَ أَن / أُقتَلَ بَينَ الوَردِ وَالآسِ
يا كَعبُ بَذلاً لِلعَطايا وَيا / أَصفَقَ وَجهاً مِن أَبي شاسِ
ما إِن رَأَينا مِثلَها ضَيعَةً / تُكسَبُ بِالجودِ وَبِالباسِ
أُنسيتَ تَأديبي وَعَهدي بِهِ / مِنكَ عَلى العَينَينِ وَالراسِ
هَذا لَعَمري يا أَبا جَعفَرٍ / جَزاءُ مَن رَبّى بَني الناسِ
دينار يحيى ذلك الرّجس
دينار يحيى ذلك الرّجس / كأنما جاء من الحبسِ
وفي هبوب الريح يحكي لنا / تقلُّب الرقاص في العُرس
قد لعب السقم بجثمانه / فهو خيال واقف النفس
كأنه في الكف من خفة / مقداره من صفرة الورس
ما تصلح الدنيا ولا ناسها
ما تصلح الدنيا ولا ناسها / ما لم يل الأقوام أجناسها
ولا ترقى أمة لم يكن / محرراً بالعدل قسطاسها
فالظلم باب الظلمات التي / يقضي على العالم أغلاسها
وشر ما الأنفس تعيا به / ان يحكم الأمة اشراسها
يا رحمة اللَه على أمة / أوشك ان يودي بها ياسها
تجاوز الترك على حقها / والترك قوم ضاع احساسها
هيهات ان تبقى وقد زلزلت / بمعول الأحزاب آساسها
وانقلب القوم على بعضهم / والغِل في الأحشاء يجتاسها
بمثل ذا باد بنو وائل / كليبها طاح وجساسها
ما غضب اللَه على أمة / إلا وأضحى بينها باسها
هبوا بني العرب إلى م الكرى / وقد دها الآمال دهاسها
طلبتم الاصلاح من عصبة / توتر بالافساد أقواسها
هم عصبة اللادين ويل أمها / حيّات واد لم يدس راسها
باسم اتحاد وترق لقد / غرتكم والخدع اغراسها
هيهات منها مبتغاكم ولو / شدت على الاعناق امراسها
فكم تقيمون على ذلة / وروضة الصبر ذو آسها
الستم نسل القروم الأولى / تنتعل الهامات أفراسها
الملبسي الأعداء يوم الوغى / رعباً به تصطك اضراسها
والتاركي الأملاك من خوفها / تضرب للاسداس أخماسها
فجردوا العزم الذي طالما / شق صدورا طال وسواسها
وجددوا مجد بني يعرب / فالعار ان يطفا مقباسها
وأرجعوا الترك إلى أصلها / يرن في الحمام جنطاسها
ان المماليك إذا ملكت / طف بأنواع الجفا طاسها
كنا نرى طاعتها عصر ما / كانت تلى الأحكام أقداسها
فقاست اليوم على ما مضى / عمري لقد أخطأ مقياسها
رحماك ربي ما الذي ضرها / لو ساير الانصاف سواسها
تحسب ان العرب اعداؤها / وهم مدى الأيام حراسها
عون على السلم وان حاربت / فهم مواضيها واتراسها
تزعم حب الدين لكن كما / يروج السلعة دلاسها
لو تألف القرآن ما حاربت / لسانه حتى التوى فاسها
ضيعت الحزم وهل دولة / يورى بغير الحزم نبراسها
من يمنع الأعداء عنا متى / جاس خلال الدار جواسها
هذي طرابلس وأبطالها / وبرقة الغرا وأشواسها
نالت بها الطليان آمالها / وطن في الواحات أجراسها
عار على العرب الكُماة الألى / تابى قبول الضيم احماسها
ان تغتدي يحكمها امرد / مهفهف القامة مياسها
أو طمطمي شاب مستغرباً / في خندريس دينه كاسها
اسافل لا أصل يدرى لها / وعرض أهل الأصل برجاسها
ماء الحيا قد جف منها فما / ترجى لغير النار أكداسها
ما همها في دار احكامها / آلا بأن تملأ أكياسها
من عظم ما جارت بأنحائنا / انحى على الأمة أفلاسها
ان رجال العدل ان اوطنوا / مناز لا تخضر أيباسها
وهؤلاء استنزفوا مالنا / وضاعت الدور واحلاسها