المجموع : 14
صادَ بِالجامِعِ قَلبي قَمَرٌ
صادَ بِالجامِعِ قَلبي قَمَرٌ / زاهِرٌ مَطلَعُهُ مِن صَرخَدِ
قَمَرٌ في خَوطِ بانٍ نابِتٌ / في كَثيبٍ تَحتَ أُملودٍ نَدِي
بابِلِيُّ الطَرفِ هاروتُ وَما / روتُ عَنهُ نَفَثا في العُقَدِ
وَجنَتاهُ مُجتَنى التُفّاحِ وَال / وردِ بِالأَلحاظِ غَضّاً لا أَليَدِ
أَنا مِن شَوقي إِلى تَقبيلِهِ / قائِلٌ وا كَبِدي وا كَبِدي
بِأَبي أَهيَفَ مَعشوقَ العِذارِ
بِأَبي أَهيَفَ مَعشوقَ العِذارِ / طابَ لي في حُبِّهِ خَلعُ العِذارِ
جُلُّ ناري مِن جَنى وَجنَتَيهِ / لَيتَهُ يُطفى بِلَثمِ الجُلَّنارِ
بابِلِيُّ اللَحظِ مَعسولُ اللَمى / عاصَرَت أَنفاسُهُ صِرفَ العُقارِ
وَجهُهُ كَالشَمسِ وَالفَرعُ الضُحى / عانَقَ اللَيلُ بِهِ شَمسَ النَهارِ
عَجَباً إِذ لَم أَذُق ريقَتَهُ / وَفُؤادي يَشتَكي داءَ الخُمارِ
وَفَتاةٍ حُسنُها عَمَّ وَخَصَّ
وَفَتاةٍ حُسنُها عَمَّ وَخَصَّ / فيهِ مَن يُستَفتَ أَفتى بِالرُخَص
بِعُيونٍ سَلَبَت أَلبابَنا / فَإِلَيها رُفِعَت مِنها القَصَص
فاتِناتٍ فاتِراتٍ إِن رَنَت / فَلَهُنَّ الصيدُ صَيدٌ وَقَنَص
طِفلَةٌ جالَ وِشاحاها عَلى / خَصرِها الناحِلِ وَالخَلخالُ غَصّ
لا وَدُرِّ الثَغرِ مُفتَرّاً عَلى / مِثلِهِ في بَحرِ كيشٍ لَم يُغَص
وَحَبابِ الراحِ في الكَأسِ إِذا / قَهقَهَ الإِبريقُ فيهِ وَرَقَص
وَشَبابي غَضَّةً أَفنانُهُ / وَلَهُ ظِلٌّ ظَليلٌ وَقَلَص
أَنا لا أَهوى مِنَ الصِبيانِ إِلّا
أَنا لا أَهوى مِنَ الصِبيانِ إِلّا / كُلَّ مَهضومِ الحَشا دونَ البُلوغ
كُلَّما رُمتُ جَنى وَجنَتِهِ / حَجَبَتني عَقرَبُ الصُّدغِ اللَّدوغ
فَإِذا راهَقَ أرهِقتُ سَلُوّاً / وَجَفاني كُلّ شَيطانٍ نزوغ
ما تَرى الخِنصَرَ لما صَغُرَت / عَن بَناتِ الكَفِّ خُصَّت بِالمصوغ
لي حَبيبٌ ناظِرٌ عَن لَحظِ خِشفِ
لي حَبيبٌ ناظِرٌ عَن لَحظِ خِشفِ / قُبلَةٌ مِنهُ مِنَ الأَسقامِ تَشفي
بِتُّ أَستَحلي مَجاني رَشفِهِ / وَهوَ يَستَحلي كَما اِستَحلَيتُ رَشفي
أَرُضابٌ ريقُهُ أَم ضَربٌ / مِن عَصيرِ الكَرمِ مَمزوجاً بِصِرفِ
هَزَّ غُصنَ البانِ في حِقفِ نَقاً / وَبَلائي غُصنُ بانٍ فَوق حِقفِ
قَمَرٌ صورَتُهُ كاسِفَةٌ / كَلَّ بَدرٍ كامِلٍ لَيلَةَ نِصفِ
لَحظُهُ السَكرانُ في عَربَدَةٍ / لَم يَزَل في تيهِهِ ثانِيَ عِطفِ
آلَمتهُ عَضَّتي في خَدِّهِ / أَلَماً كِدتُ لَهُ آكُلُ كَفّي
وَقَفَ الحُسنُ عَلَيهِ فَغَدا / جامِعُ الحُسنِ لَهُ أَحسَنَ وَقفِ
عَدِمَ الإِسلامُ مَعدومَ المِثالِ
عَدِمَ الإِسلامُ مَعدومَ المِثالِ / وَهَوَت مِن أَوجِها شَمسُ المَعالي
يا لَهُ رزءاً لَقَد حَلَّ حُباً / قَبلَهُ ليثَت عَلى شُمِّ الجِبالِ
جَلَّ حَتّى دَقَّ فيهِ كُلّ رزءٍ / جَلَلٍ وانكَدَرَت شُهبُ الجَلالِ
فَالشُّعورُ السُّودُ كَالأَيّامِ بيضاً / وَالوُجوهُ البيضُ سوداً كَاللَيالي
وَلِسانُ الشَّرعِ قَد أُلبِسَ عِيّاً / بَعدَ أَن كانَ جَريئاً في المَقالِ
وَسَماءُ الدينِ قَد رانَ عَلى / بَدرِها النُقصانُ مِن بَعدِ الكَمالِ
وَالقَضايا قاضِياتٌ نَحبَها / إِثرَهُ حُزناً عَلى تِلكَ الخِلالِ
وَنَجيبُ العِلمِ مَعقولٌ وَقَد / أُنشِطَ الجَهلُ إِذَن بَعدَ عِقالِ
ماتَ مَن كانَ لِأَهلِ العِلمِ كَهفاً / وثِمالاً مُحسِناً أَيَّ ثِمالِ
ماتَ مَن خَلَّفَ أَخلافَ النَدى / شَولاً مِن بَعدِ دَرٍّ وَاِحتِفالِ
مَوتُهُ أَقرَحَ أَجفانَ العُلى / وَاِنطَوَت مِن بَعدِهِ بُسطُ النَوالِ
يا أَبا الفَضلِ أَبى فَضلُكَ أَن / يَترُكَ العافينَ في أَسوَأ الحالِ
فَبَنو الآمالِ مِن بَعدِكَ لا / تَشتَكي إِبلُهُمُ مَرَّ الكَلالِ
حَرَّموا بَعدَكَ يا اِبنَ المُرتَضى / أَبَداً شَدَّ حُدوجٍ وَرِحالِ
فَالجَلابيبُ القَشيباتُ مِنَ ال / عِلمِ مِن بَعدِكَ أَسمالٌ بَوالي
عَطَّلَت مِنكَ المَنايا طَيلَساناً / كانَ تاجاً بِلَآلي العِلمِ حالي
أُلبِسَت دارُكَ إيحاشاً وَكَم / حَلَّها الإيناسُ في حَليِ الجَمالِ
كَم يَدٍ بَيضاءَ قَد أَسدَيتَها / بِيَمينٍ ذاتِ يُمنٍ وَشِمالِ
كُنتَ بَحرَ الجودِ إِن حَلَّ سُؤالٌ / كُنتَ حَبرَ العِلمِ في كُلِّ سُؤالِ
كَم فَقيهٍ بِالجَدا أَحيَيتَهُ / بَعدَ أَن جَدَّلتَ فاهُ بِالجِدالِ
فَلَئِن ماتَ كمالُ الدينِ مِن / بَعدِ سُلطانٍ وَعِزٍّ مُتَوالي
فَلَقَد خَلَّفَ ذِكراً طابَ كَال / مسكِ تُهدي عَرفَهُ ريحُ الشَمالِ
أَيُّها الشامِتُ بِالمَوتِ اِنتَظِر / فَالرَدى كَأسُ مُديرٍ ذي اِنتِقالِ
لَيسَ يَنجو مِن سُطاهُ مَن سَطا / بِجُيوشٍ تَملَأُ الأَرضَ وَمالِ
قَسَماً لَو رَدَّ عَنهُ المَوتَ بَأسٌ / لانثَنَت مُحمَرَّةً بيضُ النِّصالِ
وَتَمَطَّت تَحتَهُم أُسدُ شَرىً / تَحتَها خَيلٌ كَأَمثالِ السَعالي
لا يَرَونَ العِزَّ في الغَزوِ سِوى / ما بَنى العَزمُ بِأَطرافِ العَوالي
وَلَخاضَت لجَجَ الحَربِ رِجالٌ / يَشرَبونَ المَوتَ كَالماءِ الزُلالِ
وَفَدَتهُ بِنُفوسٍ طائِعاتٍ / أُسُدٌ حُمسٌ وَرَبّاتُ حِجالِ
مِن بَني عَمٍ وَأَبنا زَمَنٍ / ذي وَلاءٍ وَعَبيدٍ وَمَوالي
قَد رَأى الراؤونَ مِنهُ ما رَوى / قَبلَهُ الراوونَ في الكُتبِ الخَوالي
يا لَها مِن سيرَةٍ كَم عَقَدَت / مِن عُقودٍ فَوقَ أَجيادِ الأَمالي
ما رَأَينا قَبلَهُ مَن خَطُّهُ / لاحَ في أَسودِهِ بيضُ اللآلي
فَهوَ كَالشَمسِ عُلُوّاً كاتِباً / وَعَلِيُّ بنُ هِلالٍ كَالهِلالِ
مُنشِئٌ إِن شاءَ إِنشاءً رَمى / كُلَّ ذي لَفظِ اِحتِيالٍ بِاختِلالِ
يُكلَمُ البَحرُ لَدى غَضبَتِهِ / بِكَلامٍ راقَ كَالسِحرِ الحَلالِ
ثابِتُ الجَأشِ إِذا جاشَت لَدى ال / غَيضِ في المَحفَلِ أَكبادُ الرِجالِ
وَقَرٌ في حالَةٍ يَهفو لَها / كُلّ عِرنينٍ مِنَ الآصالِ عالي
يا ضِياءَ الدينِ صَبراً كُلّ حَيٍّ / لِفَناءٍ غَيرَ رَبّي وَزَوالِ
أَينَ طَسمٌ وَجَديسٌ وَالأُلى / عَمَروا الدُنيا بِأَموالٍ وَآلِ
وَالنَبِيّونَ وَمَن تابَعَهُم / كُلُّهُم آلَ إِلى هَذا المَآلِ
كُن كَما كانَ كَمالُ الدينِ في / صَبرِهِ عِندَ المُلِمّاتِ الثِقالِ
ثابِتٌ في الخَيرِ وَالشَرِّ مَعاً / لِذَوي الطَيشِ لَدى الحالَينِ قالي
كَم ثَوى في لَحدِهِ مِن سُؤدَدٍ / وَصِفاتٍ كاثَرَت عَدَّ الرِمالِ
رَحمَةُ اللَهِ عَلَيهِ كُلَّما / رُوِّعَت في مَهمَهٍ أُمُّ رِئالِ
إِنَّ ذا الدَهرِ خَئونٌ لَم يَزَل / مُؤذِناً بَعدَ رِضاعٍ بِفِصالِ
يَحرِقُ النابَ عَلَينا عاتِباً / كُلَّ وَقتٍ في حَرامٍ وَحَلالِ
يا ضِياءَ الدينِ أَنتُم سادَةٌ / عِندَهُم مازالَ سِعرُ الشِعرِ غالي
مَن يَرُم مِثلاً لَكُم في دَهرِكُم / فَلَقَد باءَ بِزورٍ وَمُحالِ
كَم عَمَرتُم بِاللُهى مِن داثِرٍ / وَدَثَرتُم بِالنُهى سُبلَ ضَلالِ
فَلِآلِ الشَّهرَزَورِيِّ مَحَلٌ / دونَهُ الجَوزاءُ في بُعدِ المَنالِ
بَرمَكِيّونَ لَدى كُلِّ سُؤالٍ / فَارِسِيّونَ لدى كُلِّ مَقالِ
مِنهُمُ كُلُّ خَطيبٍ مِصقَعٍ / وَفَقيهٍ مِدرَهٍ عِندَ الجِدالِ
بَلَغَت أَقلامُهُم ما بَلَغَت / بِالقَنا الأَبطالُ في يَومِ النِّزالِ
إِن يَكُن حاسِدُهُم ذا فَرَحٍ / فَسَيُرمى بَعدُ مِنهُم بِخَبالِ
فَسَقى قَبرَ كَمالِ الدينِ في / كُلِّ وَقتٍ جائِداً صَوبُ العزالي
انثَنى يُثني عَلى نُعمى النُعامى
انثَنى يُثني عَلى نُعمى النُعامى / حينَ حَيَّتهُ بِأَنفاسِ الخُزامى
وَتَنادى يا صَبا نَجدٍ مَتى / زُرتَ سَلمى أَقرِها عَنّي السَلاما
لَيتَ أَيّامَ الحِمى دامَت لَنا / أَيُّ عَيشٍ سَرَّ ذا وَجدٍ فَداما
بِينَما أَيّامُنا مُشرِقَةٌ / بِالرِضى بُدِّلنَ بِالسُخطِ ظَلاما
أَرضَعَتنا دَرَّ أَخلافِ المُنى / في أَمانٍ ثُمَّ عَجَّلنَ الفِطاما
فَكَأَنَّ الهَجرَ قَد أَضحى حَلالاً / وَكَأَنَّ الوَصلَ قَد أَمسى حَراما
وَغَزالٍ بِالحِمى غازَلَني / سُقمُ جَفنَيهِ بَرى جِسمي سَقاما
باتَ يَسقيني مُداماً أَشبَهَت / نارَ إِبراهيمَ بَرداً وَسَلاما
يا لَها مِن لَيلَةٍ بِتُّ بِعَي / نَيهِ أُسقى وَبِكَفَّيهِ المُداما
نُقلِيَ التُفّاحُ مِن وَجنَتِهِ / وَمِزاجي الريقُ بِالمِسكِ خِتاما
يُخجِلُ الأَغصانَ وَالأَقمارَ وَال / بَدرَ حُسناً وَقواماً وَاِبتِساما
حَبَّذا جَلَّقُ إِذ كانَ بِها ال / مَلِكُ الأَشرَفُ مِن قَبلُ أَقاما
كانَتِ الجَنَّةَ لَمّا حَسُنَت / بِسَناهُ مُستَقَراً وَمَقاما
فَهيَ مُذ وَدَّعَها باكِيَةٌ / تَشتَكي شَوقاً وَتَوقاً وَغَراما
لَم تَطِب وَرداً وَلا وِرداً وَلا / نَورُها راقَ وَلا رَقَّت مُداما
وَبِها نَورُ الأَقاحي لَم يَكُن / مُبدِياً في أَوجُهِ الرَوضِ اِبتِساما
فارَقَت أَسخى السَلاطين يَداً / وَنَداماهُ وَهُم خَيرُ نَدامى
سَيِّدي يا شَرَفَ الدينِ وَيا مَن / أَخجَلَت يُمناهُ بِالجودِ الكِراما
ذَكِّرِ الأَشرَفَ بِالوَعدِ عَسى / وَعدُهُ بِالجودِ أَن يَروي الأُواما
كَم يَدٍ بَيضاءَ لا سوءَ بِها / مِن نَدى موسى بِها عَمَّ الأَناما
لي غَريمٌ لازِمٌ وَهوَ الغَرامُ
لي غَريمٌ لازِمٌ وَهوَ الغَرامُ / وَحَبيبٌ نامَ عَمَّن لا يَنامُ
مُقلَتاهُ نَرجِسي وَالخَدُّ وَردي / وَالأَقاحُ الثَغرُ وَالريقُ المُدامُ
بابِلِيُّ الطَّرفِ تُركِيُّ المُحَيّا / حاجِباهُ القَوسُ وَاللَحظُ السِهامُ
حُسنُهُ يَستَوقِفُ الناسَ وَما / فيهِمُ إِلا المُحِبُّ المُستَهامُ
لامَ فيهِ عاذِلي حَتّى إِذا / ما رَآهُ قالَ في ذا ما تُلامُ
عِشقُ هَذا لَكَ يا صاحِ مُباحٌ / وَمَلامي فيهِ مِن بَعدُ حَرامُ
يا أُصَيحابي أَمِن عَدلِ الهَوى / أَنَّني أَحمِلُ جوراً وَأُضامُ
وَلَئِن فارَقتُكُم لا عَن قِلىً / فَلأَمرٍ فارَقَ الغِمدَ الحُسامُ
بَعدَها لا حَلَّ لَومي عُروَةً / لا وَلا لي شُدَّ في العَذلِ حِزامُ
بَل لِمَدحِ المَلِكِ الظاهِرِ غازي / عُروَةٌ لَيسَ لَها مِنّي اِنفِصامُ
مَلِكٌ خَيرُ مُلوكِ الأَرضِ في ال / دَهرِ ما يُنكِرُ ما قُلتُ الأَنامُ
كُلُّ وَقتٍ مِنهُ تَبدو مِنَنٌ / ما اِهتَدَت قِدماً إِلَيهِنَّ الكِرامُ
لِلمُلوكِ الشوسِ في السِّلمِ عَلى / قَصدِها تَقبيلَ يُمناهُ اِزدحامُ
وَلِيُمناهُ اِستِلامٌ مِثلُ ما / لِحَجيجِ البَيتِ بِالرُكنِ اِستِلامُ
هُوَ كَالغَيثِ لَدى السِلمِ سَماحاً / وَغَداةَ الحَربِ لَيثٌ لا يُرامُ
ما رَأَينا قَمَراً مِن قَبلِهِ / وَلَهُ مِن نَسجِ داوودَ لِثامُ
لا وَلا الشَمسُ اِنجَلَت يَومَ الوَغى / تَحتَ لَيلٍ حالِكٍ وَهوَ القَتامُ
جَيشُهُ المَأمومُ في الحَربِ مُشيحاً / هازِمٌ وَالمَلِكُ الغازي الإِمامُ
سَيفُهُ الراكِعُ في هامِ العِدا / تَحتَهُ ساجِدَةٌ في التُربِ هامُ
باسِطُ الكَفِّ فَما يَثنيهِ لل / قَبضِ إِلّا سَمهَرِيٌّ وَحُسامُ
حينَ سامٌ مُنكِرٌ أَبناءهُ / يَدَّعيهِم لاسوِدادِ اللَّونِ حامُ
وَخَياشيمُ العَوالي راعِفاتٌ / وَلَها بِالعَلَقِ القاني زُكامُ
وَالخُيولُ الشُهبُ دُهمٌ وَالظُبى ال / بيضُ حُمرٌ وَبَنو المَوتِ قِيامُ
وَيُرى كُلُّ عَبوسِ الوَجهِ وَال / مَلِكُ الظاهِرُ في فيهِ اِبتِسامُ
قَسَماً لَو لَم يَذُد عَن قَصدِهِ / لَم يَكُن لِلشِركِ بِالشامِ مُقامُ
وَلَرَدَّى الأَونِيَّ الكَلبَ طَوقاً / مِن حِمامٍ فَهوَ بِالطَوقِ حَمامُ
وَغِياثُ الدينِ لِلدُنيا غِياثٌ / حينَ لا يَسمَحُ بِالغَيثِ الغَمامُ
ما رَأى الإِسلامُ يَوماً مَلِكاً / مِثلَهُ إِلّا أَباهُ وَالسَلامُ
فاتِحُ الأَمصارِ مُردي عُصَبِ ال / كُفرِ كَالبَحرِ عَطاياهُ الجِسامُ
شاعَ في الناسِ لَهُ الذِكرُ جَميلاً / وَهوَ في الأُخرى لَهُ نِعمَ المقامُ
فَاِبقَ في المُلكِ غِياثَ الدينِ ما / مَرَّ عامٌ وَأَتى مِن بَعد عامُ
بِأَبي الريمُ الَّذي مَرَّ بِنا
بِأَبي الريمُ الَّذي مَرَّ بِنا / كَم رَمى مِن سَهمِ لَحظٍ إِذ رَنا
يَرتَعي مِن حَبَبِ الكَأسِ إِذا / عَبَّ فيها أُقحواناً حَسَنا
وَبَنو التُركِ إِذا ما حارَبوا / أَغمَدوا البيضَ وَسَلّوا الأَعيُنا
وَتَمَطَّت تَحتَهُم خَيلُهُمُ / بِقُدودٍ أَخجَلَت سُمرَ القَنا
كُلُّ أَحوى فاتِرِ الطَرفِ إِذا / ما رَآهُ ذو عَفافٍ فُتِنا
فَاِسأَلوا عَنهُم خَبيراً تَعلَموا / صِدقَ دَعوايَ وَلا سيما أَنا
بابِلِيُّ الطَّرفِ حُورِيُّ اللَّمى / يُوسُفِيُّ الحُسنِ بي ما أَحسَنا
حاجِباهُ حَجَبا عَنّي الكَرى / وَسَناهُ صَدَّ عَنّي الوَسَنا
ما رَأَينا قَبلَهُ شَمسَ ضُحىً / فَوقَ حِقفِ الرَملِ تَعلو أَغصُنا
سُقمُ جَفنَيهِ بِهِ أَسقَمَني / وَضَنى الخَصرِ بِهِ ذُبتُ ضَنى
وَكَأَنَّ الراحَ في راحَتِهِ / وَردَةٌ مِن وَجنَتَيهِ تُجتَنى
فَهيَ حَمراءُ كَسَيفِ المَلِكِ ال / أَشرَفِ الباري العِدا وَالجُبَنا
كَم حُسامٍ سَلَّهُ مِن غِمدِهِ / كادَ يُعشي بِالشُعاعِ الأَعيُنا
فَتَرى الهاماتِ مِن ضَرباتِهِ / طائِراتٍ مِن فُرادى وَثنى
يَمنَحُ المُدّاحَ بِالمالِ وَكَم / عادَ عَنهُ ذو غَناءٍ بِالعَنا
وَلَهُ مَدحٌ بَديعٌ سائِرٌ / تَحسُدُ العَينُ عَلَيهِ الأُذُنا
وَمَتى ما تَأتِهِ تَعشو إِلى / نارِهِ حينَ تَراها مَوهِنا
تَلقَ ناراً عِندَها موسى فَفُز / بِأَمانٍ وَبِيُمنٍ وَمُنى
يَهَبُ الإِبلَ المَقاحيدَ وَما / حَمَلَت وَالصافِناتِ الحُصُنا
وَالأَقاليمَ بِلا مَنٍّ وَلَو / وَهَبَت يُمنى يَدَيهِ اليَمَنا
لَحَباها سائِليهِ وَاِنثَنى / طالِبَ العُذرِ كَمَن كانَ جَنى
فَاِزدِحامُ الناسِ في أَبوابِهِ / كَاِزدِحامِ الوَفدِ إِذ جاؤوا مِنى
عاشَ في مُلكٍ مُقيمٍ أَبَداً / فَهوَ يَستَخدِمُ فيهِ الأَزمُنا
أَومَضَ البَرقُ بِعَلياءِ مَنين
أَومَضَ البَرقُ بِعَلياءِ مَنين / مُؤذِناً بِالنَصرِ وَالفَتحِ المُبين
قُم نَديمي فَاِسقِنيها قَهوَةً / عُتِّقَت في الدَنِّ حيناً بَعدَ حين
بِنتُ كَرمٍ كَمَجاجِ الشَمسِ مِن / عَينِ حَلبا سُبِئَت أَو مِن عَدين
أَدِرِ الكاساتِ وَاِصبحنا وَلا / تُبقِ يا صاحِ خُمورَ الأَندَرين
بَينَ آسادِ عَرينٍ صادَهُم / بِالهَوى في عَينِ حورٍ حورُ عين
بِقُدودٍ كَرِماحٍ لَدنَةٍ / حَسُنَت ما بَينَ تَثقيفٍ وَلين
وَلِحاظٍ هُنَّ خُرصانُ القَنا / رُكِّبَت إِذ أُمهِيَت في شَنتَرين
طاعِناتٍ طَعنَ مَن كانَ إِلى / مَردَنيشٍ يَعتَزي أَو تاشفين
وَخُدودٍ عِندَها تُفّاحُ لُب / نانَ في الأَغصانِ خَجلانُ حَزين
وَنُهودٍ كَحِقاقِ العاجِ إِذ / مُلِئَت حَبّاً مِنَ الدُرِّ الثَمين
وَمُحِبّاتٍ تَشَرَّينَ دُمىً / كَم دَمٍ أَجرَينَهُ مِن عاشِقين
حينَ يَشدُدنَ الزَنانيرَ بِها / ثُمَّ يَحلُلنَ اِصطِبارَ النّاسِكين
بِعُيونٍ فَعَلَت ما فَعَلَت / يَومَ حِطّينَ سُيوفُ المُسلِمين
كاَنت الإِفرَنجُ أَصناماً وَكَم / مِن حَنيفٍ راغَ ضَرباً بِاليَمين
وَفَتاةٍ دونَها الشَمسُ عَلى / خوطِ بانٍ فَوقَ تَلِّ الياسَمين
دامَةٌ بَل دُميَةٌ في هَيكَلِ ال / بيعَةِ الرومُ لَدَيها ساجِدين
يُمسِكُ الأُسقُفُ في تَقريبِها / قَلبَهُ خَوفاً عَلَيهِ أَن يَبين
أَلزَمُ التَوحيدَ في حُبّي لَها / وَتَرى في الحُبِّ رَأيَ المُشرِكين
وَسَأَستَعدي عَلَيها المَلِكَ ال / أَمجَدَ المَسعودَ في دُنيا وَدين
أَسأَلُ البارِيَ أَن يَملِكَها / ثُمَّ يَحبوني بِها قولوا أَمين
فَهوَ بِالعَدلِ وَبِالإِحسانِ وَال / جودِ وَالإِنصافِ في الحُكمِ قَمين
مَلِكٌ بَل مَلَكٌ صيغَ مِنَ النو / رِ نُورِ العَرشِ لا الماءِ المَهين
شِعرُهُ مُستَحسَنٌ أَجمَعُهُ / وَمِنَ الأَشعارِ غَثٌّ وَسَمين
فَتَعالى مَن بَراهُ رَجُلاً / واحِداً فيهِ جَميعُ العالَمين
رُمحُهُ العَسّالُ فيهِ ثَعلَبٌ / في الوَغى يولَغُ تامورَ الوَتين
وَبِيُمناهُ حُسامٌ راكِعٌ / في العِدا يَهوي فَيَهووا ساجِدين
يَقتُلُ الأَعداءَ وَالوَحشَ بِهِ / مِن سَراحينَ وَمِن أُسدِ عَرين
وَلَهُ النَصرُ عَلى رَغمِ العِدا / حَيثُما أَمَّ قَرينٌ وَخَدين
تَطرَبُ الخَمرَةُ إِذ يَشرَبُها / عَجَباً مِن عَقلِهِ الوافي الرَصين
لَو يَكونُ الناسُ فيها مِثلَهُ / لَم يُحَرَّم شُربُها في المُتَّقين
وَلأَضحَت وَهيَ في الدُنيا وَفي ال / دِينِ قُرباناً بِأَيدي المُجتَنين
وَشَرِبناها جَهاراً لَم نَخَف / مِن ثَمانينَ وَلا مِن أَربَعين
هُوَ سُلطانٌ مَتى ناظَرَ ذا / أَدَبٍ جاءَ بِسُلطانٍ مُبين
وَجَوادٌ لَم تُباشِر كَفُّهُ / قادِحَ الصّوَّانِ إِلّا وَيَلين
زَندُهُ خَيرُ زِنادٍ وَرِيَت / لِمُلوكِ الأَرضِ طُرّاً أَجمَعين
فَهوَ لَو يَقدَحُ ماءً بِحَصىً / أَجَّجَ النارَ مِنَ الماءِ المَعين
صادَفَ المَرجُ بِحاراً فَأَتى / قَدحُهُ مُستَمجِداً في كُلِّ حين
عَجَباً إِذ لَم تَكُن أَقلامُهُ / مورِقاتٍ وَهيَ مِنهُ في اليَمين
يَتَلَقّى وَفدَهُ مِن وَجهِهِ / بِتَباشيرِ سَنا صُبحِ الجَبين
بَعدَما اِستَرقَصَ بَحر الآلِ مِن / إِبلِهِم في المَوجِ بِالسَّيرِ السَّفين
أَيُّها المَلكُ الَّذي في مَدحِهِ / تَصدَعُ المُدّاحُ بِالحَقِّ اليَقين
قَد أَتاكَ العامُ بِالحَقِّ وَبِال / جدِّ يَعلو صَهوَةَ السَبتِ المُبين
لَستُ أَسلو الشادِنَ الأَحوى الأَغَنّا
لَستُ أَسلو الشادِنَ الأَحوى الأَغَنّا / ما شَدا شادٍ عَلى البانِ وَغَنّى
قُلتُ لِلقَلبِ تَجَلَّد وَاِصطَبِر / قالَ لي كَلّا وَأَنّى لي وَأَنّى
صِرتُ مَجنوناً وَيَزدادُ جُنوني / فيهِ أَضعافاً إِذا ما اللَيلُ جَنّا
وَبَلائي أَنَّهُ يَجني فَإِن / جِئتُهُ أَشكو إِلَيهِ يَتَجَنّى
اِذبَحِ الدَّنَّ نَديمي وَاِسقِني / دَمَهُ حَتّى أُرى بِالسُكرِ دَنّا
أَدِرِ الكاساتِ صِرفاً إِنّها / تَصرِفُ الهَمَّ إِذا ما اِعتَنَّ عَنّا
قَهوَةً تَجعَلُ قُسّاً باقِلاً / لِسَناها يَسجُدُ القَسُّ يُحَنّا
باتَ يَجلو شَمسَ راحٍ قَمَرٌ / فَوقَ غُصنٍ في كَثيبٍ يَتَثَنّى
وَمَتى اِهتَزَّت لَنا أَعطافُهُ / رَقصاً أَثمَرنَ إِحساناً وَحُسنا
لَقَطَت دُرَّ الأَغاني طَرَفا / قَدَمَيهِ وَبِها الأَلبابُ تَغنى
قَسَماً لَو أَنَّنا نَسطيعُ مِن / طَيَرانٍ طَرَباً مِنهُ لَطِرنا
لَيسَ فينا غَيرُ مَفتونٍ بِهِ / طَرِبَت مِنهُ المَطايا حينَ حَنّا
أَحورُ الطَّرفِ بَديعٌ حُسنُهُ / فَهوَ حورِيُّ المَعاني فيهِ حِرنا
كُلُّ ذي حُسنٍ إِذا قيسَ بِهِ / كانَ لَفظاً وَهوَ تَحتَ اللَّفظِ مَعنى
فَهوَ مِن شَمسِ الضُحى أَبهى وَإِن / رَمَقَتهُ عَينُها تَأسِنُ أَسنى
يوسُفِيٌّ حُسنُهُ مُتَّخِذٌ / حَبَّة القَلبِ لَهُ مَأوىً وَسِجنا
إِنَّ في تَركي هَوى التُركِيِّ لي / عَبَثاً حاشايَ مِن ذاكَ وَغَبنا
وَسُنوهُ بَلَغَت سَبعاً وَسَبعاً / فَهوَ كَالبَدرِ سنىً يَسمو وَسِنّا
ضَيِّقُ الأَجفانِ مِنهُ اِتَّسَعَت / طُرقُ الوَجدِ عَلى قَلبي المُعَنّى
ضاقَ مِنهُ كُلُّ شَيءٍ حَسَنٍ / ضيقُهُ فَاِنظُر فَماً مِنهُ وَجَفنا
لَيسَ لِلنّاسِجِ ما يَفعَلُهُ / يغلقُ النَشّاب إِذ يُرهَفُ سَنّا
قالَ لي ما لَكَ بي مِن طاقَةٍ / خَف صُدودي إِذ يَخِفُّ الكيسُ وَزنا
قُلتُ إِنَّ اللَهَ لي ثُمَّ سَرا / سُنقُرَ القيلَ الَّذي أَغنى وَأَقنى
سَيِّدٌ كَم مِن عِدىً أَفنى وَلَم / يَرَ مِنهُ أَحَدٌ في الرَّأيِ أَفنا
لَم تَزَل أَنمُلُهُ إِن ضَنَّتِ ال / سُحبُ يَوماً بِالحَيا تُحسَبُ مُزنا
لَم يَكُن مِنهُ لَدى الهَيجاءِ حِصنٌ / نَتَّقيهِ فَلِهَذا عَنهُ جُضنا
يوسِعُ الأَعداءَ بِالسَيفِ وَبِال / رُمحِ في يَومِ الوَغى ضَرباً وَطَعنا
قالَتِ الشُجعانُ هَذا المَوتُ بَأساً / لا يَلُمنا لائِمٌ إِن عَنهُ حِصنا
وَهوَ لَو يَأمُرُنا يَوماً لَهُ / بِسُجودٍ لَسَمِعنا وَأَطَعنا
فَبِهِ قامَ عِمادُ الدينِ في / مِصرَ وَالشامِ وَكَم أَطَّدَ رُكنا
تَتَأَتّى الطَّيرُ مِنهُ غَزوَةً / فَتُوافي الجَيشَ مِن هَنَّا وَهَنَّا
سَل بِهِ عَكَّةَ وَالمَرجَ وَقَد / دَفَنَ الأَعداءَ في الخَندَقِ دَفنا
فَكَأَنَّ القَومَ لَمّا ساقَهُم / ساقَهُم لِلنَّحرِ يَومَ النَحرِ بُدنا
أَورَدَ الراياتِ صُفراً طَعنُهُ / وَبِهِ أُصدِرنَ في الهَيجاءِ دُكنا
فَهوَ يَنحو الحَربَ وَهوَ اِسمٌ وَفِعلٌ / وَسِواهُ الحَرفُ إِذ جاءَ لِمَعنى
وَقَليلٌ لسَراسُنقُرَ في ال / مُلكِ أَن يُعطى أَقاليمَ وَمُدنا
فارِسٌ لَولا جُمودُ الدَّمِ في / سَيفِهِ أَجرى بِهِ في البَرِّ سُفنا
أَسَدُ الدينِ مَتى ما بارَزَ ال / أُسدَ قَهقَرنَ عَلى الأَعقابِ جُبنا
ما رَمى الأَعداءَ إِلا خِلتَهُ / مَلَكاً يَرمي بِشُهبِ القَذفِ جَنَّا
مَن مُجيري مِن زَمانٍ غادِرٍ / غادَرَ اللُسنَ مِنَ الإِفلاسِ لُكنا
قَلبُهُ قاسٍ فَما يَرجِعُ عَن / قَلبِهِ لي حَيثُما كُنتُ المِجَنّا
لَومُهُ أَعدى كِراماً فَغَدَوا / في نَداهُم يُخلفونَ الظَنَّ ضَنّا
وَ سَراسُنقُرَ باقٍ جودُهُ / فَلِذا عُجنا عَلَيهِ حينَ جُعنا
غَلِقَت فيهِ رُهُوني فَانبَرى / لي فَتّاكاً فَما أَفتَكَ رَهنا
فَرَضَ المَنسوخَ مِن آيِ النَدى / أَسَدُ الدينِ وَسَنّاهُ وَسَنّا
يَهَبُ الإِبلَ المنيفاتِ الذُرى / وَأَكاديشَ وَبَغلاتٍ وَحُصنا
مِن سَراةِ التُركِ يَهوى كَسبَهُ ال / حَمدَ بِالمالِ هوَى قَيسٍ لِلُبنى
فَهوَ مِن مَرتَبَةِ السُلطانِ في ال / ملكِ أَضحى قابَ قَوسَينِ وَأَدنى
يُسعَدُ الشامُ مَتى حَلَّ بِهِ / وَيُعاني إِن نَأى هَوناً وَوَهنا
لَم تَخَف مِنهُ بَنو الآمالِ إِذ / يَغمُرُ القَومَ بِفَيضِ المَنِّ مِنّا
يا سَراسُنقُرَ خُذها مِدحَةً / حُسنُها أَورَثَ مَن عاداكَ حُزنا
بِشرُهُ يَسري بِيُسرٍ بَعدَ عُسرٍ / وَبِيُمنٍ مِن نَدى يُمناهُ يُمنا
لَيسَ يَخشى في دِمَشقَ الفَقرَ مَن / أَسَدُ الدينِ بِها يَقناهُ قَنّا
سامِعوها أَشبَهوا صوفِيَّةً / رَقَصاً مِنهُم إِذا الشاهِدُ غَنّا
قُل لَها أَهلاً وَسَهلاً بِالَّتي / كَم إِلَينا قَطَعَت سَهلاً وَحَزنا
وَاِسمُ وَاِسلَم وَاِبقَ وَاِغنَم أَبَداً / تَتَمَلا فَوقَ ما قَد تَتَمَنّى
نَحنُ في جيلٍ لِئامٍ
نَحنُ في جيلٍ لِئامٍ / كُلُّهُم سُخنَةُ عَينِ
هَجوُهُم أَحسَنُ صِدقٍ / مَدحُهُم أَقبَحُ مَينِ
ما لِمَن يَمدَحُهُم مِن / هُم سِوى خُفَّي حُنَينِ
فَاِهجُهُم تَلقَ الأَماني / مِنهُمُ كَاِبنِ عُنَينِ
قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا
قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا / أَيُّها الحادي بِهِم رِفقاً قَليلا
قِف رُوَيداً بِالمَطايا ساعَةً / وَدَعِ الوَخدَ وَإِيّاكَ الذَميلا
وَتَأَنَّ الآنَ وَاِعدُد أَنَّها / مِنكَ نَيلٌ لَيسَ بِدعاً أَن تَنيلا
إِنَّ في الأَظعانِ أَقمارَ دُجىً / وَشُموساً أَلِفَت ظِلّاً ظَليلا
بِأَبي سوقٌ خِدالٌ ناعِماتٌ / وَخُصورٌ حَمَلَت عِبئاً ثَقيلا
في الخُصورِ الهيفِ جالَت وُشَّحٌ / لَطُفَت وَالسوقُ غَصَّصنَ الحُجولا
مُستَقِلاتٌ بِأَعجازٍ ضِخامٍ / كُلُّ رِدفٍ مُتعِبٌ خَصراً نَحيلا
فَلَئِن ميطَت لَنا السُجفُ عَنِ ال / غيدِ لِلتَوديعِ وَدَّعنا العُقولا
وَغَدَونا كُلُّنا نَحسَبُ مِن / سُكرِهِ عُوطِيَ إِسفِنطاً شَمولا
عِندَها لَسنا نَرى إِلا قَتولاً / صَرَعَت أَجفانُها المَرضى قَتيلا
رَبَّةَ البُرقُعِ عوجي عَوجَةً / وَأَميطيهِ لِكَي نَشفي غَليلا
وَعَسى طَرفُكِ إِذ أَضحى عَليلاً / أَن يُداوي سِحرُهُ الصَبَّ العَليلا
إِن في فيكِ لَهُ برءاً وَشيكاً / إِن غَدا يَرشِفُ مِنهُ السَلسَبيلا
قالَتِ اِعزُب وَيكَ لا تَطمَع فَكَم / طَمَع مِن عاشِقٍ أَردى قَتيلا
فَعَقيلاتُ بَني عُذرَةَ كَم / سَلَبَت بِالحُسنِ وَالدَلِّ عُقولا
كُلُّ هَيفاءَ رداحٍ طفلَةٍ / حُسنُها لِلحُسنِ في الخَلقِ هَيولا
وَلَعَمري إِنَّ قَلبي مِنك في / لَوعَةٍ أَلقَت بِهِ الداءَ الدَخيلا
غَيرَ أَنَّ الخَوفَ مِن غَيرِ بَني ال / عَمِّ قَد أَلزَمَني عَنك الذُهولا
ما تَرى السُمرَ العَوالي شُرَّعاً / وَعِتاقَ الخَيلِ يُعلِنَّ الصَهيلا
وَالمَواضي يَتَلَمَّظنَ سِماماً / وَالعَوالي يَتَأَطَّرنَ ذُبولا
وَالدُروعَ السابِرِياتِ أَفاضَت / غُدراً تَبغي عَلى الخَيلِ مَسيلا
وَبَني العَمِّ مُشيحينَ إِلى ال / حَربِ يَدعونَ رَعيلاً فَرَعيلا
وَمَتى ما يَدعُ باسِمي مُستَعيرٌ / أَغضَبَ الشُّمَّ العَرانينَ الفُحولا
وَاِشمَعَلَّت بِالقَنا أُسدُ وَغىً / تَملأُ الحَزنَ خُيولاً وَالسُهولا
في اِقتِحامٍ يَملأُ الأُفقَ قتاماً / وَمَقامٍ يَملأُ السَمعَ صَليلا
وَكُماةٍ لا تَرى إِلّا جَواداً / مِنهُمُ بِالمالِ بِالعِرضِ بَخيلا
فَهُمُ لَو صَدَموا يَوماً ثَبيراً / لأَعادوهُ كَثيباً ما مَهيلا
لَم يَزالوا شاهِري أَسيافِهِم / لِنِزالٍ أَو لأَن يَقروا نَزيلا
كَم شجٍ آلَمَهُ لَومُ الخَلِيِّ
كَم شجٍ آلَمَهُ لَومُ الخَلِيِّ / فَأَبى الإِصغاءَ بِالسَمعِ الأَبِيِّ
وَالهَوى العُذرِيُّ مَن عُلِّقَهُ / لَم يَعُد عَن عُذرِهِ غَيرُ الغَبِيِّ
ما تَرى دَمعي عَقيقيّاً لِما / شِمتُهُ مِن بَرقِ ثَغرٍ لُؤلُؤِيِّ
لَيتَهُ جادَ بِوَسميِّ اللَمى / لي وَثَنَّتهُ الثَنايا بِالوَلِيِّ
ثَغرُهُ ثَغرٌ حَماهُ لَحظُهُ / بِشَبا سَيفٍ جُرازٍ مَشرَفِيِّ
مُتَشَكٍّ خَصرُهُ مِن رِدفِهِ / ما تَشَكّاهُ ضَعيف مِن قَوِيِّ
ما رَنا إِلا رَمى الأَلبابَ مِن / لَحظِ عَينيهِ بِسِحرٍ بابِلِيِّ
مِنهُ أَهوى مَلَكاً قَد عادَ لي / عاذِلي فيهِ بِشَيطان غَوِيِّ
فَإِلى أَينَ مُضيّي عَن هَوى / ذي مُحَيّا مُخجِلِ البَدرِ المُضِيِّ
غَيرُ بِدعٍ ذُلُّ شَهمٍ باسلٍ / بَعد عزٍ فهوَ صَبُّ بِصَبِيِّ
أَنا يَعقوبِيُّ حُزنٍ في هَوى / رَشَأٍ يَسطو بِحُسنٍ يوسُفِيِّ
صَدَّ عَنّي إِذ رَآني مُقتَراً / قالَ لا أَرغَبُ إِلا في غنيِّ
فَأَجِرني مُنقِذاً مِن جورِهِ / يا أَبا القاسِمِ يا ابن التِنَّبِيِّ
يا أَبا القاسِمِ شَمسِ الدينِ يا / ذا الحَيا الهامي عَن الوَجهِ الحَيِيِّ
لَم يَكُن في الدَهرِ يَوماً بِالَّذي / يَجبَهُ السُؤّالَ بِاللَفظِ البَذِيِّ
زانَكَ الخالِقُ بِالخُلقِ الرَضِيِّ / وَبِخَلقٍ بَهَرَ الخَلقَ وَضِيِّ
وَاِعتِقادٍ سَرَّ صَحبَ المُصطَفى / وَعَلِيّاً حَسبُهُ أَيّ عَلِيِّ
يا لَها مِن هِمَّةٍ شَمسِيَّةٍ / أَحرَزَت أَقصى مَدى المَجدِ القَصِيِّ
رَفَعَت مِنكَ رَئيساً ماجِداً / في ذُرى العَليا إِلى الأُفُقِ العليِّ
فَهوَ يَدعو الجَفلى مُحتَفِلاً / جامِعاً ما بَينَ دانٍ وَقَصِيِّ
مَن يَرُم إِحصاءَ ما فيهِ مِنَ ال / مَجدِ يُلجَمُ من يَدِ العَجزِ بِعِيِّ
عَطَسَت غيرتُهُ عَن أَنَفِ اللَي / ثِ مِن أَرنَبَةِ الأَنفِ الحَمِيِّ
يَبسُطُ الكَفَّ الَّتي تَهمي سَخاءً / إِن كَبا زَندُ يَدِ الغَيمِ السَخِيِّ
لَكَ ذِكرٌ طابَ في العالَمِ نَشراً / فَهوَ في النادي كَعَرفِ المَندَلِيِّ
بِكَ سُكّانُ دِمَشقَ اِفتَخَروا / فَخرَ عَدنانَ قَديماً بِالنَبِيِّ
فُزتَ في الدَهرِ بِمَجدٍ دُنيَوِيِّ / وَلَدَى الحَشرِ بِسَعدٍ أُخرَوِيِّ
فيكَ هَزَّ المَدحُ أَعطافَ العُلى / فَاِشرَأَبَّت لِكَريمٍ أَريَحِيِّ
وَالسَلاطينُ مَنوطٌ أَمرُها / فيكَ بِالنَدبِ الذَكِيِّ الأَلمَعِيِّ
هَذِهِ العَلياءُ لا مَن لَقِيَ ال / لَهَ يَومَ الحَشرِ بِالمَسعى الشَقِيِّ
يَتَّقي اللَه وَهَل يَظفَرُ بِال / أمنِ من حَرّ لَظىً غَيرُ التَقِيِّ
كَبَتَ الأَعداء يا مَن كَبَتَ ال / حاسِدَ المَرمِيَّ بِالداءِ الدَوِيِّ
رَحمَةُ اللَهِ عَلى قَبرِ أَبٍ / أَنتَ مِنهُ وَلَهُ خَيرُ وَصِيِّ
فَلَقَد خَلَّفَ سَمحاً ماجِداً / نَحوَهُ تُضرَبُ آباطُ المَطِيِّ
هاكَها بِكراً عَروساً حُلِّيَت / مِن مَعاليكَ بِأَصنافِ الحُلِيِّ
لَم تَكُن في النَسجِ ديباجَتُها / دونَ ديباجَةِ وَشي البُحترِيِّ
فَاِبقَ ما شِئتَ مُبيداً لِعَدُوٍّ / وَحَسودٍ وَمُفيداً لِوَلِيِّ
نَحرَ أَعداءٍ وَقلبَ المَوكِبِ ال / سائِرِ الأَسنى وَصَدراً لِلنَدِيِّ