القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 35
إحراقنا البالغ في أول ال
إحراقنا البالغ في أول ال / تكليس روح ثابت لا يطير
والكلس إن أدخل آثالنا أل / أبيض روح نخلت بالحرير
فاجعل لأجسادك تنهض بها / أجنحة من روحها في السعير
وكلما ثَقَّلتَ أرواحها / كان لها أنهضَ نحو الأثير
وَروحِ الأجساد في حلّها / فحلَّها أمر علينا يسير
وَجّردِ الأرواح في عقدها / لجسمها عقد مُمَرِّ المَرِير
فهذه غاية ما عندنا / في الحل والعقد بقول شهير
وإنما الصنعة في جنب ما / عَلِّمَنا اللهُ جزاءٌ حقير
فاسعد بما أوتيتَ من حكمة / واعمر بها عقباك فهي المصير
وما أعَدَّ الله في جنة ال / مأوى لنا فهو الثواب الكبير
الحمد لله الذي خصّنا
الحمد لله الذي خصّنا / بالعلم والعقبى لمن يشكر
ألهمنا علم أداة لنا / مكتومة تخفى ولا تظهر
معمولة من جوهر خالص / داخله من خارج يبصر
في رأسها فتح وإكليلها ال / مقلوب في داخلها يقطرُ
ممرّد الصرح له غرفة / غامضة المسلك لا تظهر
أم ملوك الأرض في جوفها / جنينها الأبيض والأحمر
تسقيهم فهي بهم برة / من لبن العذراء ما يحصر
تحملهم في جوفها أشهرا / معدودة تتبعها أشهرُ
وإنما إكليلها ثديها / يرضعه الأصغر فالأكبر
في جوفها تقبر موتاهمُ / حيناً ومن باطنها تحشرُ
لطيفة الخصر وأردافها / وجيدها من خصرها أكبرُ
في وسط البحر ومن تحتها / نار حضان أبداً تسعرُ
هذي أداة القوم أظهرتُها / بارزة وهي التي تضمرُ
فضحت أسرارهمُ دفعة / وبحتُ بالسر لمن يشعرُ
وبؤتُ بالذنب ومن خالقني / أستوهبُ الذنبَ وأستغفرُ
فواصلوا الدرس ولا تسأموا / وأعملوا الفكر ولا تضجروا
وقايسوا أمركم تدركوا / مكنون سر الله واستبصروا
الفضة الرطبة ماء لنا
الفضة الرطبة ماء لنا / مستخرج من أرضنا راكدُ
وأمها في الرمز مكنونة / وهي نحاس يابس باردُ
ونجلها من ذهب صابغ / ماجدة أحبلها ماجد
جاءا بنجل قدره منهما / أعلى فنعم النجل والولدً
أربعة من واحد فاتنبه / من وسن يا أيها الراقدُ
فكل هذا من تخاليطنا / وإنما تدبيرنا واحدُ
أيمنُ مولود رأيناه في
أيمنُ مولود رأيناه في / علومنا مولودنا الأخضر
وهو نحاس الحكماء الذي / صَدّهُ في التركيب أو زَنجَروا
من السما والأرض مستخرج / يلين منه الحجر الأغبر
إن لان بالادهان أحجارُنا / فالدهن من أحجارنا يعصر
تبصر فيها زبدا رائبا / تحمله الأمواج إذ تزخرُ
النور في العُلو له معدن
النور في العُلو له معدن / ومعدن الظلمة في الأسفلِ
والحر وهو النور من شأنه / في سائر الأحوال أن يعتلي
تباعدت أطراف قطريهما / فاختلفا في الأبعد الأطولِ
فراسب بالطبع لا يرتقي / وصاعد بالطبع لم ينزلِ
ودارت الأفلاك واستخرجت / أسرارنا في سفلها من علِ
تلحم بالظلمة نوراً وبال / غلظة لطفاً وهي لا تأتلي
والتحمت منها تراكيبنا / حتى انتهت منها إلى الأفضلِ
سماؤنا من ذهب خالص
سماؤنا من ذهب خالص / وأرضنا البيضاء من فضه
والجوهر الأول قيد الذي / تطلبه بالقوة المحضه
لما سبكناه بتدبيرنا / أصلح منه بعضه بعضه
لا داخل فيه ولا خارج / عنه يمشي ماؤه أرضه
فارضَ بما فيه ففيه الغنى / وما سوى ذلك لا ترضه
صنوان ضدان أب واحد
صنوان ضدان أب واحد / رباهما في الزمن الذاهبِ
بينهما بعد فمن طالع / في أفق الشرق ومن غاربِ
قد ظفر الطالب بالهارب / وتمّ منه بغية الطالبِ
فصاحب المشرق من جانب / وصاحب المغرب من جانبِ
صارا جميعا نحو وسط السما / فالتقيا في الوسط الغالبِ
فاصطحبا فيه وزالت به / عداوة المصحوب والصاحبِ
ومن حراك النافر المرتقي / ومن سكون الثابت الراسبِ
طبيعة خامسة ولّدت / فيها انبساط الغائص الذائبِ
كالذهب الإبريز باقٍ على ال / نار صبور ليس بالهاربِ
الزئبق الشرقي في سرنا ال
الزئبق الشرقي في سرنا ال / مكتوم يدعى الزئبق الأعلى
والزئبق الأسفل سر لنا / دعوه في آخره ثفلا
والزئبق الأصل هو الزئبق ال / غربي جسم طار فاستعلى
بطن حديث وهو مستنبط / من أرضنا إن نجلت نجلا
بين السماء والأرض تدعونه ال / مصلح والصمغة والمقلا
نجل كريم جاء من برّه / عذراء قد وافقت البعلا
قد خرج التنين من بحرنا
قد خرج التنين من بحرنا / بين هبابات وأنارِ
هامته في الأرض منكوسة / ورجله في فلك النارِ
أقام في داخله مدة / يقذف تياراً بتيارِ
والنار تحت البحر مشبوبة / بجاحم للجمر فرّارِ
ومسكن التنين في جوفه / جزيرة في جُرفٍ هارِ
مأوى الشياطين ومن فوقه / غرفة اخيار وابرارِ
له دويٌ وحفيفٌ كما / للريح إذ جاءت باعصارِ
يحرق ما مرَّ به راجفاً / من حيوانات وأشجارِ
جاع فما مَصَّ مصة / من ذَنَب بالدَّرِ مشكارِ
رمز لنا يقصر عن فهمه / مجال أوهام وأفكارِ
ميقات موسى يوم تدبيرنا
ميقات موسى يوم تدبيرنا / فافطن فإنّ الفطنة الحدسُ
وكل ما فيالكتب من سبعة / قد طال فيها الخوض والدرسُ
فعقدنا الماءين أسبوعنا / مضاعفاً ما فيهما وكسُ
وهكذا أحجارنا سبعة / لا شك في ذاك ولا لبسُ
وما وردنا الأبيض ذاك الذي / منه يكون الزرع والفرسُ
والطينة البيضاء وهي التي / من شأنها الإمساك والحبسُ
والحرف الأحمر نار لنا / حمراء فيها الحر واليبسَ
والذهب الرطب العزيز الذي / يقول قوم إنه الشمسُ
والجسد الكحليّ ابّارنا / وهو المظلم النحسُ
والنيران اثنان رقّتهما / إلى الكمال الانجم الخمسُ
والمعدنيات كذا سبعة / يدركها العقل أو الحسُّ
ويحك هذا رمز أسرارنا / يحار فيها الجن والإنسُ
الجسد البالغ في لينه
الجسد البالغ في لينه / تعشقه الروح ولا تفركه
والجسد المنحلُ عن روحه / فروحه إن تركت تتركه
واللزج الرطب له قوة / يقاتل النيران إذ تدركه
وفي اللطيف الرطب عجز عن ال / تصعيد للجسم فلا يملكه
وبالقويّ الرطب تدبيره / يصعده في الجو أو يمسكه
في باطن الأرواح كبريتة
في باطن الأرواح كبريتة / تجتذب الأنثى إلى نفسِها
وإنما تصبو إلى تربها / لأنه في الأصل من جنسِها
تلك القرابات التي بينها / تحددت باللبث في حبسِها
قد زوجت بالحل أجسادها / فاصبحت تصبو إلى نفسِها
وهذه الأصباغ قد ولدت / من بذرها الأصباغ في شمسِها
لا يجمد الماء بأجساده
لا يجمد الماء بأجساده / ما لم يكن بينهما الصمغة
وهي التي تغلظ فيها القوى / ويستفاد اللون والصبغة
والسم والترياق في واحد / قد جمع الرّقيةَ واللدغة
الملك الشيخ العقيم الذي
الملك الشيخ العقيم الذي / تحت يديه الحزن والسهلُ
قد طلب النسل بأكثاره / وطء عذارى مالها بعلُ
فعقمت تلك العذارى ولم / يولد له في عمره نجل
حتى إذا استيأس لا طفلة / تقرّ عينيه ولا طفل
فَرَّ إلى الله فمحرابه / من دمعة الواكف مخضل
وجاءه الوحي بأن هذه ال / عقدة وَسطَ البحر تنحلُ
قم فاركب البحر وأمواجه / هائلة تسفل أو تعلو
ملجّجاً فيه ففي وسطه / جزيرة ضاق بها السيلُ
فيها العقاقير التي لا يرى / في سائر الدنيا لها مثلُ
وشربها ماء الحياة الذي / ينزل منه الوبل والطلُّ
فم دواها وعقاقيرها / شرابك السائغ والأكلُ
تلبث فيها مستحماً بها / يمضي عليك الفصل والفصلُ
حتى إذا ما دبَّ في جسمك النور / ولم يبقَ له ظلُ
تخرج منها وعلى رأسك التاج / الذي ليس له عِدلُ
مضاعف الحسن فمن نوره / المشرق والمغرب لا يخلو
فأنت إن لامستَ من بعده / تلك العذارى كثر النسلُ
فامتثل الأمر الذي جاءه / والوحي حتم حكمه فصلُ
فانتشر النسل وضاق الفضا / بهم وطاب الفرع والأصلُ
وبقي الملك لأعقابه / فمنهم الإحسان والعدلُ
فالحمد لله العلي الذي / من عنده الأفضال والفضلُ
يا أيها الباحث عن سرنا
يا أيها الباحث عن سرنا / مستعظماً للأمر مستنكرا
انظر إلى ماء الحياة الذي / فيه أعاجيبُ لمن فَكَّرا
أبيضُ في منظره ناصعٌ / يصبغ ما خالطه أحمرا
فهو لجين خالص منظراً / وهو نضار خالص مخبرا
وينشر الأمواتَ دَبَّ البلى / فيها فصارت رِمَماً دُثَّرا
ويحرق الجسم الذي قد عتا / على لهيب النار واستكبروا
لأن به الماسُ على يبسه / وانحلَّ منه الطلق حتى جرى
وغَضَّ من ماء الحديد الذي / اشتد ولم يذعن لأن يكسرا
ولم يدع ظلَّ النحاس الذي / فيه فأضحى لونه مسفرا
تضحي عقيمُ الثرب مِن مسّه / حبلى تجنُّ الملكَ الأكبرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025