القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحَسن الشَّشتُري الكل
المجموع : 6
هل لكم في شُرب صَهْبَا مُزجت
هل لكم في شُرب صَهْبَا مُزجت / فهي ما بين اصفرار واحمرارْ
وَلها عَرْفٌ إِذا ما اُسْنشقت / أطربت في دِّنها قبل انتشار
وإِذا عَايَنْتَها في كأسِها / ذهب العقلُ ولم يبق استتار
لست تدري الكأسَ مِن خمرتها / قد صفا الكلُ صفاء إِذا تدار
أسكَرت قَبلَ التثامِ جُلَّنا / حُسنها يُغنيِ طَروبَا عن خمار
كَمْ فَراش واقِع في خمَرها / لمْ يكن يحَسبُ أن الخمر نار
أحرِقت أحشاؤه ثم اغتدى / يكشف الأسرار مخلوع العِذار
قَلَّ من يثْبُتُ إِذا يُؤْتَى بها / أو يرَى في الشرب مَصحوبَ اصطبار
أيُّها النّاظِرُ فيه في سطح المرى
أيُّها النّاظِرُ فيه في سطح المرى / أترى منْ ذَا الذي فِيه تَرَى
هلْ هُوَ النّاظر فيه غيرُكمْ / أمْ خيَالُ مِنْكَ فيه قَدْ سرَى
أعِدِ النّظْرةَ فِيهَا إِنهَّا / حِكمةٌ كامِنَةٌ بَينَ الورَىَ
فعسىَ عِنْدَ انشقَاقِ فَجْرِها / يحمَدُ القوَمُ جمِيعاً السُّرى
لقد تِهت عُجْباً بالتَجَرُد والفَقْرِ / فلَم اندرج تحتَ الزمانِ ولا الدَهْرِ
وَجَاءتْ لِقلبي نَفْخةٌ قُدُسِيّةٌ / فَغِبتُ بها عن عَالم الخَلْقِ والأمرِ
طَوَيْتُ بسَاطَ الكونِ والطيُّ نشرُه / وما القصْدُ إلا الترْكُ للطَيِّ والنشر
غَمَّضتُ عَينَ القلْب غيرَ مطلّق / فالفَيتْني ذَاك الملقب بالغير
وصلْت لمن لمْ تنفصل عنه لحظة / ونَزَّهتُ من أعني عن الوصل والهجر
وما الوْصفُ إلاَّ دُونه غيرَ أنني / أريد به التشْبيبَ عنْ بعض ما أدري
وذلكَ مثلُ الصَوْتِ أيقظ نائما / فأبصر أمرا جلَّ عن ضابط الحصر
فقلت له الأسماء تَبْغي بَيَانه / فكانت لَهُ الألْفَاظ سترا على ستر
أَيُّهَا اللاّئِم رِفْقاً
أَيُّهَا اللاّئِم رِفْقاً / بِالذَّي قَدْ ذَابَ عِشْقا
لا يَرُدُّ العْتبُ صَبَّا / بَلْ يَزِيدُ الصَّبَّ شَوْقَا
إنَّ في أذُنيْهِ وَقْراَ / فاتئّد لأنْ لا تَشْقَى
حُبُّنَا لِلْشَيْء يُعْمِى / ويصمُ قُلْتُ حَقَّا
كُلُمَا تَقُولْ حل غَرْباَ / ففؤادي حَلَّ شَرْقَا
لا تَرَى الْهَوَى نُزْولاَ / فِيه اللّبيبُ يَرْقَى
كَمْ يُحاكى يَا قُلَيْبِي / لِبرُيق الْغَوْر خَفْقَا
كُلّ مَا في الْحُّبِّ عَذْبُ / مِنْ عَذَاب فيه يُلْقَى
فَالْفَنا فيه حَيَاةٌ / فافْنَ إنَّ رِدْتَ تَبْقَى
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ / هذه الاعْلاَم تبْدو للعُيونْ
والْتفتْ غرْبِيَّها كَيُما تَرَى / نارَ مَنْ تهْواهُ بِالشّعبِ اليمينْ
للقِرَى شُبَّتْ قديماً نارُها / وهِيَ لا تُطْفى على طولِ السنينْ
قَرِّب النَّفْس ولاَ تَبْخَلْ بِها / إِن أردْتَ الشُّرب من عَين اليقينْ
هِمْ بحَرْف العَيْنِ واعْشَق أهْلهُ / تَعْلم المعْنى مِنَ السّرِّ المصُونْ
جَرِّرْ الذَّيْلَ ولا تَلْوِ على / ذُلِّ هذا الكَوْنِ واصْبرْ للمُجون
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا / وتجلىَّ جهرةً منيِّ إِليّ
لم يُشاهِد حسْنَه غيري ولم / يبْقَ في الدَّير سِوى المشهودِ فيّ
وجَلا عنيِّ حجاباً كُنْته / وتلاشى الكَون يا صَاح لديّ
أيُّ حُسن ما بدا إِلا لمن / قد طوَى العقْل معَ الأكوان طيّ
ورأى الأشْياء شيئَا واحداً / بل رأى الواحِد وتراً دون شيّ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ / سلْ متى ما ارتبت عنها كل شيْ
كل شِي سرُها فيه سَرَى / فلذا يثنى عليها كل شيْ
قال مَن أشهدَ معنى حُسنها / إِنه منتشرُ والكل طيْ
هي كالشمسِ تلالا نورها / فمتى ما إِن ترُمةُ عاد فيْ
هيَ كالمرآة تُبدي صوراً / قابَلَتْها وبها ما حل شيءْ
هي مثلُ العين لا لون لها / وبها الألوانُ تُبدي كل زَيْ
والهدى فيها كما أشقى بها / ولها الحجة في كشف الغُطَيْ
جورها عدل فاما عدلها / فهو فضلٌ فاستزد منه أخيْ
هِيْ في مربعها لا غيرُها / فلذا تُدْعى بلا شيء سُوَيْ
عجباً تنأى ولا أيْن لها / ثم تَدْنُو وصْلُها ملْ يَديْ
ولنا مِنْ وصلها جمعٌ ومِنْ / بُعْدِها فرقٌ هما حال إِليْ
فبحكم الجمع لا فرقَ لها / وبحكم الفرقِ تلبيس عِليّ
لَبْسُها ما أظهرتْ مِنْ لُبْسِها / فلها في كل موجودٍ مُريْ
أسْفرت يوماً لقيسٍ فانثنى / قائلاً يا قومْ لم أحْبِبْ سويْ
أنا ليلى وهِيَ قيسٌ فاعجبوا / كيْف مني كان مطلوبي إليّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025