المجموع : 46
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم
كم ملؤا الجوَّ بصيحاتهم / وطاولوا النجمَ بلا طائلِ
وسيروها صحفاً بعضها / عن بعضِها في شغلٍ شاغلِ
تحتشدُ الأقلامَ فيها كما / يختلطُ الحابلُ بالنابلِ
وتجمعُ الحقَ إلى خصمهِ / وليتها تقضي على الباطلِ
رأيتها كالعضبِ إما نبا / فالذنبُ في ذاكَ على الحاملِ
وذي دلالٍ قال خذْ في المنى
وذي دلالٍ قال خذْ في المنى / فقلتُ عيشٌ رغدٌ سائغُ
ويومَ وصلٍ قالَ حسبي إذنْ / هذا كلامٌ في الهوى فارغُ
لي لأملٌ فيكَ انقضى بعضهُ
لي لأملٌ فيكَ انقضى بعضهُ / وبعضهُ الآخرَ لم نقضهِ
فإن تكنْ حلَّتْ فيا ربما / يشفعُ بعضُ الحبِّ في بعضهِ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ / لو كانَ يدري الناسُ ما الأنسُ
ولو درى كلُّ الورى فضلهُ / لهامَ فيِهِ الجنُّ والأنسُ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ / فسوفَ يبكونَ على رمسِهِ
من كانَ من اخوانِهِ ضاحكاً / فانما يضحكُ من نفسهِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ
تعلقَ القلبُ بآمالهِ / ومن يؤمل قلبهُ يعلقِِ
يا نفسُ يعضَ اليأسِ لا / تقنطي من رحمةِ اللهِ ولا تحنقي
إن كانَ ما مرَّ من العمرِ لم / يحققِ الظنَّ ففيما بقي
والناسُ في الدنيا دلاءٌ فتا / يهوي إلى القاعِ وذا يرتقي
لا تغترر بالناسِ فيما ترى
لا تغترر بالناسِ فيما ترى / فهمْ معَ الفاتِحِ في كلِّ بابْ
رأيتهمْ يعلونَ قدرَ الفتى / للسحبِ كي يستمطروهُ السحابْ
وما اعتلى الميتُ من عزةٍ / أعناقَ من يرمونهُ في التُّرابْ
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي
قالوا جنونٌ قلتُ إي والذي / يقدرُ الهمَّ لمن يعقلونْ
انقلبَ الدهرُ بأبنائهِ / لذا ترى العقلَ غدا في البطونْ
جنوننا ما دامَ في رأسنا / عقلٌ وهم من عقلهمْ في جنونْ
وما على الناسِ من الناسِ يا / ليتَ إذ لم يعرفوا يعرفونْ
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي / مَنْ سرقَ الديباجُ من حبسِ
وبعضهُ في كفنٍ واسعٍ / وبعضهُ في ضيقِهِ الرمسِ
لكلِّ شيءٍ حسنٍ زينةٌ / وزينةُ الخمرةِ في الكاسِ
والبدرُ في ديباجةٍ يجتلى / وأنتِ في عشرٍ وفي خمسِ
شريعةٌ تنسخُ من يومها / كلَّ الذي قد شرعتْ أمسِ
ولو تزيدُ الحسنَ أثوابُهُ / لبانَ نقصَ الحسنِ في الشمسِ
أهانتِ الغاداتُ أهلَ الهوى / وهنَّ قد هُنَّ على نفسي
فأعينُ القومِ وأذيالها / مصلحةٌ للرشِ والكنسِ
ياقومُ لم تخلقْ بناتُ الورى
ياقومُ لم تخلقْ بناتُ الورى / للدرسِ والطرس وقالٍ وقيلْ
لنا علومٌ ولها غيرُها / فعلموها كيفَ نشرُالغسيلْ
والثوبُ والإبرةُ في كفِّها / طرسٌ عليهِ كلُّ خطٍّ جميلْ
أُجثُ خضوعاً واحتراماً لمنْ
أُجثُ خضوعاً واحتراماً لمنْ / أمك في حواءَ من أمها
الا ترى الجنةَ فيما رووا / مطلوبةٌ من تحتِ أقدامها
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ / أما كفى الهجرُ وبَرْحُ الغرامْ
مهلاً أبثُّ وجدي وقفْ / لا ينقلُ الواشونَ عنا الكلامْ
واملكْ سبيلَ لصبحِ فالحيُ إنْ / ناحتْ حمامٌ حسبوني الحمامْ
يا ليلُ بي همّي وظلمُ الورى / وأنتَ والهجرُ وكلٌّ ظلامْ
راكَ للعشاقِ قبراً فهلْ / فيكَ من العشاقِ إلا عظامْ
رحماكَ يا ليلُ ورحماكَ بي / وألفُ رحماكَ ودعني أنامْ
عسى يوافي طيفها مضجعي / فتسمحُ اليومَ ولو بالسلامْ
ويلاهُ من سقمِ الهوى والهوى / إن قلتُ ويلاهُ يزدني سقامْ
جرحتني بالقولِ لكنني
جرحتني بالقولِ لكنني / أرى شفاهَ الجرحِ في الجرحِ
فكم سبابٍ بينَ أهلِ الهوى / يكونُ تنبيهاً إلى الصلحِ
لا تعجبي إن تري
لا تعجبي إن تري / جسمي نحيلاً يشفّ
وكانَ ماءُ الصبا / عن سقيهِ لا يكفّ
عرضتهُ للهواى / فما لهُ لا يجفّ
إن لم يكن عندكِ ما عندنا
إن لم يكن عندكِ ما عندنا / فمن رَمى الخَصْرَ بهذا الضَّنَى
ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى / يقولُ في عينيكِ لي ها أنا
وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ / وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا
حسبيَ ذا الوجهُ وألوانهُ / وما دليلُ الشمسِ إلا السَّنا
كُفي ظنونَ الناسِ واستنكفي / أن تجري الألسنُ يوماً بنا
الا تَرَيْنَ الطيرَ في راحةٍ / من يومِ أمسى بالهوى معلنا
وما كتمنا إذ كتمنا الجوى / إلا كما تخفي الغصونُ الجنى
والحبُّ في الصدرِ بخارٌ إذا / حسبتهُ هنا جرى من هُنا
كلا فؤادينا امتلا بالهوى / وفاضَ حتى ملا الأعينا
وأيُّ ذنبٍ للإناءِ الذي / يفيضُ إن أنتَ ملأتَ الإنا
لا تعجبي مما يُمنّي الهوى / ما في يدِ العشاقِ إلا المنى
قد نالَ بعدَ العشقِ أطماعهُ / من نالَ بعدَ الكيمياِء الغنى
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي / قد كانَ من وصلٍ وإيناسِ
اراكِ في الهجرِ كأني أرى / بأعينٍ ما كنَّ في راسي
فهل لقلبي فيكِ من حيلةٍ / وهل على قلبكِ من باسِ
عن تشبهُ الوردَ فإني من ال / هوى عرتني هزَّةُ الآسِ
ينبئني لحظكِ أنَّ الذي / سبّب هذا قلبكِ القاسي
فأنتِ تخفي السرَّ لكنما / تظهرهُ عيناكِ للناسِ
شكوتُ ما بالقلبِ من لوعةٍ
شكوتُ ما بالقلبِ من لوعةٍ / ومن جوى يا ما أشدَّ الجوى
فمالَ بلحظي ولمَّا رأى / وجدي ثناهُ في يديَّ الهوى
والظبي إما كَسَلَتْ عينهُ / تشبهُ الجيدَ بها فالتوى
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ / من عرباتِ الأغنيا باسمها
والأرضُ ن رجليكَ مجروحةٌ / فما الذي فاتكَ من جسمها
إن تردِ الدنيا ومن قسمكَ ال / فقرُ تكن روحكَ من قسمها
يا أيها العائبُ من فوقهُ
يا أيها العائبُ من فوقهُ / انظرْ إلى النجم فهلْ ينظركْ
اظمأتَ أقلامكَ فاضربْ بها / حوافلَ المزنِ عسى تمطرُكْ
وجئتنا بالحلو فيما ترى / فكانَ ملحاً عندنا سُكَّركْ
وقلتَ لفظي جوهرٌ نيرٌ / وعندنا أنَّ الحصى جوهركْ
فقلْ لمن يقذفُ مشارهُ / في الجوِّ مهلاً ربما ينشركْ
بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي
بيَ الهوى إن كنتِ لم تعرفي / يا أختَ باناتِ الربى فاعطفي
أسألكِ الإنصافَ إن لم يكن / يحرمُ في شرعكِ أن تُنصفي
وكل ما تقضينَ أرضى بهِ / وإنما يحسنُ أن ترأفي
هل أن جانٍ يا عيونَ الظبا / وأينَ سيفي عندَ ذي الأسيفِ
أحلفُ باللهِ على أنني / لولا اتقاءُ الريبِ لم أحلفِ
لأضعفتني عينُ تلكَ التي / إن نظرتْ في حجرٍ يضعفِ
وأضلعي تشهدُ أني بري / أما تراها إ ن رنتْ تقصفِ
فما لها هل عرفوا ما لها / تفتكُ بالناسِ ولا تكتفي
أهكذا كلّ لحاظِ الدُّمى / وكلُّ قدٍّ للدمى أهيفُ
يا أختها قولي لها ذا الفتى / يئنُّ من وجدٍ بنا مدنفُ
عِدِيهَ وعداً إنهُ هالكٌ / وسوّفي من بعدُ أو أخلفي
قالتْ لها يا أختَ هذا الفتى / أبر من يصفو لمن يصطفي
إن تمنعيهِ الوصلَ أو تمنحي / فليسَ يسلونا ولا يشتفي
وإني أخشى على عرضِنا / قافيةً كالصارمِ المرهفِ
قالتْ لها هذا الذي ضرّهُ / إني احبُّ العاشقَ المختفي
العشق في القلبِ فما بالهُ / يذيعهُ في هذهِ الأحرفِ
سيانَ عندي أن يقولوا شقي / من بعدِ هذا أو يقولوا شفي
وما على مثليَ من مثلهِ / لو أنّهُ كانَ أخا يوسفِ
قولي لهُ لم تَرضَ ثم انظري / ما يصنعُ المسكينُ ثمّ اصدفي
قالتْ لها يا أختُ لا تفعلي / إني لأخشى بعدُ أن تأسفي
هبيهِ ما قلتِ فكم غادةٍ / مما شداهُ فيكِ لم توصفِ
وكم يداسُ الزهرُ لكنما / لعزهِ زهرُكِ لم يُقطفِ
يحسدنا الناسُ على شعرهِ / وليسَ إلا في هواهُ وفي
ولا يكونُ الطيرُ في أيكهِ / إن طلعَ الصبحُ ولم يهتفِ
فاستضحكتْ هندُ وقالتْ لها / إذنْ يوافينا إلى الموقفِ
والسعدُ كلُّ السعدِ فيما أرى / عودُ غريبِ الدارِ للمأْلفِ
والحسنُ زيتٌ لشبابِ الفتى / إن جفَّ منهُ لحظةً ينطفي