القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 4
أَطلب الوصلَ وأيامي تشحُّ
أَطلب الوصلَ وأيامي تشحُّ / والهوى يزدادُ والدمعُ يَسُحُّ
كم ليالٍ لو أَذُقْ فِيهَا الكَرَى / أَسهرتْني لوعةٌ فِيهَا وبَرْحُ
أَلمَحُ النجمَ متى مَا شِمْتُه / يَا ليالي الوصل هل لي منك لَمْحُ
ظُلماتٌ بالدُّجى كَم لي بِهَا / زَفَراتٌ تقطعُ الأحشا وتَلْحُو
كأسُ شوقي بالحَشى قَدْ طَفَحتْ / ليت شِعري هل لكأْسِ الوصل طَفْح
ما لنارِ الشوقِ تَذْكُو كلما / سال دمعي مَا خَباها قَطُّ نَضْح
أَغرقتْني سُحْبُ عيني بالبكا / وبقلبي من سَعير الوجدِ لَفح
ضِدانِ فِي قلبي وعيني جُمعا / كَيْفَ فِي حكم الهوى هَذَا يَصِحّ
يا لَهَا من مُزْعِجاتٍ بالحَشى / تُمرِض الجسمَ وللأسرى تَصِح
كدتُ لولا أملي أفضِي هَوىً / يَا أُهيلَ الحبِّ هل للوعد نُجْح
شاب رأسي كم أُقاسِي هل تُرَى / يَسْمحوا لي بوصالٍ أَوْ يَشحٌّوا
طال ليلي فِي سُهادٍ وبُكا / أَمسحُ الدمعَ وَمَا للسهدِ مَسْحُ
غُلِق الشرقُ عن الصبح فما / لليالي الصبِّ يَا ذا قط صبح
كم أُقاسي من هموم الدهرِ كم / لَيْسَ بَيْنَ الدهرِ والأحرار صلح
إنما الدهرُ همومٌ وهَنا / وحياةُ المرءِ فِي دنياه كَدْح
لا يطيب العيشُ إِلاَّ لفتى / قَدْ تَساوَى عنده خُسْر ورِبح
ترك الدهرَ وولّى هارباً / من بنيه مَا لهذا الدهر نُصْح
أَسكرتْني همومُ الدهرِ فيا / لَكَ دهرٌ من بَلاهُ لستُ أصحو
كم أراني زمنُ الفكرِ بِهَا / مُزعجاتٍ كلُّها للقلبِ قَرْحُ
كم أُداوي القلبَ قَلَّت حيلتي / كلما داويتُ جرحاً سال جرح
نَعتِب الدهرَ وَمَا الدهرُ أسا / أهلَ ودي مَا لهذا الدهر جُنْحُ
إنما الدهرُ صباحٌ ومساءٌ / وكلا هذين إغلاقٌ وفتحُ
ذَلِكَ السكونُ صُروفٌ وفَناً / وزوالٌ ثُمَّ ضِيقَ ثُمَّ مَسْح
نحن سَفْرٌ والليالي سُفُن / كم لَهَا فِي أَبْحُر الأَعمارِ سَبْح
عشت دهراً لَمْ أجد خِلاًّ سِوَى / مظهرِ الفحشا وبالحُسنى يَبَحّ
إنْ تَبَدَّى فسُلاف سَلْسَل / أَوْ تَناءى فَأُجاج الطعم مِلْح
إِن تَسَلْني عن بني الدهر فسَلْ / إن قلبي لعلوم القوم صَرْحُ
كم بشوشٍ وهْو صِلٌّ أَرْقَم / فِي حَشاه من زِنادِ للغِلِّ قَدْح
ضاق ذَرْعي من أُناسٍ / دَأْبهمَ دائم الدهرِ مُعاداة وقَدْح
أتعبوني كم أُدارِي إنهم / فِي فؤادي نَصَبٌ مُعْيٍ وقَدْح
أهلَ ردى إنْ تُسيئوا عِشْرَتي / إن قلبي بخلوصِ الود قُح
لستُ أَشكو ضيقَ دهرِي أبداً / إنْ يكن لي من مليك العصر فَسْح
رَحْبُ خَلْقٍ رحب خُلقٍ أروعٌ / طَودُ حلمٍ فَيْصَلُ الأحكامِ سَمْح
مَلكيٌّ ذو صفات قُدِّست / دونَ مَرْقاها لرأسِ النجمِ نَطْح
كتب الجودُ عَلَى أعتابه / ابن تُركي لسطورِ البخلِ يمحو
إن قِداحٌ للمعالي ضُرِبت / فالمُعَلَّى لأبي تيمورَ قِدْح
أو رياحُ الحربِ يوماً عَصَفت / فعِداهُ بسَموم السيفِ سَدْح
مَا استطالتْ للأَعادي شوكةٌ / مذ ثَناها من يد الأقوام كَفْح
فيَداه للمُوَالي مَرْهَمٌ / ويداه للمُعادِي الخصمِ جُرح
يسبِقُ البرقَ ذكاهُ حِدَّةً / فيُريه الفكرُ مَا يُخفيه جُنْحُ
قَيَّد المجدَ حفيظاً حارساً / وبيوتَ المالِ للعافين سَرْح
مَا أتاه وافدٌ إِلاَّ انثنى / وعليه من سحاب الجودِ سَحّ
يَا لَنفسٍ لَمْ تَجِدها طَمَحت / إن نفسَ الحرِّ لفحشاءِ كَبْح
في رِياض المجدِ نفسٌ غُرِست / فشَذاها من عَبيرِ الفضلِ نَفْح
قد زَهَت أغصانُها من كرمٍ / فجَناها كرم مَحْضٌ وصَفْح
هاجمتْني نِعَمُ القُرْبِ كما / صاهمتْني نِقَمٌ بالبين تلحو
فربُكم أهْنَى حياةً لفتى / وكذاك البعدُ للأحبابِ ذَبْحُ
عِيسُ رَجْوَى أَقلقتْنِي نجوكم / إذ حَداها كَرم منكم ومَنْح
حُثْحِثت تَسرِي برَكْبٍ ولكم / لِحِماكم ساقَها الدهرُ المُلِحّ
طالما أَوْقرتُموني كرماً / فهْي غَرْثَى مَا لذاك الحال شَرْح
ما لحصرِ المدحِ فيكم أَمَدٌ / فقُصوري عن دِراكِ المدح مدح
إِنْ تُرِد أَهْنا شراباً
إِنْ تُرِد أَهْنا شراباً / قَرْقَفاً فاشربْ كِرابا
ذا شَرابٌ من لُجينٍ / فاق شهداً ورُضابا
خُذه من كَفَّي غَرِيرٍ / غَنِجٍ رَخْصٍ شبابا
خَنِث الأعطافِ يُكْسَى / من سَنا البدرِ ثيابا
أَهْيَفٍ يسعى برِدْفٍ / يُخجل البحرَ عُبابا
يَتدانَى منك شوقاً / يمش بالدَّلِّ اضطرابا
هاكَ فاشربْ من يديه / نارَجِيلاً مستطابا
أبيضَ اللون رَحيقاً / سَلْسلاً شَهْداً مُذابا
من سُلافٍ خَمَّرتْه / جامةٌ دارت حجابا
لستُ أنسى منه عهداً / فِي ظفارٍ يَا صِحابا
في رياض قَدْ سناها / مُنشِئ الكونِ سحابا
ونسيمِ البُرءِ يشفي / بالهوى قلباً مُصابا
وظباءِ الوحشِ حولي / رائعاتٌ لن تَهابا
في مروجِ مُعشباتٍ / تُعجز الساعي طلابا
يا رَعَى اللهُ ليالٍ / نَرْتَجي منها إيابا
في ديارٍ شَبَّ فِيهَا / رائقُ الأُنْس وشابا
مَزَج القلبُ هُياماً / بهواها واستطابا
يا ليالٍ هل تُعودِي / تُسرعي الخطوَ اقترابا
تَجمعينا بمليكٍ / أَرفعِ الخَلْقِ جَنابا
أَبْعَد الأَمْلاكِ صِيتاً / أقرب العلياءِ قابا
طَلِقِ الوجهِ سخيٍّ / مَلَّك الجودَ الرقابا
باسم الثَّغرِ بَشوشٍ / أَحسنِ الناس خِطابا
كلُّ نادٍ كَانَ فِيهِ / لَمْ تجد فِيهِ سِبابا
ليت عيشي كَانَ منه / يجمع السَّير إيابا
كي أَفزْ منه ببِشْرٍ / يُذهب الحزن ذَهابا
لَمْ يُغَلِّق دوني عنه / بافتراقٍ قطُّ بابا
فحياتِي بيديه / كنتُ كهلاً أَوْ شبابا
يَا سَقَى الله زماناً / جاد بالجَمْع وطابا
هَطَل المُزْنُ عَلَيْهِ / هَطَلاناً وانْسِكابا
يا مَليك العصرِ يَا من / فاق فِي الجود انتسابا
دُمْ بعزِّ فِي زمانٍ / بنُحوسٍ لن يُشابا
تهنأ بالملك سعيداً / دائمَ الدهر مُهابا
وبفهرٍ فِي ظَفارٍ / لَمْ يزل فِيهَا مُجابا
سَفرُ الإِنْس قصيراً / يُورِثُ القلبَ التهابا
وفراق الخِلِّ صعبٌ / يورث الصبَّ عذابا
وابتعادُ الدارِ يَسْقِي / بكؤوس الشوقِ صابا
قال أَرِّخْ قلت مَلْك / لَمَّ بالفضلِ الرقابا
تِهْ دلالاً أَيَّهذا المَرْبَعُ
تِهْ دلالاً أَيَّهذا المَرْبَعُ / إنك اليومَ المَقامُ الأَرْفَعُ
رجع المجدُ فطوبَى لَكَ من / تختِ ملكٍ طابَ فيك المَرجِع
سجع الدهرُ وغنى بالهنا / فترى الأكوانَ طُراَ تَسْجع
فطفِقنا من غِناها طَرَباً / نُحسن الرقص وطوراً نسمع
يا ليومٍ سَطع البدرُ بِهِ / كَانَ قِدْماً فِي دُجاه يَسْطع
هَطع البِشرُ علينا سَرْمداً / فَغَدونا للتهاني نَهْطع
نَجْتليه مذ تَجَلَّى وَلَعاً / وضياءُ البدر طبعاً يُولَع
نقطع الأيامَ شوقاً ومُنىً / ومَسيسُ الشوقِ فينا يقطع
والليالي وَسِعْتنا جَفوةً / بالدهر ضاق فِيهِ الأَوْسَعُ
تَقْرع الأعداءَ فِينا مَضَضاً / كلُّ سنٍّ ظلَّ فينا يُقْرَعُ
صَدْعُ شملٍ أَوْسعتْه غربةٌ / ظل منهُ كلُّ شملٍ يُصْدَع
طالما أرفع كفّي ضارِعاً / علَّ يوماً بالأماني يَضْرع
إن يوماً بالأماني مسرعٌ / ذَاكَ بالأفراح يوم أَسْرَع
دمعتْ عيني سروراً وعَدتْ / كلُّ عين من سروري تَدْمَعُ
خَرَّتِ الأكوانُ طوعاً رُكَّعاً / مذ رأتْ تيمورَ ظلَّتْ تركع
بدرُ تِمٍّ أشرق الأفقُ بِهِ / واستنارت من سماه الأَرْبُع
واستطارتْ فرحاً لما بدا / برِحاب المجد مَلْكٌ أَروعُ
فهنيئاً يَا بني الأوطانِ قَدْ / جُمع الأنسُ وطاب المَجْمَعُ
واطمأنَّ المُلك مسروراً وَقَدْ / كَانَ بالشوق كئيباً يَظْلع
قرتِ الأكوانُ عيناً واستوى / بسرير الملك قرمٌ أَمْنَعُ
غصنُ مجدٍ بالمَعالي مُورِقٌ / ولمثل المجدِ مَن ذا يزرعُ
فاشربوا كأسَ التهاني قَرْقَفاً / إن يومَ البشرِ روضٌ مُمْرِع
وارفعوا أيدي الدُّعا مبسوطةً / إن للداعين أيدٍ تُرفَعُ
إن ذا السلطانَ فينا رحمةٌ / فاشكروا المولى جميعاً واسمعوا
دُمْ بِعزٍّ أَيُّها السلطانُ مَا / لاح برقٌ فِي الدَّياجِي يَلْمَعُ
قال أَرِّخْ فمتى البدرُ بدا / قلت عُدَّ الفضلُ طراً أَجْمع
يَا لَرَكْب قَدْ سَرَوْا
يَا لَرَكْب قَدْ سَرَوْا / وفؤادي قَدْ شَرَوا
رحَموني لَوْ رأوا / ليت شِعري لَوْ دَرَوا
أيَّ قلبٍ مَلَكُوا /
لستُ أنسى مَا جرَى / حين شَدّوا للسُّرَى
نَبَذوني بالعَرَا / وفؤادي مَا درَى
أيَّ شِعْب سَلكوا /
إن عودي قَدْ ذَوَى / سَلبوا مني القُوَى
مذ رَمَوْني بالنوى / حار أربابُ الهوى
في الهوى وارتبكوا /
أهُمُ قَدْ علموا أم / عَراهم صَمَمُ
فالتصابي سَقَم / أَتُراهم سَلِموا
أم تُراهم هلكوا /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025