المجموع : 7
غيرُ صبري في هَواهُ هيِّنُ
غيرُ صبري في هَواهُ هيِّنُ / فمَلامي فيه ظُلمٌ بيِّنُ
صرَّح اللاَّحي عليهِ أم كنَى / ما أراهُ رامَ شيئاً يُمكنُ
رَشأٌ مَا خلتُ لولاهُ الهوَى / أَنَّه يُعبدُ فيه الوثَنُ
رامِحٌ صعدتُه أنَّى انثنَى / قامةٌ باللَّدنِ منها يَطعنُ
ضاربٌ من مقلتيهِ صارمٌ / مُرهَفُ ما طبَعتهُ اليَمَنُ
ساحرُ الألحاظِ كم قامت بهِا / وعليها في هَواهُ الفِتَنُ
يا خليلي خلِّ داراً أقفرت / وَمحلا غابض عنه السَّكنُ
واردَعِ الباكي على منزلةٍ / رحلت من ساحتَيها الظُّعُنُ
كلُّ ربعٍ ليسَ يُقضَى وَطرٌ / فيهِ ما ذلِكَ عندي وَطَنُ
فدعِ الرَّكبَ اليمانيَّ وما / ضمّهُ فيه الكَثيبُ الأيمنُ
ودماءً سفكَتهُنَّ الدُّمي / ما سلاحُ العيِنِ إلاَّ الأعينُ
فاصرفِ الهمَّ بصِرفٍ دَنُّها / مرَّ في العُمرِ عليهِ الزَّمنُ
ذاتِ نُورٍ إن تَجلَّت في دُجىً / عادَ مثلَ الصبُّحِ منه الوَهَنُ
كلَّما طافَ بها السَّاقي تَرى ال / شمسَ بالبدرِ علينا تُقرَنُ
فاغتَنِمها من يَدي معتدِلٍ / قدُّهُ يَخجَلُ منه الغُصنُ
آفةُ العشَّاقِ منه خُلقٌ / سيءٌ صَعبُ وَخَلقٌ حَسنُ
مُذ تبدَّى الشَّعرُ في سالفهِ / دارَ حول الوردِ منهُ السَّوسنُ
بعتُه رُوحيَ بلَى ما صحَّ لي / غيرَ مُرِّ الهجرِ منها ثَمنُ
ولوَ انيِّ بخيالٍ بعتُها / لَغَدت بيعةَ من لا يُغبَنُ
أيُّ حُسنس وجَمالٍ فيهش لو / أنَّهُ يُجِملُ بي أو يُحسنُ
سَلبت عيناهُ عنِّي نومضها / فلهِذا زادَ فيه الوسَنُ
أفردتهُ بالمعاني طَلعةٌ / حظُّنا منها شجىً أو شجَنُ
ليس لي عنهم عُدولُ
ليس لي عنهم عُدولُ / فإلى كم يا عَذولُ
أقبحُ الأشياءِ عندي / بعدهم صبرٌ جميلُ
لَم يُطلَّ الدَّمعُ إلاَّ / مُذ خلت تلكَ الطُّلولُ
أقفرت ممَّن همُ في الق / لبِ والطَّرفِ حُلولُ
قربُهم مني مثلُ الصَّ / برِ عنهم مستحيلُ
وجَفاهم مثلُ ليلي / ذا وَهذاكَ طويلُ
خلِّني إذ لم تساعد / ني عليهم يا عَذولُ
لي ولِلورقاءِ في النَّو / حِ وفي الدَّوحِ فُصولُ
لَيسَ يَشفي منهمُ قَل / بي كِتابٌ ورَسولُ
بل عسَى يجتمعُ الشَّ / لُ فأشكو وأقولُ
زُر مُحِبَّاً صارَ في حُبِّ
زُر مُحِبَّاً صارَ في حُبِّ / كَ مِن بَعضِ العَبيدِ
لا تَدَعها بَيضةَ الدِّ / يكِ عَلَى رَغمِ الحَسودِ
إِنها أَضحَت تُنادي / هَل لِهذا مِن مَزيدِ
صِف لأحبابي بِنَجدٍ
صِف لأحبابي بِنَجدٍ / يا بُريقَ الشِّعبِ وَجدي
واشرحِ الشوقَ وخبر / أنهُم سؤلي وقصدي
قُل لهمُ يا برقُ إِنِّي / هائِمٌ في الحُبِّ وحدي
قد براني الشوقُ حتى / صرتُ نضواً تحتَ بُردِي
قِف بذاتِ الضَّالِ وهناص / بينَ باناتٍ ورَندِ
وأسأَلِ البانات عنهُم / وابكِهِم إن كان يُجدي
يا وُلاةَ القَلبِ أَنتُم / في النَّوى والقُربِ عندي
عَلِّلوا قَلباً عَليلاً / قانعاً منكُم بوَعدِ
وامنحُوهُ اليومَ وصَلاً / بعدَ هجرانٍ وَصَد
عاشِقٌ لولا هَواكُم / لَم يَهِم يوماً بنَجدِ
بَلغَت ريحُ النُّعامَى
بَلغَت ريحُ النُّعامَى / عنكمُ الصَّبَّ السَّلاما
وَرَوت عنكُم حديثاً / رَاحَ للصَّبِّ مُداما
وَأَتت تَحمِلُ عنكُم / نشر رندٍ وخُزامَى
عَشِقتَ قلباً منَ الشَّو / قِ كَئِيباً مُستَهاما
لَم يَزَل في سالِفِ الدَّ / رِ إليكُم يَتَرامَى
إنَّ قلباً رُحتُمُ في / هِ فقَد نَالَ الَمرامَا
وَتَهنَّت كُلُّ أُذنٍ / سَمِعت مِنكُم كَلاما
آهِ من عيشٍ تَقَضَّى / مَعَكُم لو كانَ داما
مَع مَليحٍ يُخجِلُ البَد / رَ أَرخَى اللِّثامَا
زارَني واللَّيلُ أَليَل
زارَني واللَّيلُ أَليَل / ناعِسُ الأجفانِ أكحَل
أَسمَرٌ والجفنُ مِنهُ / مِثلُ بيضِ الهندِ يَفعَل
جاءَ في فترةِ طَرفٍ / وَدُجَى اللَّيلِ مُسَدَّل
فَضَلَلنا بِظَلامِ الصُّ / دغِ لَمَّا راحَ مُرسَل
وَهَدانا بَرقُ ثَغرٍ / لاحَ من سِمطِ الُمقَبَّل
حَرَّمَ الشَّرعَ وَهذا / شَرعُهُ والهَجرَ حَلَّل
سَلَّ سَيفَ اللَّحظِ ظُلماً / وَحَمى للِظَّلمِ سَلسَل
قد أجنَّ الصُّدغُ منه / عارضاً فهو مُسَلسل
فيكَ يا كُلَّ الأَماني / مُجمَلُ الحُسنِ مُفَصَّل
غِبتَ عَن عَيني وَلكن / أَنتَ في القَلبِ مُمَثَّل
إن تَكُن ثانِيَ عِطفٍ / واحداص في الحُسنِ أوَّلُ
لا تَمِل فالغُصنُ قد حا / رَ بغُصنٍ منهُ أميَل
صاحٍ سر بي نَحوَ سِربٍ / سَانحٍ بالغَورِ واسأل
ريمُ هذا السِّربِ هَل في / ثغرهِ للصَّبِّ مَنهَل
حَظُّ قَلبي في هَواهُ الوَلَهُ
حَظُّ قَلبي في هَواهُ الوَلَهُ / فَعذولي فيهِ مالي وَلَهُ
باسمٌ عن بَردٍ مُنتَظِمٍ / لَم يَفُز إِلاَّ فَتىً قَبَّلَهُ
جائِرُ الأَلحاظِ يثني قامَةً / قَدُّهُ المائِلُ ما أَعدلَهُ
شاهرٌ صارمَ جفنٍ لم يزَل / في فُؤادي غَامِداً مُنصُلهث
يا قَضيباً حامِلاً بدرَ الدُّجى / رَبُّهُ بالحُسنِ قَد كَمَّلهُ
عندَهُ باللَّحظِ سَهمٌ كلُّ مَن / رشتَهُ صابَ لَهُ مَقتَلَه
ذو غَرامٍ لَم يُطِع فيكَ الجَوَى / والهَوَى حتَّى عَصى عُذَّلَهُ
كُلَّما طالَت عَليهِ ليلَةٌ / صاحَ من فَرطِ جَوىً أَشغَلَهُ
هذه اللَّيلةُ لا يَومَ لَها / مِثلُ يَومِ الحَشرِ لا لَيلَ لَهُ
وَكذا كُلُّ كَئيبٍ لَم يَزَل / لَيلُهُ آخِرهُ أَوَّلَهُ
خَصرُكَ النَّاحِلُ من أَضناهُ بَل / صُدغُكَ الُمرسَلُ من سَلسَلَهُ
والذي خَصَّكَ بالحُسنِ الذي / أَحداً غيرَكَ ما سَربَلَهُ
ما عَرَفتُ النَّومَ مُذ فارقَني / نُورُ وَجهٍ مِنكَ ما أَجمَلَهُ
كَم أُداري فيكَ لُوَّامي وَمَن / يَعذِلُ الُمشتاقَ ما أَجهَلَهُ