المجموع : 169
شكراً لنعماك وإن أفحمت
شكراً لنعماك وإن أفحمت / لساني الشاكر عما نويت
وعجّزت مدحي لُهاك التي / مدحتها بالعجز ثم اكتنيت
يفديك من رمت حماه فلو / هجوت ما زدت على أن حكيت
والله ما أنت وأهل العلا / إذا تأملتهم وانتقيت
إلاّ كبيت الله في فضله / على بيوت الله والكل بيت
يا سيداً حلوَةُ أمداحه
يا سيداً حلوَةُ أمداحه / تجمع بين الحسن والبخت
لما تحلت سنه بالهنا / لديكم في أسعد الوقت
ناديت بالاسم وترخيمه / وصحت يا ستين يا ستي
لاعبُ شطرنجٍ بفصل الشتا
لاعبُ شطرنجٍ بفصل الشتا / عشقته ويلاهُ من بُهْتِه
قلبي بكانون على ناره / وسيدي يلعب في دَسْته
دع غزلاً وامدحْ وزير التقى / في فضله الأوفى وفي نعته
وليهنَ مغنى الشام من حظه / قدوم مولانا ومن تخته
أوحشه الغيث الذي قد نأى / وجاءه واللهِ في وقته
وليهنَ مولانا بحيث انتحى / قدر سما الكواكب في سمته
من فوقه أنت بمقدار ما / تطيفك الأبصار من تحته
مولايَ أدركني بفضل الدعا
مولايَ أدركني بفضل الدعا / والجاه تنقعْ بها غُلَّتي
جرايتِي ضاعتْ فآهاً لها / وبعد هذا رمدتْ مقلتي
ففي صباحِي ومسائِي معاً / أصيحُ يا عيني ويا غَلَّتي
كانَ لمولانا كما قد درَى
كانَ لمولانا كما قد درَى / جدّ يرى للودِّ إثباتا
وكانَ لي جدّ سعيد فيَا / لهفِي على جدَّين قد ماتا
يا عجباً لي بعد عصر الصّبا
يا عجباً لي بعد عصر الصّبا / مخالفٌ في كلِّ حالاتي
أصبُو وقد أصبحتُ من نسوتي / ما بين عمَّاتي وخالاتي
جنينة التين وجيرانها
جنينة التين وجيرانها / قد طيَّبت لذَّاتها وقتي
وكثرت عنديَ ما أشتهي / فالتين من فوقِي ومن تحتي
سافرت للساحل مستبضِعاً
سافرت للساحل مستبضِعاً / حمداً وقصداً حسن الجملة
فيا له من متجرٍ رابحٍ / ما نفقت فيه سوى بغلتي
طلقت أبكار القوافي التي
طلقت أبكار القوافي التي / كم معها في بيتِ شعرٍ أوَيت
فلا وَوَقتٍ كانَ للشعر لا / يجمعنا من بعد ذا سقفُ بيت
يا سيِّدي هنئتَ عيداً أتى
يا سيِّدي هنئتَ عيداً أتى / بالسعدِ يجلى من جميعِ الجهات
لا غروَ إن أحييتني بالنَّدى / إنَّ النَّدى والشمس محيي النبات
ما البرق في كانونه قد قدح
ما البرق في كانونه قد قدح / والغيم في كفِّ الثريا قدح
أضوأ من ذهنك ناراً ولا / أرقّ من لفظك كأساً طفح
أورى نداك الذهن زنداً على / أنَّ امرأً في فضله ما قدح
وكأس ألفاظٍ عِذابٍ إذا / مازجها كافور ثلج نضح
وصغت ثلجاً فاكتسى برده / ذكاء ألفاظك حتى نفح
وسبح الناس بدرّيهما / حباً فيا لله من ذي السبح
وصار بالثّلج عذابُ الورى / عذباً وعاه غمه فانشرح
لم أنسه كالشيب لما أضا / في الرأس أو في الجلد لما جرح
قد غسل الليل بصابونه / وفاض في صبغ المسا فانمسح
وخاف أن يغتبق الأفق من / أندائه صدر الدجى فاصطبح
وعاد خيط الليل من لونه / أبيض كالفرق إذا ما وضح
وسيرت منه الجبال التي / رأى بها الساعة طرْفٌ طمح
ما كان ذاك الوجد حوتاً جرى / في فلك الشهب وثوراً نطح
الأمر أدهى والذي غاب من / شكوى الورى أكثر مما سنح
سلّت يد السعد على النحس من / أهل الشقا سكّينها فانذبح
وضاقت الأنفس من فرط ما / يُندف من رأس وقطنٍ قزح
وأبيض ذاك الطرف مما بكى / وأزبد العوَّاء مما نبح
وانقصف الغصن فكم طائر / ناح عليه بعد ما قد صدح
كأنما البحرُ طفا ملحه / فذرّه الأفق على ما جرح
يا مدْملَ الجرح بألفاظه / وناهياً للدّهر عما اجترح
لله ما خائية خلدت / في صفحة الدهر أجلّ الملح
أقسمت لو وازنت الشمس في الم / يزان دينار سناها رجح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح
عجبتُ من طرفي وخدّ المليح / كلاهما هذا بهذا جريح
هذا دَمُ الراحِ به واقفٌ / وذا دَمُ الأدمعِ فيه يسيح
تغزّلي المنظومُ فيه وفي / سلطاننا الناصر نظم المديح
في دَعةِ الله وفي حفظه / مسراك والعود بعزمٍ نجيح
يا موعداً منه بقرب اللقا / قابلتنا اليومَ بصبحٍ صبيح
لو جازَ أنْ تسلكَ أجفاننا / إذا فرَشنا كلّ جفن قريح
لكنها بالبعدِ معتلةٌ / وأنتَ لا تسلك غيرَ الصحيح
يا من غدت ألفاظه حلوةً
يا من غدت ألفاظه حلوةً / قد أبدعت معنى وإيضاحا
تفتح آمالي فأحسن بها / سكرةً تصحب مفتاحا
بشرنا الفتح بعاداتنا
بشرنا الفتح بعاداتنا / لديكَ وهي المنّ والمنح
فقلت تبتّ يدُ خذلاننا / وجاءَ نصرُ اللهِ والفتح
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي
ضيعتكم قد أشبهت ليلتي / مخوفةً مسوَدَّةً كالحه
كلاهما في وصفهِ واحدٌ / ما أشبهَ الليلةَ بالبارحه
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى
صبراً وإن جلَّ الأسى وانتضى / لكلِّ قلبٍ حدّه الجارح
كلٌّ إلى هذا الثرى صائرٌ / لا صالحٌ يبقى ولا طالح
بشرني الدهر بقصدٍ به
بشرني الدهر بقصدٍ به / بدا على أصحابي النجح
وقال إن تستفتحوا في رجا / خيرٍ فقد جاءَكم الفتح
قم هاتها في الليلِ راحاً كما
قم هاتها في الليلِ راحاً كما / توقدت شعلةُ مصباح
ودافع الهمّ فإني امرؤٌ / أدفع صدرَ الهمِّ بالراح
البرق في كانونه قد نفخ
البرق في كانونه قد نفخ / والثلج في جيب الغوادي نفخ
قد زمجرَ الرعدُ بآفاقهِ / كأنَّه ممَّا دهاه صرَخ
هذا وقوسُ النوْءِ في أفقه / كأنما قد نصبوا منه فخ
قد شدَّ عقداً عالياً أو بنى / قنطرةً في الحالِ ثمَّ انْفسخ
والأرضُ كالمنفوشِ أو هذه / خميرة من فوقه قد لطخ
لم تبقَ أرضٌ قد زكَا زَرعها / حتَّى طواها ثمَّ ردَّ السبخ
وامتلأ الوادي بإمدادهِ / كأنَّه القربةُ ممَّا انْتفخ
وجاءَنا النوءُ بإرعابه / لا شكَّ أنَّ النوءَ ممَّا بذخ
بحرٌ من القدرةِ لكنه / من كلِّ عينٍ للبواكِي نضخ
وسحبهُ تفتح أبوابها / والبرقُ فيما بيننا كالخوَخ
وبانَ في الطودِ وعرنينه / بما كساه شممٌ أو طبخ
وكلنا منتثرٌ لحمهُ / وهو على كانونه قد طبخ
دامت ليالي الثلج لا أصبحت / ولا نهارٌ بأذاهُ الْتطخ
وحكمت فيه أيادِي الحيا / ولا أجابَ الله ممَّا اصطرخ
ومكنت فيه مدى برقه / حتَّى أرى من جلدهِ ما انْسلخ
هل مطر يغسل في الأرضِ من / بياضه أسود هذا الوسخ
وهل أرى ريحاً وقد زعزعت / في الطرقِ منه كلّ طود رسخ
وهل فتىً يشكى إليه الذي / تمَّ له أدراج تتلى وبخ
بلى جمالُ الدينِ أنعم به / مولىً كريماً ونسيباً وأخ
لو قابلت سنوننا شمسه / أو نوءها أبصرته قد نسخ
جاء جواب منه كم حافظٍ / له وكم ربّ بديعٍ نسخ
فدامَ ما امْتدَّ رداء الدجى / مدبراً بالنجمِ ثم انْسلخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ
لغرة الأفق بياضٌ شدَخ / جسمي به من قبل شهري انسلخ
ويلاهُ من ثلجٍ صميمٍ إذا / تساكت الناسُ لديه صمخ
قامت به شعرةُ أجسامنا / بزرقةٍ فالويل منها خوخ
كأنَّني محراكُ فرنٍ إذاً / قالوا عجينُ الثلج في الأرضِ طخ
كم يبصق الثلج على لحيةٍ / وكم يقول الرعد في الوجه إخّ
كم تعقد الآفاقُ عقدَ اللّبا / منه وكم ينثرُ نثرَ اللبخ
كم بشر بالثلج لما غدا / كالحجرِ المطروحِ قبل المسخّ
كم اثر نيران إذا ما رعى / بالثلجِ يجري ماءَه قبل سخ
وحاولَ البربخ في الماءِ أن / يحكي مجارِي رشحهِ فانْبرخ
لا كانَ ذاكَ البخ منه ولا / كرَّر في أيَّامهِ قول بخ
كم ليلةٍ بالثلجِ شابت وكم / مداد جنح بضياه انْتسخ
صكَّت به الأجرام من فوقنا / ودار بالآفاقِ منَّا فلخ
وجاز في آذاننا واغلاً / كأنَّهُ يقلعُ منها زنخ
ما لي ببابِ الثلج من طاقةٍ / وخوفه من كبدِي قد رسخ
فعوّذوني دونه بالرّقى / أو بخِّروني بالحصى والكلخ
متى أرى من مطرٍ رحمةً / تطرد من قاعدةٍ ما انْفسخ
متى أرى جيب الغوادِي انْفرى / وروع أفراخي لديهِ انْفرخ
اللائذين اليومَ من حاتمٍ / كأنه شعوآءُ فيها فنخ
تكوَّموا في البيتِ من خوفه / فالبيت أو ناظمهُ كومُ فخ
عادوا بنعمى أحمدٍ فاقْتضوا / منها لدفعِ الثلج عادات رخّ
ذو القلمِ الرَّاقي حياً أو علاً / فيا له غصناً دَنا أو شمخ
وأنفق الخاءآتِ لكنه / لعبدهِ من وفرِها ما رضخ
فحيث من مصر ينخى الذي / عارض من شرقيها ثوب نخ
من أينَ للقومِ الأولى قوَّضوا / كذهنكَ المقتدح الممترخ
هذا وفي الأقوامِ ذُو قوَّةٍ / وإنَّما الشيخ عديّ شيخ