القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 35
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ
هَذا الَّذي كُنتُ بِهِ أوعَدُ / أَنجَزَ وَعدَ الأَمسِ هَذا الغَدُ
فَالغَدُ قَد أَعجَلَني حَثُّهُ / عَن أَن أَقولَ اليَومَ لا تَبعُدوا
ما لَكَ إِلّا اليَومَ في شِدَّتي / أَنتَ صَديقٌ أَنتَ أَنتَ العَدو
قُليتَ لا كانَ لِساني لِمَن / لَيسَ لَهُ في كَشفِ خَطبٍ يدُ
وَأَغيَدٍ أَهيَفَ وَالحُبِّ بي / لَم يَهفُ إِلّا الأَهيَفُ الأَغيَدُ
بَدا بِهِ البُخلُ فَأَلحاظُهُ / عَطشى وَفي ريقَتِهِ المَورِدُ
تَستَشهِدُ الأَغصانُ في أَنَّها / كَعِطفِهِ اللَدنِ وَما أَشهَدُ
وَالناسُ حُسّادٌ عَلى وَصلِهِ / وَما أَلومُ الناسَ أَن يَحسُدوا
إِن شَبَّهوهُ صَنَماً فَاِنْهَهُم / فَإِنَّهُم في الحُبِّ قَد أَلحَدوا
وَذَلِكَ الجَمرُ عَلى خَدِّهِ / يُقبِسُكَ النورَ وَلا يوقَدُ
النارُ في خَدِّكَ لا تَنطَفي / وَالنارُ في قَلبِيَ لا تَبرُدُ
كَأَنَّما قامَ بِمِحرابِهِ / مِن صُدغِهِ ذو خَشيَةٍ يَسجُدُ
يَدعو لِأَيّامِ العَزيزِ الَّتي / بِالعَدلِ في أَحكامِها تَخلُدُ
فَكُلُّ أَرضٍ بِالنَدى جَنَّةٌ / وَكُلُّ دارٍ لِلدُعا مَسجِدُ
يا نِعمَةَ اللَهِ الَّتي فَضلُها / يوجِدُ إيمانَ الَّذي يَجحَدُ
يَستَنفِدُ الآمالَ مَعروفُهُ / وَهوَ عَلى المَعهودِ لا يَنفَدُ
لِلَهِ بابٌ مِنكَ في أَرضِهِ / ما دونَهُ مَلجاً وَلا مَقصِدُ
وَيَستَوي مَورِدَ مَعروفِهِ / مَسودُ هَذا الخَلقِ وَالسَيِّدُ
عَبدُهُم حُرٌّ بِإِعتاقِهِ / وَحُرُّهُم بِالجودِ مُستَعبَدُ
كُلُّهُمُ أَسرى نَدىً سَرَّهُم / أَنَّهُمُ في كَفِّهِ أَعبُدُ
تَحَيَّرَ الهَيئِيُّ لَمّا رَأى
تَحَيَّرَ الهَيئِيُّ لَمّا رَأى / كَواكِباً تَطلُعُ في الأَطلَسِ
يا مَلِكاً تُنشِئُ أَفعالُهُ
يا مَلِكاً تُنشِئُ أَفعالُهُ / فيهِ مِنَ الأَقوالِ ما يُنشا
تَستَنجِدُ الآمالُ في قَصدِهِ / سَماحَ كَفٍّ يُحسِنُ البَطشا
هَيبَتُهُ تُغمِدُ أَسيافَهُ / وَرُبَّ جُرحٍ لَيسَ في الأَحشا
يُسَدِّدُ الرُمحَ لِحَقدِ العِدى / فَقُل لَهُم لا يُضمِروا غِشّا
كَم فيهِمُ مِن مَيتٍ راكِبٍ / وَسَرجُهُ قَد أَشبَهَ النَعشا
يَبَشُّ مِن هونٍ لِأَقدارِهِم / وَالسَيفُ في الرَوعِ يُرى هَشّا
كَأَنَّما أَسيافُهُ في الوَغى / طَيرٌ يَرى الهامَ لَهُ عُشّا
يُبَدِّلُ الأَلوانَ قَسطالُهُ / فَتُبصِرُ الرُومَ بِهِ حُبشا
وَالشَمسُ مِن بَينِ القَنا قَد حَكَت / سَيفاً صَقيلاً في يَدٍ رَعشا
أَوقَدَ نارَينِ القِرى وَالوَغى / فَهَذِهِ تُغشى وَذي تُخشى
كَم قَد غَزا أَموالَهُ جودُهُ
كَم قَد غَزا أَموالَهُ جودُهُ / وَاِستَنجَدَ العافينَ أَعوانا
لِيَفخَرِ الناسُ وَما باعَدوا / بِأَن بَراهُ اللَهُ إِنسانا
ميزانُ أَعمالِكَ لا شَكَّ في
ميزانُ أَعمالِكَ لا شَكَّ في / رُجحانِهِ وَالحَقُّ لا يَشتَبِهْ
بِالحَجَرِ الأَسوَدِ إِذ صُنتَهُ / وَالحَجَرِ الأَبيَضِ إِذ صُنتَ بِهْ
المَوتُ سَيفٌ لِغَريمٍ لَهُ
المَوتُ سَيفٌ لِغَريمٍ لَهُ / دَينٌ وَلا يَقضيهِ إِلّا الرِقاب
يَبقى النَدى بَعدَكَ مِقدارَ ما / يَبقى نَضيرُ الرَوضِ بَعدَ السَحاب
تَنقَشِعُ السُحبُ وَيَذوي عَلى / آثارِها النَبتُ وَيَبقى التُراب
يا ساهِري اللَيلَةِ لَم تَسكُنوا
يا ساهِري اللَيلَةِ لَم تَسكُنوا / مِن بَعدِهِ داراً سِوى الساهِرَه
قَد سارَ عَنكُم وَهوَ دُنياكُمو / فَسارَت الدُنيا إِلى الآخِرَه
صاحِبُ هَذا القَصرِ كَم قُبِّلَت
صاحِبُ هَذا القَصرِ كَم قُبِّلَت / ساحَتُهُ أَمسِ وَكَم عُظِّما
وَقُدرَةُ القادِرِ في هَدمِهِ / أَعظَمُ مِنها في بِناءِ السَما
أَوثَقَ ما كانَ بَأيّامِهِ
أَوثَقَ ما كانَ بَأيّامِهِ / خانَتهُ وَالأَيّامُ خَوّانَه
ما رَعَتِ الأَيّامُ أَيّامَهُ / وَلا اِتَّقى المَقدورُ سُلطانَه
إِن قُلتَ مَن كانَ وَما وَصفُهُ / فَكُلُّ شَيءٍ حَسَنٍ كانَه
ماتَ وَماتَ الناسُ مِن بَعدِهِ / وَما أَماتَ الشُكرُ إِحسانَه
وَعُمرُ نوحٍ لَم يَكُن عُمرَهُ / بَلِ النَدى غَمَّرَ طوفانَه
غَمِّض عَنِ الدُنيا وَعَن أَهلِها / عَينَكَ إِن لَم تَرَ إِنسانَه
أَبقَيتَ أَطرافَ غِنى كُلُّ مَن / أَبصَرها رَجَّعَ أَلحانَه
فَقَضَّبَت أَحداثُها دَوحَهُ / وَقَصَفَت مِن بَعدُ أَغصانَه
دُنياهُ يا دُنياهُ ما أَنتِ في / ظُلمِكِ ذا الإِنسانَ إِنسانَه
وَزالَ إِمكانُ فَتىً واسِعٌ / لِلحَقِّ ما اِستَوسَعَ إِمكانَه
إِن أَبكِهِ طَرفي عَلى خيفَةٍ / يَأمُرُ بِالكِتمانِ أَجفانَه
وَلَيتَهُ أَعلَنَ أَشجانَه / فَيَحمِلُ الإِعلانُ أَشجانَه
وَكُنتُ في كِتمانِ حُبّي لَهُ / كَمُؤمِنٍ يَكتُمُ إيمانَه
مَن جَعَلَ الدَهرَ لِباساً لَهُ / فَكَيفَ يَستَغرِبُ أَلوانَه
يا صاحِبي هَل لَكَ مِن حيلَةٍ
يا صاحِبي هَل لَكَ مِن حيلَةٍ / وَسوِستُ فيها أَيَّ وِسواسِ
أَحَبَّني الناسُ وَأَبغَضتَني / حَقّا فَما أَنتَ مِنَ الناسِ
وَكُتبُهُ تَحكي لَنا دارَهُ
وَكُتبُهُ تَحكي لَنا دارَهُ / فَكُلُّ مَن فيها بَناتُ الخَطا
دَليلُ كَونِ العَقلِ ذا عِلَّةٍ / يَظهَرُ في القَولِ إِذا خَلَّطا
أَقلامُهُ مِن غِلطٍ طاغِيَه
أَقلامُهُ مِن غِلطٍ طاغِيَه / وَهيَ بِما يُجري الأَسى جارِيَه
سَيَهلَكُ الكَلبُ بِها عاجِلاً / ثَمودُ قَد تَهلَكُ بِالطاغِيَه
طِفلٌ كَفاهُ القَلبُ داراً لَهُ
طِفلٌ كَفاهُ القَلبُ داراً لَهُ / كَأَنَّما القَلبُ لَهُ قالَبُ
كَيوسُفِ الحُسنِ وَقَلبي لَهُ / سِجنٌ وَما ثَمَّ لَهُ صاحِبُ
أَصبَحَ وَالقَلبُ لِباسٌ لَهُ / لاَ قاصِرٌ عَنهُ وَلا ساحِبُ
وَهوَ بِعَيني وَهوَ إِنسانُها / وَهيَ لَهُ مِن خارِجٍ حاجِبُ
ضاقَ بِهِ ضيقُ عِناقي لَهُ / فَلَم يَسَع ما قالَهُ العائِبُ
فَاَمتَزَجَت بِالماءِ أَجزاؤُهُ
فَاَمتَزَجَت بِالماءِ أَجزاؤُهُ / مِثلَ اِمتِزاجِ الماءِ بِالراحِ
أَهلاً عَلى أَنَّ لَيالي الأَسى / قُفلٌ وَلَم أَظفَر بِمِفتاحِ
بُمُدرَجٍ فاتِحِ الصاقَه / تَخالُهُ فالِقَ إِصباحِ
طابَ وَإِنَّ الشانَ في خَطرَةِ / تَدفَعُ صَدرَ الهَمِّ بِالراحِ
قاريهِ يا صاحِ لِإِفهامِهِ / وَلَيسَ لِلإِطرابِ بِالصاحي
مِن حُبِّيَ الدُنيا عَلى خُبثِها
مِن حُبِّيَ الدُنيا عَلى خُبثِها / وَطيبِ نَفسي بِأَخابيثَها
أَنِّيَ إِن نِمتُ عَلى حالَةٍ / لَستُ أَرى إِلّا أَحاديثُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025