قَبَّلَني مُحْتَشِماً شادِنٌ / أَحْوَجُ ما كُنْتُ لِتَقْبِيلهِ
أَماتَ اذْ حَيَّا بِأُتْرُجَّةٍ / عَرَفْتُ فيها كُنْهَ تأْويلِهِ
لَمَّا تَطَيَّرتُ بِمَعْكوسِها / ضَمَّتْ بَناناً نَحْوَ تَعْليلِهِ

كأَنَّما عارِضُهُ عِنْدَما / مَثَّلَ فيهِ الشَّعْرُ ما مَثَّلا
صحيفَةُ الكاتِبِ لَم يَسْتَطِعْ / يَكْتُبُ فيها غَيْرَ بَسْملا

رِفْقاً أَبا إِسْحَقَ بالْعالَمِ / حَصَلْتَ في أَضْيَقَ مِنْ خاتِمِ
لَوْ كانَ فَضْلُ السَّبْقِ مَنْدوحَةً / فُضِّلَ إِبْليسُ عَلى آدَمِ

لَمْ أَسْلُ إِذْ عَذَّرَ مَنْ شَفَّني / عُذْراً وَبَعْضُ الْعُذْرِ إِيهامُ
وَعَنْ قَليلٍ يَلْتَحي أَمْرَدٌ / قَدْ خُطَّ مِنْ لِحْيَتِهِ لامُ

أَهْوَاكَ إِلاَّ أَنَّني أَكْتُمُ / وَقَلْبُ مَنْ يَهْوى كَما تَعْلَمُ
وَكَيْفَ أشْكُو حُرُقاتِ الْهَوى / وَأَنْتَ لا تَرْثي ولا تَرْحَمُ
كَذا بلا ذَنْبٍ وَلا زَلَّةٍ / يُقْتَلُ هذا الرَّجُلُ المُسْلِمُ
إِنْ كُنْتَ لا تَرْضى بِقَتْلِ امْريءٍ / مِنْ أَيْنَ في خَدِّكَ هذا الدَّمُ
لَيْسَ بِمأْمُونٍ عَلى مُهْجَةٍ / مَنْ كانَ في مُقْلَتِهِ مِخْذَمُ
حَسْبُ المُحِبيِّنَ الَّذينَ ابْتُلُوا / بِالْحُبِّ أَنِّي واحِدٌ مِنْهُمُ

لِمْ كَرِهَ التَّمَّامَ أَهْلُ الْهَوى / أَساءَ إِخْواني وَما أَحْسَنُوا
إِنْ كانَ نَمَّاماً فَمَعْكُوسُهُ / مِنْ غَيْرِ تَكْذِيبٍ لَهُمْ مَأْمَنُ

هَمَّتْ عِذاراهُ بِتَقْبيلِهِ / فاسْتَلَّ مِنْ عَيْنَيْهِ سَيْفَيْنِ
فَذَلِكَ الْمُحْمَرُّ مِنْ خَدِّهِ / دَمٌ جَرى بَيْنَ الْفَريقيْنِ

قامَ بلا عَقْلٍ وَلا دِينِ / يَخْلِطُ تَصْفيقا بتَأْذِينِ
فَنبَّهَ الأَحبابَ منْ نَوْمِهمْ / لِيَخْرُجُوا مِن غيْر ما حِينِ
بِصَرْخةٍ تبْعَثُ مَوْتى الكَرى / قدْ أَذْكَرَتْ نفْخَ سَرافِينِ
كأَنَّها في حَلْقِهِ غُصَّةٌ / أَغَصَّهُ اللهُ بسِكيِّنِ

شَكَوْتُ بالْحُبِّ إِلى ظالمِي / فَقالَ لي مُسْتَهْزِئاً ما هُو
قُلْتُ غَرامٌ ثابِتٌ قالَ لي / إِقْرَأْ عَلَيْهِ قُلْ هُوَ اللهُ

إن قَصَّرَت عَن غَرَضٍ رَميَةٌ / أو زَلَّ فِكرٌ أونَبَا خَاطِرُ
لانَّنِي فِيهِ عَلَى نِيَّةٍ / يُخبِرُ عَن بَاطِنِهَأ الظَّاهِرُ