المجموع : 141
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ
رُمْتُ نداكم يا بني طاهرٍ / فرمتُ مُخَّ الذَّرِّ في عُسْرَتِهْ
أمَّلْتُ منْ رفد سُلَيْمانِكُمْ / ما أمَّلَ المعتزُّ مِنْ نُصْرَتِهْ
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً
يا كعبةً لِلنَّيْك منصوبةً / لكنها ليست بمحجوجَهْ
نِكنا فنكنا منك دُرَّاعةً / مِنْ قُبْلِها والدُّبْرُ مفروجَهْ
قد أُفضِيَ الطيزُ إلى فقْحَةٍ / مفتوقة بالطعن مضروجَهْ
فأنتِ في الفقحة مجروحةٌ / وأنت في الكَعْثَبِ مَعْفُوجَهْ
وأنتِ إن غنيت مَثْلُوجَةٌ / وأنت إن حدَّثتِ مفلوجَهْ
وإنْ تمشَّيتِ فَدُحْروجَةٌ / وإن تفجَّحْتِ ففَرُّوجَهْ
لقد لَفظْنَا منكِ مَلْفُوظةً / وقد مججنا منك ممجوجَهْ
يا جبهةً جلحاء مقْبُوبةً / وفَقْحَةً رسحاءَ محلُوجَهْ
أمن مُسُوخِ الله مسروقة / أم من مسوخ الله مَنْتُوجَهْ
كأسُ الندامى ما تَغنَّيْتِهمْ / بالصَّابِ والعلقم ممزُوجَهْ
فبالقَنَانِي أنت محذُوفةٌ / وبالصواني أنت مَشْجوجَهْ
إليكِ يا من فمُها قِرْبَةٌ / وطيزها المهتُوك فَلُّوجَهْ
إن كان هذا يا ابن ساداتنا
إن كان هذا يا ابن ساداتنا / فاخلفْه لي بالطائر الدارجِ
أو لا فحسبِي سَمَكِي إنه / خير مِزَاج الجسم للمازجِ
ولا تخف من مَطْعَمٍ باردٍ / على امرئٍ صُوِّر من مارجِ
لا تحسَبُوا ضَرْبة صيَّادكم / أتت على المنتوج والنَّاتجِ
فإن في دِجْلة حِيتانَها / عديدُ ضعْفَيْ موجها المائجِ
أنت الذي لا ينتهي جُودُهُ / أو يتناهى لَهجُ اللاهجِ
وابنُ الألى أربتْ مساعيهِمُ / على نسيج الشِّعر والناسجِ
وما ابنُ عمارٍ أُرى مُقْلِعاً / أو نلتقي في رَهَجٍ راهجِ
يا ويحَ من أصبح في غُمَّةٍ
يا ويحَ من أصبح في غُمَّةٍ / ليس له من كربها مخرَجُ
فروحُهُ تُزعَجُ عن جسمه / وجسمُه عن بيته يُزعجُ
وقينةٍ أبردُ من ثلجَهْ
وقينةٍ أبردُ من ثلجَهْ / تظلُّ منها النفسُ في ضجَّهْ
ما أكذبَ المطِنبَ في وصفها / لا صَدَّق الله له لهجَهْ
فظيعة فالحلقُ في سَكْتةٍ / وبطنها القَرْقار في رَجَّهْ
خالصةُ النَّتْن ولكنها / في ريقها من سَلْحها مجَّهْ
كأنها في نَتْنها ثُومةٌ / لكنها في اللون أَتْرُجَّهْ
تبدو بوجهٍ قحِلٍ يابسٍ / قد نُزعَتْ من صحْنِهِ البهجَهْ
ذات فمٍ أخْطأَ من كلبةٍ / ومَضْرَطٍ أوقعَ من قَبْجَهْ
تفاوتت خِلْقَتُها فاغتدتْ / لكلِّ من عطَّلَ مُحْتَجَّهْ
لا تلكُمُ الأوصالُ مهتزةٌ / كلّا ولا الأردافُ مرتجَّهْ
ما جُنَّ من عشقٍ فؤادٌ بها / كلّا ولا ذابت بها مهجَهْ
رسمٌ مُحيلٌ بانَ سكانُهُ / فما على أمثاله عَرْجَهْ
قد كَتبتْ في بدنٍ ناحلٍ / أسماءَ من لاعَبَها الفَحْجَهْ
كأنها والوشمُ في جلدها / زِرْنيخةٌ شِيبت بنِيلَنْجهْ
ما لامرئٍ أظهر وَجْداً بها / عذرٌ لدى الناس ولا حجَّهْ
تروح للفسق فإن عُوتبت / أعتبتِ اللائمَ بالدَّلْجَهْ
خرّاجةٌ للفسقِ دخّالةٌ / تُعجِبُها الدخلةُ والخرجَهْ
تسابق الوعدَ بإنجازها / وتفتدي القبلةَ بالعَفْجَهْ
تُغَيِّضُ الأمواه في دُبْرِهَا / فسَلْحُها في صورة العُجَّهْ
سوداء بابِ الجُحْرِ شمطاؤه / لِكلِّ من كشَّفه عَجَّهْ
كأنما فَقْحتها فحمةٌ / فَتَّ عليها عابثٌ ثلجَهْ
ما نهضتْ عن مجلس ساعةً / إلا وجدنا تحتها مَجَّهْ
لو حُدِّثتْ عن فيشةٍ ضخمةٍ / بطَنْجةٍ سارتْ إلى طنجَهْ
أو قيل من تهوين قالت فتى / أَصلع في يافوخه شجهْ
ما كشفتْ عن عُطْعطٍ فَيْشة / تُجيد في أحشائها البَعْجَهْ
تقول إن هاجرها ساعةً / كم غمةٍ تتبعها فَرْجَهْ
لا تيأسي يا نفسُ من عَوْدةٍ / فالكبشُ لا يلهو عن النَّعجَهْ
ما حقُّ أيرٍ ناك أمثالَها / إلا مَواسِي أهل إفْرَنْجَهْ
بل حقُّه الرحمة إن الفتى / قد زُجَّ في البحر به زَجَّهْ
أستودع الله فتىً ناكها / فإنه المسكين في اللُّجَّهْ
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً
إذا تعاصتْ قينةٌ مرةً / فلا تُجمِّشْها بتفَّاحَهْ
لكن بِدَسْتَنْبُويَةٍ ضخمةٍ / لقلبها في غمزها راحَهْ
فإنها تُذعن في لحظةٍ / مهتزّةً للنيك مرتاحَهْ
ولن يفكَّ القفْل عن كُعْثُبٍ / كرؤية الحسناء مفتاحَهْ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ
مُسْتَقْبِلٌ خَائِفَهُ الصَّفْحُ / مُسْتَقْبٍلٌ آمِنَهُ المنْحُ
خِرْقٌ إذا استَنْجَدْتَ معروفه / جاءك نصرُ الله والفتحُ
شاركَ فيه الحُسْنُ إحْسَانَهُ / وزال عنه القُبْحُ والقَبْحُ
شُؤبُوبُ غيثٍ مُصْعِقٍ مُغْدِقٍ / تهتانُهُ الوابِلُ لا الرَشْحُ
أُلهُوبُ نارٍ فاستِنرْ واسْتَتِرْ / منه فقد أنذرك اللَّفْحُ
في بَذْلِه وشْكٌ وفي بطشه / بُطءٌ ولكنْ أمْرُهُ لَمْحُ
ليس تَأَنِّيهِ وَنَى فَتْرَةٍ / كلا ولا جِرْيَتُهُ جَمْحُ
الخيرُ في مَرْضاتِهِ كُلُّهُ / وإنَّمَا سَخْطَتُهُ بَرْحُ
كالسَّيف ذو لين لمن مسَّه / صَفْحاً وفي شفرته الذبْحُ
فإنْ قَدَحْتَ النارَ من فِكْرِهِ / في ليلِ خَطْبٍ أثْقَبَ القَدْحُ
أصبح مِنْ حِلْم ومِنْ عِزَّة / لم يَخْلُ من هَيْبَتِهِ كَشْحُ
كالطَّوْدِ لا يَنْطِحُ لكنه / يُوهِي رُؤوساً شَأنُها النطحُ
مَنْ ذَاكَ ذَاكَ الوائلي الذي / للشِّعْر في أوصافه سَبْحُ
تَبْجَحُ عدنانُ بأيامه / طُرّاً وما مِنْ شأنِهِ البجْحُ
ممن إذا قَرَّظَهُ مادحٌ / ساعدَه الإجْمالُ والشَّرْحُ
مرهوبُ شَيْبَانَ ومأمُولُها / والجبل الشَّامِخُ والسَّفْحُ
ذو الجود والبأسِ الذي باسمِهِ / جاد الْحَيَا وانْتشر السَّرْحُ
ذو الرفْق واليُمْنِ الذي باسمه / فُلَّ الشَّبَا وانْدَمَلَ القَرْحُ
مَنْ مَزْحُهُ جِدٌّ بِمعرُوفِهِ / يَفْدِيهِ قوْمٌ جِدُّهُمْ مَزْحٌ
كم عائلٍ ليست له ضيْعَةٌ / ولا بِهِ سعْيٌ ولا كدحُ
أضحى أبو الصّقر له ضَيْعةً / عُمْرَانُها التَّقْرِيظُ والمدحُ
لولا نداه هلكتْ أُمَّةٌ / لكنْ لها مِنْ رُوحِهِ نَفحُ
يُعْطِي ويُنْمِي الله أموالَهُ / والبحْرُ لا يُنْضِبْهُ النَّزْحُ
لا برحَتْ آلاؤُهُ في الورى / مَزْرُوعَةً ما زُرعَ القمحُ
أصبح سَمْحاً باللُّهَا في العُلاَ / فالشِّعْرُ فيه مِثْلُهُ سَمْحُ
لَه نَثا ينْشُر أرْواحَهُ / مَدْحٌ له في مَالِهِ مَتْحُ
كالمسْكِ مَجَّ الوردُ من مائِهِ / فيه وأذكاهُ به الجَدْعُ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ
أبْشِرْ بفتْح لكَ مَفْتُوحِ / مِنْ نَافح بالخيْر مَنفُوحِ
واشربْ على النرجِسِ مقْدُوحَةً / في الكأْس لم تُطْبَخْ بمَقْدُوحِ
كأَنَّها بالمسكِ مَجْدُوحَةٌ / بلْ هِيَ مِسْكٌ غيرُ مَجْدُوحِ
بَيْنَ نَدَامَى كلُّهُم جَامحٌ / ليس عن الغَيِّ بمَكَبُوحِ
زِقَاقُهُمْ في الدار مَبْطُوحَةٌ / وعُودُهُمْ ليس بِمَبْطُوح
أجْوَفُ مِرْنَانٌ ومَمْلُوءَةٌ / أعْذَبَ مَكْرُوعٍ ومَنْشُوحِ
مِنْ بين مَذْبُوحٍ لِنَاجُودِهِمْ / وبيْنَ حَيٍّ غيْرِ مَذْبُوحِ
يا حبَّذا النرجِسُ ريْحَانةً / لأنْفِ مَغْبُوقٍ ومَصْبُوحِ
كأنه مِنْ طِيبِ أرْوَاحِهِ / رُكِّبَ من رَوْحٍ ومن رُوحِ
أبْدى وُجُوهاً غيْرَ مَقْبُوحَةٍ / في زَمَن ليْسَ بمقبوحِ
يا حُسنَهُ في العيْنِ يا حسنه / مِنْ لامحٍ للشَّرْبِ ملموحِ
كأنَّما الطَّلُّ على نَوْرِهِ / ماءُ عُيُونٍ غيْرُ مَطروحِ
لو شاهَدَ الورْدُ أحَايِينَهُ / لم تَرَ ورْداً غيْرَ مَسْفُوحِ
أما تَرَى الحُمْرَةَ في وجهِهِ / تَنْطِقُ عنْ خَجْلَةِ مَفْضُوحِ
مِيلا عن الورْدِ إلى سَيِّدٍ / من سادة الرّيْحانِ ممدوحِ
كأنما تُنْشَرُ أيَّامُهُ / من بيْن مَطْلُولٍ وَمَنْضُوحِ
ما ينْشُرُ المُدَّاح عنْ قاسِم / من مُجْمَلٍ فيه ومَشْرُوحِ
وَاهاً لأنْفَاسٍ له في الدُّجَى / وعنْدَ مَمْشَى النُّورِ في اللُوحِ
قَاسِمُ يا قَاسِمَ أمْوالِهِ / لا زِلْتَ بَحْراً غير مَنْزوحِ
أنت الذي لَمْ يَلْقَهُ نَاظِرٌ / إلّا بِقُدُّوسٍ وسُبُّوحِ
ولا تَعَدَّاهُ وأسْبَابَهُ / بالميْلِ إلّا كلُّ مَتْرُوحِ
ولا رأيْنَا المدْحَ في غيرِه / إلا سَوَاماً غَيْرَ مَسْرُوحِ
ولاَ انْثَنَى مُبْضِعُ تَمْجِيدِهِ / إلا بِرِبْح منه مَرْبُوحِ
طُوفَانُ نُوحٍ دُونَ هذا النَّدَى / فابْقَى بقاء المصْطَفَى نُوحِ
مُحَمَّلاً في دَعَةٍ حَامِلاً / ثِقْلَ المَعَالِي غيْرَ مَفْدُوحِ
لا يَعْدَمِ النَّاسُ جَدَا مَانحٍ / لِلْعُرْفِ واسْتِبْشَارَ مَمْنُوحِ
تَجْرَحُ في مالِك لِلمُجْتَدِي / من دُونِ عِرْضٍ غَيْرِ مَجْرُوحِ
يَا آلَ وَهْبٍ باتَ أعْداؤكم / من بين مذبوحٍ ومَشْبُوحِ
ولا خلا ضدٌّ لكم ناطِحٌ / من ناطح يُودَى بِمَنْطُوحِ
ولا خَلا حَظٌّ لكم مُنْفِسٌ / منْ كَاشحٍ في ثوب مَكْشُوحِ
وماتَ حُسَّادُكمُ حسْرَةً / من بين مَسْيُوفٍ ومَرْمُوحِ
أصْبَحَت الدنيا بِكُمْ هَشَّةً / مُرْتَاحَةً فَيَّاحَةَ السُّوحِ
مَأْوىً لجارٍ غيرِ مُسْتَهْلَكٍ / مَثْوَىً لِضَيْفٍ غيرِ مَنْبُوحِ
لِيَلْجَأ الناسُ إلى ظلِّكم / أدَّى نصيحٌ حقَّ منصوحِ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ
وافَى وحَيَّاني بكأْسٍ ورَاحْ / والهمُّ عن قلبي تَقَضَّى ورَاحْ
وباتَ يسقي الخمرَ في رَوْضَةٍ / زَيَّنَهَا الورْدُ وزهْرُ الأَقاحْ
ولم يُشَفِّف لي كؤوسَ الطِّلا / فقلت يا رُوحِي وزَيْنَ المِلاحْ
إن كنتُ قدْ عرْبدْتُ في سَكْرَتِي / فَمَا عَلَى السَّكْرانِ أصْلاً جُنَاحْ
أو كنتُ قدْ أخطأتُ في لفظةٍ / فأنت يا مَوْلايَ رَبُّ السَّمَاحْ
فبالَّذِي ولَّاكَ في مُهْجَتِي / لا تسقني الكاساتِ إلا طِفَاحْ
ودَاوِ بالوصْل عليلَ الهوَى / فَطَالَمَا أثْخَنَتْ قلبي جِرَاحْ
فالحمدُ لله الذي قدْ صَفَا / مُقَامُنَا من غير واشٍ ولاحْ
فافترَّ عن ثغره باسماً / فبان لي الدرُّ بفيهِ ولاحْ
ما تَجْزَعُ الشَّاةُ إذا شُحِطَتْ
ما تَجْزَعُ الشَّاةُ إذا شُحِطَتْ / من ألمِ الذَّبْح ولا السَّلْخِ
ولا من التَّفْصِيلِ مَنْكُوسَةً / ولا من الشَّيِّ ولا الطَّبْخ
لكنها تجزع من خَلَّةٍ / تَقْدَحُ في الأحْشَاءِ بالمرْخِ
تُشْفِقُ أنْ يُكْتَبَ في جلدها / شِعْرُك يا ذا القَرْنِ والكَشْخِ
أَحمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ
أَحمَى علينا نَخلُكُم ذِيخَهُ / فكيف ما يحملُ في ذِيخِهِ
ولم نزل نرجوه كالمُرْتجِي / طاعة عَاتٍ قبل تَدْويخه
ثم عَلِمْنَا علمَ مُسْتَيْقِنٍ / أن الثُّريّا من شَمَارِيخه
فاستيأسَتْ من خيره أنفسٌ / عَزَاؤُها في طول تَوْبِيخِهِ
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ
يا ذا الذي ضنَّ بآزَاذِهِ / تَعَرُّضاً منا لتوبيخِهِ
ما كنتُ أدْرِي أن آزاذكم / معتصم باللّه في ذِيخِهِ
حتى علمنا علم مستيقِنٍ / أن الثريا من شَمَاريخهِ
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها
رِيعَ لها الأحياءُ من هوْلها / وأفزع الأموات في البرزخِ
لولا دفاعُ اللَّه قد زُلزلت / بالأرض في أجبالها الشمَّخِ
قد أحسَن اللَّه بأسماعنا / إذْ سَلمتْ منها فلم تُصْمَخِ
أنْذَرْتُ من في دراه مَطْبخٌ / ضَرْطَةَ إبراهيمَ من فرسخِ
الريحُ والنارُ هُما ما هُما / فَلْتُحْذَرِ الريحُ على المطْبَخِ
أعاذَ من شرِّهما ربُّنَا / دارَ الأمير السيِّد الأبْلخِ
بخ بَخ لإبراهيم من ضارِطٍ / ذي ضَرْطة مَرْهُوبة بَخ بَخِ
يظلُّ من يسمع أهْوالها / من صارخٍ ذُعْراً ومسْتَصرخِ
قلْ لأبي إسحاق بَيِّنْ لنا / فأنت في العلم من الرُّسَّخِ
ما طَائرٌ ذو بيضةٍ ضخمةٍ / لكنَّه ليس بِمُستَفْرِخِ
ولِمْ حَكَيْتَ القردَ في قُبْحه / والقردُ ممسوخٌ ولم تُمْسَخِ
وما تشاجيك على شاعرٍ / بحشِّك الأبخر ذي البَربَخِ
لي مَنْجَنِيقٌ كنتَ في مَعْزِلٍ / عنها وعن أحْجَارها الشُّدَّخِ
فلِمْ تعرَّضتَ لها طائعاً / ولِمْ تلطَّخْتَ ولم تُلْطَخِ
عِرضي كعرضِ البَيْنِ يا ابن اسْتِهَا / ذاكَ الأرَثِّ الأنْتَنِ الأوْسَخِ
إنْ رجع الطَّرفُ متى رِبْتَنِي / وأنتَ من عِرْضك لم تُسْلخِ
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ
كذاك قالوا قحْطَبِيٌّ ولمْ / يولد لطائيٍّ ولنْ يُولدا
قد حَدَثَتْ في دهرنا أنفُسٌ
قد حَدَثَتْ في دهرنا أنفُسٌ / تسْتبردُ السُّخْنةَ لا الباردَهْ
كما تعافُ الطَّيِّبَ المشتهَى / من الطعام المَعِدَةُ الفاسدَهْ
وليس بالبارد ما استبردتْ / لكنها الباردةُ الجامدَهْ
ما جُمِع الفطرُ إلى جُمْعةٍ
ما جُمِع الفطرُ إلى جُمْعةٍ / إلا لِمُلك ولتخليدِ
ولم أقل من ذاك ما قلتُه / إلا بتوفيق وتسديدِ
وليس مِنِّي ذاك بل منكُمُ / يا نجْلَ صنديد فصنديد
حَبَتْكَ بالنَّرجِسِ أيامُه / والراحِ فاشرب غيرَ تصريدِ
على سماعٍ مُطربٍ معجِبٍ / ألذَّ من نُجح المواعيدِ
واجعله يا من لم يزل ماجداً / في الفعل موصولاً بتمجيدِ
لا من خدودٍ سوَّدتْها اللِّحَى / بل من خدودٍ ذاتِ توريدِ
تجمعْ لعينٍ وفمٍ طاهرٍ / ماءَيْ خدود وعناقيدِ
دونك يا سيِّدَ أكفائه / عزف الحسان الخرَّد الغيدِ
فمن صواب الرأي لُقِّيتَهُ / جمعُك بين العيد والغيدِ
وأَخلِق العيدَ وأمثاله / في ظل نعمى ذات تجديدِ
لا زالت الدنيا وأملاكُها / تُلقي إليكم بالمقاليدِ
وشيَّد اللَّه الذي أسَّسَتْ / لكم سعاداتُ المواليدِ
حسبُكم خِزْياً بني آدم
حسبُكم خِزْياً بني آدم / شِرْكتُكم إياه في والدِ
يا أصدق الناس إذا ما أبى
يا أصدق الناس إذا ما أبى / وأكذب الناس إذا ما وَعَدْ
يا من إذا عنَّ له سائلٌ / ذاب وإن حاول بذلاً جمدْ
يا من إذا جاء خوانٌ له / حفَّ به خوفَ الغواشي رَصَدْ
حسبُك من نجدته أنه
حسبُك من نجدته أنه / يُنْشِدُ مثلي شعْرَه وحْدَهُ
أما تُراه خاف خَسْفي به / عن لطمة مِنِّيَ أوْ قَفْدَهْ
لَشدَّ ما أقدَم بؤساً له / بلا سلاحٍ وبلا عُدَّهْ
حدَّق نحوي مرة شادنٌ
حدَّق نحوي مرة شادنٌ / كأنه غصنٌ من الرَّنْدِ
بمقلةٍ حوراء في سَحْنَةٍ / حمراء كالنرجس في الوردِ
قلت له أنت بِتَحْدِيقَتي / أولَى لأني صاحب الوجدِ
فقال لا تعجب لِمُسْتشرطٍ / حَدَّقَ في مستشرِطٍ جَلْدِ
قد ينظر الفهدُ إلى ظبية / وينظر الظبْيُ إلى الفهدِ
لو لم ألاحظْكَ عَدِمْنا معاً / معرفة الغمْزَة والوعْدِ
فقلت ما أعجب ذا غِرَّة / يهدي ذوي الحُنْكَةِ للقصْدِ
فقال ما زالت نجومُ الدجى / تهديك في غَوْرٍ وفي نجدِ
قلت اختتم بالسعد يا سيدي / إذا افتتحتَ الأمر بالسعدِ
قال نعم قلت متى قال لي / كُفيتَ مطْلَ الوعْد بالنقدِ
فجاءني بالعفْو من طَوْلِه / ما لم يكن يُبْلَغُ بالجُهْدِ
وساعَدَ الشيْخُ على أمرِه / ولم يكن بالصاحب الوغدِ
فَنِكْتُهُ فرْديْنِ في واحد / عُجْباً بذاك الشادن الفرْدِ
يا لك من نُعْمى أبو مُرَّةٍ / مُسْتَحوِزٌ فيها على الحمدِ
بَرَّ فلا أجْحَدُهُ برَّهُ / والبِرُّ لا يَنْمى على الجَحْدِ
كانتْ ذنوبي خطأً كلُّها / وذلك الذنب على عمدِ
أستمتع الله بأمثاله / وليت مولاي على العهدِ
وأستعيذُ اللّه من عاذلٍ / فيه ضعيفِ العقلِ والعَقْدِ
لَرَائقُ الرائقِ أندى على / قلبيَ من هند ومن دعدِ
قضيبُ بان سَبِطٌ قدُّهُ / يميس في فَرْعٍ له جَعْدِ
يُرضيك من مَرأىً ومن مَخْبَرٍ / يا لك من قَبْلٍ ومن بعْدِ
وجدتُ طعمَ العيش مُذْ نِكْتُهُ / لا زال محمياً من الفقْدِ