المجموع : 35
إحراقنا البالغ في أول ال
إحراقنا البالغ في أول ال / تكليس روح ثابت لا يطير
والكلس إن أدخل آثالنا أل / أبيض روح نخلت بالحرير
فاجعل لأجسادك تنهض بها / أجنحة من روحها في السعير
وكلما ثَقَّلتَ أرواحها / كان لها أنهضَ نحو الأثير
وَروحِ الأجساد في حلّها / فحلَّها أمر علينا يسير
وَجّردِ الأرواح في عقدها / لجسمها عقد مُمَرِّ المَرِير
فهذه غاية ما عندنا / في الحل والعقد بقول شهير
وإنما الصنعة في جنب ما / عَلِّمَنا اللهُ جزاءٌ حقير
فاسعد بما أوتيتَ من حكمة / واعمر بها عقباك فهي المصير
وما أعَدَّ الله في جنة ال / مأوى لنا فهو الثواب الكبير
الحمد لله الذي خصّنا
الحمد لله الذي خصّنا / بالعلم والعقبى لمن يشكر
ألهمنا علم أداة لنا / مكتومة تخفى ولا تظهر
معمولة من جوهر خالص / داخله من خارج يبصر
في رأسها فتح وإكليلها ال / مقلوب في داخلها يقطرُ
ممرّد الصرح له غرفة / غامضة المسلك لا تظهر
أم ملوك الأرض في جوفها / جنينها الأبيض والأحمر
تسقيهم فهي بهم برة / من لبن العذراء ما يحصر
تحملهم في جوفها أشهرا / معدودة تتبعها أشهرُ
وإنما إكليلها ثديها / يرضعه الأصغر فالأكبر
في جوفها تقبر موتاهمُ / حيناً ومن باطنها تحشرُ
لطيفة الخصر وأردافها / وجيدها من خصرها أكبرُ
في وسط البحر ومن تحتها / نار حضان أبداً تسعرُ
هذي أداة القوم أظهرتُها / بارزة وهي التي تضمرُ
فضحت أسرارهمُ دفعة / وبحتُ بالسر لمن يشعرُ
وبؤتُ بالذنب ومن خالقني / أستوهبُ الذنبَ وأستغفرُ
فواصلوا الدرس ولا تسأموا / وأعملوا الفكر ولا تضجروا
وقايسوا أمركم تدركوا / مكنون سر الله واستبصروا
الفضة الرطبة ماء لنا
الفضة الرطبة ماء لنا / مستخرج من أرضنا راكدُ
وأمها في الرمز مكنونة / وهي نحاس يابس باردُ
ونجلها من ذهب صابغ / ماجدة أحبلها ماجد
جاءا بنجل قدره منهما / أعلى فنعم النجل والولدً
أربعة من واحد فاتنبه / من وسن يا أيها الراقدُ
فكل هذا من تخاليطنا / وإنما تدبيرنا واحدُ
أيمنُ مولود رأيناه في
أيمنُ مولود رأيناه في / علومنا مولودنا الأخضر
وهو نحاس الحكماء الذي / صَدّهُ في التركيب أو زَنجَروا
من السما والأرض مستخرج / يلين منه الحجر الأغبر
إن لان بالادهان أحجارُنا / فالدهن من أحجارنا يعصر
تبصر فيها زبدا رائبا / تحمله الأمواج إذ تزخرُ
النور في العُلو له معدن
النور في العُلو له معدن / ومعدن الظلمة في الأسفلِ
والحر وهو النور من شأنه / في سائر الأحوال أن يعتلي
تباعدت أطراف قطريهما / فاختلفا في الأبعد الأطولِ
فراسب بالطبع لا يرتقي / وصاعد بالطبع لم ينزلِ
ودارت الأفلاك واستخرجت / أسرارنا في سفلها من علِ
تلحم بالظلمة نوراً وبال / غلظة لطفاً وهي لا تأتلي
والتحمت منها تراكيبنا / حتى انتهت منها إلى الأفضلِ
سماؤنا من ذهب خالص
سماؤنا من ذهب خالص / وأرضنا البيضاء من فضه
والجوهر الأول قيد الذي / تطلبه بالقوة المحضه
لما سبكناه بتدبيرنا / أصلح منه بعضه بعضه
لا داخل فيه ولا خارج / عنه يمشي ماؤه أرضه
فارضَ بما فيه ففيه الغنى / وما سوى ذلك لا ترضه
صنوان ضدان أب واحد
صنوان ضدان أب واحد / رباهما في الزمن الذاهبِ
بينهما بعد فمن طالع / في أفق الشرق ومن غاربِ
قد ظفر الطالب بالهارب / وتمّ منه بغية الطالبِ
فصاحب المشرق من جانب / وصاحب المغرب من جانبِ
صارا جميعا نحو وسط السما / فالتقيا في الوسط الغالبِ
فاصطحبا فيه وزالت به / عداوة المصحوب والصاحبِ
ومن حراك النافر المرتقي / ومن سكون الثابت الراسبِ
طبيعة خامسة ولّدت / فيها انبساط الغائص الذائبِ
كالذهب الإبريز باقٍ على ال / نار صبور ليس بالهاربِ
الزئبق الشرقي في سرنا ال
الزئبق الشرقي في سرنا ال / مكتوم يدعى الزئبق الأعلى
والزئبق الأسفل سر لنا / دعوه في آخره ثفلا
والزئبق الأصل هو الزئبق ال / غربي جسم طار فاستعلى
بطن حديث وهو مستنبط / من أرضنا إن نجلت نجلا
بين السماء والأرض تدعونه ال / مصلح والصمغة والمقلا
نجل كريم جاء من برّه / عذراء قد وافقت البعلا
قد خرج التنين من بحرنا
قد خرج التنين من بحرنا / بين هبابات وأنارِ
هامته في الأرض منكوسة / ورجله في فلك النارِ
أقام في داخله مدة / يقذف تياراً بتيارِ
والنار تحت البحر مشبوبة / بجاحم للجمر فرّارِ
ومسكن التنين في جوفه / جزيرة في جُرفٍ هارِ
مأوى الشياطين ومن فوقه / غرفة اخيار وابرارِ
له دويٌ وحفيفٌ كما / للريح إذ جاءت باعصارِ
يحرق ما مرَّ به راجفاً / من حيوانات وأشجارِ
جاع فما مَصَّ مصة / من ذَنَب بالدَّرِ مشكارِ
رمز لنا يقصر عن فهمه / مجال أوهام وأفكارِ
ميقات موسى يوم تدبيرنا
ميقات موسى يوم تدبيرنا / فافطن فإنّ الفطنة الحدسُ
وكل ما فيالكتب من سبعة / قد طال فيها الخوض والدرسُ
فعقدنا الماءين أسبوعنا / مضاعفاً ما فيهما وكسُ
وهكذا أحجارنا سبعة / لا شك في ذاك ولا لبسُ
وما وردنا الأبيض ذاك الذي / منه يكون الزرع والفرسُ
والطينة البيضاء وهي التي / من شأنها الإمساك والحبسُ
والحرف الأحمر نار لنا / حمراء فيها الحر واليبسَ
والذهب الرطب العزيز الذي / يقول قوم إنه الشمسُ
والجسد الكحليّ ابّارنا / وهو المظلم النحسُ
والنيران اثنان رقّتهما / إلى الكمال الانجم الخمسُ
والمعدنيات كذا سبعة / يدركها العقل أو الحسُّ
ويحك هذا رمز أسرارنا / يحار فيها الجن والإنسُ
الجسد البالغ في لينه
الجسد البالغ في لينه / تعشقه الروح ولا تفركه
والجسد المنحلُ عن روحه / فروحه إن تركت تتركه
واللزج الرطب له قوة / يقاتل النيران إذ تدركه
وفي اللطيف الرطب عجز عن ال / تصعيد للجسم فلا يملكه
وبالقويّ الرطب تدبيره / يصعده في الجو أو يمسكه
في باطن الأرواح كبريتة
في باطن الأرواح كبريتة / تجتذب الأنثى إلى نفسِها
وإنما تصبو إلى تربها / لأنه في الأصل من جنسِها
تلك القرابات التي بينها / تحددت باللبث في حبسِها
قد زوجت بالحل أجسادها / فاصبحت تصبو إلى نفسِها
وهذه الأصباغ قد ولدت / من بذرها الأصباغ في شمسِها
لا يجمد الماء بأجساده
لا يجمد الماء بأجساده / ما لم يكن بينهما الصمغة
وهي التي تغلظ فيها القوى / ويستفاد اللون والصبغة
والسم والترياق في واحد / قد جمع الرّقيةَ واللدغة
الملك الشيخ العقيم الذي
الملك الشيخ العقيم الذي / تحت يديه الحزن والسهلُ
قد طلب النسل بأكثاره / وطء عذارى مالها بعلُ
فعقمت تلك العذارى ولم / يولد له في عمره نجل
حتى إذا استيأس لا طفلة / تقرّ عينيه ولا طفل
فَرَّ إلى الله فمحرابه / من دمعة الواكف مخضل
وجاءه الوحي بأن هذه ال / عقدة وَسطَ البحر تنحلُ
قم فاركب البحر وأمواجه / هائلة تسفل أو تعلو
ملجّجاً فيه ففي وسطه / جزيرة ضاق بها السيلُ
فيها العقاقير التي لا يرى / في سائر الدنيا لها مثلُ
وشربها ماء الحياة الذي / ينزل منه الوبل والطلُّ
فم دواها وعقاقيرها / شرابك السائغ والأكلُ
تلبث فيها مستحماً بها / يمضي عليك الفصل والفصلُ
حتى إذا ما دبَّ في جسمك النور / ولم يبقَ له ظلُ
تخرج منها وعلى رأسك التاج / الذي ليس له عِدلُ
مضاعف الحسن فمن نوره / المشرق والمغرب لا يخلو
فأنت إن لامستَ من بعده / تلك العذارى كثر النسلُ
فامتثل الأمر الذي جاءه / والوحي حتم حكمه فصلُ
فانتشر النسل وضاق الفضا / بهم وطاب الفرع والأصلُ
وبقي الملك لأعقابه / فمنهم الإحسان والعدلُ
فالحمد لله العلي الذي / من عنده الأفضال والفضلُ
يا أيها الباحث عن سرنا
يا أيها الباحث عن سرنا / مستعظماً للأمر مستنكرا
انظر إلى ماء الحياة الذي / فيه أعاجيبُ لمن فَكَّرا
أبيضُ في منظره ناصعٌ / يصبغ ما خالطه أحمرا
فهو لجين خالص منظراً / وهو نضار خالص مخبرا
وينشر الأمواتَ دَبَّ البلى / فيها فصارت رِمَماً دُثَّرا
ويحرق الجسم الذي قد عتا / على لهيب النار واستكبروا
لأن به الماسُ على يبسه / وانحلَّ منه الطلق حتى جرى
وغَضَّ من ماء الحديد الذي / اشتد ولم يذعن لأن يكسرا
ولم يدع ظلَّ النحاس الذي / فيه فأضحى لونه مسفرا
تضحي عقيمُ الثرب مِن مسّه / حبلى تجنُّ الملكَ الأكبرا