القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد المحسن الكاظمي الكل
المجموع : 2
قَرُبَت أَيّامُ سَعدٍ
قَرُبَت أَيّامُ سَعدٍ / يا لأيّام الوِصالِ
بتُّ حَتّى جلبت لي / رَقدَتي طيفَ خَيالِ
وَكسَتني الفرحَ الدا / ئم من غَيرِ زَوالِ
وَأَنالتنيَ ما قَد / كانَ مأمول المَنالِ
وأَرَتني وصلَ ميٍّ / بَعدَ صَدٍّ وَمطالِ
برزت تَختالُ في مش / يتها أَي اِختيالِ
غادَةٌ ترفل بالسن / دس في المرط المذالِ
أَقبلت في لفتة الري / م وَفي عين الغَزالِ
تَتَثنّى بَينَ أَسرا / بٍ من الغيد حَوالي
صحّتي في يَد من با / تَ ضجيعي واِعتلالي
وَشِفائي سقم عيني / هِ من الداءِ العضالِ
باتَ يَسقيني في في / هِ من الماءِ الزُلالِ
يا سقى لَيلَتِنا بال / جزع وَكّاف العَزالي
نظم الأُنسُ بيَ الشم / لَ بِها نظم اللآلي
فَسَناها ملء عَيني / بالتَهاني متلالي
وَشَذاها فاضِح مَن / شور مطويّ الغَوالي
بَينَما كنت أَرجّى الن / نفسَ إِبلاغ المَعالي
وَإِذا بالبشر يَتلو / عَن يَميني وَشِمالي
قربت أَيّامُ سَعدٍ / يا لأَيّام الوِصالِ
بي هِلالاً فضل البَدرَ سَناءَ
بي هِلالاً فضل البَدرَ سَناءَ / وَغَزالاً عَلَّمَ النفرَ الظباءَ
فَإِذا ما رَوّضَ الجزع عَطا / وَإِذا ما أَظلَمَ الكَونُ أَضاءَ
وَبِنَفسي قَمَرٌ إِمّا بَدا / أَو رَنا أَغضَت له الشَمسُ حَياءَ
لَم يَزَل يَنسَخُ آيات الضُحى / نوره أَو يلبس اللَيل رِداءَ
بَينَما كنت أَرى إِيضاحه / يَخطُفُ الأَبصارَ إِذ عاد خفاءَ
وَخَليط قَد وَصَلنا ودَّهُ / وَقَطَعنا في هَواه الخلطاءَ
أَلفَ الصَدَّ فَقُلنا رشأ / شأنه الصدّ تَدانى أَو تناءى
غاله صرف اللَيالي فاِنطَوى / فَطَوَينا الودَّ فيهِ وَالوَلاءَ
كُنتُ أَرعاهُ صَباحاً وَمَساء / صِرتُ أَنعاهُ صَباحاً وَمَساءَ
وَإِذا أَنعاهُ أَو أَندبُهُ / أَندبُ العزَّ وَأَنعي الكِبرياءَ
كانَ ملويّ السرى إلّا لَنا / فَلَوى عنّا اِلتفاتاً واِنثناءَ
أَتراهُ قَد تَناءى عَن قِلىً / ما عَهِدنا في تَدانيه قِلاءَ
أَم تَرى ترحاله كانَ جفاً / لا وَعينيه فَما كانَ جَفاءَ
إِنَّما الحادي دَعا حَتّى لَقَد / طبقت دعوته الدنيا زقاءَ
ثُمَّ ما أَمهله أَن جاءَه / مستحثّاً فَتَولاه وَفاءَ
وَكَذا الأَيّام إِمّا حاوَلَت / قطع أَمرٍ واصلَت فيهِ العَداءَ
وَخطوبُ الدهر إِمّا نزلَت / في فناءٍ أَقفَرَت ذاكَ الفناءَ
وَدَواعي البين إِمّا قويت / جعلت أَنديَة الحيّ قواءَ
وَرياحُ الجدب إِمّا عصفت / في أَلاء قلعت ذاكَ الأَلاءَ
وَلِجاجُ الحبّ لا يبقي عَلى / مَن تَفانى في الهَوى إِلّا الفَناءَ
وَكَذا يَلقى الأَسى من لَم يَكُن / دون من يَهواه حرزاً أَو وَفاءَ
قل لحاديه أَجِب تسآلنا / قَد نَراك اليَوم أَعجلت الحِذاءَ
أَتعوّدتَ النَجا عند السرى / أَم تعمّدتَ بمسراك النَجاءَ
ما نَراك اليَوم إِلّا ظالِماً / أَخذَ الغصن وأَعطانا الغثاءَ
قَد طويتَ البشر عنّا وَالهَنا / وَنَشرتَ الهمَّ فينا وَالشَجاءَ
وَزجرتَ الطيرَ عَن أَوكارِهِ / غلطاً جرَّ عَلى الوكر العفاءَ
خلّه فَهوَ فَتىً يافِع / ثُمَّ ذرنا نَحتَفِظ ذاكَ الفتاءَ
خلّه تنعم به أَوطانُه / واِبقه نحمد به هَذا البَقاءَ
وَإِذا ما رمت من ذاك فَدىً / فَخُذ الدنيا وَما فيها فِداءَ
بنت بالريّ وَغادرت لَنا / مهجاً حرقها الوجد ظماءَ
قَد كذبنا ما وَفينا معه / إِذ وَأدنا الصدق فيهِ وَالوَفاءَ
واِنقَلَبنا من ذرى عادية / لِربى أَحدثن للذلّ وعاءَ
وَظَللنا في زَمان كلّه / سقم أفقدن أَهليه الشفاءَ
وَكَذا من لم يَكن ذا مِرَّةٍ / باللَيالي كابد الداء العياءَ
وَالَّذي هذّبه العلمُ فَلا / يَأَلَف الداء وَلا يَعدو الدَواءَ
وَفّه يا عين فَرضاً واجِباً / وَاِحذري أَن تهملي فيه الأداءَ
وَأَريني كَيفَ تسكاب الحَيا / يجعل الأوداء غدراً ونهاءَ
وَاِقض يا نَفسُ عليه جزعاً / وَتعزّي عنه أَو فاِقضي عزاءَ
هَل لَنا وَالعَيش أَمسى خشناً / غير أَنّا نذكر العَيش الرخاءَ
ونُمنّي النفس في فاقتها / أن سَيملا الدهر كفّيها غناءَ
هَكَذا فليهج الذكر الأسى / وَليثر بَينَ الحَشا داءً فَداءَ
قَد ذكرنا مَجدنا العذب الرواء / واِنثَنينا نندب العذب الرواءَ
وكَنينا عنه تخواف العدى / تلفت الطرف لكانيه اِشتِفاءَ
أَيُّها المَجدُ تراجع وَأَقِم / واِقصر اللبثَ علينا وَالثواءَ
لا تَكُن مغتَرِباً عَن عصب / أَصبَحوا منك جَميعاً غرباءَ
بنت لا بنت فَهَل بعدَ النَوى / نَلتَقي أَم أَنتَ لَم تنو اللقاءَ
هَذِهِ الأَوطان تَدعوك فَعُد / وأعد في أَهلها ذاكَ البَهاءَ
لا تَدَع عين العدى تنظرنا / نظر الغرب إِلى الشرق اِزدِراءَ
أَيُّها الرامي إِلى غاياتِها / مُحسناً عَن قوس فكريه الرماءَ
أَجل الطرفَ وَجُل بين الوَرى / وَاِبعثِ الفكر هبوطاً واِعتلاءَ
تَجِد الشَرقَ هوى من صرحه / وَتَرى الغَربَ تَعالى حيث شاءَ
إِنَّ ذا من كَسَلٍ نامَ وَذا / قامَ يشأى عزمه السَيف مضاءَ
وَكَذا من كانَ في يَقظته / ترك الراقِد في الشوط وَراءَ
وَالَّذي يَرجو المَعالي راقِداً / فاته اليَقظان عزّاً واِعتلاءَ
ظلّ هَذا يَنشق الهوج وذا / راح لا ينشقها إِلّا رَخاءَ
أَبَداً من جال في أَنحائه / لا يَرى غير رَزايا تَتَراءى
لا يَرى غير أَسىً يَتلو أَسى / وَعناءً لا يَلي إِلّا عَناءَ
وَفَتىً من جبنه بَعدَ فَتى / يَترُكُ الجمَّ وَيَرتاد اللغاءَ
وَحمىً منهتك بعد حمىً / لَيسَ يَلقى فيه ذو الروع اِحتِماءَ
كُلُّ يَوم أَزمة تفرسه / بنيوب تدع الطود هباءَ
يَسرق الأَزلم من أَحداثهِ / لَمحة الطير إِلى الفخ اِقتِذاءَ
ويردّ اللّحظ في أَجفانه / دامياً يعثر بالفجر عشاءَ
وَأُولي الأَمر كَما تنظرهم / أَغفَلوا الأَمر وَعدوا أمراءَ
قرّبونا للبلى واِبتَعَدوا / قاتل اللَه الطغاة البعداءَ
من يدٍ للظلم أَقوى من يَدٍ / لَم تَنَل إِلّا العباد الضُعَفاءَ
من أُقاضي وَغَريمي ذو القَضا / فَخُذوني وَالقضاة الغُرَماءَ
أَينَ لا أَينَ الأُلى قَد أَنفوا / وَأَبوا إِلّا المَعالي والإباءَ
رجحوا حلماً وَخفّوا همماً / وَنشوا صيداً وَشبوا زعماءَ
للهدى كانوا أَدلّاء وَلل / عدل وَالمَعروف كانوا خلفاءَ
فَكأن لَم يخلفوني أَوَّل ال / خلق إِلّا لِيَكونوا عُظَماءَ
لَو دَعاهم صارخ لاِنتَفَضوا / عَن بطون الأَرض واِحتلّوا السَماءَ
أَطلَقوا كلّ أَسيرٍ مثلَما / مَلَكوا الأَحرار جوداً وَسَخاءَ
لَو تبعنا في العلا آثارهم / لَزحمنا الشرقَ وَالغربَ علاءَ
تَرَكوا المَنزِل مَعموراً لَنا / ثُمَّ جئنا فَتَركناهُ خلاءَ
ضَربوا العزّ لَنا أَخبية / فَنقضناها خباءً فَخباءَ
وبَنوا المجد علينا صُرُحاً / فَعقرناها بناء فَبناءَ
وَبقينا صوراً جامدة / لا يَرى فيها أَخو الرشد ذماءَ
كلّنا نلهج بالعلم وَلا / أَحَد منّا يباري العلماءَ
لَيسَ للفضل نصيب عندنا / غير أَن نعرف منه الفضلاءَ
ندّعي العلم وَلَو أَنفُسُنا / أَنصَفتنا لدعتنا جهلاءَ
علماء الأَرض قوم علموا / أنّ في الأَرض نَعيماً وَشَقاءَ
علموا مِن أَينَ يجتاح الشَقا / فأَزاحوه وَعاشوا سُعَداءَ
شمّروا وَالشَكّ في حندسه / فَأَحالوا ظلم الشكّ ضياءَ
كشفوا كلّ غطاً واِكتَشَفوا / كُنُزاً كانَ بِها الترب ملاءَ
سخّروا البرق فَأَضحى طوعهم / واِستَقادوا من لَظى النار العِصاءَ
وَأَذابوا من حَديد زبراً / وَأَعادوه رشاءً فَرشاءَ
ثمّ مدّوه عَلى هام الوَرى / وَأَمدوا في حشاه الكَهرباءَ
جَعَلوا البحر قصوراً وَالثَرى / أَبحُراً تزخر صَيفاً وَشِتاءَ
وَلَقَد عبّوا بأصفى مائها / وَشربنا فضله الرنق حساءَ
وَخَليق بالرَوى من صرم ال / كَدَرَ الآجِنَ عذبا وَرواءَ
لَيتَ شِعري ما الَّذي أَطلقهم / من عقال وَدَعانا أسراءَ
ما لَنا نَحن ضَعِفنا وَقووا / أَوَ لَسنا كلّنا طيناً وَماءَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025