القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 169
شكراً لنعماك وإن أفحمت
شكراً لنعماك وإن أفحمت / لساني الشاكر عما نويت
وعجّزت مدحي لُهاك التي / مدحتها بالعجز ثم اكتنيت
يفديك من رمت حماه فلو / هجوت ما زدت على أن حكيت
والله ما أنت وأهل العلا / إذا تأملتهم وانتقيت
إلاّ كبيت الله في فضله / على بيوت الله والكل بيت
يا سيداً حلوَةُ أمداحه
يا سيداً حلوَةُ أمداحه / تجمع بين الحسن والبخت
لما تحلت سنه بالهنا / لديكم في أسعد الوقت
ناديت بالاسم وترخيمه / وصحت يا ستين يا ستي
لاعبُ شطرنجٍ بفصل الشتا
لاعبُ شطرنجٍ بفصل الشتا / عشقته ويلاهُ من بُهْتِه
قلبي بكانون على ناره / وسيدي يلعب في دَسْته
دع غزلاً وامدحْ وزير التقى / في فضله الأوفى وفي نعته
وليهنَ مغنى الشام من حظه / قدوم مولانا ومن تخته
أوحشه الغيث الذي قد نأى / وجاءه واللهِ في وقته
وليهنَ مولانا بحيث انتحى / قدر سما الكواكب في سمته
من فوقه أنت بمقدار ما / تطيفك الأبصار من تحته
مولايَ أدركني بفضل الدعا
مولايَ أدركني بفضل الدعا / والجاه تنقعْ بها غُلَّتي
جرايتِي ضاعتْ فآهاً لها / وبعد هذا رمدتْ مقلتي
ففي صباحِي ومسائِي معاً / أصيحُ يا عيني ويا غَلَّتي
كانَ لمولانا كما قد درَى
كانَ لمولانا كما قد درَى / جدّ يرى للودِّ إثباتا
وكانَ لي جدّ سعيد فيَا / لهفِي على جدَّين قد ماتا
يا عجباً لي بعد عصر الصّبا
يا عجباً لي بعد عصر الصّبا / مخالفٌ في كلِّ حالاتي
أصبُو وقد أصبحتُ من نسوتي / ما بين عمَّاتي وخالاتي
جنينة التين وجيرانها
جنينة التين وجيرانها / قد طيَّبت لذَّاتها وقتي
وكثرت عنديَ ما أشتهي / فالتين من فوقِي ومن تحتي
سافرت للساحل مستبضِعاً
سافرت للساحل مستبضِعاً / حمداً وقصداً حسن الجملة
فيا له من متجرٍ رابحٍ / ما نفقت فيه سوى بغلتي
طلقت أبكار القوافي التي
طلقت أبكار القوافي التي / كم معها في بيتِ شعرٍ أوَيت
فلا وَوَقتٍ كانَ للشعر لا / يجمعنا من بعد ذا سقفُ بيت
يا سيِّدي هنئتَ عيداً أتى
يا سيِّدي هنئتَ عيداً أتى / بالسعدِ يجلى من جميعِ الجهات
لا غروَ إن أحييتني بالنَّدى / إنَّ النَّدى والشمس محيي النبات
ما البرق في كانونه قد قدح
ما البرق في كانونه قد قدح / والغيم في كفِّ الثريا قدح
أضوأ من ذهنك ناراً ولا / أرقّ من لفظك كأساً طفح
أورى نداك الذهن زنداً على / أنَّ امرأً في فضله ما قدح
وكأس ألفاظٍ عِذابٍ إذا / مازجها كافور ثلج نضح
وصغت ثلجاً فاكتسى برده / ذكاء ألفاظك حتى نفح
وسبح الناس بدرّيهما / حباً فيا لله من ذي السبح
وصار بالثّلج عذابُ الورى / عذباً وعاه غمه فانشرح
لم أنسه كالشيب لما أضا / في الرأس أو في الجلد لما جرح
قد غسل الليل بصابونه / وفاض في صبغ المسا فانمسح
وخاف أن يغتبق الأفق من / أندائه صدر الدجى فاصطبح
وعاد خيط الليل من لونه / أبيض كالفرق إذا ما وضح
وسيرت منه الجبال التي / رأى بها الساعة طرْفٌ طمح
ما كان ذاك الوجد حوتاً جرى / في فلك الشهب وثوراً نطح
الأمر أدهى والذي غاب من / شكوى الورى أكثر مما سنح
سلّت يد السعد على النحس من / أهل الشقا سكّينها فانذبح
وضاقت الأنفس من فرط ما / يُندف من رأس وقطنٍ قزح
وأبيض ذاك الطرف مما بكى / وأزبد العوَّاء مما نبح
وانقصف الغصن فكم طائر / ناح عليه بعد ما قد صدح
كأنما البحرُ طفا ملحه / فذرّه الأفق على ما جرح
يا مدْملَ الجرح بألفاظه / وناهياً للدّهر عما اجترح
لله ما خائية خلدت / في صفحة الدهر أجلّ الملح
أقسمت لو وازنت الشمس في الم / يزان دينار سناها رجح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح / كلاهما هذا بهذا جريح
هذا دَمُ الراحِ به واقفٌ / وذا دَمُ الأدمعِ فيه يسيح
تغزّلي المنظومُ فيه وفي / سلطاننا الناصر نظم المديح
في دَعةِ الله وفي حفظه / مسراك والعود بعزمٍ نجيح
يا موعداً منه بقرب اللقا / قابلتنا اليومَ بصبحٍ صبيح
لو جازَ أنْ تسلكَ أجفاننا / إذا فرَشنا كلّ جفن قريح
لكنها بالبعدِ معتلةٌ / وأنتَ لا تسلك غيرَ الصحيح
يا من غدت ألفاظه حلوةً
يا من غدت ألفاظه حلوةً / قد أبدعت معنى وإيضاحا
تفتح آمالي فأحسن بها / سكرةً تصحب مفتاحا
بشرنا الفتح بعاداتنا
بشرنا الفتح بعاداتنا / لديكَ وهي المنّ والمنح
فقلت تبتّ يدُ خذلاننا / وجاءَ نصرُ اللهِ والفتح
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي / مخوفةً مسوَدَّةً كالحه
كلاهما في وصفهِ واحدٌ / ما أشبهَ الليلةَ بالبارحه
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى / لكلِّ قلبٍ حدّه الجارح
كلٌّ إلى هذا الثرى صائرٌ / لا صالحٌ يبقى ولا طالح
بشرني الدهر بقصدٍ به
بشرني الدهر بقصدٍ به / بدا على أصحابي النجح
وقال إن تستفتحوا في رجا / خيرٍ فقد جاءَكم الفتح
قم هاتها في الليلِ راحاً كما
قم هاتها في الليلِ راحاً كما / توقدت شعلةُ مصباح
ودافع الهمّ فإني امرؤٌ / أدفع صدرَ الهمِّ بالراح
البرق في كانونه قد نفخ
البرق في كانونه قد نفخ / والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ / كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ
هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه / كأنما قد نصبوا منه فخ
قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى / قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ
والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه / خميرة من فوقه قد لطخ
لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها / حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ
وامتلأ الوادي بإمدادهِ / كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ
وجاءَنا النوءُ بإرعابه / لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ
بحرٌ من القدرةِ لكنه / من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ
وسحبهُ تفتح أبوابها / والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ
وبانَ في الطودِ وعرنينه / بما كساه شممٌ أو طبخ
وكلنا منتثرٌ لحمهُ / وهو على كانونه قد طبخ
دامت ليالي الثلج لا أصبحت / ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ
وحكمت فيه أيادِي الحيا / ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ
ومكنت فيه مدى برقه / حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ
هل مطر يغسل في الأرضِ من / بياضه أسود هذا الوسخ
وهل أرى ريحاً وقد زعزعت / في الطرقِ منه كلّ طود رسخ
وهل فتىً يشكى إليه الذي / تمَّ له أدراج تتلى وبخ
بلى جمالُ الدينِ أنعم به / مولىً كريماً ونسيباً وأخ
لو قابلت سنوننا شمسه / أو نوءها أبصرته قد نسخ
جاء جواب منه كم حافظٍ / له وكم ربّ بديعٍ نسخ
فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى / مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ / جسمي به من قبل شهري انسلخ
ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا / تساكت الناسُ لديه صمخ
قامت به شعرةُ أجسامنا / بزرقةٍ فالويل منها خوخ
كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً / قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ
كم يبصق الثلج على لحيةٍ / وكم يقول الرعد في الوجه إخّ
كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا / منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ
كم بشر بالثلج لما غدا / كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ
كم اثر نيران إذا ما رعى / بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ
وحاولَ البربخ في الماءِ أن / يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ
لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا / كرَّر في أيَّامهِ قول بخ
كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم / مداد جنح بضياه انْتسخ
صكَّت به الأجرام من فوقنا / ودار بالآفاقِ منَّا فلخ
وجاز في آذاننا واغلاً / كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ
ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ / وخوفه من كبدِي قد رسخ
فعوّذوني دونه بالرّقى / أو بخِّروني بالحصى والكلخ
متى أرى من مطرٍ رحمةً / تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ
متى أرى جيب الغوادِي انْفرى / وروع أفراخي لديهِ انْفرخ
اللائذين اليومَ من حاتمٍ / كأنه شعوآءُ فيها فنخ
تكوَّموا في البيتِ من خوفه / فالبيت أو ناظمهُ كومُ فخ
عادوا بنعمى أحمدٍ فاقْتضوا / منها لدفعِ الثلج عادات رخّ
ذو القلمِ الرَّاقي حياً أو علاً / فيا له غصناً دَنا أو شمخ
وأنفق الخاءآتِ لكنه / لعبدهِ من وفرِها ما رضخ
فحيث من مصر ينخى الذي / عارض من شرقيها ثوب نخ
من أينَ للقومِ الأولى قوَّضوا / كذهنكَ المقتدح الممترخ
هذا وفي الأقوامِ ذُو قوَّةٍ / وإنَّما الشيخ عديّ شيخ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025