المجموع : 35
نارٌ مِنَ الوَجنَةِ مِن عَقرَبٍ
نارٌ مِنَ الوَجنَةِ مِن عَقرَبٍ / هَيهاتَ أَن يَأَمَنَها قَلبي
السِحرُ في البُعدِ لَهُ فِعلُهُ / ما شَرطُهُ الفِعلُ عَلى القُربِ
وَقُربُها أَبعَدُ مِن لَسبِها / وَبُعدُها أَدنى مِنَ اللَسبِ
أَما تَرى في خَدِّها حَيَّةً
أَما تَرى في خَدِّها حَيَّةً / وَعَقرَباً بَشَّرَتا بِالعَجيب
فَحَيَّةٌ بِالوَثبِ قَد بَشَّرَت / وَعَقرَبٌ قَد بَشَّرَت بِالدَبيب
لاحَ وَفي خَدَّيهِ ديباجَةٌ
لاحَ وَفي خَدَّيهِ ديباجَةٌ / طَرَّزَها الشَعرُ بِلَبلابِ
بابُ سُلُوّي دونَهُ مُغلَقٌ / وَصُدغُهُ الزُرفِينُ لِلبابِ
يا مانِعي حَتّى مَواعيدَهُ / مَن لي بِوَعدٍ مِنكَ كَذّابِ
لَئِن سَلَبتَ الفَجرَ أَنوارَهُ
لَئِن سَلَبتَ الفَجرَ أَنوارَهُ / وَطِرتَ ما تُسرِجُ بِالرِياحِ
فَإِنَّهُ يا شَمسَنا كُلَّما / طَلَعَت لَيلاً قَد أَتى بِالصَباحِ
ما أبعدَ السَعيَ عَنِ النُجحِ
ما أبعدَ السَعيَ عَنِ النُجحِ / إِلى مَتى في عَذَلي تُنحي
وَهوَ فَلا يَنفَعُني نُصحُهُ / كَذاكَ لا يَنفَعُهُ نُصحي
أَغلِق بِنا ذا البابَ ما خَلفَهُ / فَتحٌ فَلا تَتعَبُ في الفَتحِ
وَأَخلِني وَالسَبحَ في لَيلَةٍ / يَبعُدُ مِنها ساحِلُ الصُبحِ
بِحارَ هَمٍّ ما عَنى صاحِبي / لا غَرَقي فيها وَلا سَبحي
ما بَينَنا مُذ قَطُّ حَربٌ فَما / أَفادَ أَن تَسأَلَ في الصُلحِ
وَقَد أَرى خُسرانَ قَلبي عَلى / ذا الوَجهِ أَولى لي مِنَ الرِبحِ
لا تَسرَحِ الحُسنَ فَإِنّي اِمرُؤٌ / أَخافُ أَن تَهوي عَلى السَرحِ
لَو كانَ مِنهُ باسِماً لِيَ الصَباحْ
لَو كانَ مِنهُ باسِماً لِيَ الصَباحْ / ما كَتَم التَقطيبُ عَنّي الأَقاحْ
فَما لِعَينٍ عَن رِياضٍ رِضاً / وَلا لِبَرحٍ عَن فُؤادي بَراحْ
لا مَرِحاً صِرتُ وَلا مُشتَهىً / أَفقَدَني فَقدُ المِلاحِ المِراح
أَمّا دُموعي وَجُفوني فَلا / أَعلَمُها إِلّا دَماً مِن جِراح
يَضيقُ صَدرُ الدَمعِ مِنّي بِهِ / فَإِن غَدا أَو راحَ يَبغي السَراح
لَم تَدخُلِ الأَسرارُ ما بَينَنا / فَأَظلِمُ الدَمعَ إِذا قُلتُ باح
رَسائِلي تُشبِهُ ميعادَكُم / تِلكَ وَهَذا ذاهِبٌ في الرِياح
زَهَّدَني قُبحُ مَشيبي إِلى / أَن أَشبَهَت عِندي المِلاحُ القِباح
فَما مَهاوِي الشنفِ لي في هَوىً / وَلا جَرى ذِكرُ مَجاري الوِشاحِ
وَلا اِهتِمامٌ وَالهَوى هِمَّةٌ / بَل اطِّراحٌ وَالسُلُوُّ اطِّراح
بِتنا عَلى حالٍ تَسُرُّ الهَوى
بِتنا عَلى حالٍ تَسُرُّ الهَوى / لَكِنَّهُ لا يُمكِنُ الشَرحُ
بَوّابُنا اللَيلُ وَقُلنا لَهُ / إِن غِبتَ عَنّا هَجَمَ الصُبحُ
هَل لَكَ يا مَولايَ في حاجَةٍ
هَل لَكَ يا مَولايَ في حاجَةٍ / لَستَ تُرى مِن بَعدِها عَبدي
ما تَكسِرُ التيهَ وَلا تَنثَني / في خَجلَةٍ مِنها وَلا جَهدِ
وَلا يَغيضُ الغَيظُ في فِعلِها / ما فَوقَ خَدَّيكَ مِنَ الوَردِ
وَهيَ إِذا ما شِئتَ سَمَّيتَها / لِياطَةً وَالأَمرُ مِن عِندي
وَعَقرَبٍ في وَردِ خَدٍّ وَفي
وَعَقرَبٍ في وَردِ خَدٍّ وَفي / مُستَأنِسِ اللَثمِ بِها نَدَّهْ
ما عَقرَبٌ إِلّا لَها شَوكَةٌ / وَعَقرَبُ الخَدِّ لَها وَردَهْ
ما لَكَ يا إِبليسُ مِن خَلفِنا
ما لَكَ يا إِبليسُ مِن خَلفِنا / تَطلُبُنا بِالماءِ وَالزادِ
أَمسِ مِنَ الجَنَّةِ أَخرَجتَنا / بحيَّةٍ من ذلك الوادي
واليومَ قد عادت إلى جنةٍ / مِن وَجَناتٍ ذاتِ إيقادِ
بِالأَمسِ في إِخراجِهِ والِداً / وَاليَومَ في إِخراجِ أَولادِ
تُريدُ أَن تُهبِطَنا ثانِياً / إِلى مَتى أَنتَ بِمِرصادِ
يا شَيخُ سِر عَنّا فَفي دَهرِنا / ما جاءَ مَعشوقٌ بِقَوّادِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ / وَلا أُحِبُّ الزورَ مِن زائِرِ
بِخَفقَةِ الطائِرِ لا يَشتَفي / مَن في حَشاهُ خَفقَهُ الطائِرِ
يا قَمَراً مَطلَعُهُ مُطمِعي / في فَلَكٍ مِن فِكرِهِ دائِرِ
يا عَينُ بَل إِنسانَ عَينٍ بَدا / في أَسوَدَي قَلبِيَ وَالناظِرِ
تَصيدُ بِالإِعراضِ قَلبي فَما / أَعجَبَ ذاكَ الصَيدَ مِن نافِرِ
يا طَيفُ دَمعي قَد حَمى ناظِري / وَزَفرَتي قَد أَحرَقَت خاطِري
طَبِّق بِسَيلِ الدَمعِ طُرقَ اللِقا / مَرَرتَ مِن قَلبي عَلى الحاجِرِ
فَأَنتَ في عُذرٍ إِذا لَم تَكُن / طَريقُكَ اليَومَ عَلى ناظِري
يا جارَ قَلبي ما رَعى حَقَّهُ / واحَرَبي مِن جارِهِ الجائِرِ
يا حاكِماً في مُهجَتي قَلبُهُ / بِكُلِّ حُكمِ جائِزٍ جائِرِ
لا يَقبَلُ الرِشوَةَ في حُكمِهِ / وَلا يُبالي غَبَنَ الخاسِرِ
يا يوسُفَ الحُسنِ وَفي سِجنِهِ / أسيرُهُ المشغوفُ بالآسِرِ
كم عاذِرٍ إن مِتُّ مِن حُبِّهِ / وَلَيسَ لي إِن عِشتُ مِن عاذِرِ
رُهِنتَ يا قَلبُ فَمَن ذا الَّذي / يَقبِضُ دَينَ الراهِنِ الخاسِرِ
يا مُفلِساً أُودِعَ سِجنَ الهَوى / وَيا يَتيماً في يَدِ الحاجِرِ
وَمُتلِفِ الرَهنِ فَما حيلَتي / وَالقَولُ قَولُ المُتلِفِ الغادِرِ
لا لَومَ في الحُكمِ عَلى حاكِمٍ / وَالأَصلُ في الحُكمِ عَلى الظاهِرِ
وَما مَعي مِنّي سِوى أَعظُمٍ / وَسائِري في رِكبِكَ السائِرِ
مِن هامَةِ الشارِبِ قَد أَدرَكَت / ما وَتَرَت مِن قَدَمِ العاصِرِ
مُعَذِّبي كَالخَمرِ في أَخذِهِ / قَلبي بِما يُجري مِنَ الناظِرِ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ / أَمسَكَ أَن يَأكُلَها الجَمرُ
بَقِيَّةٌ مِن لَيلَةٍ لِلرِضا / نامَت وَما أَيقَظَها الفَجرُ
في خَدِّها مِن مِسكِها حَيَّةٌ
في خَدِّها مِن مِسكِها حَيَّةٌ / أَحلى سَواداً في الفَضا الفِضّي
كَم حَيَّةٍ أَهرَبُ مِن عَضِّها / وَهَذِهِ تَهرَبُ مِن عَضّي
تُبعِدُ عَنها ناظِري مِثلَما / تُبعِدُ جَفنَيَّ عَنِ الغَمضِ
وَأَشكُرُ المُغضي عَلى حُبِّهِ / لا أَشكُرُ المُغضي عَلى البُغضِ
فلا تُصَدِّق عَنهُ إِغضاءَهُ / فَأَينَ لينُ الناظِرِ المُغضي
أَما تَرى في خَدِّهِ عَقرَباً
أَما تَرى في خَدِّهِ عَقرَباً / لَيسَ لَها في نارِهِ مِن فَرَقْ
وَعَقرَبٌ قلتم فَلا لامِسٌ / وَقُلتُمُ نَدٌّ فَلِمْ لا اِحتَرَقْ
سَوداءُ في حَمراءَ تَحكي لَنا / بَقِيَّةً مِن لَيلَةٍ في شَفَقْ
وَسائِلٍ عَنّي مِن عِلَّةٍ
وَسائِلٍ عَنّي مِن عِلَّةٍ / عِلَّةُ مَن أَهواهُ مِن أَصلِها
فَقُلتُ إِن أَصبَحَ في نِعمَةٍ / فَإِنَّني أَصبَحتُ في مِثلِها
كُفيتَ في البَدرِ اِنتِكاسَ الهِلالْ
كُفيتَ في البَدرِ اِنتِكاسَ الهِلالْ / وَدامَ شَمسي مِنهُ وَرْفُ الظِلالْ
ما جَنَتِ الحَمى عَلى وَردِهِ / وَإِنَّما الوَردُ سَريعُ المَلال
لي خَلَفٌ لِلخَدِّ مِن وَردِهِ / وَردٌ بِهِ يُسقى بِماءٍ زُلال
أَنا شِمالٌ أَنتَ يُمنى لَها / لا أَعدَمَ اللَهُ يَميني الشِمال
قَد اِدَّعى لِلسُقمِ مِن بَعدِ ما / قَد صَحَّ عَن عِلمي وَماذا حَلال
بِالأَمسِ قَد كُنتَ مَريضَ الضَنى / وَاليَومَ أَصبَحتَ مَريضَ الدَلال
لِمَن إِذا ما قُلتُ قَولاً أَقول
لِمَن إِذا ما قُلتُ قَولاً أَقول / الخَطُّ في الماءِ كَعَهدِ المَلول
ما عَهدُهُ إِلّا خَضابٌ عَلى / شَيبٍ يُحَلّيكَ وَلَكِن يَحول
وَما إِلى وَصلِكَ في حالَتي / سُهدي وَنَومي أَبَداً مِن وُصول
يا وَعدَهُ مِثلُكَ لي طَيفُهُ / كِلاكُما لَيسَ لَهُ مِن مُثول
في خاطِري وَالسَمعِ مِن ذا وَذا / قَولٌ وَأَحلامُ أَمانٍ تَجول
مَن لي بِهِ قَبلَ اِنقِضاءِ الصِبا / فَخَلفَهُ لِلبَينِ حادٍ عَجول
فَرُبَّما أُصبِحُ بَعدَ الصِبا / كَالطَلَلِ العافي الجَديدِ المَحول
هَل أَنتَ في حينَئِذٍ واقِفٌ / أَيُّ حَبيبٍ واقِفٌ في طُلول
وَلَم تَطُل ما بَينَنا حالَةٌ / سِوى عِتابٍ لَم تَدَعهُ يَطول
قَطَعتَ بِالإِعراضِ إِقبالَهُ / فَأَعرَضَ القَولُ فَماذا أَقول
بَلاغَةُ الأَقوالِ ضَيَّعتَها / بَينَ قَبولٍ وَاِفتِقادِ القَبول
وَالقَولُ إِذ تُعدَمُ آثارُهُ / مِثلُ سِهامٍ عادِماتِ النَصول
يا كَعبَةَ الحُسنِ الَّتي زارَها
يا كَعبَةَ الحُسنِ الَّتي زارَها / مُحرِمُها عُريانَ مِن وَصلِ
مَن أَمِنَ العَقرَبَ في الخَدِّ أَن / يُفتِيَ فينا اللَّثمُ بِالقَتلِ
أَهدَت لَكَ العَنبَرَ في وَسطِهِ
أَهدَت لَكَ العَنبَرَ في وَسطِهِ / زِرٌّ مِنَ التِبرِ دَقيقُ اللِحامِ
فَالزِرُّ في العَنبَرِ مَعناهُما / زُر هَكَذا مُستَتِراً في الظَلامِ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ قَد رابَني
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ قَد رابَني / في ذَهَبِ الخَدَّينِ مَمشاها
مَكتوبَةٌ وَالعَينُ تَقرا فَلَو / أَمكَنَنا اللَثمُ مَحَوناها