المجموع : 11
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ
أَيُّ عَيشٍ لِشُيَيخٍ / هُوَ حَيٌّ مثلُ مَيت
عادِم الأُنسِ غَريب / مُفرَد مِن أَهلِ بَيت
وَلَهُ نَفسٌ تُنادي / لِلمَنايا هَيتَ هَيت
تَتَرَجّى وَتُمنّي / بِلعلِّي وَبِلَيت
وَسَراجي لَيسَ فيهِ / لِلبَقا نُقطَةُ زَيت
سَوفَ يُكنى عَن حَديثي / كانَ مِنهُ ذَيت ذيت
ما لِقَلبي غَرَضٌ في أَحَدِ
ما لِقَلبي غَرَضٌ في أَحَدِ / منذُ بانَت قِطعَةٌ مِن كَبِدي
كَيفَ لي عَينٌ تَرى غَيرَ الَّتي / هِيَ روحي ذَهَبَت مِن جَسَدي
درةٌ بَيضاءُ حَلَّت مُهجَتي / خُطِفَت مِنّي فَأوهَت جَلَدِي
إِنَّ عَيني مِثلُ عَينٍ ثَرّةٍ / إِن نَزَحتَ الماءَ مِنها تَزِدِ
وَفُؤادي شَفَّهُ الحُزنُ فَما / هُوَ إِلّا دائِماً في نَكَدِ
أَرقبُ المَوتَ وَأستبطئُهُ / لَيلَةَ اليَومِ أَتى أَو في غَدِ
بِأَبي ظَبيٌ لعَهد قَد نَبَذ
بِأَبي ظَبيٌ لعَهد قَد نَبَذ / جَبَذَت عَيناهُ قَلبي فَانجَبَذ
كُلُّ ذي حُسنٍ تَرى أَمثالَهُ / غَير مَحبوبي فَهوَ في الحُسنِ فَذ
يا غَريبَ الحُسنِ إِنّي سائِلٌ / وَزَكاةُ الحُسنِ تُعطى من شَحَذ
قالَ ما تَبغِي فَقُلتُ قُبلَةً / تَشعَبُ القَلبَ الَّذي صارَ فِلَذ
قالَ خُذها ثُم لا يَأخُذُها / أَحدٌ منّي وَلا كانَ أَخَذ
فَرَشفتُ مِن لُماهُ سَلسَلاً / وَحَلالي ذَلِكَ الرَشفُ وَلَذ
فَاختَبَطتُ فَأَتوا يَرقُونَني / حَسِبُوا أَن بِي مِن الجِنِّ الأَخَذ
قال كُفُّوا ما بِهِ مِن جُنَّةٍ / إِنَّما سَهمِيَ فيهِ قَد نَفذ
إِنَّهُ لَمّا رَمَتهُ مُقلَتي / وَصلَ السَهمُ إِلى أَقصى القُذَذ
لِيسَ داءُ الحُبِّ يشفى بِالرُقى / لا وَلا يَنفَعُ تَعليقُ العوَذ
بل شِفاءُ الحُبِّ وَصلٌ عاجِلٌ / وَاعتِناقٌ وَاجتماعٌ مُستَلَذ
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى
عَزَفَت نَفسِيَ عَن هَذا الوَرى / بَعدَما حَلَّت نُضارٌ في الثَرى
فَبِسَمعِي صَمَمٌ إِن حُدِّثُوا / وَبِعَيني نَبوَةٌ أَن تَنظُرا
كَيفَ لِي عَقلٌ بِأَن أَصحَبَهُم / لا أَرى وَجهَ نُضار النَّيِرا
لا وَلا أَسمَعُ مِن أَلفاظِها / كُلما قَد أَبرَزَتها دُرَرا
لَو نُظِمنَ كُنَّ زُهرَ أَنجُمٍ / أَو نُثِرنَ كُنَّ زَهراً أَنوَرا
إِن تَكُن عَن مُقلَتي قَد حُجِبَت / فَبِقَلبي شَخصُها قَد صُوِّرا
قَد لَزِمتُ تُربَةً حَلَّت بِها / عَبِقَت طيباً وَمِسكاً أَذفَرا
حَلَّ فيها العلمُ وَالفَضلُ الَّذي / كانَ عَنها في الوُجوهِ اِشتَهَرا
لَم تَكُن أُنثى تُوازي فَضلَها / هَل يُوازي الصَخرُ يَوماً جَوهَرا
تَلَتِ القُرآنَ غَضّا مُعرَبا / لَيسَ تَصحيفٌ وَلا لَحنٌ عَرا
وَوَشَت بِالحِبرِ في مُهرَقِها / وَشيَ خَطٍّ قَد تَجَلّى أَسطُرا
بِحَديثِ المُصطَفى وَالفقهِ وَالن / نَحوِ وَالشعرِ الَّذي قَد حُبِّرا
يَومنا يُشبِهُ أَمسِ
يَومنا يُشبِهُ أَمسِ / مِثلَما نُصبِحُ نُمسي
إِنّ هَذي لحياةٌ / ما تُساوي عُشرَ فِلسِ
يَومُنا يُشبهُ أَمسِ
يَومُنا يُشبهُ أَمسِ / مثلما نُصبِحُ نمسي
إِنَّ هَذي لحياةٌ / ما تُساوي عُشرَ فلسِ
فَمَتى يُنقلُ شَخصٌ / آمِناً لِدارِ قُدسِ
لِجنانٍ غالياتٍ / عَريت مِن كُلِّ بُؤسِ
ما تَلَذُّ العَينُ فيها / وَاشتَهتهُ كُلُّ نَفسِ
مَعَ وِلدان وَحورٍ / قاصِراتِ الطرفِ نفسِ
لَم يَكن لَهُنَّ طَمثٌ / لا بِجِنٍّ لا وَإِنسِ
عُرُبٌ أَبكارُ حُسنٍ / أنس لَيسَت بِشَمسِ
نُورُهنَّ الدَهرَ باقٍ / لا كَبَدرٍ لا وَشَمسِ
هنَّ مِن إِيجادِ ربّي / أنشِئت مِن غَير جِنسِ
قَد سَباني مِن بَني التُركِ رَشا
قَد سَباني مِن بَني التُركِ رَشا / جَوهَريُّ الثَغرِ مِسكيُّ النَفَس
قَد حَكى غُصناً وَبَدراً وَنَقاً / في اِرتجاجٍ وَانبِلاجٍ وَميَس
ضيّقُ العَينينِ تركيُّهُما / واسعُ الوَجنَةِ خَزِّيُّ المَجَس
ناظِري للوَردِ مِنهُ غارِسٌ / ما لَهُ لا يَجتَني مِما غَرَس
أَصبَحت عَقربُ صدغيهِ مَعاً / لجنيِّ الوَردِ في الخَدِّ حَرَس
وَغَدا ثُعبانُ دُبُّوقَتِهِ / جائِلاً في عِطفِهِ مَهما اِرتَجَس
لَستُ أَخشى سَيفَهُ أَو رُمحَهُ / إِنَّما أرهبُ لحظاً قَد نَعَس
اِختَلَسنا بَعدَ هَجرِ وَصله / إِنَّ أَهنا الوَصلِ ما كانَ خَلَس
لَستُ أَنساهُ وَقَد اطلَعَ من / راحِهِ شَمساً أَضاءَت في الغَلَس
وَرَمى العمَّةَ وَالتاح لَنا / فَرقُ شعرٍ دَقَّ مبدٍ ما التبَس
لَمس الكَأسَ لِكي يَشرَبَها / فَاعترتهُ هَزَّةٌ مِما لَمَس
ثُمَ أَدنى جَوهَراً مِن جَوهَرٍ / وَتَحسّى الكَأسَ في فَردِ نَفَس
وَغَدا يَمسَحُ بِالمنديلِ ما / أَبقتِ الخمرةُ في ذاكَ اللَعَس
عَجَباً مِنها وَمِنهُ قهقهَت / إِذ حَساها وَهوَ مِنها قَد عَبَس
يا أَخا البَدرِ سَناءً يا رَشا
يا أَخا البَدرِ سَناءً يا رَشا / قَد مَلَكتَ القَلبَ فَاصنَع ما تَشا
يا هِلالاً طالِعاً في مُهجَتي / وَغَزالاً راتِعاً وَسطَ الحَشا
ما رَأَينا قَطُّ بَدراً طالِعا / بِنَهارٍ غارِباً وَقتَ العِشا
من بَني التُركِ صَغيرٌ طَلَعت / عَينهُ اللخصاءُ في عَيني عَشا
دبَقت بِالقَلب دبُّوقتُهُ / فَلَقَد طَوّق مِنها حَنَشا
جُنَّ لَكن قَيَّدتها شعرَةٌ / كُلما أَبصَرَها قَد دُهِشا
لَيسَ تَسبي النَفسَ إِلا رُؤيَةُ الذ / ذَهبِ الإِبريزِ أَو ظَبيٌ نَشا
وَلِكُلٍّ نِسبَةٌ مِن جنسِهِ / فَلِهَذا أَعلَمُوه الزَّركَشا
يا نَديمَيَّ أعيدا ذكرَهُ / عُوذَة يَسكُن قَلبٌ شُوِّشا
كانَ حُبّي خافياً مُذ زَمَنٍ / وَأَراهُ اليَومَ أَضحى قَد فَشا
كَيفَ لي صَبرٌ عَلى الكَتمِ وَذا / دَمعُ جِفني بِغَرامي قَد وَشى
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ / مُقلةٌ تَهمِي وَقَلبٌ يَجِفُ
قَمريُّ الوَجهِ نوريُّ السَنا / لَو رَآهُ هامَ فيهِ يُوسُفُ
غُصنُ بانٍ تحتَهُ دعصُ نَقاً / فَوقَهُ شَمسٌ وَلا تنكَسِفُ
عَينُه صادٌ وَنونٌ حاجِبٌ / صُدغُهُ واوٌ وَقدٌّ أَلِفُ
عَجباً في الواوِ لا تعطِفُهُ / وَهيَ وَسطَ خَدِّهِ تَنعطِفُ
بانَ عُذري في عِذارٍ حلَّ في / وَردَةٍ في الخَدِّ ما تُقتَطَفُ
فَتَرى أَخضَرَ في أَحمرَ في / أَبيضٍ تَحميه سُودٌ وطُفُ
إِن تَكُ الأَضدادُ فيه اِتَّفقت / فَعَلَينا بِالهَوى تَختلِفُ
من نَصيري مِن غَزالٍ غَزِلٍ / عَن هَواهُ الدَهرَ لا أَنصرِفُ
قَد كَتَمتُ عَنهُ حُبّي زَمناً / وَهوَ لا شَكَّ بحبّي يَعرِفُ
يا شَقيقَ النَفسِ بَل مالِكَها / لَكَ بِالرِقِّ أَنا مُعترِفُ
كُلَّما كلَّفتُ قَلبي عَنكُمُ / صَبرَهُ زادَ بِقَلبي الكَلَفُ
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما / خُطَّ في صُحفٍ وَلا شَيءَ حَسن
وَلَقد كانَ أَنيسي بَصَريِ / فَعَدمتُ الأُنسَ مِنهُ وَالوَسَن
طالَما أَنضيتُ طَرفاً لِلصِبا / ذا شَبابٍ مُرخياً مِنهُ الرَسَن
وَاهتصَرتُ القَد غُصنا مائِساً / وَارتَشَفتُ الرِيقَ عَذبانا أَسِن
وَفَرضتُ عِشقَ ريمٍ أَهيفٍ / وَسَنَنتُ صَبوَتي فيهِ مَسَن
مِن بَني التُركِ صَغيرٌ دَمِثُ ال / خُلق لَينٌ حَسنُ الخَلقِ بَسَن
كُنتُ قدماً عاشِقاً في عَرَبٍ / وَأَنا اليَومَ بِحُبٍّ في أَسَن
كُلَّما قُلتُ لَهُ من ذا الَّذي / فيكَ أَضحى هائِماً يَقول سَن
فَمَضى هَذا وَلمّا يَبقَ لي / غَيرُ فكرٍ وَلِسانٍ ذي لَسَن
أَيُّ لَهوٍ لامرئٍ يَبقى خلي / وَقد الفَودانِ مِنهُ وأَسَن
سالَ في الخَد للحَبيبِ عِذار
سالَ في الخَد للحَبيبِ عِذار / وَهوَ لا شَكَّ سائِلٌ مَرحوم
وَسَألت التثامه فَتجنّى / فَأَنا اليَوم سائِلٌ مَحروم