المجموع : 18
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ /
فَالتوى غُصن شَبابي الأَخَضَرُ /
وَرَأَيت الزَهر عَنهُ يَنثر /
مثلما يَنثر دَمعي /
يا شَبابي أَنتَ أَحرى بِدَمي /
لا بِدَمعي أَو شكايات فَمي /
خلّ عَني فَصحابي لوّمي /
مَلأوا بِاللوم سَمعي /
سَئِموا نوحي وَعافوا منطقي /
هُم ذوو أَفئدة لَم تَخفق /
أَنا إِن يَدروا بِحتفي ملتقِ /
وَغَداً يَهدأ روعي /
وَطَأةُ اللَيل عَلى قَلبي الحَزين /
مَزَجت مِنهُ بِأَنفاسي أَنين /
ما لَهُ وَقع بِسَمع العالمين /
وَبِسَمعي أَي وَقع /
أَنت يا وَرقاء مِن دون الأَنامِ /
تَسمَعين النوح مني في الظَلام /
فَإِذا ما نَحت يا رَمز السَلام /
عارِضي نوحي بِسجع /
لذة العَيش بِسَفح الكَرملِ
لذة العَيش بِسَفح الكَرملِ / لَيلَة الكرمل عودي كَرَما
لَيلة الكرمل عودي وَاِسأَلي / عَن مُحب كادَ يودي سَقما
لَيلة الكرمل عودي وَانظُري / أَيّ قَلب قَطَعته الزَفرات
أَيّ نَفس زَهقت بَعدُ جَوىً / أَي روحٍ قَد تَلاشَت حَسَرات
لَيسَ لي غَير البُكا وَالسَهر / وَهُما للدَهر عِندي حَسَنات
فيهما ذِكرى اللقاء الأوّل / أَرشف الأَدمُع مِنها وَاللَمى
فَصلي اللَيل بِليل أَطول / يا جُفوني وَاذرفي الدَمع دَما
كُنتُ أَجني ثَمَراً حُلو الجَني / رب طَير فَوقَهُ لَم يَقَع
حوَّم الدَهر عَلَيهِ وَاِنثَنى / يَدعي مِن خَيبة ما يَدَعي
هَل دَرى يا وَيحه أَن المُنى / في الهَوى لا تَجتَني بِالخدع
إِنَّما يُدرك أَقصي الأَمل / ثابت القَلب عَلى ما عَزَما
مَن يَروم أَمراً بِقَلب حوّلِ / يَنقضِ الدَهر لَهُ ما أَبرَما
فرحتي يوم أراها
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نارُ هواها
جنَّةُ الحسن لديْها / طيبُها وقْفتٌ عليْها
وردُها في وجنتيْها / ثَمِلٌ من مُقلتيْها
هي ريحانة قلبي /
ليتها كانت بقربي /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي /
كان لي في الحبِّ عهدُ / رُبَّ ماضٍ لا يُردُّ
فالتقى خدُّ وخدُّ / والتقى دمعٌ وشهدُ
جفَّ يا أيَّام دمعي /
ضاق بالآلام ذرعي /
فرحتي يوم أراها / جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي /
بلبلٌ فوق الغصونِ / ساحرٌ جَمُّ الفنونِ
يا أخا الصوت الحنون / لست تَدري ما شجوني
تتسلَّى تَتَفَلَّى /
وتراني أتَقَلَّى /
فرحتي يوم أراها / جنتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
سمع البلبلُ شجوي / باكياً أيَّامَ لَهْوي
فهفا البلبل نحوي / هاتفاً أصغِ لشدوي
قلتُ يا بلبل دعني /
عُدْ إلى الدَّوحِ وغنِّ /
فرحتي يوم أراها / جنّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
نُحْ معي فالنوْحُ أوْلى / بَعْدَ مَن أْهوى وأحلى
طَرِبَ القلبُ وملاَّ / أُيها البلبلُ هلاَّ
بجناحيكَ انقلبتا /
وبمن أهوى رجعتا /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
الهوى أبلى شبابي / جاءني من كلَّ بابِ
مِن صدودٍ لعتابِ / من عذابٍ لعذاب
كُلُّ هَذا لا يُطاقُ /
ثمُّ لا يحلو الفراقُ /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
عيشُنا ركضٌ بركضِ / بعضُنا في إثْر بعضِ
والصِّبا يومٌ ويمضي / ليتَه يمضي ويُرْضي
يا فؤادي ما بكائي /
أتُرى يُجدي ندائي /
فرحتي يوم أراها / جنَتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
أَيُّها الموسم هَل أَنتَ سِوى
أَيُّها الموسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
قَد مَشى الدَهر عَلَيهِ وَطَوى / صحفاً كنَّ سَناءً وَسَنا
أَيُّها المَوسم هَل بَينَ الجُموع / غَير ترداد صَدى النَصر المُبين
أَصَلاح الدين حيّ في الرُبوع / أَم سُيوف الفَتح فيها يَنجلين
أَينَ قَوم جَهلوا مَعنى الخُنوع / ذَهب الآباء تَعساً لِلبَنين
حلّق المَجد بِهُم ثُمَ هَوى / وَاِنثَنى ينشدهم لَما اِنثَنى
أَيُّها المَوسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
يا شَواظ الحَرب تَرمي بشرر / يَترك الآفاق في لَون الدَم
يا لَظى حطين نَشوى بِالظفر / يا صَلاح الدين اخلد وَانعم
لَكَ في التاريخ أَيام غرر / كَتبت بِالسَيف لا بِالقَلَم
فَرَواها الدَهر فيما قَد رَوى / فَاِسمَعوها وَاِجعَلوها سننا
أَيُّها المَوسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
بَينَ لَيلى وَسُعاد وَمُنى
بَينَ لَيلى وَسُعاد وَمُنى / حارَ إِلياس كَما حرت أَنا
غَير أَني لا أَرى مِن عَجب / أَن يَكون الاسم قَد حيرنا
تَكثر الأَسماء في شَيء إِذا / كَثُرَ المَعنى بِهِ أَو حسنا
طفلة عَن والديها نسخة / كرمت أَصلاً وَطابَت مَعدَنا
قُل لِوَجه البَدر إِن قابلَتها / جاءَكَ الحُسن اِنعِكاساً مِن هُنا
لَكن البُشرى بِلَيلى إِنَّها / أَول الأَزهار في رَوض الهَنا
أَطعم العزّاب رَبّي مثلها / رَبِّ ما ضَرك لَو أَطعَمتنا
ربِّ أطعمني غَلاماً شاعِراً / لِدَواعي الحُسن مثلي مذعنا
وَليَكُن مَجنون لَيلى وَليَكُن / طيّب القَلب ظَريفاً لَسِنا
وَليَكُن مثل أَبيه إِنَّنا / لَم نوفِّر غادة في شعرِنا
اشربي أنت وحسبي
اشربي أنت وحسبي / نشوةٌ من مقلتيْكِ
اشربي أنت وحسبي / نظرةٌ في وجنتيكِ
اشربي أنت وحسبي / نهلةٌ من شفتيكِ
اشربي أنت ومالي / وحياتي في يديكِ
نقل الكأسُ حديثاً / عن ثناياكِ العذابْ
أنَّه لولا شذاها / لم يكنْ لذَّ وطابْ
لم يكن يُسكِرُ لولا / أنه مسَّ الرُّضابْ
اشربي أنتِ وحدّث / أنتَ عنها يا شرابْ
أنشديني أطربيني / بهوى الأندلسِ
أرسلي اللحنَ شجيّاً / كالصَّبا في الغَلَسِ
هو يا روحي لروحي / كالندى للنّرجسِ
إن أنفاَسكِ فيه / لَحياةُ الأَنفسِ
رحمةُ اللَه عَليه إِنَّهُ
رحمةُ اللَه عَليه إِنَّهُ / غاله اليَأسُ وَكانَ الأَمَلا
وَيحُ قَومٍ خَذَلوه بَعدَما / أَخَذوا الميثاقَ أَلّا يُخذَلا
شيمة الغدرِ بِمَن يَنصرهم / ذَهَبت يا اِبنَ عليٍّ مَثَلا
آل بَيتِ المُصطَفى لَم تبرحوا / تَرِدونَ المَوتَ في ظلِّ العُلى
كادَت الكَأسُ الَّتي في قُبرصٍ / تُشبهُ الكَأسَ الَّتي في كربلا
شيِّعي الليلَ وَقومي اِستَقبلي
شيِّعي الليلَ وَقومي اِستَقبلي / طَلعةَ الشَمس وَراء الكرملِ
وَاِخشَعي يَوشك أَن يَغشى الحمى / يا فَلسطين سنىً مِن فيصلِ
يا لَها مِن ديمة يرفعها / منكبُ الأُفق لِعَين المجتلي
نَشَأت أَمناً وَظلاً وَهُدىً / كَهَدي النَجم لفلك مقبلِ
ما دَنا حَتّى هَمى الدَمعُ فَهَل / إِيلياءُ الغَيث فوق الجَبلِ
ذَلِكَ الفُلكُ الَّذي يحمله / مثلَه مُنذُ جَرى لَم يَحملِ
لَو تَعَدّى لُجّةَ البَحر بِهِ / خاضَ في لجة دَمعٍ مسبلِ
وَاِنطَوى العاصفُ وَالمَوج لَهُ / فَاِكتَسى البَحرُ غَضونَ الجَدولِ
وَإِذا بِالفلك يَجري بَينَها / كَمرور الطَيف بَينَ المقلِ
يُكرِمُ الراقدَ يَدري أَنَّهُ / يُؤثرُ الراحةَ وَالقَلبَ الخَلي
راقِدٌ يَنعمُ في ضجعته / خلّف الدُنيا بِهِ في شغلِ
أَيقَظ اللوعةَ فيها وَالأَسى / وَغَفا بَينَهما لَم يَحفلِ
مطبقَ الأَجفانِ عَن جفنٍ طَغى / جامِحِ الدَمع وَجفنٍ مجفلِ
مطمئنَّ القَلبِ ما تزعجه / زَفَراتٌ كَالغَضا المُشتَعلِ
ما الَّذي أَعدَدتِ مِن طيب القرى / يا فَلسطين لضيفٍ معجلِ
لا أَرى أَرضاً نُلاقيه بِها / قَد أَضاعَ الأَرضَ بيعُ السِفَلِ
فَاِستري وَجهَكِ لا يَلمح عَلى / صَفحتيهِ الخَزيَ فَوقَ الخَجَلِ
أَكرِمي ضيفك إِن أَحببته / بِأَمانيه الكبارِ الحفَّل
لا تَقومي حَولَهُ مَعولةً / مِن جَلال الملكِ أَلّا تُعولي
وَاِسألي الباغين ماذا هالَهُم / مِنهُ في أَكفانِهِ إِن تَسألي
راعَهُم حَيّاً وَمَيِتاً فَاِتَقوا / همَّةً جَبّارةً لَم تُخذَلِ
وَرَأوا في كُل قَلب حَوله / جذوةَ العزمِ وَنورَ الأَمَلِ
بَطلٌ قَد عادَ مِن ميدانِهِ / ظافِراً يا مَرحباً بِالبَطلِ
فارس الشَقراء يَجلو باسمها / غمرةً لَيلتُها ما تَنجَلي
صاحِبُ التاجَين في مَوكبه / رايةُ المَجد المَنيعِ الأَطولِ
من رَأي نسرَ المُلوك المُرتَجى / طارَ مِن عقبانه في جحفلِ
وَسَواءٌ في الأَعاصير مَضوا / أَم مَضوا في نَفحات الشَمألِ
كَجُنود اللَه طارَت خَيلُهُم / يَوم بَدرٍ في سَماءِ القسطل
مَن رَأى ناراً عَلى عاصفةٍ / هَكَذا اِنقَضَّ غَضوباً مِن علِ
هبط المعقلَ يَخشى حدثاً / وَيَمينُ اللَه حِرزُ المعقلِ
أَشِرت آشورُ حَتّى جاءَها / أَمرُها بَينَ الظبي وَالأَسَلِ
كُلُّ لُؤمٍ وَعقوقٍ دونه / فعل شَمعون لَئيم الموصلِ
ثَورَةُ الغاضب للحَقِّ تُرى / هَذِهِ أَم شغبٌ مِن وُكَّلِ
ذَلِكَ السَيف الَّذي جَرَّده / فَضحتهُ عَينُ هَذا الصيقلِ
يا لَعَينٍ سَهرت عَن فَيصَلٍ / تَحرس الملكَ لَهُ ما تَأتلي
رَأَت الغَدرَ فَآذاها فَهَل / تَحملُ الضيم وَلَمّا تَغفلِ
خُلُقٌ في اِبنك غازي لَم يَكُن / بِغَريبٍ عَن قَريب المنهلِ
لَم يُطِق شبلُك ضَيماً سَيدي / فَاِستمع للعذر قَبل العذلِ
قَد يَكون الحَزم في العَزمِ وَقَد / يُكتبُ التَوفيقُ للمستعجلِ
غضبةٌ مِن رجلٍ في أُمَّةٍ / جَعَلته أُمَّةً في رجلِ
مَن هفا للمثل الأَعلى يَجد / في بَني هاشم أَعلى مثلِ
أَيُّكم يا آل بَيت المُصطَفى / ما قَضى مُستشهداً مُنذُ عَلي
لا أَحاشي بَينَكُم مِن أَحَد / فَكميُّ الحَرب صِنوُ الأَعزلِ
كلكم يَنشأُ قَلباً وَيداً / وَلِساناً في جِهاد المبطلِ
فتح الخُلدُ لَكُم هَيكله / فَإِذا أَنتُم بُدورُ الهَيكلِ
ضمَّ جبريل جَناحيهِ عَلى / سُؤددٍ محضٍ وَنُبلٍ أَمثلِ
وَأَطاف المَلأ الأَعلى بِمن / عزمه في الحَقِّ عزمُ الرُسُلِ
فَيصلٌ شيّدَ ملكاً لَم يَزَل / بِحِمى اللَه وَغازي يَعتلي
وَبِشَعبٍ بذلَ الروحَ وَمِن / يُنشد الملكَ وَطيداً يَبذُلِ
لَيسَ مِن حامٍ لِكَيدٍ يَنبَري / فيهِ أَو مُنتدب مختتلِ
أَضرموا النارَ وَصَبّوا فَوقَها / دَمَهُم حُرّاً أَبيّاً يَغتلي
صَهَروا الأَغلالَ وَاِنصاعوا إِلى / دنس الأَرضِ فَقالوا اِغتَسِلي
وَإِذا دجلةُ عَذبٌ وِردُها / وَإِذا النَخلُ كَريمُ المَأكِلِ
وَإِذا بَغداد مِما اِزدَهَرَت / حليةُ التاريخ بَعد العطلِ
وَوقاها اللَه وَالعَون بِهِ / دوّلَ الغَدرِ وَغَدرَ الدُوّلِ
أطلقي ذاكَ العيارا
أطلقي ذاكَ العيارا / قَدْكِ ضيماً واصطبارا
يطلبُ العزُّ ابتدارا / يدرك المجد اقْتِسارا
أطلقي ذاك العيارا /
حطِّمي القيدَ الثقيلا / واركبي الهولَ سبيلا
عاش يا نفسُ ذليلا / بك من كان بخيلا
أطلقي ذاك العيارا /
دبري الأَمرَ نهارا / واطلبي الحقَّ جهارا
واهبطي الهيجاءَ دارا / ذلَّ من يغفل ثارا
أطلقي ذاك العيارا /
يا لأعناقِ الرجالِ / كيف مالت بالحبالِ
هاكِ أشبالي ومالي / وعنادي للقتالِ
أطلقي ذاك العيارا /
أعنَقَتْ تسري انتشارا / فكرةٌ تحملُ نارا
تهبطُ القلبُ قرارا / تُلهبُ الصَّدرَ استعارا
أطلقي ذاك العيارا /
عَلِقَتْ ثَمَّ يداهُ / بزناد فطواهُ
أضرم البيدَ سناهُ / ثم ردَّدن صداهُ
أطلقي ذاك العيارا /
انظري يوم أغارا / أيَّ أبطالٍ أثارا
أيَّ كاساتٍ أدارا / بين صرعى وسكارى
أطلقي ذاك العيارا /
احشدي البيدَ أُسودا / واملأي الشامَ حقودا
ووعوداً وعهودا / وبنوداً وبنودا
أطلقي ذاك العيارا /
المنايا تتبارى / والأمانيَّ الكبارا
طبِّقي الأَرضَ انتصارا / واعتزازاً وافتخارا
أطلقي ذاك العيارا /
اغدري غدرَ القويِّ / بالحسين بن عليِّ
لستِ بالخلِّ الوفيِّ / للحليفِ العربيَّ
فاملأي التاريخ عارا /
أُمَّتي قَدْكِ اصطبارا / فاطلبي العزَّ ابتدارا
وخذي المجد اقتسارا / هاجني الماضي ادَّكارا
أطلقي ذاك العيارا /
إن قلبي لبلادي
إن قلبي لبلادي / لا لحزبٍ أو زعيمِ
لم أبِعهُ لشقيقٍ / أو صديقٍ لي حميمِ
ليس مني لو أراه / مرَّةً غيرَ سليم
ولساني كفؤادي / نيطَ منه بالصَّميم
وغدي يُشبه يومي / وحديثي كقديمي
لم أَهبْ غيظَ كريم / لا ولا كيْدَ لئيم
غايتي خدمةُ قومي / بشقائي أو نعيمي
لم تزل تهجرني منذ سنين
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاكْ
كنتُ في روضٍ أنيق فإذا / بحبيبين من الطير هناكْ
إن هما طارا يكونان معاً / ومعاً لفَّهما دوح الأَراك
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تعاطينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعمُ يوماً برضاك
ههنا نرجسةٌ قبَّلها / عاشق هام بها يُدعى نسيمْ
منحته طيبها يشفي به / كلَّ ذي قلبٍ من الهجر سقيم
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تساقينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاك
في ظلام الليل لاحت نجمةٌ / وهنا نجمٌ إليها مُطرِقا
يا حبيب الروح ها إنّهما / في عتاب وانقضى فاعتنقا
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تشاكينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاك
شمل الكونَ الرضى حتى غدا / وهو طيب وجمال وصفا
يا مَلولَ القلب ما في الكون منْ / عاشقين اثنين الاَّ ائتلفا
فمتى يا هرجي منك الرضى / ومتى يصفوا الهوى لكن أراكْ
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاكْ
أَنا بِالرَحمَن مِن حو
أَنا بِالرَحمَن مِن حو / رٍ يكَسِّرن جفونا
دارِجات كَحَمام ال / أيك يبهرن العُيونا
قُلت مِن هُنّ وَقَولي / كانَ جَهلاً وَجُنونا
فَاِنبَرَت مِنهُن حَسنا / ء فَأذكَتني شُجونا
وَأَجابَتني وَلَم أَد / رِ أَجدّاً أَم مُجونا
نَحنُ مِن سُمناك وَجداً / وَفتنّاك فتونا
كَبدي مِن فراقها بَينَ بَينا
كَبدي مِن فراقها بَينَ بَينا / فَمَتى مَوعِدُ اللِقاء وَأَينا
ربّ طَير مهاجر غابَ عَنا / شاقَهُ وَكرُهُ فَعادَ إِلَينا
كُنتِ تَبكين لَو رَأَيت بُكائي / وَقَديماً أَبكي جَميلُ بُثَينا
غَيرَ أَني أَلفت همي وَغَمّي / فَكُلي وَاِشرَبي وَقَري عَينا
لا تَقُل لِلّه لُبنان الأَشمّ
لا تَقُل لِلّه لُبنان الأَشمّ /
لا تَقل أَشتاقُ أَلحان الخصمّ /
عِش كَما أَهواكَ مَكفوفاً أَصَم /
يا فُؤادي واسلُ أَيام الهَوى /
هَل رَأَيت الرَوض أَيام الخَريف /
ذابلَ الأَزهار مَسلوب الحَفيف /
متواري الحسن في الغيم الكَثيف /
يا فُؤادي أَينَ أَيام الهَوى /
هَل رَأَيت الطَير في الرَوض يُدور /
هائِماً يَبحَث عَن عَهد السُرور /
مرغماً يَنساق وَالريح تَثور /
يا فُؤادي أِين أَيام الهَوى /
لا تسلني يا فُؤادي عَن هَناء /
لَكَ في الرَوض وَفي الطَير عَزاء /
إِنَّما العمر نَعيم وَشَقاء /
يا فُؤادي وَهُنا ضَلَّ الهَوى /
فتيةَ المَغربِ هَيّا للجِهاد
فتيةَ المَغربِ هَيّا للجِهاد / نَحنُ أَولى الناسِ بِالأَندَلُسِ
نَحنُ أَبطال فَتاها ابنِ زِياد / وَلَها نُرخِصُ غالي الأَنفُسِ
قِف عَلى الشاطئ وَاِنظُر هَل تَرى / لَهَبَ النارِ وَآثارَ السَفين
يَومَ لا طارقُ عادَ القهقري / لا وَلا آباؤنا أُسدُ العَرين
يَومَ لا عَزمُ الجِبالِ الراسيات / مُشبهٌ عَزمَ شَبابِ المَغربِ
لا وَلا همةُ بَحرِ الظُلمات / أَشبَهَت هِمّةَ جَيشِ العَرَبِ
يا فَتى المَغربِ سَلها مَن بَني / دارَها الحَمراءَ تَسمَع عَجَبا
فَأعِدها لِذَويِها وَطَنا / تَحسد الدُنيا عَلَيهِ العَرَبا
نَحنُ أَهلوها وَإِن هَبَّت صَبا / مِن رُباها فَعَلَينا أَوَّلا
جَنَّةُ الفَردوسِ هاتيكَ الرُبى / كَيفَ تَبقى لِسِوانا نُزُلا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سِواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
قَد رَأَينا النار يَعلوها الرَماد /
يا فلسطين فَقُمنا للجهاد /
وَنَفَضنا الذُلَّ عَنا وَالرَقاد /
وَنَهَضنا نَهضةً تُحيي البِلاد /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
المسيحي أَخ للمسلم /
يا فَلسطين بَقَلب وَفَم /
فَاِنشُري حبهما في العلم /
رَمزنا عَقد الثريا في الدَم /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
حرم طَهره فادي الوَرى /
وَإِلَيهِ المُصطَفى لَيلاً سَرى /
وَكَذا البَيعة حَيث عمرا /
حبنا حُبٌّ أَبى أَن يُنكرا /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سَواء وَالعلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
لاحمى مثل فَلسطين حمى /
مَجدها سَطر في لَوح السَما /
أَي مَجد مثله مَهما سَما /
إِنَّهُ نور يُضيء الأَنجُما /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
يا فَلسطين دَمي وَقفٌ عَلى /
أَن تَفوقي الشَمس مَجداً وَعُلا /
وَعلي العَهد أَلا أَقبَلا /
بِك ملك الأَرض طراً بَدَلا /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
موطني الجَلالُ وَالجَمالُ
موطني الجَلالُ وَالجَمالُ / السَناءُ وَالبَهاءُ في رُباك
وَالحَياةُ وَالنَجاةُ / وَالهَناءُ وَالرَجاءُ في هَواك
هَل أَراك /
سالماً منعّماً / وَغانِماً مكرّماً
هَل أَراك / في عُلاك
تبلغ السماك /
موطِني /
مَوطِني الشَباب لَن يَكلَّ / همُّهُ أَن تَستقلَّ أَو يَبيد
نَستَقي مِن الرَدى / وَلَن نَكون لِلعِدى كَالعَبيد
لا نُريد /
ذلّنا المُؤبدا / وَعَيشنا المنكدا
لا نُريد / بَل نَعيد
مَجدَنا التَليد /
مَوطني /
مَوطِني الحسامُ وَاليَراعُ / لا الكَلامُ وَالنِزاع رَمزَنا
مَجدَنا وَعَهدنا / وَواجب إِلى الوفا يَهزُّنا
عِزُّنا /
غايةٌ تشرّفُ / وَرايَةٌ تُرَفرفُ
يا هَناك / في عُلاك
قاهِراً عِداك /
مَوطِني /
رايةٌ رَوّعها خَطب عَراها
رايةٌ رَوّعها خَطب عَراها / خَفَقَت وَالهةً فَوقَ ذراها
وَالصِبا مَرّت بِها نائِحَةً / جَزعاً تَنعى إِلى الدُنيا فَتاها
يا رايَتي تَجمّلي وَبَعد / غازي أَمّلي
وَاِعتَصِمي بِفَيصلِ /
أُمنية المُستَقبلِ /
كَعَهدِ غازي أَشرَفي على الحِمى / وَرَفرِفي مَنيعة بِفَيصلِ
رَيحانَة المُستَقبلِ /
يا سَليل المرهفات الباتِرات / وَاِبن رايات المَعالي الخالِدات
نَم رَيَّ البال وَانعم إِنَّما / عَهِدنا عَهدَك عَزمٌ وَثَبات
نَم بِالهَنا فَإِنَّنا وَراء تَح / قيق المُنى نَبني بِهنَّ الوَطَنا
فَيَعتَلي وَيَعتلي /
وَلَم نَزَل لَهُ الفِدا حَتّى يَنا / ل الفرقدا مكرَّماً مُخَلّدا
مُؤيّداً بِفَيصَلِ /