المجموع : 6
هل لكم في شُرب صَهْبَا مُزجت
هل لكم في شُرب صَهْبَا مُزجت / فهي ما بين اصفرار واحمرارْ
وَلها عَرْفٌ إِذا ما اُسْنشقت / أطربت في دِّنها قبل انتشار
وإِذا عَايَنْتَها في كأسِها / ذهب العقلُ ولم يبق استتار
لست تدري الكأسَ مِن خمرتها / قد صفا الكلُ صفاء إِذا تدار
أسكَرت قَبلَ التثامِ جُلَّنا / حُسنها يُغنيِ طَروبَا عن خمار
كَمْ فَراش واقِع في خمَرها / لمْ يكن يحَسبُ أن الخمر نار
أحرِقت أحشاؤه ثم اغتدى / يكشف الأسرار مخلوع العِذار
قَلَّ من يثْبُتُ إِذا يُؤْتَى بها / أو يرَى في الشرب مَصحوبَ اصطبار
أيُّها النّاظِرُ فيه في سطح المرى
أيُّها النّاظِرُ فيه في سطح المرى / أترى منْ ذَا الذي فِيه تَرَى
هلْ هُوَ النّاظر فيه غيرُكمْ / أمْ خيَالُ مِنْكَ فيه قَدْ سرَى
أعِدِ النّظْرةَ فِيهَا إِنهَّا / حِكمةٌ كامِنَةٌ بَينَ الورَىَ
فعسىَ عِنْدَ انشقَاقِ فَجْرِها / يحمَدُ القوَمُ جمِيعاً السُّرى
لقد تِهت عُجْباً بالتَجَرُد والفَقْرِ / فلَم اندرج تحتَ الزمانِ ولا الدَهْرِ
وَجَاءتْ لِقلبي نَفْخةٌ قُدُسِيّةٌ / فَغِبتُ بها عن عَالم الخَلْقِ والأمرِ
طَوَيْتُ بسَاطَ الكونِ والطيُّ نشرُه / وما القصْدُ إلا الترْكُ للطَيِّ والنشر
غَمَّضتُ عَينَ القلْب غيرَ مطلّق / فالفَيتْني ذَاك الملقب بالغير
وصلْت لمن لمْ تنفصل عنه لحظة / ونَزَّهتُ من أعني عن الوصل والهجر
وما الوْصفُ إلاَّ دُونه غيرَ أنني / أريد به التشْبيبَ عنْ بعض ما أدري
وذلكَ مثلُ الصَوْتِ أيقظ نائما / فأبصر أمرا جلَّ عن ضابط الحصر
فقلت له الأسماء تَبْغي بَيَانه / فكانت لَهُ الألْفَاظ سترا على ستر
أَيُّهَا اللاّئِم رِفْقاً
أَيُّهَا اللاّئِم رِفْقاً / بِالذَّي قَدْ ذَابَ عِشْقا
لا يَرُدُّ العْتبُ صَبَّا / بَلْ يَزِيدُ الصَّبَّ شَوْقَا
إنَّ في أذُنيْهِ وَقْراَ / فاتئّد لأنْ لا تَشْقَى
حُبُّنَا لِلْشَيْء يُعْمِى / ويصمُ قُلْتُ حَقَّا
كُلُمَا تَقُولْ حل غَرْباَ / ففؤادي حَلَّ شَرْقَا
لا تَرَى الْهَوَى نُزْولاَ / فِيه اللّبيبُ يَرْقَى
كَمْ يُحاكى يَا قُلَيْبِي / لِبرُيق الْغَوْر خَفْقَا
كُلّ مَا في الْحُّبِّ عَذْبُ / مِنْ عَذَاب فيه يُلْقَى
فَالْفَنا فيه حَيَاةٌ / فافْنَ إنَّ رِدْتَ تَبْقَى
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ / هذه الاعْلاَم تبْدو للعُيونْ
والْتفتْ غرْبِيَّها كَيُما تَرَى / نارَ مَنْ تهْواهُ بِالشّعبِ اليمينْ
للقِرَى شُبَّتْ قديماً نارُها / وهِيَ لا تُطْفى على طولِ السنينْ
قَرِّب النَّفْس ولاَ تَبْخَلْ بِها / إِن أردْتَ الشُّرب من عَين اليقينْ
هِمْ بحَرْف العَيْنِ واعْشَق أهْلهُ / تَعْلم المعْنى مِنَ السّرِّ المصُونْ
جَرِّرْ الذَّيْلَ ولا تَلْوِ على / ذُلِّ هذا الكَوْنِ واصْبرْ للمُجون
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا
كشَف المحبوبُ عن قلبي الغَطا / وتجلىَّ جهرةً منيِّ إِليّ
لم يُشاهِد حسْنَه غيري ولم / يبْقَ في الدَّير سِوى المشهودِ فيّ
وجَلا عنيِّ حجاباً كُنْته / وتلاشى الكَون يا صَاح لديّ
أيُّ حُسن ما بدا إِلا لمن / قد طوَى العقْل معَ الأكوان طيّ
ورأى الأشْياء شيئَا واحداً / بل رأى الواحِد وتراً دون شيّ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ
غيرُ ليْلي لمْ يُرى في الحيِّ حيْ / سلْ متى ما ارتبت عنها كل شيْ
كل شِي سرُها فيه سَرَى / فلذا يثنى عليها كل شيْ
قال مَن أشهدَ معنى حُسنها / إِنه منتشرُ والكل طيْ
هي كالشمسِ تلالا نورها / فمتى ما إِن ترُمةُ عاد فيْ
هيَ كالمرآة تُبدي صوراً / قابَلَتْها وبها ما حل شيءْ
هي مثلُ العين لا لون لها / وبها الألوانُ تُبدي كل زَيْ
والهدى فيها كما أشقى بها / ولها الحجة في كشف الغُطَيْ
جورها عدل فاما عدلها / فهو فضلٌ فاستزد منه أخيْ
هِيْ في مربعها لا غيرُها / فلذا تُدْعى بلا شيء سُوَيْ
عجباً تنأى ولا أيْن لها / ثم تَدْنُو وصْلُها ملْ يَديْ
ولنا مِنْ وصلها جمعٌ ومِنْ / بُعْدِها فرقٌ هما حال إِليْ
فبحكم الجمع لا فرقَ لها / وبحكم الفرقِ تلبيس عِليّ
لَبْسُها ما أظهرتْ مِنْ لُبْسِها / فلها في كل موجودٍ مُريْ
أسْفرت يوماً لقيسٍ فانثنى / قائلاً يا قومْ لم أحْبِبْ سويْ
أنا ليلى وهِيَ قيسٌ فاعجبوا / كيْف مني كان مطلوبي إليّ