المجموع : 38
الشَّيْخُ قَالوا قَدْ غَدا سَالِكا
الشَّيْخُ قَالوا قَدْ غَدا سَالِكا / فَقُلْتُ لِلنّارِ غَدا سَالِكا
لا تَغْتَرِرْ بِالزُّورِ مِنْ فِعْلِهِ / كَمْ فَاتِكٍ تَحْسَبُهُ نَاسِكَا
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا
بِمُهْجَتي سُلطانَ حُسْنٍ غَدَا / يَجُوزُ في الحُبِّ وَلا يَعْدِلُ
يا عاشِقيه إحْذَرُوا صُدْغَهُ / فَهوَ الحَشِيشي الَّذي يَقْتُلُ
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ
جَارَ فَهَيْهَاتَ يُرَى عَدْلُهُ / أَوْ يُرتَجى بَعْدَ الجَفَا وَصْلُهُ
أَهَكَذا بِاللَّهِ أَخْلاقُهُ / في الحُبِّ أَمْ عَلَّمَهُ أَهْلُهُ
يا مَنْ حَكَى لَوْنَ الدُّجَى فَرْعُهُ / قُلْ لِي هِجْرانُكَ ما أَصْلُهُ
أَطَلْتَ في الحُبِّ تَجَنِّيكَ وال / مَوْتُ وَلا هذا الجَفَا كُلُّهُ
وَاعَجباً مِنْ عَاذِلٍ لَمْ يَزَلْ / يَحْدُو فُؤادِي لِلْهَوى عَذلُهُ
يا ذا الَّذي يَطْمَعُ في سَلْوَتي / أَهكذا قالَ لَهُ عَقْلُهُ
في غَزَلي مِنْ لَحْظِ ذَاكَ الغَزالْ
في غَزَلي مِنْ لَحْظِ ذَاكَ الغَزالْ / أَخْبَارُ صَبٍّ قَتَلتْهُ النِّبالْ
غُصْنٌ سَقَتْهُ أَدْمُعِي ثُمَّ مَا / أَثْمَرَ لَمَّا مَالَ إِلّا المَلالْ
وَهَبْتُه ياقُوتَ دَمْعي وَلا / يَسْمَحُ لي مَبْسَمُهُ بِاللآلْ
حَلَّ ثلاثاً يَوْمَ حَمَّامِهِ / ذَوَائِباً تَعْبُق مِنْهَا الغَوَالْ
فَقُلْتُ والقَصْدُ ذُؤَاباتُهُ / يا سَهَرِي في ذِي اللَّيالِ الطِّوالْ
أَسيرُ أَلْحاظٍ بِخَدٍّ أَسيلْ
أَسيرُ أَلْحاظٍ بِخَدٍّ أَسيلْ / كَليمُ أَحْشاءٍ بِطَرْفٍ كَلِيلْ
في حُبِّ مَنْ حَظِّي مِنْ شَعْرِهِ / لَكِنْ قَصيرٌ ذَا وهَذا طَوِيلْ
لَيْسَ خَليلاً لي وَلَكِنَّهُ / أَضْرَمَ في الأَحْشاءِ نَارَ الخَلِيلْ
ظَبْيٌ مِنَ التُّرْكِ هَضِيمُ الحشَا / يَهُزُّ عِطْفَيْهِ دَلالاً جَمِيلْ
ذُو وَجْنَةٍ تَوْرِيدُها شاهِدٌ / إِنْ أَنْكَرَتْ قَتْلِي بِطَرْفٍ كَحيلْ
تَلاعُبُ الشَّعْرِ على رِدْفِهِ / أَوْقَعَ قلبي في العَرِيضِ الطويلْ
كَمْ قُلْتُ مِنْ وَجْدِي بِهِ مُشْفِقاً / وَلي حَشا مِنْ هَجْرِهِ في غليلْ
يا ردْفَهُ جُرْتَ على خَصْرِهِ / رِفْقاً بِهِ ما أَنْتَ إِلّا ثَقِيلْ
أَسْرَفْتَ في اللَّوْمِ وَلمْ تَقْتَصِرْ
أَسْرَفْتَ في اللَّوْمِ وَلمْ تَقْتَصِرْ / وَزدْتَ في لَوْمِكَ يا ذا العَذُولْ
قَدْ رَضِيَتْ نَفْسِي بِمَحْبُوبِها / وَإنّما المَوْلَى كثيرُ الفُضُولْ
الدَّمْعُ هَامٍ وَالحَشا هَائِمْ
الدَّمْعُ هَامٍ وَالحَشا هَائِمْ / وَالجفنُ دَام وَالجوىَ دَائمْ
يا مَنْ خَلا مِنْ حُسْنهِمْ نَاظِري / في القَلْبِ مَغْناكُم وَمَعْنَاكُمْ
وَاللّه ما سارَتْ بأرضِ الحِمى / ركابنا إلّا ذَكرْناكُمْ
وَلا سَرتْ مِنْ نَحْوهِ نَسْمةٌ / إلّا عَرفْناها بِرَيَّاكُم
سَقَى لَيالينا على حَاجرٍ / غَيْثٌ وَحَيّاهَا وَحَيّاكُمْ
لَيالياً بالوَصْلِ قَضيْتُها / ما كان أَحْلاها وأَحْلاكُمْ
أَحْبابنا ما الجزْعُ ما المُنْحنَى / ما رَامَةُ ما الشِعب لَوْلاكُمْ
ما قامَ هذا الكَوْنُ إلّا بِكُمْ / وَلا الوُجودُ المَحْضُ إلَّاكُمْ
وَلي بِجَرْعَاءِ الحِمَى شَادِنٌ / بِقَتْلِ أَرْبابِ الهَوى عَالمُ
ما القَلْبُ عَنْه في الهَوى مائِلٌ / وَلا لَهُ في حُبِّه لائِمُ
يَصْرمُ حَبْلَ الودِّ مَنْ مُنْصِفي / مِنْ صارِمٍ في لَحْظِه صَارِمُ
أَشْكُو إليه مِنْهُ ما ألتقي / وَيْلاهُ مِنْ خصمٍ هُو الحاكمُ
لا تَطْلُبنَّ القُوتَ مِنْ مَعْشَرٍ
لا تَطْلُبنَّ القُوتَ مِنْ مَعْشَرٍ / مَا عِنْدَهُمْ لُطْفٌ ولا رَحْمَهْ
مَنْ لَيْسَ في لُحْمهُمُ فَضْلةً / فَلَيْسَ فِي فَضْلِهِمُ لَحْمَه
يا حَبَّذا طَيْفُكَ مِنْ قَادمِ
يا حَبَّذا طَيْفُكَ مِنْ قَادمِ / يا أَحْسَنَ العَالم في العَالمِ
طَيْفٌ تَجلَّى نُورهُ سَاطِعاً / حَتَّى رَأَتْهُ مُقْلةُ النَّائمِ
يا غَائِباً يَحكمُ في مُهْجَتي / عَليَّ طالتْ غَيْبَةُ الحَاكمِ
عارٌ على حُسْنِكَ أنْ أشْتَكي / حَظِّيَ مِنْهُ أنَّهُ ظَالمِي
وَذي ثَنايا لم تَدعْ عَاشِقاً
وَذي ثَنايا لم تَدعْ عَاشِقاً / إلّا عَصَى في حُبِّها مَنْ يَلومْ
كم بِتُّ أَرْعَى في لمَى ثَغْرِها / وَشِيمَةُ العاشِق رَعْيُ النُّجومْ
كَانَ بِعَيْنَيْنِ فَلمَّا طَغَى
كَانَ بِعَيْنَيْنِ فَلمَّا طَغَى / بِسِحْرِه رُدّ إِلَى عَيْنِ
وَذاكَ مِنْ لُطْفٍ بِعُشَّاقِهِ / مَا يَضْرِبُ اللَّه بِسَيْفَينِ
لَمْ أَنْسَهُ لَمَّا أَتَى مُقْبِلاً
لَمْ أَنْسَهُ لَمَّا أَتَى مُقْبِلاً / أَوْلانِيَ الوَصْلَ وَمَا أَلْوَى
وَقعْتُ بِالرَّشْفِ على ثَغْرِهِ / وَقْعَ المَساطِيلِ على الحَلْوَى
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ يَسْعَى بِهَا
قُلْتُ وَقَدْ أَقْبَلَ يَسْعَى بِهَا / صَفْراءَ تَحْكي فِعْلَ عَيْنَيهْ
إِنْ قِسْتُهُ بِالشَّمْسِ في حُسْنِهِ / فَالشَّمْسُ في قَبْضَةِ كَفَّيْهْ
لَعِبْتُ بالشَّطْرَنْجِ مَع شَادنٍ
لَعِبْتُ بالشَّطْرَنْجِ مَع شَادنٍ / رَشاقَةُ الأَغْصَانِ مِنْ قَدّهِ
أَحُلُّ عَقْدَ البَنْدِ مِنْ خَصْرهِ / وَأَلثُمُ الشّاماتِ مِنْ خَدّهِ
ظَبْيٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ هَوىً
ظَبْيٌ لَهُ في كُلِّ قَلْبٍ هَوىً / قَدْ حَكَمَ اللَّهُ بِتَخْليدِهِ
قَلَّدهُ الحُسْنَ الَّذي يَشْتَهِي / وَهذِه نُسْخَةُ تَقْلِيدِهِ
سَاقٍ يُريني قَلْبَهُ فِي الهَوَى
سَاقٍ يُريني قَلْبَهُ فِي الهَوَى / قَساوةً شَابَ لَهَا رَاسي
وَلَيْسَ بِدْعاً ذَاكَ مِنْ مِثْلِهِ / فَكُلُّ سَاقٍ قَلْبُهُ قَاسِ
لاعَبْتُ بِالخَاتَم إنْسَانَةً
لاعَبْتُ بِالخَاتَم إنْسَانَةً / كَالبَدْرِ في جُنْحِ الدُّجَى الفَاحِمِ
حَتّى إذا ما رُمْتُ أَخْذِي لَهُ / مِنَ البَنَانِ التَّرفِ النَّاعمِ
خَبَّتهُ في فِيهَا فَقُلْتُ انْظُروا / قَدْ خَبَّتِ الخَاتِمَ بالخَاتِمِ
لَوْ كُنْتَ فِينا وَلِهاً مُغرَماً
لَوْ كُنْتَ فِينا وَلِهاً مُغرَماً / شُغِلْتَ بِالحُبِّ عَنِ الشَّكْوَى
حَتَّى تَرى أَيْسَر ما نَلْتَقِي / أَعْظَمَ مَا تَحْكِى مِنَ البَلْوَى
مَا عَزَّ صَبٌّ قَطُّ في صَبْوَةٍ / إِلَّا إِذَا ذَلَّ لِمَنْ يَهْوَى