القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 141
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ / فرمتُ مُخَّ الذَّرِّ في عُسْرَتِهْ
أمَّلْتُ منْ رفد سُلَيْمانِكُمْ / ما أمَّلَ المعتزُّ مِنْ نُصْرَتِهْ
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً / لكنها ليست بمحجوجَهْ
نِكنا فنكنا منك دُرَّاعةً / مِنْ قُبْلِها والدُّبْرُ مفروجَهْ
قد أُفضِيَ الطيزُ إلى فقْحَةٍ / مفتوقة بالطعن مضروجَهْ
فأنتِ في الفقحة مجروحةٌ / وأنت في الكَعْثَبِ مَعْفُوجَهْ
وأنتِ إن غنيت مَثْلُوجَةٌ / وأنت إن حدَّثتِ مفلوجَهْ
وإنْ تمشَّيتِ فَدُحْروجَةٌ / وإن تفجَّحْتِ ففَرُّوجَهْ
لقد لَفظْنَا منكِ مَلْفُوظةً / وقد مججنا منك ممجوجَهْ
يا جبهةً جلحاء مقْبُوبةً / وفَقْحَةً رسحاءَ محلُوجَهْ
أمن مُسُوخِ الله مسروقة / أم من مسوخ الله مَنْتُوجَهْ
كأسُ الندامى ما تَغنَّيْتِهمْ / بالصَّابِ والعلقم ممزُوجَهْ
فبالقَنَانِي أنت محذُوفةٌ / وبالصواني أنت مَشْجوجَهْ
إليكِ يا من فمُها قِرْبَةٌ / وطيزها المهتُوك فَلُّوجَهْ
إن كان هذا يا ابن ساداتنا
إن كان هذا يا ابن ساداتنا / فاخلفْه لي بالطائر الدارجِ
أو لا فحسبِي سَمَكِي إنه / خير مِزَاج الجسم للمازجِ
ولا تخف من مَطْعَمٍ باردٍ / على امرئٍ صُوِّر من مارجِ
لا تحسَبُوا ضَرْبة صيَّادكم / أتت على المنتوج والنَّاتجِ
فإن في دِجْلة حِيتانَها / عديدُ ضعْفَيْ موجها المائجِ
أنت الذي لا ينتهي جُودُهُ / أو يتناهى لَهجُ اللاهجِ
وابنُ الألى أربتْ مساعيهِمُ / على نسيج الشِّعر والناسجِ
وما ابنُ عمارٍ أُرى مُقْلِعاً / أو نلتقي في رَهَجٍ راهجِ
يا ويحَ من أصبح في غُمَّةٍ
يا ويحَ من أصبح في غُمَّةٍ / ليس له من كربها مخرَجُ
فروحُهُ تُزعَجُ عن جسمه / وجسمُه عن بيته يُزعجُ
وقينةٍ أبردُ من ثلجَهْ
وقينةٍ أبردُ من ثلجَهْ / تظلُّ منها النفسُ في ضجَّهْ
ما أكذبَ المطِنبَ في وصفها / لا صَدَّق الله له لهجَهْ
فظيعة فالحلقُ في سَكْتةٍ / وبطنها القَرْقار في رَجَّهْ
خالصةُ النَّتْن ولكنها / في ريقها من سَلْحها مجَّهْ
كأنها في نَتْنها ثُومةٌ / لكنها في اللون أَتْرُجَّهْ
تبدو بوجهٍ قحِلٍ يابسٍ / قد نُزعَتْ من صحْنِهِ البهجَهْ
ذات فمٍ أخْطأَ من كلبةٍ / ومَضْرَطٍ أوقعَ من قَبْجَهْ
تفاوتت خِلْقَتُها فاغتدتْ / لكلِّ من عطَّلَ مُحْتَجَّهْ
لا تلكُمُ الأوصالُ مهتزةٌ / كلّا ولا الأردافُ مرتجَّهْ
ما جُنَّ من عشقٍ فؤادٌ بها / كلّا ولا ذابت بها مهجَهْ
رسمٌ مُحيلٌ بانَ سكانُهُ / فما على أمثاله عَرْجَهْ
قد كَتبتْ في بدنٍ ناحلٍ / أسماءَ من لاعَبَها الفَحْجَهْ
كأنها والوشمُ في جلدها / زِرْنيخةٌ شِيبت بنِيلَنْجهْ
ما لامرئٍ أظهر وَجْداً بها / عذرٌ لدى الناس ولا حجَّهْ
تروح للفسق فإن عُوتبت / أعتبتِ اللائمَ بالدَّلْجَهْ
خرّاجةٌ للفسقِ دخّالةٌ / تُعجِبُها الدخلةُ والخرجَهْ
تسابق الوعدَ بإنجازها / وتفتدي القبلةَ بالعَفْجَهْ
تُغَيِّضُ الأمواه في دُبْرِهَا / فسَلْحُها في صورة العُجَّهْ
سوداء بابِ الجُحْرِ شمطاؤه / لِكلِّ من كشَّفه عَجَّهْ
كأنما فَقْحتها فحمةٌ / فَتَّ عليها عابثٌ ثلجَهْ
ما نهضتْ عن مجلس ساعةً / إلا وجدنا تحتها مَجَّهْ
لو حُدِّثتْ عن فيشةٍ ضخمةٍ / بطَنْجةٍ سارتْ إلى طنجَهْ
أو قيل من تهوين قالت فتى / أَصلع في يافوخه شجهْ
ما كشفتْ عن عُطْعطٍ فَيْشة / تُجيد في أحشائها البَعْجَهْ
تقول إن هاجرها ساعةً / كم غمةٍ تتبعها فَرْجَهْ
لا تيأسي يا نفسُ من عَوْدةٍ / فالكبشُ لا يلهو عن النَّعجَهْ
ما حقُّ أيرٍ ناك أمثالَها / إلا مَواسِي أهل إفْرَنْجَهْ
بل حقُّه الرحمة إن الفتى / قد زُجَّ في البحر به زَجَّهْ
أستودع الله فتىً ناكها / فإنه المسكين في اللُّجَّهْ
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً / فلا تُجمِّشْها بتفَّاحَهْ
لكن بِدَسْتَنْبُويَةٍ ضخمةٍ / لقلبها في غمزها راحَهْ
فإنها تُذعن في لحظةٍ / مهتزّةً للنيك مرتاحَهْ
ولن يفكَّ القفْل عن كُعْثُبٍ / كرؤية الحسناء مفتاحَهْ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ / مُسْتَقْبٍلٌ آمِنَهُ المنْحُ
خِرْقٌ إذا استَنْجَدْتَ معروفه / جاءك نصرُ الله والفتحُ
شاركَ فيه الحُسْنُ إحْسَانَهُ / وزال عنه القُبْحُ والقَبْحُ
شُؤبُوبُ غيثٍ مُصْعِقٍ مُغْدِقٍ / تهتانُهُ الوابِلُ لا الرَشْحُ
أُلهُوبُ نارٍ فاستِنرْ واسْتَتِرْ / منه فقد أنذرك اللَّفْحُ
في بَذْلِه وشْكٌ وفي بطشه / بُطءٌ ولكنْ أمْرُهُ لَمْحُ
ليس تَأَنِّيهِ وَنَى فَتْرَةٍ / كلا ولا جِرْيَتُهُ جَمْحُ
الخيرُ في مَرْضاتِهِ كُلُّهُ / وإنَّمَا سَخْطَتُهُ بَرْحُ
كالسَّيف ذو لين لمن مسَّه / صَفْحاً وفي شفرته الذبْحُ
فإنْ قَدَحْتَ النارَ من فِكْرِهِ / في ليلِ خَطْبٍ أثْقَبَ القَدْحُ
أصبح مِنْ حِلْم ومِنْ عِزَّة / لم يَخْلُ من هَيْبَتِهِ كَشْحُ
كالطَّوْدِ لا يَنْطِحُ لكنه / يُوهِي رُؤوساً شَأنُها النطحُ
مَنْ ذَاكَ ذَاكَ الوائلي الذي / للشِّعْر في أوصافه سَبْحُ
تَبْجَحُ عدنانُ بأيامه / طُرّاً وما مِنْ شأنِهِ البجْحُ
ممن إذا قَرَّظَهُ مادحٌ / ساعدَه الإجْمالُ والشَّرْحُ
مرهوبُ شَيْبَانَ ومأمُولُها / والجبل الشَّامِخُ والسَّفْحُ
ذو الجود والبأسِ الذي باسمِهِ / جاد الْحَيَا وانْتشر السَّرْحُ
ذو الرفْق واليُمْنِ الذي باسمه / فُلَّ الشَّبَا وانْدَمَلَ القَرْحُ
مَنْ مَزْحُهُ جِدٌّ بِمعرُوفِهِ / يَفْدِيهِ قوْمٌ جِدُّهُمْ مَزْحٌ
كم عائلٍ ليست له ضيْعَةٌ / ولا بِهِ سعْيٌ ولا كدحُ
أضحى أبو الصّقر له ضَيْعةً / عُمْرَانُها التَّقْرِيظُ والمدحُ
لولا نداه هلكتْ أُمَّةٌ / لكنْ لها مِنْ رُوحِهِ نَفحُ
يُعْطِي ويُنْمِي الله أموالَهُ / والبحْرُ لا يُنْضِبْهُ النَّزْحُ
لا برحَتْ آلاؤُهُ في الورى / مَزْرُوعَةً ما زُرعَ القمحُ
أصبح سَمْحاً باللُّهَا في العُلاَ / فالشِّعْرُ فيه مِثْلُهُ سَمْحُ
لَه نَثا ينْشُر أرْواحَهُ / مَدْحٌ له في مَالِهِ مَتْحُ
كالمسْكِ مَجَّ الوردُ من مائِهِ / فيه وأذكاهُ به الجَدْعُ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ / مِنْ نَافح بالخيْر مَنفُوحِ
واشربْ على النرجِسِ مقْدُوحَةً / في الكأْس لم تُطْبَخْ بمَقْدُوحِ
كأَنَّها بالمسكِ مَجْدُوحَةٌ / بلْ هِيَ مِسْكٌ غيرُ مَجْدُوحِ
بَيْنَ نَدَامَى كلُّهُم جَامحٌ / ليس عن الغَيِّ بمَكَبُوحِ
زِقَاقُهُمْ في الدار مَبْطُوحَةٌ / وعُودُهُمْ ليس بِمَبْطُوح
أجْوَفُ مِرْنَانٌ ومَمْلُوءَةٌ / أعْذَبَ مَكْرُوعٍ ومَنْشُوحِ
مِنْ بين مَذْبُوحٍ لِنَاجُودِهِمْ / وبيْنَ حَيٍّ غيْرِ مَذْبُوحِ
يا حبَّذا النرجِسُ ريْحَانةً / لأنْفِ مَغْبُوقٍ ومَصْبُوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ / رُكِّبَ من رَوْحٍ ومن رُوحِ
أبْدى وُجُوهاً غيْرَ مَقْبُوحَةٍ / في زَمَن ليْسَ بمقبوحِ
يا حُسنَهُ في العيْنِ يا حسنه / مِنْ لامحٍ للشَّرْبِ ملموحِ
كأنَّما الطَّلُّ على نَوْرِهِ / ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطروحِ
لو شاهَدَ الورْدُ أحَايِينَهُ / لم تَرَ ورْداً غيْرَ مَسْفُوحِ
أما تَرَى الحُمْرَةَ في وجهِهِ / تَنْطِقُ عنْ خَجْلَةِ مَفْضُوحِ
مِيلا عن الورْدِ إلى سَيِّدٍ / من سادة الرّيْحانِ ممدوحِ
كأنما تُنْشَرُ أيَّامُهُ / من بيْن مَطْلُولٍ وَمَنْضُوحِ
ما ينْشُرُ المُدَّاح عنْ قاسِم / من مُجْمَلٍ فيه ومَشْرُوحِ
وَاهاً لأنْفَاسٍ له في الدُّجَى / وعنْدَ مَمْشَى النُّورِ في اللُوحِ
قَاسِمُ يا قَاسِمَ أمْوالِهِ / لا زِلْتَ بَحْراً غير مَنْزوحِ
أنت الذي لَمْ يَلْقَهُ نَاظِرٌ / إلّا بِقُدُّوسٍ وسُبُّوحِ
ولا تَعَدَّاهُ وأسْبَابَهُ / بالميْلِ إلّا كلُّ مَتْرُوحِ
ولا رأيْنَا المدْحَ في غيرِه / إلا سَوَاماً غَيْرَ مَسْرُوحِ
ولاَ انْثَنَى مُبْضِعُ تَمْجِيدِهِ / إلا بِرِبْح منه مَرْبُوحِ
طُوفَانُ نُوحٍ دُونَ هذا النَّدَى / فابْقَى بقاء المصْطَفَى نُوحِ
مُحَمَّلاً في دَعَةٍ حَامِلاً / ثِقْلَ المَعَالِي غيْرَ مَفْدُوحِ
لا يَعْدَمِ النَّاسُ جَدَا مَانحٍ / لِلْعُرْفِ واسْتِبْشَارَ مَمْنُوحِ
تَجْرَحُ في مالِك لِلمُجْتَدِي / من دُونِ عِرْضٍ غَيْرِ مَجْرُوحِ
يَا آلَ وَهْبٍ باتَ أعْداؤكم / من بين مذبوحٍ ومَشْبُوحِ
ولا خلا ضدٌّ لكم ناطِحٌ / من ناطح يُودَى بِمَنْطُوحِ
ولا خَلا حَظٌّ لكم مُنْفِسٌ / منْ كَاشحٍ في ثوب مَكْشُوحِ
وماتَ حُسَّادُكمُ حسْرَةً / من بين مَسْيُوفٍ ومَرْمُوحِ
أصْبَحَت الدنيا بِكُمْ هَشَّةً / مُرْتَاحَةً فَيَّاحَةَ السُّوحِ
مَأْوىً لجارٍ غيرِ مُسْتَهْلَكٍ / مَثْوَىً لِضَيْفٍ غيرِ مَنْبُوحِ
لِيَلْجَأ الناسُ إلى ظلِّكم / أدَّى نصيحٌ حقَّ منصوحِ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ / والهمُّ عن قلبي تَقَضَّى ورَاحْ
وباتَ يسقي الخمرَ في رَوْضَةٍ / زَيَّنَهَا الورْدُ وزهْرُ الأَقاحْ
ولم يُشَفِّف لي كؤوسَ الطِّلا / فقلت يا رُوحِي وزَيْنَ المِلاحْ
إن كنتُ قدْ عرْبدْتُ في سَكْرَتِي / فَمَا عَلَى السَّكْرانِ أصْلاً جُنَاحْ
أو كنتُ قدْ أخطأتُ في لفظةٍ / فأنت يا مَوْلايَ رَبُّ السَّمَاحْ
فبالَّذِي ولَّاكَ في مُهْجَتِي / لا تسقني الكاساتِ إلا طِفَاحْ
ودَاوِ بالوصْل عليلَ الهوَى / فَطَالَمَا أثْخَنَتْ قلبي جِرَاحْ
فالحمدُ لله الذي قدْ صَفَا / مُقَامُنَا من غير واشٍ ولاحْ
فافترَّ عن ثغره باسماً / فبان لي الدرُّ بفيهِ ولاحْ
ما تَجْزَعُ الشَّاةُ إذا شُحِطَتْ
ما تَجْزَعُ الشَّاةُ إذا شُحِطَتْ / من ألمِ الذَّبْح ولا السَّلْخِ
ولا من التَّفْصِيلِ مَنْكُوسَةً / ولا من الشَّيِّ ولا الطَّبْخ
لكنها تجزع من خَلَّةٍ / تَقْدَحُ في الأحْشَاءِ بالمرْخِ
تُشْفِقُ أنْ يُكْتَبَ في جلدها / شِعْرُك يا ذا القَرْنِ والكَشْخِ
أَحمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ
أَحمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ / فكيف ما يحملُ في ذِيخِهِ
ولم نزل نرجوه كالمُرْتجِي / طاعة عَاتٍ قبل تَدْويخه
ثم عَلِمْنَا علمَ مُسْتَيْقِنٍ / أن الثُّريّا من شَمَارِيخه
فاستيأسَتْ من خيره أنفسٌ / عَزَاؤُها في طول تَوْبِيخِهِ
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ / تَعَرُّضاً منا لتوبيخِهِ
ما كنتُ أدْرِي أن آزاذكم / معتصم باللّه في ذِيخِهِ
حتى علمنا علم مستيقِنٍ / أن الثريا من شَمَاريخهِ
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها / وأفزع الأموات في البرزخِ
لولا دفاعُ اللَّه قد زُلزلت / بالأرض في أجبالها الشمَّخِ
قد أحسَن اللَّه بأسماعنا / إذْ سَلمتْ منها فلم تُصْمَخِ
أنْذَرْتُ من في دراه مَطْبخٌ / ضَرْطَةَ إبراهيمَ من فرسخِ
الريحُ والنارُ هُما ما هُما / فَلْتُحْذَرِ الريحُ على المطْبَخِ
أعاذَ من شرِّهما ربُّنَا / دارَ الأمير السيِّد الأبْلخِ
بخ بَخ لإبراهيم من ضارِطٍ / ذي ضَرْطة مَرْهُوبة بَخ بَخِ
يظلُّ من يسمع أهْوالها / من صارخٍ ذُعْراً ومسْتَصرخِ
قلْ لأبي إسحاق بَيِّنْ لنا / فأنت في العلم من الرُّسَّخِ
ما طَائرٌ ذو بيضةٍ ضخمةٍ / لكنَّه ليس بِمُستَفْرِخِ
ولِمْ حَكَيْتَ القردَ في قُبْحه / والقردُ ممسوخٌ ولم تُمْسَخِ
وما تشاجيك على شاعرٍ / بحشِّك الأبخر ذي البَربَخِ
لي مَنْجَنِيقٌ كنتَ في مَعْزِلٍ / عنها وعن أحْجَارها الشُّدَّخِ
فلِمْ تعرَّضتَ لها طائعاً / ولِمْ تلطَّخْتَ ولم تُلْطَخِ
عِرضي كعرضِ البَيْنِ يا ابن اسْتِهَا / ذاكَ الأرَثِّ الأنْتَنِ الأوْسَخِ
إنْ رجع الطَّرفُ متى رِبْتَنِي / وأنتَ من عِرْضك لم تُسْلخِ
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ / يولد لطائيٍّ ولنْ يُولدا
قد حَدَثَتْ في دهرنا أنفُسٌ
قد حَدَثَتْ في دهرنا أنفُسٌ / تسْتبردُ السُّخْنةَ لا الباردَهْ
كما تعافُ الطَّيِّبَ المشتهَى / من الطعام المَعِدَةُ الفاسدَهْ
وليس بالبارد ما استبردتْ / لكنها الباردةُ الجامدَهْ
ما جُمِع الفطرُ إلى جُمْعةٍ
ما جُمِع الفطرُ إلى جُمْعةٍ / إلا لِمُلك ولتخليدِ
ولم أقل من ذاك ما قلتُه / إلا بتوفيق وتسديدِ
وليس مِنِّي ذاك بل منكُمُ / يا نجْلَ صنديد فصنديد
حَبَتْكَ بالنَّرجِسِ أيامُه / والراحِ فاشرب غيرَ تصريدِ
على سماعٍ مُطربٍ معجِبٍ / ألذَّ من نُجح المواعيدِ
واجعله يا من لم يزل ماجداً / في الفعل موصولاً بتمجيدِ
لا من خدودٍ سوَّدتْها اللِّحَى / بل من خدودٍ ذاتِ توريدِ
تجمعْ لعينٍ وفمٍ طاهرٍ / ماءَيْ خدود وعناقيدِ
دونك يا سيِّدَ أكفائه / عزف الحسان الخرَّد الغيدِ
فمن صواب الرأي لُقِّيتَهُ / جمعُك بين العيد والغيدِ
وأَخلِق العيدَ وأمثاله / في ظل نعمى ذات تجديدِ
لا زالت الدنيا وأملاكُها / تُلقي إليكم بالمقاليدِ
وشيَّد اللَّه الذي أسَّسَتْ / لكم سعاداتُ المواليدِ
حسبُكم خِزْياً بني آدم
حسبُكم خِزْياً بني آدم / شِرْكتُكم إياه في والدِ
يا أصدق الناس إذا ما أبى
يا أصدق الناس إذا ما أبى / وأكذب الناس إذا ما وَعَدْ
يا من إذا عنَّ له سائلٌ / ذاب وإن حاول بذلاً جمدْ
يا من إذا جاء خوانٌ له / حفَّ به خوفَ الغواشي رَصَدْ
حسبُك من نجدته أنه
حسبُك من نجدته أنه / يُنْشِدُ مثلي شعْرَه وحْدَهُ
أما تُراه خاف خَسْفي به / عن لطمة مِنِّيَ أوْ قَفْدَهْ
لَشدَّ ما أقدَم بؤساً له / بلا سلاحٍ وبلا عُدَّهْ
حدَّق نحوي مرة شادنٌ
حدَّق نحوي مرة شادنٌ / كأنه غصنٌ من الرَّنْدِ
بمقلةٍ حوراء في سَحْنَةٍ / حمراء كالنرجس في الوردِ
قلت له أنت بِتَحْدِيقَتي / أولَى لأني صاحب الوجدِ
فقال لا تعجب لِمُسْتشرطٍ / حَدَّقَ في مستشرِطٍ جَلْدِ
قد ينظر الفهدُ إلى ظبية / وينظر الظبْيُ إلى الفهدِ
لو لم ألاحظْكَ عَدِمْنا معاً / معرفة الغمْزَة والوعْدِ
فقلت ما أعجب ذا غِرَّة / يهدي ذوي الحُنْكَةِ للقصْدِ
فقال ما زالت نجومُ الدجى / تهديك في غَوْرٍ وفي نجدِ
قلت اختتم بالسعد يا سيدي / إذا افتتحتَ الأمر بالسعدِ
قال نعم قلت متى قال لي / كُفيتَ مطْلَ الوعْد بالنقدِ
فجاءني بالعفْو من طَوْلِه / ما لم يكن يُبْلَغُ بالجُهْدِ
وساعَدَ الشيْخُ على أمرِه / ولم يكن بالصاحب الوغدِ
فَنِكْتُهُ فرْديْنِ في واحد / عُجْباً بذاك الشادن الفرْدِ
يا لك من نُعْمى أبو مُرَّةٍ / مُسْتَحوِزٌ فيها على الحمدِ
بَرَّ فلا أجْحَدُهُ برَّهُ / والبِرُّ لا يَنْمى على الجَحْدِ
كانتْ ذنوبي خطأً كلُّها / وذلك الذنب على عمدِ
أستمتع الله بأمثاله / وليت مولاي على العهدِ
وأستعيذُ اللّه من عاذلٍ / فيه ضعيفِ العقلِ والعَقْدِ
لَرَائقُ الرائقِ أندى على / قلبيَ من هند ومن دعدِ
قضيبُ بان سَبِطٌ قدُّهُ / يميس في فَرْعٍ له جَعْدِ
يُرضيك من مَرأىً ومن مَخْبَرٍ / يا لك من قَبْلٍ ومن بعْدِ
وجدتُ طعمَ العيش مُذْ نِكْتُهُ / لا زال محمياً من الفقْدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025