المجموع : 68
يا قائدَ القلبِ إلى صبرِ
يا قائدَ القلبِ إلى صبرِ / كانَ له ذخرٌ من الذخرِ
كانَ مقيماً فنهاهُ الهَوَى / واختلستهُ دولة الهَجرِ
ما راحةُ القلبِ إلى واكفٍ / مِن المآقي بدمٍ يجرِي
لعلهُ يطفئُ ما بالحشا / من حرقٍ ضاقَ بها صدرِي
يا ليلةً طالت على ناظري
يا ليلةً طالت على ناظري / كأنها كانت بلا آخِرِ
سهرتُها شوقاً إلى راقدٍ / عدا الكرى عن طرفي الساهِرِ
يا لحظةً أسقمني سقمُها / وفترةً في طرفهِ الفاتِرِ
لا صبرَ لي عن قمرٍ مشرقٍ / مُرَكبٍ في غُصُنٍ ناضِرِ
يا هجرَهُ المُرّ من الصبرِ
يا هجرَهُ المُرّ من الصبرِ / والصبرُ لا يبقى مع الجمرِ
فكيفَ أسلاهُ ووَجدي بهِ / حلَّ محلَّ القلبِ من صدرِي
والله ما يغفلُهُ ساعةً / وَهمي ولا يدنو من فكري
لا أكذبُ الله ولكنني / آخِذُ من حسادهِ حذري
الوَجدُ قد وحَّدني صبرا
الوَجدُ قد وحَّدني صبرا / وكيفَ لا يقتلُني كِبرا
إني لم أطع بهِ عاذلاً / وليسَ أعصي للهوى أمرا
فصدَّ معذوراً على أنني / أبليتُ في الوجدِ به عذرا
يا ذا الذي ملَّكهُ حسنهُ / قلبي دَعِ الإعراضَ والهَجرا
أعوذُ باللَهِ من الهجرِ
أعوذُ باللَهِ من الهجرِ / مع ما أرى من قلةِ الصبرِ
يا وجهَ مَن أهوى فكن شافعاً / بحقّ ما فيكَ من العذرِ
كم ليلةٍ قد بتُّها ساهرا / بالشوقِ والأحزانِ والفِكرِ
أجارَ إحسانكَ وحدي كما / أصبحت جارَ القلبِ في صدرِي
قلبٌ بِمَن تيّمَهُ مُولَع
قلبٌ بِمَن تيّمَهُ مُولَع / يدعو الذي يهوى فلا يسمَعُ
لا ذو هوىً منه لما نالهُ / من الهوى أثلٌ ولا أجرَعُ
يا سائلي مما اتخذت الضَّى / إلفاً ولم نشكو وتستسرعُ
إني كئيبٌ دَنِفٌ مُوجعٌ / وليسَ لي صبرٌ فما أصنعُ
قَد تطلعُ الشمسُ كما تطلعُ
قَد تطلعُ الشمسُ كما تطلعُ / ونورُهُ من نُورِها أنصَعُ
في وجههِ أضعاف أضوائِها / فهو إذا ما اجتمعا أجمَعُ
لا شيءَ في الناس إذا حصلوا / من وجههِ أبهى ولا أبدَعُ
فإن يَكن ملّكه طرفهُ / بلحظهِ قلبي فما أصنَعُ
بذل ابن موسى فوقَ تأملهِ
بذل ابن موسى فوقَ تأملهِ / وجودُهُ فوق مَدى وصفهِ
إن ظعنَ الحمدُ إلى أرضهِ / فإنما حنَّ إلى إلفهِ
ليسَ بمنسوبٍ إلى جودهِ / فالجودُ منسوبٌ إلى كفِّهِ
لو تُضعِفُ الدنيا لأموالهِ / يوماً إذا ما ارتاحَ لم تُلفهِ
دلَّ على أنّي به مدنفُ
دلَّ على أنّي به مدنفُ / عينٌ من الوجدِ به تذرفُ
وإنما يهجرني إنهُ / يعرفُ من قلبي ما يعرفُ
ما طرفت عيني بأجفانها / يوماً على الأرض ولا يطرفُ
أعزّ ممن أنا عبدٌ له / عليَّ في الناس ولا يُنصفُ
إلفٌ بكى شوقاً إلى إلفهِ
إلفٌ بكى شوقاً إلى إلفهِ / بدمعِ عينيهِ فلم يكفهِ
حتى بكيت بالدمِ أجفانهُ / وأثرَ التسهيدُ في طرفهِ
حزناً على من لم يزل قلبُ من / أبصرهُ مذ كان في كفهِ
يزدادُ حسناً عند أهل الهوى / ما أعرفَ الواصفُ في وصفهِ
يا أملي قد حانَ أن تعطِفا
يا أملي قد حانَ أن تعطِفا / أما تراني ناحِلاً مدنَفا
أبكي على جسمٍ تَعمدته / بالسقمِ لم يصبح له مُنصِفا
وسائلٍ لي من منحتَ الهوى / فقلتُ أهوى الغنجَ الأهيفا
من يحسنُ الوجدُ بهِ والهوى / له ولا يحسنُ أن يسعِفا
الحُسنُ مَنسوبٌ إِلى وَجهِكا
الحُسنُ مَنسوبٌ إِلى وَجهِكا / وإِنَّما يزدادُ حسناً بِكا
لم فيّ من أصبح لي لائماً / ما عذرُ من يعذِلُ في حبكا
إن كانَ لا يعذرني فليُشِر / بكفِّهِ يوماً إلى مِثلكا
يا ربِّ يا ربِّ استَجب دَعوَتي / واصلني اللَه إِلى فَضلِكا
على البَديعِ الفَردِ مَن دَلَّكا
على البَديعِ الفَردِ مَن دَلَّكا / يا أَيُّها الحسنُ هَنيئاً لكا
لما تفردتُ به مَلني / مِما رَأى فيكَ فَما ملكا
لبيكَ إن أصبحتَ عبداً له / أقبل فؤاداً صارَ عبداً لكا
يا عاشِقاً قَلبي لَه عاشِقٌ / أحلَّني اللَه ولا حلَّكا
جُد بِوصالٍ وارضَ عن إلفِكا
جُد بِوصالٍ وارضَ عن إلفِكا / تركتهُ أسقمَ مِن طَرفِكا
صَباً كَئيباً يَشتَكيكَ الهوى / كما اشتَكى الأهوالَ من نصفِكا
لِسانهُ عَن وَصفِ أسقامهِ / قد كلَّ منهُ عن مَدى وصفِكا
لا مَسكَ الضرُّ الذي مسني / من صبرهِ خيلَ في كفِّكا
حييتَ مَن تَهوى فَحياكا
حييتَ مَن تَهوى فَحياكا / وأبعدَ الهجرَ وأدناكا
وسرَّكَ اللَه بما لم تزل / يحبهُ من قبل عيناكا
لم تطبِ الدنيا ولكنَّما / طابت بمن تهواهُ دُنياكا
فعش قريرَ العينِ في نعمةٍ / فإنَّ من تهواه يهواكا
إن يكنِ الطرفُ بكى شجوَهُ
إن يكنِ الطرفُ بكى شجوَهُ / فالقلبُ أغراهُ بطولِ البُكا
ولم يَزل يَكتم ما نالهُ / ولم يَدعهُ الشوقُ حتَّى شكا
يا مالكَ النفسِ بلحظاتهِ / ما هَكذا يفعلُ من ملِّكا
أمسكَ عُذَّاليَ عن عذلِهِم / لما توسلت إليهم بكا
باللَهِ يا طولَ الضنى حسبُك
باللَهِ يا طولَ الضنى حسبُك / لو لكَ قلبٌ رقَّ لي قلبُك
ما لكَ ذنبٌ أنتَ في ذا الهَوى / إن كنتَ مأموناً فما ذنبُك
يا فاترَ الأجفانِ ماذا الذي / في دَنفٍ أنحلَهُ حبُّك
آمنَهُ اللَهُ عليهِ الرضا / وعافَهُ من سقمٍ عتبُك
من أين لي صبرٌ فلا أذكرك
من أين لي صبرٌ فلا أذكرك / أو مثلُ ما تَهجرني أهجرك
من ذا الذي يقدرُهُ في الهوى / أو أحدٌ في الحسنِ أن يقدِرُك
وعاذلٍ أصبحَ لي عاذراً / لو قال إن قصَّرتَ لا أعذرُك
مت في هَوى مَن هو أهلٌ لهُ / قد كنتُ أنهاكَ كما آمرُك
عينٌ بها من دَمعهِا كُحلُ
عينٌ بها من دَمعهِا كُحلُ / يَكفَحُها عن نومِها شُغلُ
أنِسَت مآقيها بعبرتِها / فكأنَّ عبرتها لها شكلُ
تبكي على قلبٍ أضرَّ بهِ / طولُ الهوى وبيانُهُ الوَصلُ
مستشعرٍ حرقاً مخيّمةً / بين الضلوعِ كأنها النبلُ
حيرانَ من شوقٍ الي رشأ / يحظى به الإخلاف والمطلُ
ملكَ القلوبَ بطرفِ ساحرةٍ / حوراءَ صنعةُ لحظِها الخَبلُ
يرنو بها قمرٌ تضمَّنهُ / غصنٌ ينوءُ ببعدهِ القَتلُ
لَيست لِموجَعِ مغرمٍ دَنِفٍ / ما إِن يملُّ هوىً ولا يَسلو
أكرمتَني وبسطتَ لي أملاً / لم ينأ عنه نوالكَ الجَزلُ
وبررتني عن غيرِ معرفةٍ / سَلفت ومثلكَ للندَى أهلُ
يَجري الجوادُ لجودِ أوَّلهِ / والفَرعُ ليسَ يخونهُ الأصلُ
لي في قريشٍ نبعةٌ فرعَت / جبلاً ومغرسُ عودِها سَهلُ
يا مَن تليقُ المكرمات بهِ / وعليهِ يثني القولُ والفِعلُ
ومن السماحِ عقيدُ راحتهِ / وإلى يديهِ ينسبُ البذلُ
وابنُ الكرامِ الأكرمينَ بنا / وسميُّ من خُتِمَت به الرسلُ
ما ماتَ من أصبحت وارثَهُ / أهلُ الندى يُحييهمُ النَّسلُ
أحييتَ موسَى وَالذينَ بِهم / نيلَ النوالُ وأدركَ الذَّحلُ
آباءُ صدقٍ لم يكن لهُم / مثلٌ وما لكَ في الوَرى مِثلُ
فعمرت تَخلفهم كما عَمروا / أبداً وجدكَ بعدهم يَعلو
يا ربِّ لا صبرٌ ولا وصلُ
يا ربِّ لا صبرٌ ولا وصلُ / طالَ الهوى واتَّصلَ العذلُ
كفاكَ مما بي يا عاذِلي / من الهوى إنِّيَ لا أسلو
أصبَحتُ فردَ القلبِ لا مثلَ لي / في حبِّ من ليسَ له مِثلُ
فحسبُ من يعذلُني في الهَوى / ووجهُ من أهوَى له أهلُ