القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 18
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ
خَطَرت بِالأَمس ريحٌ صَرصَرُ /
فَالتوى غُصن شَبابي الأَخَضَرُ /
وَرَأَيت الزَهر عَنهُ يَنثر /
مثلما يَنثر دَمعي /
يا شَبابي أَنتَ أَحرى بِدَمي /
لا بِدَمعي أَو شكايات فَمي /
خلّ عَني فَصحابي لوّمي /
مَلأوا بِاللوم سَمعي /
سَئِموا نوحي وَعافوا منطقي /
هُم ذوو أَفئدة لَم تَخفق /
أَنا إِن يَدروا بِحتفي ملتقِ /
وَغَداً يَهدأ روعي /
وَطَأةُ اللَيل عَلى قَلبي الحَزين /
مَزَجت مِنهُ بِأَنفاسي أَنين /
ما لَهُ وَقع بِسَمع العالمين /
وَبِسَمعي أَي وَقع /
أَنت يا وَرقاء مِن دون الأَنامِ /
تَسمَعين النوح مني في الظَلام /
فَإِذا ما نَحت يا رَمز السَلام /
عارِضي نوحي بِسجع /
لذة العَيش بِسَفح الكَرملِ
لذة العَيش بِسَفح الكَرملِ / لَيلَة الكرمل عودي كَرَما
لَيلة الكرمل عودي وَاِسأَلي / عَن مُحب كادَ يودي سَقما
لَيلة الكرمل عودي وَانظُري / أَيّ قَلب قَطَعته الزَفرات
أَيّ نَفس زَهقت بَعدُ جَوىً / أَي روحٍ قَد تَلاشَت حَسَرات
لَيسَ لي غَير البُكا وَالسَهر / وَهُما للدَهر عِندي حَسَنات
فيهما ذِكرى اللقاء الأوّل / أَرشف الأَدمُع مِنها وَاللَمى
فَصلي اللَيل بِليل أَطول / يا جُفوني وَاذرفي الدَمع دَما
كُنتُ أَجني ثَمَراً حُلو الجَني / رب طَير فَوقَهُ لَم يَقَع
حوَّم الدَهر عَلَيهِ وَاِنثَنى / يَدعي مِن خَيبة ما يَدَعي
هَل دَرى يا وَيحه أَن المُنى / في الهَوى لا تَجتَني بِالخدع
إِنَّما يُدرك أَقصي الأَمل / ثابت القَلب عَلى ما عَزَما
مَن يَروم أَمراً بِقَلب حوّلِ / يَنقضِ الدَهر لَهُ ما أَبرَما
فرحتي يوم أراها
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نارُ هواها
جنَّةُ الحسن لديْها / طيبُها وقْفتٌ عليْها
وردُها في وجنتيْها / ثَمِلٌ من مُقلتيْها
هي ريحانة قلبي /
ليتها كانت بقربي /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي /
كان لي في الحبِّ عهدُ / رُبَّ ماضٍ لا يُردُّ
فالتقى خدُّ وخدُّ / والتقى دمعٌ وشهدُ
جفَّ يا أيَّام دمعي /
ضاق بالآلام ذرعي /
فرحتي يوم أراها / جنّتي نارُ هواها
ونعيمي في شقائي /
بلبلٌ فوق الغصونِ / ساحرٌ جَمُّ الفنونِ
يا أخا الصوت الحنون / لست تَدري ما شجوني
تتسلَّى تَتَفَلَّى /
وتراني أتَقَلَّى /
فرحتي يوم أراها / جنتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
سمع البلبلُ شجوي / باكياً أيَّامَ لَهْوي
فهفا البلبل نحوي / هاتفاً أصغِ لشدوي
قلتُ يا بلبل دعني /
عُدْ إلى الدَّوحِ وغنِّ /
فرحتي يوم أراها / جنّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
نُحْ معي فالنوْحُ أوْلى / بَعْدَ مَن أْهوى وأحلى
طَرِبَ القلبُ وملاَّ / أُيها البلبلُ هلاَّ
بجناحيكَ انقلبتا /
وبمن أهوى رجعتا /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
الهوى أبلى شبابي / جاءني من كلَّ بابِ
مِن صدودٍ لعتابِ / من عذابٍ لعذاب
كُلُّ هَذا لا يُطاقُ /
ثمُّ لا يحلو الفراقُ /
فرحتي يوم أراها / جنَّتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
عيشُنا ركضٌ بركضِ / بعضُنا في إثْر بعضِ
والصِّبا يومٌ ويمضي / ليتَه يمضي ويُرْضي
يا فؤادي ما بكائي /
أتُرى يُجدي ندائي /
فرحتي يوم أراها / جنَتي نار هواها
ونعيمي في شقائي /
أَيُّها الموسم هَل أَنتَ سِوى
أَيُّها الموسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
قَد مَشى الدَهر عَلَيهِ وَطَوى / صحفاً كنَّ سَناءً وَسَنا
أَيُّها المَوسم هَل بَينَ الجُموع / غَير ترداد صَدى النَصر المُبين
أَصَلاح الدين حيّ في الرُبوع / أَم سُيوف الفَتح فيها يَنجلين
أَينَ قَوم جَهلوا مَعنى الخُنوع / ذَهب الآباء تَعساً لِلبَنين
حلّق المَجد بِهُم ثُمَ هَوى / وَاِنثَنى ينشدهم لَما اِنثَنى
أَيُّها المَوسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
يا شَواظ الحَرب تَرمي بشرر / يَترك الآفاق في لَون الدَم
يا لَظى حطين نَشوى بِالظفر / يا صَلاح الدين اخلد وَانعم
لَكَ في التاريخ أَيام غرر / كَتبت بِالسَيف لا بِالقَلَم
فَرَواها الدَهر فيما قَد رَوى / فَاِسمَعوها وَاِجعَلوها سننا
أَيُّها المَوسم هَل أَنتَ سِوى / صورة المَجد الَّذي كانَ لَنا
بَينَ لَيلى وَسُعاد وَمُنى
بَينَ لَيلى وَسُعاد وَمُنى / حارَ إِلياس كَما حرت أَنا
غَير أَني لا أَرى مِن عَجب / أَن يَكون الاسم قَد حيرنا
تَكثر الأَسماء في شَيء إِذا / كَثُرَ المَعنى بِهِ أَو حسنا
طفلة عَن والديها نسخة / كرمت أَصلاً وَطابَت مَعدَنا
قُل لِوَجه البَدر إِن قابلَتها / جاءَكَ الحُسن اِنعِكاساً مِن هُنا
لَكن البُشرى بِلَيلى إِنَّها / أَول الأَزهار في رَوض الهَنا
أَطعم العزّاب رَبّي مثلها / رَبِّ ما ضَرك لَو أَطعَمتنا
ربِّ أطعمني غَلاماً شاعِراً / لِدَواعي الحُسن مثلي مذعنا
وَليَكُن مَجنون لَيلى وَليَكُن / طيّب القَلب ظَريفاً لَسِنا
وَليَكُن مثل أَبيه إِنَّنا / لَم نوفِّر غادة في شعرِنا
اشربي أنت وحسبي
اشربي أنت وحسبي / نشوةٌ من مقلتيْكِ
اشربي أنت وحسبي / نظرةٌ في وجنتيكِ
اشربي أنت وحسبي / نهلةٌ من شفتيكِ
اشربي أنت ومالي / وحياتي في يديكِ
نقل الكأسُ حديثاً / عن ثناياكِ العذابْ
أنَّه لولا شذاها / لم يكنْ لذَّ وطابْ
لم يكن يُسكِرُ لولا / أنه مسَّ الرُّضابْ
اشربي أنتِ وحدّث / أنتَ عنها يا شرابْ
أنشديني أطربيني / بهوى الأندلسِ
أرسلي اللحنَ شجيّاً / كالصَّبا في الغَلَسِ
هو يا روحي لروحي / كالندى للنّرجسِ
إن أنفاَسكِ فيه / لَحياةُ الأَنفسِ
رحمةُ اللَه عَليه إِنَّهُ
رحمةُ اللَه عَليه إِنَّهُ / غاله اليَأسُ وَكانَ الأَمَلا
وَيحُ قَومٍ خَذَلوه بَعدَما / أَخَذوا الميثاقَ أَلّا يُخذَلا
شيمة الغدرِ بِمَن يَنصرهم / ذَهَبت يا اِبنَ عليٍّ مَثَلا
آل بَيتِ المُصطَفى لَم تبرحوا / تَرِدونَ المَوتَ في ظلِّ العُلى
كادَت الكَأسُ الَّتي في قُبرصٍ / تُشبهُ الكَأسَ الَّتي في كربلا
شيِّعي الليلَ وَقومي اِستَقبلي
شيِّعي الليلَ وَقومي اِستَقبلي / طَلعةَ الشَمس وَراء الكرملِ
وَاِخشَعي يَوشك أَن يَغشى الحمى / يا فَلسطين سنىً مِن فيصلِ
يا لَها مِن ديمة يرفعها / منكبُ الأُفق لِعَين المجتلي
نَشَأت أَمناً وَظلاً وَهُدىً / كَهَدي النَجم لفلك مقبلِ
ما دَنا حَتّى هَمى الدَمعُ فَهَل / إِيلياءُ الغَيث فوق الجَبلِ
ذَلِكَ الفُلكُ الَّذي يحمله / مثلَه مُنذُ جَرى لَم يَحملِ
لَو تَعَدّى لُجّةَ البَحر بِهِ / خاضَ في لجة دَمعٍ مسبلِ
وَاِنطَوى العاصفُ وَالمَوج لَهُ / فَاِكتَسى البَحرُ غَضونَ الجَدولِ
وَإِذا بِالفلك يَجري بَينَها / كَمرور الطَيف بَينَ المقلِ
يُكرِمُ الراقدَ يَدري أَنَّهُ / يُؤثرُ الراحةَ وَالقَلبَ الخَلي
راقِدٌ يَنعمُ في ضجعته / خلّف الدُنيا بِهِ في شغلِ
أَيقَظ اللوعةَ فيها وَالأَسى / وَغَفا بَينَهما لَم يَحفلِ
مطبقَ الأَجفانِ عَن جفنٍ طَغى / جامِحِ الدَمع وَجفنٍ مجفلِ
مطمئنَّ القَلبِ ما تزعجه / زَفَراتٌ كَالغَضا المُشتَعلِ
ما الَّذي أَعدَدتِ مِن طيب القرى / يا فَلسطين لضيفٍ معجلِ
لا أَرى أَرضاً نُلاقيه بِها / قَد أَضاعَ الأَرضَ بيعُ السِفَلِ
فَاِستري وَجهَكِ لا يَلمح عَلى / صَفحتيهِ الخَزيَ فَوقَ الخَجَلِ
أَكرِمي ضيفك إِن أَحببته / بِأَمانيه الكبارِ الحفَّل
لا تَقومي حَولَهُ مَعولةً / مِن جَلال الملكِ أَلّا تُعولي
وَاِسألي الباغين ماذا هالَهُم / مِنهُ في أَكفانِهِ إِن تَسألي
راعَهُم حَيّاً وَمَيِتاً فَاِتَقوا / همَّةً جَبّارةً لَم تُخذَلِ
وَرَأوا في كُل قَلب حَوله / جذوةَ العزمِ وَنورَ الأَمَلِ
بَطلٌ قَد عادَ مِن ميدانِهِ / ظافِراً يا مَرحباً بِالبَطلِ
فارس الشَقراء يَجلو باسمها / غمرةً لَيلتُها ما تَنجَلي
صاحِبُ التاجَين في مَوكبه / رايةُ المَجد المَنيعِ الأَطولِ
من رَأي نسرَ المُلوك المُرتَجى / طارَ مِن عقبانه في جحفلِ
وَسَواءٌ في الأَعاصير مَضوا / أَم مَضوا في نَفحات الشَمألِ
كَجُنود اللَه طارَت خَيلُهُم / يَوم بَدرٍ في سَماءِ القسطل
مَن رَأى ناراً عَلى عاصفةٍ / هَكَذا اِنقَضَّ غَضوباً مِن علِ
هبط المعقلَ يَخشى حدثاً / وَيَمينُ اللَه حِرزُ المعقلِ
أَشِرت آشورُ حَتّى جاءَها / أَمرُها بَينَ الظبي وَالأَسَلِ
كُلُّ لُؤمٍ وَعقوقٍ دونه / فعل شَمعون لَئيم الموصلِ
ثَورَةُ الغاضب للحَقِّ تُرى / هَذِهِ أَم شغبٌ مِن وُكَّلِ
ذَلِكَ السَيف الَّذي جَرَّده / فَضحتهُ عَينُ هَذا الصيقلِ
يا لَعَينٍ سَهرت عَن فَيصَلٍ / تَحرس الملكَ لَهُ ما تَأتلي
رَأَت الغَدرَ فَآذاها فَهَل / تَحملُ الضيم وَلَمّا تَغفلِ
خُلُقٌ في اِبنك غازي لَم يَكُن / بِغَريبٍ عَن قَريب المنهلِ
لَم يُطِق شبلُك ضَيماً سَيدي / فَاِستمع للعذر قَبل العذلِ
قَد يَكون الحَزم في العَزمِ وَقَد / يُكتبُ التَوفيقُ للمستعجلِ
غضبةٌ مِن رجلٍ في أُمَّةٍ / جَعَلته أُمَّةً في رجلِ
مَن هفا للمثل الأَعلى يَجد / في بَني هاشم أَعلى مثلِ
أَيُّكم يا آل بَيت المُصطَفى / ما قَضى مُستشهداً مُنذُ عَلي
لا أَحاشي بَينَكُم مِن أَحَد / فَكميُّ الحَرب صِنوُ الأَعزلِ
كلكم يَنشأُ قَلباً وَيداً / وَلِساناً في جِهاد المبطلِ
فتح الخُلدُ لَكُم هَيكله / فَإِذا أَنتُم بُدورُ الهَيكلِ
ضمَّ جبريل جَناحيهِ عَلى / سُؤددٍ محضٍ وَنُبلٍ أَمثلِ
وَأَطاف المَلأ الأَعلى بِمن / عزمه في الحَقِّ عزمُ الرُسُلِ
فَيصلٌ شيّدَ ملكاً لَم يَزَل / بِحِمى اللَه وَغازي يَعتلي
وَبِشَعبٍ بذلَ الروحَ وَمِن / يُنشد الملكَ وَطيداً يَبذُلِ
لَيسَ مِن حامٍ لِكَيدٍ يَنبَري / فيهِ أَو مُنتدب مختتلِ
أَضرموا النارَ وَصَبّوا فَوقَها / دَمَهُم حُرّاً أَبيّاً يَغتلي
صَهَروا الأَغلالَ وَاِنصاعوا إِلى / دنس الأَرضِ فَقالوا اِغتَسِلي
وَإِذا دجلةُ عَذبٌ وِردُها / وَإِذا النَخلُ كَريمُ المَأكِلِ
وَإِذا بَغداد مِما اِزدَهَرَت / حليةُ التاريخ بَعد العطلِ
وَوقاها اللَه وَالعَون بِهِ / دوّلَ الغَدرِ وَغَدرَ الدُوّلِ
أطلقي ذاكَ العيارا
أطلقي ذاكَ العيارا / قَدْكِ ضيماً واصطبارا
يطلبُ العزُّ ابتدارا / يدرك المجد اقْتِسارا
أطلقي ذاك العيارا /
حطِّمي القيدَ الثقيلا / واركبي الهولَ سبيلا
عاش يا نفسُ ذليلا / بك من كان بخيلا
أطلقي ذاك العيارا /
دبري الأَمرَ نهارا / واطلبي الحقَّ جهارا
واهبطي الهيجاءَ دارا / ذلَّ من يغفل ثارا
أطلقي ذاك العيارا /
يا لأعناقِ الرجالِ / كيف مالت بالحبالِ
هاكِ أشبالي ومالي / وعنادي للقتالِ
أطلقي ذاك العيارا /
أعنَقَتْ تسري انتشارا / فكرةٌ تحملُ نارا
تهبطُ القلبُ قرارا / تُلهبُ الصَّدرَ استعارا
أطلقي ذاك العيارا /
عَلِقَتْ ثَمَّ يداهُ / بزناد فطواهُ
أضرم البيدَ سناهُ / ثم ردَّدن صداهُ
أطلقي ذاك العيارا /
انظري يوم أغارا / أيَّ أبطالٍ أثارا
أيَّ كاساتٍ أدارا / بين صرعى وسكارى
أطلقي ذاك العيارا /
احشدي البيدَ أُسودا / واملأي الشامَ حقودا
ووعوداً وعهودا / وبنوداً وبنودا
أطلقي ذاك العيارا /
المنايا تتبارى / والأمانيَّ الكبارا
طبِّقي الأَرضَ انتصارا / واعتزازاً وافتخارا
أطلقي ذاك العيارا /
اغدري غدرَ القويِّ / بالحسين بن عليِّ
لستِ بالخلِّ الوفيِّ / للحليفِ العربيَّ
فاملأي التاريخ عارا /
أُمَّتي قَدْكِ اصطبارا / فاطلبي العزَّ ابتدارا
وخذي المجد اقتسارا / هاجني الماضي ادَّكارا
أطلقي ذاك العيارا /
إن قلبي لبلادي
إن قلبي لبلادي / لا لحزبٍ أو زعيمِ
لم أبِعهُ لشقيقٍ / أو صديقٍ لي حميمِ
ليس مني لو أراه / مرَّةً غيرَ سليم
ولساني كفؤادي / نيطَ منه بالصَّميم
وغدي يُشبه يومي / وحديثي كقديمي
لم أَهبْ غيظَ كريم / لا ولا كيْدَ لئيم
غايتي خدمةُ قومي / بشقائي أو نعيمي
لم تزل تهجرني منذ سنين
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاكْ
كنتُ في روضٍ أنيق فإذا / بحبيبين من الطير هناكْ
إن هما طارا يكونان معاً / ومعاً لفَّهما دوح الأَراك
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تعاطينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعمُ يوماً برضاك
ههنا نرجسةٌ قبَّلها / عاشق هام بها يُدعى نسيمْ
منحته طيبها يشفي به / كلَّ ذي قلبٍ من الهجر سقيم
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تساقينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاك
في ظلام الليل لاحت نجمةٌ / وهنا نجمٌ إليها مُطرِقا
يا حبيب الروح ها إنّهما / في عتاب وانقضى فاعتنقا
ليتنا يا هاجري مثلهما / في تشاكينا الهوى لكن أراك
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاك
شمل الكونَ الرضى حتى غدا / وهو طيب وجمال وصفا
يا مَلولَ القلب ما في الكون منْ / عاشقين اثنين الاَّ ائتلفا
فمتى يا هرجي منك الرضى / ومتى يصفوا الهوى لكن أراكْ
لم تزل تهجرني منذ سنين / ليتني أنعم يوماً برضاكْ
أَنا بِالرَحمَن مِن حو
أَنا بِالرَحمَن مِن حو / رٍ يكَسِّرن جفونا
دارِجات كَحَمام ال / أيك يبهرن العُيونا
قُلت مِن هُنّ وَقَولي / كانَ جَهلاً وَجُنونا
فَاِنبَرَت مِنهُن حَسنا / ء فَأذكَتني شُجونا
وَأَجابَتني وَلَم أَد / رِ أَجدّاً أَم مُجونا
نَحنُ مِن سُمناك وَجداً / وَفتنّاك فتونا
كَبدي مِن فراقها بَينَ بَينا
كَبدي مِن فراقها بَينَ بَينا / فَمَتى مَوعِدُ اللِقاء وَأَينا
ربّ طَير مهاجر غابَ عَنا / شاقَهُ وَكرُهُ فَعادَ إِلَينا
كُنتِ تَبكين لَو رَأَيت بُكائي / وَقَديماً أَبكي جَميلُ بُثَينا
غَيرَ أَني أَلفت همي وَغَمّي / فَكُلي وَاِشرَبي وَقَري عَينا
لا تَقُل لِلّه لُبنان الأَشمّ
لا تَقُل لِلّه لُبنان الأَشمّ /
لا تَقل أَشتاقُ أَلحان الخصمّ /
عِش كَما أَهواكَ مَكفوفاً أَصَم /
يا فُؤادي واسلُ أَيام الهَوى /
هَل رَأَيت الرَوض أَيام الخَريف /
ذابلَ الأَزهار مَسلوب الحَفيف /
متواري الحسن في الغيم الكَثيف /
يا فُؤادي أَينَ أَيام الهَوى /
هَل رَأَيت الطَير في الرَوض يُدور /
هائِماً يَبحَث عَن عَهد السُرور /
مرغماً يَنساق وَالريح تَثور /
يا فُؤادي أِين أَيام الهَوى /
لا تسلني يا فُؤادي عَن هَناء /
لَكَ في الرَوض وَفي الطَير عَزاء /
إِنَّما العمر نَعيم وَشَقاء /
يا فُؤادي وَهُنا ضَلَّ الهَوى /
فتيةَ المَغربِ هَيّا للجِهاد
فتيةَ المَغربِ هَيّا للجِهاد / نَحنُ أَولى الناسِ بِالأَندَلُسِ
نَحنُ أَبطال فَتاها ابنِ زِياد / وَلَها نُرخِصُ غالي الأَنفُسِ
قِف عَلى الشاطئ وَاِنظُر هَل تَرى / لَهَبَ النارِ وَآثارَ السَفين
يَومَ لا طارقُ عادَ القهقري / لا وَلا آباؤنا أُسدُ العَرين
يَومَ لا عَزمُ الجِبالِ الراسيات / مُشبهٌ عَزمَ شَبابِ المَغربِ
لا وَلا همةُ بَحرِ الظُلمات / أَشبَهَت هِمّةَ جَيشِ العَرَبِ
يا فَتى المَغربِ سَلها مَن بَني / دارَها الحَمراءَ تَسمَع عَجَبا
فَأعِدها لِذَويِها وَطَنا / تَحسد الدُنيا عَلَيهِ العَرَبا
نَحنُ أَهلوها وَإِن هَبَّت صَبا / مِن رُباها فَعَلَينا أَوَّلا
جَنَّةُ الفَردوسِ هاتيكَ الرُبى / كَيفَ تَبقى لِسِوانا نُزُلا
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سِواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
قَد رَأَينا النار يَعلوها الرَماد /
يا فلسطين فَقُمنا للجهاد /
وَنَفَضنا الذُلَّ عَنا وَالرَقاد /
وَنَهَضنا نَهضةً تُحيي البِلاد /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
المسيحي أَخ للمسلم /
يا فَلسطين بَقَلب وَفَم /
فَاِنشُري حبهما في العلم /
رَمزنا عَقد الثريا في الدَم /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
حرم طَهره فادي الوَرى /
وَإِلَيهِ المُصطَفى لَيلاً سَرى /
وَكَذا البَيعة حَيث عمرا /
حبنا حُبٌّ أَبى أَن يُنكرا /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سَواء وَالعلن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
لاحمى مثل فَلسطين حمى /
مَجدها سَطر في لَوح السَما /
أَي مَجد مثله مَهما سَما /
إِنَّهُ نور يُضيء الأَنجُما /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
يا فَلسطين دَمي وَقفٌ عَلى /
أَن تَفوقي الشَمس مَجداً وَعُلا /
وَعلي العَهد أَلا أَقبَلا /
بِك ملك الأَرض طراً بَدَلا /
ديننا حُبك يا هَذا الوَطَن / سرُّنا فيهِ سواء وَالعَلَن
فَاروِ يا تاريخ وَاشهد يا زَمَن /
موطني الجَلالُ وَالجَمالُ
موطني الجَلالُ وَالجَمالُ / السَناءُ وَالبَهاءُ في رُباك
وَالحَياةُ وَالنَجاةُ / وَالهَناءُ وَالرَجاءُ في هَواك
هَل أَراك /
سالماً منعّماً / وَغانِماً مكرّماً
هَل أَراك / في عُلاك
تبلغ السماك /
موطِني /
مَوطِني الشَباب لَن يَكلَّ / همُّهُ أَن تَستقلَّ أَو يَبيد
نَستَقي مِن الرَدى / وَلَن نَكون لِلعِدى كَالعَبيد
لا نُريد /
ذلّنا المُؤبدا / وَعَيشنا المنكدا
لا نُريد / بَل نَعيد
مَجدَنا التَليد /
مَوطني /
مَوطِني الحسامُ وَاليَراعُ / لا الكَلامُ وَالنِزاع رَمزَنا
مَجدَنا وَعَهدنا / وَواجب إِلى الوفا يَهزُّنا
عِزُّنا /
غايةٌ تشرّفُ / وَرايَةٌ تُرَفرفُ
يا هَناك / في عُلاك
قاهِراً عِداك /
مَوطِني /
رايةٌ رَوّعها خَطب عَراها
رايةٌ رَوّعها خَطب عَراها / خَفَقَت وَالهةً فَوقَ ذراها
وَالصِبا مَرّت بِها نائِحَةً / جَزعاً تَنعى إِلى الدُنيا فَتاها
يا رايَتي تَجمّلي وَبَعد / غازي أَمّلي
وَاِعتَصِمي بِفَيصلِ /
أُمنية المُستَقبلِ /
كَعَهدِ غازي أَشرَفي على الحِمى / وَرَفرِفي مَنيعة بِفَيصلِ
رَيحانَة المُستَقبلِ /
يا سَليل المرهفات الباتِرات / وَاِبن رايات المَعالي الخالِدات
نَم رَيَّ البال وَانعم إِنَّما / عَهِدنا عَهدَك عَزمٌ وَثَبات
نَم بِالهَنا فَإِنَّنا وَراء تَح / قيق المُنى نَبني بِهنَّ الوَطَنا
فَيَعتَلي وَيَعتلي /
وَلَم نَزَل لَهُ الفِدا حَتّى يَنا / ل الفرقدا مكرَّماً مُخَلّدا
مُؤيّداً بِفَيصَلِ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025