القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 11
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ / هُوَ حَيٌّ مثلُ مَيت
عادِم الأُنسِ غَريب / مُفرَد مِن أَهلِ بَيت
وَلَهُ نَفسٌ تُنادي / لِلمَنايا هَيتَ هَيت
تَتَرَجّى وَتُمنّي / بِلعلِّي وَبِلَيت
وَسَراجي لَيسَ فيهِ / لِلبَقا نُقطَةُ زَيت
سَوفَ يُكنى عَن حَديثي / كانَ مِنهُ ذَيت ذيت
ما لِقَلبي غَرَضٌ في أَحَدِ
ما لِقَلبي غَرَضٌ في أَحَدِ / منذُ بانَت قِطعَةٌ مِن كَبِدي
كَيفَ لي عَينٌ تَرى غَيرَ الَّتي / هِيَ روحي ذَهَبَت مِن جَسَدي
درةٌ بَيضاءُ حَلَّت مُهجَتي / خُطِفَت مِنّي فَأوهَت جَلَدِي
إِنَّ عَيني مِثلُ عَينٍ ثَرّةٍ / إِن نَزَحتَ الماءَ مِنها تَزِدِ
وَفُؤادي شَفَّهُ الحُزنُ فَما / هُوَ إِلّا دائِماً في نَكَدِ
أَرقبُ المَوتَ وَأستبطئُهُ / لَيلَةَ اليَومِ أَتى أَو في غَدِ
بِأَبي ظَبيٌ لعَهد قَد نَبَذ
بِأَبي ظَبيٌ لعَهد قَد نَبَذ / جَبَذَت عَيناهُ قَلبي فَانجَبَذ
كُلُّ ذي حُسنٍ تَرى أَمثالَهُ / غَير مَحبوبي فَهوَ في الحُسنِ فَذ
يا غَريبَ الحُسنِ إِنّي سائِلٌ / وَزَكاةُ الحُسنِ تُعطى من شَحَذ
قالَ ما تَبغِي فَقُلتُ قُبلَةً / تَشعَبُ القَلبَ الَّذي صارَ فِلَذ
قالَ خُذها ثُم لا يَأخُذُها / أَحدٌ منّي وَلا كانَ أَخَذ
فَرَشفتُ مِن لُماهُ سَلسَلاً / وَحَلالي ذَلِكَ الرَشفُ وَلَذ
فَاختَبَطتُ فَأَتوا يَرقُونَني / حَسِبُوا أَن بِي مِن الجِنِّ الأَخَذ
قال كُفُّوا ما بِهِ مِن جُنَّةٍ / إِنَّما سَهمِيَ فيهِ قَد نَفذ
إِنَّهُ لَمّا رَمَتهُ مُقلَتي / وَصلَ السَهمُ إِلى أَقصى القُذَذ
لِيسَ داءُ الحُبِّ يشفى بِالرُقى / لا وَلا يَنفَعُ تَعليقُ العوَذ
بل شِفاءُ الحُبِّ وَصلٌ عاجِلٌ / وَاعتِناقٌ وَاجتماعٌ مُستَلَذ
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى / بَعدَما حَلَّت نُضارٌ في الثَرى
فَبِسَمعِي صَمَمٌ إِن حُدِّثُوا / وَبِعَيني نَبوَةٌ أَن تَنظُرا
كَيفَ لِي عَقلٌ بِأَن أَصحَبَهُم / لا أَرى وَجهَ نُضار النَّيِرا
لا وَلا أَسمَعُ مِن أَلفاظِها / كُلما قَد أَبرَزَتها دُرَرا
لَو نُظِمنَ كُنَّ زُهرَ أَنجُمٍ / أَو نُثِرنَ كُنَّ زَهراً أَنوَرا
إِن تَكُن عَن مُقلَتي قَد حُجِبَت / فَبِقَلبي شَخصُها قَد صُوِّرا
قَد لَزِمتُ تُربَةً حَلَّت بِها / عَبِقَت طيباً وَمِسكاً أَذفَرا
حَلَّ فيها العلمُ وَالفَضلُ الَّذي / كانَ عَنها في الوُجوهِ اِشتَهَرا
لَم تَكُن أُنثى تُوازي فَضلَها / هَل يُوازي الصَخرُ يَوماً جَوهَرا
تَلَتِ القُرآنَ غَضّا مُعرَبا / لَيسَ تَصحيفٌ وَلا لَحنٌ عَرا
وَوَشَت بِالحِبرِ في مُهرَقِها / وَشيَ خَطٍّ قَد تَجَلّى أَسطُرا
بِحَديثِ المُصطَفى وَالفقهِ وَالن / نَحوِ وَالشعرِ الَّذي قَد حُبِّرا
يَومنا يُشبِهُ أَمسِ
يَومنا يُشبِهُ أَمسِ / مِثلَما نُصبِحُ نُمسي
إِنّ هَذي لحياةٌ / ما تُساوي عُشرَ فِلسِ
يَومُنا يُشبهُ أَمسِ
يَومُنا يُشبهُ أَمسِ / مثلما نُصبِحُ نمسي
إِنَّ هَذي لحياةٌ / ما تُساوي عُشرَ فلسِ
فَمَتى يُنقلُ شَخصٌ / آمِناً لِدارِ قُدسِ
لِجنانٍ غالياتٍ / عَريت مِن كُلِّ بُؤسِ
ما تَلَذُّ العَينُ فيها / وَاشتَهتهُ كُلُّ نَفسِ
مَعَ وِلدان وَحورٍ / قاصِراتِ الطرفِ نفسِ
لَم يَكن لَهُنَّ طَمثٌ / لا بِجِنٍّ لا وَإِنسِ
عُرُبٌ أَبكارُ حُسنٍ / أنس لَيسَت بِشَمسِ
نُورُهنَّ الدَهرَ باقٍ / لا كَبَدرٍ لا وَشَمسِ
هنَّ مِن إِيجادِ ربّي / أنشِئت مِن غَير جِنسِ
قَد سَباني مِن بَني التُركِ رَشا
قَد سَباني مِن بَني التُركِ رَشا / جَوهَريُّ الثَغرِ مِسكيُّ النَفَس
قَد حَكى غُصناً وَبَدراً وَنَقاً / في اِرتجاجٍ وَانبِلاجٍ وَميَس
ضيّقُ العَينينِ تركيُّهُما / واسعُ الوَجنَةِ خَزِّيُّ المَجَس
ناظِري للوَردِ مِنهُ غارِسٌ / ما لَهُ لا يَجتَني مِما غَرَس
أَصبَحت عَقربُ صدغيهِ مَعاً / لجنيِّ الوَردِ في الخَدِّ حَرَس
وَغَدا ثُعبانُ دُبُّوقَتِهِ / جائِلاً في عِطفِهِ مَهما اِرتَجَس
لَستُ أَخشى سَيفَهُ أَو رُمحَهُ / إِنَّما أرهبُ لحظاً قَد نَعَس
اِختَلَسنا بَعدَ هَجرِ وَصله / إِنَّ أَهنا الوَصلِ ما كانَ خَلَس
لَستُ أَنساهُ وَقَد اطلَعَ من / راحِهِ شَمساً أَضاءَت في الغَلَس
وَرَمى العمَّةَ وَالتاح لَنا / فَرقُ شعرٍ دَقَّ مبدٍ ما التبَس
لَمس الكَأسَ لِكي يَشرَبَها / فَاعترتهُ هَزَّةٌ مِما لَمَس
ثُمَ أَدنى جَوهَراً مِن جَوهَرٍ / وَتَحسّى الكَأسَ في فَردِ نَفَس
وَغَدا يَمسَحُ بِالمنديلِ ما / أَبقتِ الخمرةُ في ذاكَ اللَعَس
عَجَباً مِنها وَمِنهُ قهقهَت / إِذ حَساها وَهوَ مِنها قَد عَبَس
يا أَخا البَدرِ سَناءً يا رَشا
يا أَخا البَدرِ سَناءً يا رَشا / قَد مَلَكتَ القَلبَ فَاصنَع ما تَشا
يا هِلالاً طالِعاً في مُهجَتي / وَغَزالاً راتِعاً وَسطَ الحَشا
ما رَأَينا قَطُّ بَدراً طالِعا / بِنَهارٍ غارِباً وَقتَ العِشا
من بَني التُركِ صَغيرٌ طَلَعت / عَينهُ اللخصاءُ في عَيني عَشا
دبَقت بِالقَلب دبُّوقتُهُ / فَلَقَد طَوّق مِنها حَنَشا
جُنَّ لَكن قَيَّدتها شعرَةٌ / كُلما أَبصَرَها قَد دُهِشا
لَيسَ تَسبي النَفسَ إِلا رُؤيَةُ الذ / ذَهبِ الإِبريزِ أَو ظَبيٌ نَشا
وَلِكُلٍّ نِسبَةٌ مِن جنسِهِ / فَلِهَذا أَعلَمُوه الزَّركَشا
يا نَديمَيَّ أعيدا ذكرَهُ / عُوذَة يَسكُن قَلبٌ شُوِّشا
كانَ حُبّي خافياً مُذ زَمَنٍ / وَأَراهُ اليَومَ أَضحى قَد فَشا
كَيفَ لي صَبرٌ عَلى الكَتمِ وَذا / دَمعُ جِفني بِغَرامي قَد وَشى
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ / مُقلةٌ تَهمِي وَقَلبٌ يَجِفُ
قَمريُّ الوَجهِ نوريُّ السَنا / لَو رَآهُ هامَ فيهِ يُوسُفُ
غُصنُ بانٍ تحتَهُ دعصُ نَقاً / فَوقَهُ شَمسٌ وَلا تنكَسِفُ
عَينُه صادٌ وَنونٌ حاجِبٌ / صُدغُهُ واوٌ وَقدٌّ أَلِفُ
عَجباً في الواوِ لا تعطِفُهُ / وَهيَ وَسطَ خَدِّهِ تَنعطِفُ
بانَ عُذري في عِذارٍ حلَّ في / وَردَةٍ في الخَدِّ ما تُقتَطَفُ
فَتَرى أَخضَرَ في أَحمرَ في / أَبيضٍ تَحميه سُودٌ وطُفُ
إِن تَكُ الأَضدادُ فيه اِتَّفقت / فَعَلَينا بِالهَوى تَختلِفُ
من نَصيري مِن غَزالٍ غَزِلٍ / عَن هَواهُ الدَهرَ لا أَنصرِفُ
قَد كَتَمتُ عَنهُ حُبّي زَمناً / وَهوَ لا شَكَّ بحبّي يَعرِفُ
يا شَقيقَ النَفسِ بَل مالِكَها / لَكَ بِالرِقِّ أَنا مُعترِفُ
كُلَّما كلَّفتُ قَلبي عَنكُمُ / صَبرَهُ زادَ بِقَلبي الكَلَفُ
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما / خُطَّ في صُحفٍ وَلا شَيءَ حَسن
وَلَقد كانَ أَنيسي بَصَريِ / فَعَدمتُ الأُنسَ مِنهُ وَالوَسَن
طالَما أَنضيتُ طَرفاً لِلصِبا / ذا شَبابٍ مُرخياً مِنهُ الرَسَن
وَاهتصَرتُ القَد غُصنا مائِساً / وَارتَشَفتُ الرِيقَ عَذبانا أَسِن
وَفَرضتُ عِشقَ ريمٍ أَهيفٍ / وَسَنَنتُ صَبوَتي فيهِ مَسَن
مِن بَني التُركِ صَغيرٌ دَمِثُ ال / خُلق لَينٌ حَسنُ الخَلقِ بَسَن
كُنتُ قدماً عاشِقاً في عَرَبٍ / وَأَنا اليَومَ بِحُبٍّ في أَسَن
كُلَّما قُلتُ لَهُ من ذا الَّذي / فيكَ أَضحى هائِماً يَقول سَن
فَمَضى هَذا وَلمّا يَبقَ لي / غَيرُ فكرٍ وَلِسانٍ ذي لَسَن
أَيُّ لَهوٍ لامرئٍ يَبقى خلي / وَقد الفَودانِ مِنهُ وأَسَن
سالَ في الخَد للحَبيبِ عِذار
سالَ في الخَد للحَبيبِ عِذار / وَهوَ لا شَكَّ سائِلٌ مَرحوم
وَسَألت التثامه فَتجنّى / فَأَنا اليَوم سائِلٌ مَحروم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025